أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نازك الملائكة وبحر الموفور ودائرته (دائرة الملائكة)

  1. #1
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.14

    افتراضي نازك الملائكة وبحر الموفور ودائرته (دائرة الملائكة)

    نازك الملائكة وبحر الموفور ودائرته (دائرة الملائكة)

    في عام 1977 أصدرت شاعرة العراق الكبيرة الراحلة نازك الملائكة ديوانها (يغير ألوانه البحر) والذي تضمن قصائدها التي كتبتها عام 1974 , وفي مقدمته تطرقت الشاعرة الكبيرة وإحدى رائدات الشعر الحر إلى بحر جديد أضافته للشعر الحر ووزنه (مستفعلاتن مستفعلاتن) وأسمته فيما بعد (بحر الموفور), وشرحت الشاعرة ما دعاها لهذا الوزن وما رافق بداياتها فيه وما قابلتها من إشكاليات في أول قصيدتين كتبتهما وتجاوزت ذلك في قصيدتها ( نجمة الدم) والتي كتبتها نهاية عام 1975 عن بيروت وما حصل فيها.
    وبالطبع كأي طرح جديد من شاعرة كبيرة ورائدة في الشعر العربي والشعر الحر خصوصا كان لابد لكثير من المجتهدين والنقاد أن يتطرقوا لما طرحته , لكن مع الأسف لم أجد من فهم لما طرحته وبينته في مقدمة ديوانها فبعضهم خلط بينه وبين مخلع البسيط (مستفعلن فاعلن فعولن) وآخرون خلطوا بينه وبين اللاحق (مستفعلن فاعلن فاعلن) والغريب في كثير من هذه المقالات لم تتوخ الدقة في طرح الوزن وفهم الأسباب التي دعت نازك لطرحه وتبنيه.
    وبعض الباحثين كتبوا بعض ما قالته ونسبوه أنه في الصفحة كذا أو كذا وحصرا 84 و85 من كتابها (قضايا الشعر المعاصر) وهذا الكتاب صدر بطبعته الأولى عام 1962 وبطبعته الثانية عام 1965 ولم تتطرق الشاعرة فيه لهذا الوزن لأنها كما قالت في مقدمة ديوانها بدأت النظم عليه عام 1974, والقصيدتان اللتان نظمتهما كان فيهما خروج عما تبنته لكنها تلافت ذلك في قصيدتها (نجمة الدم) عام 1975 ,وهي من أوضحت ذلك في مقدمة ديوانها.
    ولا أريد التطرق لما طرحه هؤلاء المجتهدون والذين لم يناقشوا الموضوع بإيجابية حتى أنني ظننت وفي موضوع آخر في نهاية عام 2015 أن الوزن الذي طرحته هو (مستفعلن فاعلن فاعلن) والذي اختلط مع ما سمي باللاحق , وتبين لي فيما بعد خطأ هذا القول, بعد البحث عن أي نظم للشاعرة عليه أو ما طرحته عن الموفور.
    الشاعرة نازك الملائكة في طرحها الذي أوردته كانت واضحة جدا وأنها تعمدت الوزن الذي طرحته لإضافة مساحة أخرى جديدة للشعر الحر واعتبرته وزنا صافيا أي تفعيلة واحدة معتمدة وهي (مستفعلاتن).
    ولم تنكر الشاعرة أنها اعتمدت على وزن مخلع البسيط لاستنباط هذا الوزن بإضافة حرف آخر له والتعويض عن ثلاث تفعيلات بتفعيلتين لجعله وزنا صافيا يمكن اعتماده في الشعر الحر.
    مستفعلن فاعلن فعولن
    وبتحويل علن إلى فعْلن يكون:
    مستفعلاتن مستفعلاتن * مستفعلاتن مستفعلاتن.
    وتطرقت الشاعرة لمقارنة بين ما طرحته وما يتضمنه منهج الخليل.
