القتل العمد والقتل الخطأ في ظل جائحة كورونا
القتل العمد والقتل الخطأ في ظل جائحة كورونا
القتل العمد والقتل الخطأ يعاقَب عليه ولكن عقوبتهما ليست هي التي نراها في محاكم الدنيا كلها، بل هي في المحاكم المفقودة والتي يتطلع المسلمون إلى إيجادها وهي المحاكم التي تُحَكِّم شرع الله لا الطاغوت.
وفي ظل جائحة كورونا خصوصا في الأيام القليلة الماضية قُبيْل عيد الأضحى المبارك لسنة: 1441 هـ الموافق لسنة: 2020م سجلنا موتا كثيرا في المستشفيات وفي الطرقات، شهدنا ارتباكا مخزيا في اتخاذ القرارات، شهدنا تصرفات غاية في السفاهة من طرف المسؤولين، شهدنا عدم الاكتراث بالمواطن المغربي، بل شهدنا احتقاره وتغييبه غيابا لا يمكن أن يكون في حق البهائم فكيف به في حق الإنسان المغربي؟
والخلاصة أن جميع ما حصل يتحمل مسؤوليته من اتخذ تلك القرارات ويشاركه من ساعده وصفق له أو خشي من محاسبته وثنيه عن اتخاذها، فكيف يعقل أن تُتَّخذ القرارات بسرعة وهم يتأسون بالأوروبيين؟ أليس في أوروبا حين يراد اتخاذ قرار يمس الشعوب يتم إشعار الناس قبل أسبوع على الأقل؟ لقد خرق الناس حاجزا في ورزازات على مرأى ومسمع من السلطات فهل يراد خلق الفوضى؟ أليس في جعبتك حضرة القارئ المحترم الكثير مما ذكرن لك ومنه عن محطة ولاد زيان بالدار البيضاء ومحطة طنجة وسرقة المواطنين العائدين إلى الوطن ومنع دخول الخضر والفواكه والحوامض إلى طنجة وغير ذلك؟ هل لا يزال هناك عقلية مخزنية في ظل العقلية المتمدنة التي طالت المواطنين رغم أمية الكثير منهم؟ أليس الوعي على الأوضاع لا علاقة له بالأمية؟ هل لمجرد النظر إلى لباس الإنسان ومكانته الاجتماعية يحكم على دونيته؟ أليست الدونية هي لكل من لا يحترم الناس ولا يعطيهم حقوقهم؟
لقد تسببت القرارات في قتل الناس في المستشفيات وعلى الطرقات السيارة وهذا القتل لو كان في ظل التحاكم إلى الشرع الإسلامي وليس إلى الطاغوت لجُرَّ كل من تصرّف بسفاهة إلى المحاكم، أليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ((جناية العجماء جُبار)) أي أن البهيمة إذا تسببت في قتلٍ كأن تقتل إنسانا، أو خسارة كأن تتلف متاعا أو زرعا فإنها لا تعاقب ولكن صاحبها هو الذي يعاقب على فعلة العجماء لأنها بهيمة لا تعقل، هذا شرع ربنا فأين نحن منه؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 30 يوليوز 2020م
رد مع اقتباس