|
ضَحِكَ الربيع‘ إلَى الرُّبا فَتَبسًّمَتْ |
فَكَسَاْ الــرَوابي سُندساً وَزهـُـــورا |
فَغَدتْ تَموُجُ بمَاْ اكْتَسَتْ أَعْطَافهَا |
وَغَــدَاْ الرّبيــع‘ متيــمًا مَــبْهـــــورا |
فَتَـورّدتْ مِنْـهَا الوجَـان‘ فَــزَادَهَـــا |
شَوْقاً لِعَاشِقِ حُسنِها وســـرورا |
فَالشّوْق‘ تبْـدِيهِ الحِسَان‘ تَـــورُّدًا |
فَــوْقَ الـخـدودِ بـشَـارَةً وَنَــذِيـرا |
وَشَدَتْ بَـلاَبل‘ دَوْحـِهَا نَـشْـوَانــةً |
فَـوْقَ الخَمَائِـِلِ وَالغـصـونِ حبـورا |
وَجَرَى النَّسيم‘ بعَـابقَاتِ أَريجــــهِ |
مَــلأ النَّـوَاحِي بَــهْجَـةً وَعُـطورا |
وَالشّمْس‘ أَشْرَقَ نُوُرُهَا في رقــةٍ |
وَالبَــدْر‘ أَوْفَــدَ نـُـورَه‘ مَـشْـكـورا |
وَالنّـجْمُ أَضْحَكَه‘ الغَـمَام‘ بقَطْــــرهِ |
فَغدا يُسـاقِطُ لؤلؤاً منثـــــــــورا |
وَتَـراقَـصَـتْ لجُـج‘ الغَدِيرِ عُذوبَـــةً |
فَـصَفـتْ لِشَـاربِ مَـائِـهَا تَـقْدِيرا |
وَتَهَامَسَتْ فِي اللّيْلِ أَنـات‘ الجَـوى |
إلـفٌ لإلـفٍ وَالسُّكـوُنُ سَـمِيـرا |
وَبَــدَا الزَّمَـانُ لِمَـنْ يَـرَاهُ صَدِيــقنَـا |
حَـتَّـى صَـفَـا لِلعَـالَمِـينَ كَـثِـيـرا |
وَرَنَـتْ عُـيُوُن النــــاظرينَ مَلِـيئَـــةً |
بالبـشْرِ تَهتفُ زِدتنــا تـَنْــــويـرا |
وتبددتْ سُحبُ الصـدودِ فما يُـرى |
إلا المَودةُ والوِصالُ حُضــــــــورا |
خَلَعَ الربيعُ عليهمُ منْ سِـحْـــــرِهِ |
فرأوا بديعاً في الجمــالِ أثـيرا |
وَالكُـلُّ سَبّـحَ ذَا الجَـلاَلِ جَنَـانُـــه‘ |
سُبْـحَانَ مَنْ جَـعَلَ الرّبيعَ أمِـيرَا |
هوُ َفي الفُصُولِ أَمِيرُهَا مِنْ حُسْنِهِ |
فِي كُلِ عَـامٍ نَـلْتَقيهِ شُـهُــــورَا |