    ثم وضعت قالبا من قوالب الشعر الحر باعتماده:
    مستفعلاتن مستفعلاتن
    مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن
    مستفعلاتن
    مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن
    وهذا المقطع من قصيدتها التي التزمت فيها الوزن الذي طرحته كما أوردته في الديوان المذكور بعد أن أوضحت أنها حادت عنه في أول قصيدتين لها واللتان تضمنهما الديوان أيضا.:
    نجمة الدم (1975)
    ***
    بيروتُ غابةْ
    ومن دماءِ القَتلى على جفنِها سَحابةْ
    أينَ تُرى البَحرُ ؟ ,
    كانَ بالأمسِ ها هُنا يا بيروتُ بحرٌ
    تكتبُ أمواجُهُ وتمحو , وينثرُ الشَّذر والغرابَةْ
    يقرأُ تحتَ السَّماءِ في لهفَةٍ كتابَهْ
    كانت هنا زرقة وشمسٌ ... وجاء عصرٌ
    جَبينهُ يمطرُ الكآبْةْ
    وتصرخُ الرِّيحُ, تصرحُ الرِّيحُ , ... في رتابَةْ
    بيروتُ قبرٌ
    بيروتُ قبرٌ
    *******
    وواضح أن الزحافات التي اعتمدتها الشاعرة الخبن والطي في الحشو كما اعتمدت زحافات أخرى في بعض القفلات, ونبهت إلى ضرورة عدم اعتماد أي زحاف عدا الخبن والطي في تفعيلات الحشو وهذا ناتج من تجربتها في القصيدتين الأولى والثانية .
    لأن ما اعتمدته أحيانا من زحافات في القفلات أنتج (مستفعلاتن فعولن فعولن) وتقول الشاعرة أنها اكتشفت ذلك لكنها استساغت الوزن فلم تصحح في القصيدتين إضافة إلى رغبتها في المحافظة على بنيان ما نظمته.
    وعلى أي حال فالشاعرة شرحت وجهة نظرها ومن أين استنبطت الوزن ولماذا ... فلماذا نخلط الأوراق ولماذا لا نعطيها حقها ومكانتها التي تستحقها لما قدمته ؟.
    وبعيدا عن كل الخلط واللغط الذي تم من بعض المجتهدين أو النقاد كان لابد من هذه الوقفة لتقييم عمل الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة.
    وتذكر الشاعرة في باب هوامش وتعقيبات في ديوانها المذكور وانطلاقا من أمانتها الأدبية أنها قرأت لأول مرة للشاعر الكبير معروف الرصافي في قصيدة له حيث ورد فيها :
    ***
    سمعتُ شعرًا للعندليبِ
    تلاهُ فوقَ الغصنِ الرَّطيبِ
    إذ قالَ نفسي نفسي الرَّفيعةْ
    لم تهوَ إلَّا حُسنَ الطَّبيعةْ
    ***
    وكما تقول أن القصيدة ليست من مخلع البسيط إلا في أشطر معينة بل هي (مستفعلاتن مستفعلاتن) وتبين رأيها كما تبين أنها لا تعرف إن كان الرصافي قد تعمد ذلك أم لا, لأنها تعتقد أنه كان له رأي في مخلع البسيط, وتذكر أنه لم يتطرق له في أي من كتبه.
    وأن هذا ما شجعها أيضا على طرح بحر الموفور (مستفعلاتن مستفعلاتن) كوزن صافٍ في الشعر الحر.
    وأنا اعتمدت ما قاله الرصافي لبيان جواز ذلك في الشعر العمودي (بغض النظر إن تعمد الرصافي ذلك أو لم يتعمده, علما بأن البيتين أعلاه لا يمكن تقطيعهما عروضيا وفق وزن المخلع لأن التفعيلة الوسطى ستكون مفعولن – مستفعلن مفعولن فعولن)

