عادت زوجة عبد الرؤوف من المستشفى بعدما أدخلوا زوجها الحجر الصّحي , وهي منهارة وخائفة على مصيرها ومصير أطفالها الصّغار , دخلت بيتها ولم تجد فيه شيئًا تقتات به مع صغارها , بقيت تحتضنهم وهي تبكي حتى المساء . بعد آذان المغرب طرقت بابها بنت لا تعرفها , قالت لها : جدّتي تسلّم عليك وتدعوك الآن , تريد أن تقول لك شيئًا , هي عجوز عمياء تعيش بمفردها , قالت لها : هذه ابنة ابني المتوفّى قريبًا , وقد ورثت مزرعته , وجاءت لتسكن معي , الفلاّح سيأتي لها كل يوم بغلّة المزرعة , وستأتيك البنت بقفّة خضار وفاكهة كل يوم .