من أسوء الصفات في الإنسان أن يكون نكديًّا ويتعدّى نكده غيره ، والذين يحترفون النكد لايقتصرون على شريحة معينة بل هم موجودون في كثير من شرائح المجتمع ، من أقرباء او أزواج أو جيران ... إلخ
هؤلاء لايقرّ لهم قرار ولايهدأ لهم بال إلا أن يقلبوا حياتك نكدا مثلهم ، ومن صفاتهم :
- تضخيم الأمور وتكبيرها ، فهو يجعل من الحبّة قبة في أمور لا تستحق التكبير ، وأضيف إلى ذلك أنه لو اجتمع في الشخص النكديّ صفة الخبث فإنه في الوقت الذي يستحق إعطاء المشكلة الكبيرة حجمها من التكبير والزعل والوقف عند الحدود تجده يهوّنها ويُمطّطها كي يسحق نفسيتك ، والعكس صحيح .
- اجترار الماضي واستدعاء الذكريات السيئة والتي عثى عليها الزمن بشكل مستمر دائم ، فتراه ينبش كفعل بعض الزوجات التي تنبش المشاكل القديمة مع زوجها كي تحوّل الأجواء الجميلة إلى نكدية .
- تقمّص وحبّ دور الضحية ، وهذا التقمّص مستمرّ ودائم وأنهم مظلومون ومفترى عليهم ، بمعنى لم يقع عليه ظلما ولم يفعل شيئا ، لكنه يحب أن يتقمّص الأدوار وهذا من الأفضل له أن يُخرج المسلسلات ، بدلا من أن يتصنّع في مشاعره ويشحذ الاهتمام ويفتري على عباد الله .
- الشخصنة ، يفهم خطأ في كل مايقرأ ويكتب وأنه هو المقصود ، وبرأيي هنا فرق بين أشخاص يتقصّدون أن يرموا كلاما على إنسان معيّن وهو يعرف أنهم يعرّضون به ثم يحاولون أن يتهمونه بالتوهّم إن تجادل معهم ، وبين من يكون فيه كصفة دائمة مستمرة في فهم كل كلمة أنها عليه ويفهم بشكل معكوس ، وفي كل الأحوال الشخصنة غير جيدة .
- عندما تُبدي رأيا مخالفا لرأيه ، أو لا توافقه أو لم تقف في صفّه لوجهة نظر لديك تخالفه ، يقول أنت تقصدني وتهينني ولاتحبني ولا تدافع عني ، انت عدوّي وتُعين الآخرين عليّ ...!
وإن رجع فترة جيدا معك في علاقته إلا انه لايُؤمنُ له حال فينقلب عليك بالنكد والتنكيد ولايجد متعة إلا في وقت انشغالك أو فرحك أو ألمك ، ولايرتاح إلا بعد رؤية أعصابك تالفة
هؤلاء يضيّعون الأعمار ويستنزفون الجهود ويوتّرون العلاقات ، وكما قلت إن اجتمع في هذا الشخص صفتي النكد مع الخبث والاحتيال ، ففر منه فرارك من الأسد ليس خوفًا إنما حفاظا على هدوء حياتك وسكينتك وطاقتك الإيجابية ، فيكفي أن تمرّ بالإنسان اوقات سيئة ومؤلمة يُخبئ فيها شيء من إيجابيته ، ويأتي هذا الأحمق النكديّ ليبعثرها لك .
فإن كان لك صديق هكذا من الأفضل تجنّبه أوقطع علاقتك به ، وإن كان زوجا أو زوجة فأعانكم الله على إيجاد الحل الأمثل لأن الطلاق ليس بالقرار السهل ، وإن كان قريبا أو من المعارف فاكتفي بالواجب والرسمي ولا تُكثر الجلوس معه.
إضاءة ..
كل نكديّ مزاجي ، وليس كل مزاجي نكديّ .
شكرا لكل نكدي أخبرتنا أفعاله عنه لنفهم من هم مثله فنجتنبهم .
فإمّا يحتفظون بهذه الصفة لأنفسهم ولا يجعلونها تتعدّى غيرهم أو فالافتراق عنهم أفضل .
مُقتبس من الكاتب / خالد المنيف ، مع بعض إضافاتنا .
ليستمتع كل مُنكّد (بفتح الكاف مع التشديد)، وأعاننا الله وإياكم ، وسلامة قلوبكم