    لو افترضنا الآن أن الوزن العمودي هو ما طرحته الشاعرة وكما ورد أيضا في قصيدة الشاعر الكبير معروف الرصافي, وكما شجعها على تبني الوزن للشعر الحر:
    مستفعلاتن مستفعلاتن * مستفعلاتن مستفعلاتن
    والسؤال الذي يطرح نفسه إن كان وزنا عموديا فهل يمكن تدويره ؟
    والجواب نعم أمكن تدوير الوزن وأنتج الأوزان التالية:
    1 - مستفعلاتن مستفعلاتن * مستفعلاتن مستفعلاتن
    2 - مفعولاتتن مفعولاتتن * مفعولاتتن مفعولاتتن
    3 - مفاعيلاتن مفاعيلاتن * مفاعيلاتن مفاعيلاتن
    4 - فاعلاتاتن فاعلاتاتن * فاعلاتاتن فاعلاتاتن
    مستفعلاتن مستفعلاتن * مستفعلاتن مستفعلاتن
    وإذا أردنا أن نأخذها وفق ما طرحته سابقا أن كل الشعر العربي يمكن تقطيعه إلى (فعولن فاعلن فعلن)
    1 - فعلن فعولن فعلن فعولن * فعلن فعولن فعلن فعولن
    2 - فعلن فاعلن فعلن فاعلن * فعلن فاعلن فعلن فاعلن
    3 - فعولن فعلن فعولن فعلن * فعولن فعلن فعولن فعلن
    4 - فاعلن فعلن فاعلن فعلن * فاعلن فعلن فاعلن فعلن
    فعلن فعولن فعلن فعولن * فعلن فعولن فعلن فعولن
    وهنا ستكون هذه الدائرة الخاصة بما طرحته نازك الملائكة اعتمادا على بحر الموفور باسم (دائرة الملائكة) تخليدا لها ولدورها الريادي في الشعر الحر.
    أما عن التفعيلات الناجمة وصلاحيتها فمراجع العروض أوردت :
    متفاعلاتن , مستفعلاتن (بترفيل التفعيلتين)
    كما أورد الأستاذ العروضي الدكتور صالح عبد ربه أبو نهار في كتابه الموسوم (الرؤية الجديدة لموسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه فصيحه وشعبيه) من خلال استعراض الأنفاس الشعرية لكل وزن وتفعيلة وقد وردت كل التفعيلات التي نتجت عن الدائرة في ما أورده واعتبرها أنفاسا مهملة في الشعر العربي القديم عدا (متفاعلاتن , مستفعلاتن)
    وأضيف أن الشعر الشعبي العراقي تضمن أوزانا كثيرة تضمن أحدها وزن سمي (خايف عليهه) (مستفعلاتن مستفعلاتن , مستفعلن مستفعلن , مستفعلاتن)
    وعلى سبيل المثال ما غناه الراحل ناظم الغزالي :
    خايف عليهه تلفان بيهه
    شامة ودكة بالحنج
    من يشتريهه
    وأخيرا فإنني أبين هذه الحقائق حفاظا على حق الشاعرة فيما ابتكرته وحاولت بعض الأقلام بوعي أو بدون وعي طمس الحقائق والإبتعاد عن جوهر ما طرحته بل وخلطه مع أوزان أخرى كمخلع البسيط أو وزن اللاحق .
    وأدعو لقراءة ما كتبته الشاعرة بدقة خاصة ما ورد في مقدمة ديوانها وفي باب هوامش وتعقيبات الملحق بديوانها.
    ودعونا من مخلع البسيط ومخلع المنسرح , ودعونا نناقش ما أضافته الشاعرة نازك الملائكة من تفعيلة صافية للشعر الحر , أما من يتحدث عن العمودي فعليه أن يتوجه بالسؤال لشاعر العراق الكبير معروف الرصافي ويسأله كيف نظم قصيدته على وزن بحر الموفور كما أسمته الشاعرة نازك ضمن قصيدة له .
    رحم الله شاعرة الإبداع الكبيرة نازك الملائكة ورحم الله شاعر العراق الكبير معروف الرصافي.
    وأضع مرفقا:
    1 – مخطط بحر الموفور ودائرة الملائكة, وتظهر فيه أرقام الأوزان الناتجة من التدوير.
    2 – مخطط للتقطيع العروضي لمطلع قصيدة نازك الملائكة التفعيلية (نجمة الدم)
    ويظهر فيه باللون الأحمر مواقع زحاف مستفعلاتن بالخبن
    3 – مخطط للتقطيع العروضي لبيت معروف الرصافي على بحر الموفور.
    ويظهر باللون الأحمر موقع زاحاف الخبن في مستفعلاتن.
    4 – لوحة تقطيع باعتماد فعولن فاعلن فعلن , وتظهر فيه أرقام الأوزان الناتجة من التدوير.
    وقد اعتمد رسم المخطط البياني أيضا بتقطيع الأبيات بالفصل بين التفعيلات, ويمكن المقارنة مع كافة المخططات حيث تؤكد تطابقها.
    وفي الجزء الثاني سأبين الفرق بين الموفور والمخلع اعتمادا على قصيدة للشاعرة نازك الملائكة.

