أنا لا أعترف بالكاتب

أنا لا أعترف بالكاتب، لا أعترف كَوْني كاتبا؛ لأني لا أَكْتُب، بل أُكْتَب، فما يصدُر عني من أدب وفكر ومعرفة؛ وإن بُنِي على معلومات سابقة إلا أن فيها الجديد، وهذا الجديد هو الذي يَكْتُبُني، وهو الذي يمنع عني صفة الكاتب.
فمتى أصير كاتبا؟ هل أقول: لا أدري، لا، بل أقول لن أصير كاتبا لأني لن أتوقف عن جعل نفسي وكياني وعقلي بيد من يَكْتُبُني ويَكْتُب بي، فإن كنت قلما بيد الكاتب، فمن يكون الكاتب إذن؟
ومتى أصير عالما؟ هل أقول: لا أدري، لا، بل أقول لن أصير عالما لأني لن أتوقف عن التعلُّم، فإن كنت متعلما بالضمير اليَوْماوي فمن يكون العالم إذن؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 09 يونيو 2020م