    وأرحب بأي نقاش وحوار حول الموضوع.

    تحياتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 26-08-2020 الساعة 01:54 PM

  2. #2
  3. #3
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.14

    افتراضي

    نازك الملائكة وقصيدة جزيرة الوحي وبحر الموفور
    قصيدة جزيرة الوحي لشاعرة العراق الكبيرة الراحلة وإحدى رائدات الشعر الحر والتي ضمنتها في ديوانها الجزء الأول ص 226 , ولم يذكر متى نظمتها, لأنني كنت أود أن أعرف هل نظمتها قبل أو بعد تبنيها لبحر الموفور (مستفعلاتن مستفعلاتن) وما بينته في مقدمة ديوانها (يغيِّر ألوانه البحر) عن الوزن وما نظمت عليه.
    ولأن أسلوب النظم يحتمل رؤيتين أحببت أن أطرحهما مع القصيدة, وأترك القرار لكم.

    جزيرة الوحي

    خذني إلى العالم البعيدِ


    يا زورقَ السِّحرِ والخلودِ


    وسرْ بقلبي إلى ضفافٍ


    توحي إلى القلبِ بالقصيدِ


    جزيرةُ الوحي , من بعيدِ


    تلوح كالمأملِ البعيدِ


    الرمل في شطّها نديّ


    يرشفُ من دجلةِ البرودِ


    والقمرُ الحلو في سماها


    أمنيّة الشاعرِ الوحيدِ


    فلتسرْ يا زورقي بروحي


    قد آن أن يستفيق عودي


    وآن للشعر أن يغنّي


    بالحلم الضاحكِ الشرودِ


    حلمي , وقد صغته نشيدا


    يهشّ من سحره وجودي


    شاعرتي حدّقي فهذي


    جزيرة الشعر والنشيدِ


    لاحت على البعد ضفّتاها


    أمنّية العالم الجديدِ


    إن لهت المقلتان عنها


    صاحت بها الأمنيات : عودي


    فلتبسمي , يا ابنة الأغاني


    للشاطىء الساحر المديدِ


    ولتوقفي الزورق المعنّى


    تحت شعاع السنا البديدِ


    العود والشعر والأماني


    شاعرتي , فاصدحي وزيدي


    قد ضحك العمر واستنامت


    عواصف اليأس والنكودِ


    وانقلب اليأس بشريات


    وامنيات , فأيّ عيدِ

    ومن استقراء عروضي لقصيدتها أطرح رأيين فيها:
    الأول :
    أن وزن القصيدة هو من مخلع البسيط :
    مستفعلن فاعلن فعولن * مستفعلن فاعلن فعولن
    وهو وزن المطلع:
    · * خُذني إلى العالَمِ البَعيدِ يا زورَقَ السِّحرِ والخُلود
    /ه/ه//ه , /ه//ه, //ه/ه * /ه/ه//ه , /ه//ه , //ه/ه
    مستفعلن فاعلن فعولن * مستفعلن فاعلن فعولن

    وبالطبع (فعولن) هي تفعيلة ليس فيها وتد مجموع بل هي ناتجة من مستفعلن وهي عروضة وضرب مجزوء البسيط:
    مستفعلن فاعلن مستفعلن * مستفعلن فاعلن مستفعلن

    ومستفعلن في الأعاريض والضروب مقطوعة أولا أي بقطع رأس الوتد لتصبح (مفعولن) ثم بخبنها بحذف الساكن الثاني فتصبح (فعولن) وهي المركبة من (سبب مزاحف + سبب خفيف + وتد مقطوع) أي ( / , /ه, /ه)
    وأجيز أن تكون الأعاريض كالضروب وهذا ما ورد في مراجع العروض المعتمدة بالرغم من أن العلل لا تكون في الأعاريض إلى في التصريع لكن القاعدة هنا شذت.
    ومن الملاحظ في القصيدة أن الشاعرة التزمت بمزاحفة مستفعلن الأولى فقط فجاءت مخبونة (متفعلن) أو مطوية (مفتعلن) , ولم تعتمد أي زحاف في التفعيلة الثانية (فاعلن) بالرغم من جواز الخبن فيها.
    وربما تعمدت الشاعرة ذلك خاصة وأنها طرحت تفعيلة الموفور (مستفعلاتن) واعتمدتها في الشعر الحر كما بينت ذلك في الجزء الأول.

    الرأي الثاني:
    إن الشاعرة اعتمدت في هذه القصيدة أسلوبا لطرح وجهة نظرها في مستفعلاتن انطلاقا من وزن مخلع البسيط وأعتقد أنها أرادت توضيح الفرق بين الوزنين :
    وهذا ما دعاني لإعادة تقطيع المطلع وفق ما طرحته الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة:

    * خُذني إلى العالَمِ البَعيدِ يا زورَقَ السِّحرِ والخُلود
    /ه/ه//ه/ه , //ه//ه/ه * /ه/ه//ه/ه , //ه//ه/ه
    مستفعلاتن متفعلاتن * مستفعلاتن متفعلاتن

    واعتمدت الشاعرة في كل أبيات القصيدة خبن مستفعلاتن الثانية بحذف الساكن الثاني لتصبح متفعلاتن
    كما اعتمدت الخبن والطي في التفعيلة الأولى .
    علما بأنها ذكرت أن الفرق بين الوزنين هو حرف واحد كما بينت ذلك في الجزء الأول, وهو إضافة حرف ساكن للتفعيلة الثانية التي اعتبرت مخبونة في الموفور بينما هي سالمة في المخلع.

    ويمكن توضيح ذلك بالمخطط البياني للحالتين اللتين ذكرتهما :

    اللوحة الأولى تبين أن البيت خلا من أي زحاف وجاء مطابقا لوزن المخلع المعتمد
    اللوحة الثانية والتي وضع تقطيعها وفقا لبحر الموفور تبين باللون الأحمر موقع زحاف الخبن في التفعيلة الثانية.
    وأترك اختيار وزن وبحر القصيدة لشعرائنا .
    وإلى الجزء الثالث مع قصيدة لشاعر العراق الكبير معروف الرصافي, والذي سيكون مفاجأة للجميع.

    يمكن مشاهدة المخططات على هذا الرابط

    https://web.facebook.com/groups/rabi...5520621189708/

    تحياتي وتقديري

  4. #4
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.14

    افتراضي

    بحر الموفور بين معروف الرصافي ونازك الملائكة

    أشارت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة في هوامش وتعقيبات ديوانها (يغيرألوانه البحر)
    إلى قصيدة للشاعر الكبير معروف الرصافي (سمعت شعرا للعندليب) وذكرت أن القصيدة حين نشرت في المجلات العراقية آنذاك أثارت نقاشات عديدة حولها فمنهم من قال أن الرصافي خرج عن وزن مخلع البسيط بينما اقترح آخرون تسمية الوزن (مستفعلاتن مستفعلاتن) كبحر جديد, وتقول الشاعرة نازك أن الرصافي ابتدأ بهذا الوزن لكنه في بعض (الأشطر) عاد لوزن المخلع, وأنها ناقشت موضوع القصيدة مع طلابها في جامعة البصرة حينها. (ورأيي في هذا أنه لم يعد لوزن المخلع بل زاحف مستفعلاتن الثانية بالخبن في بعض الأشطر لأنه لم يخل بالوزن الذي اعتمده)
    وتقول أيضا أن ما طرحه الرصافي هو ما شجعها لتبني طرح وزن جديد يضاف للأوزان الصافية للشعر الحر وهو (مستفعلاتن مستفعلاتن) وسمته (بحر الموفور) ولم تتحدث عن جواز استخدامه في الشعر العمودي,لأن الشاعر الكبير معروف الرصافي تحدث عن ذلك بقصيدة. وحاولت أن تبحث إن كتب شيئا عنه ولم تجد كما حاولت الإستفسار من أصدقاء مقربين له إن كان قد ذكر شيئا عنه لكن لم تحظ بأية إجابة.
    ولن أتحدث عن تجربتها والتي شرحتها في الجزء الأول لكن سأستعرض قصيدة شاعر العراق الكبير معروف الرصافي.
    فالقصيدة كما هي في أدناه
    سمعت شعرًا للعندليب (معروف الرصافي)
    *******
    سمعتُ شعرًا للعندليبِ * تلاهُ فوق الغصنِ الرَّطيبِ
    إذ قالَ نفسي نفسٌ رفيعةْ * لم تهوَ إلّا حسنَ الطبيعةْ
    عشقتُ منها حُسنَ الرَّبيعِ * أحسنْ بذاكَ الحسنِ البديعِ
    فالعيشُ عندي فوقَ الغصونِ * لا في قصورٍ ولا حصونِ
    أطيرُ فيها من فرطِ وجدي * من غصنِ وردٍ لغصنِ وردِ
    وفي فروعِ الأشجارِ بيتي * فالظِّلُّ فوقي والزَّهرُ تحَتي
    فسَلٍ نَسيمَ الأسحارِ عنّي * كم هزّ عطفُ الأغصانِ لَحني
    وسلْ بِشَدوي زهرَ الرِّياضِ * أنِّي بحكمِ الأزهارِ راضِ
    فكم زهورٍ لِما أفوهُ * أصغَتْ وقالتْ لا فُضّ فوهُ
    يا قومُ إنِّي خُلقتُ حرّاً * لمْ أرضَ إلَّا الفَضا مَقَرّا
    فإنْ أردتُم أنْ تؤنِسوني * ففي المَباني لا تَحبِسوني
    وإن أردتُم أنْ تُنطقوني * فَأطلِقوني, فَأطلِقوني
    *******
    والتقطيع العروضي للقصيدة:
    سمعتُ شِعرًاا للعندليبِ (متفعلاتن مستفعلاتن)
    تلاهُ فوقَ الغصنِ الرَّطيبِ (متفعلاتن مستفعلاتن)
    إذ قالَ نفسي نفسٌ رفيعةْ (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    لم تهوَ إلَّا حسنَ الطبيعةْ (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    عشقتُ منها حسنَ الرَّبيعِ (متفعلاتن مستفعلاتن)
    أحسِنْ بذاكَ الحُسنِ البديعِ (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    فالعيشُ عندي فوقَ الغصونِ (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    لا في قصورٍ ولا حصونِ (مستفعلاتن متفعلاتن)( مستفعلن فاعلن فعولن) 1
    أطيرُ فيها من فرطِ وجدي (متفعلاتن مستفعلاتن)
    من غصنِ وردٍ لغصنِ وردِ (مستفعلاتن متفعلاتن) (مستفعلن فاعلن فعولن)2
    وفي فروعِ الأشجارِ بيتي (متفعلاتن مستفعلاتن)
    فالظِّلُّ فوقي والزَّهرُ تحتي (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    فسلْ نَسيم الأسحارِ عنّي ( متفعلاتن مستفعلاتن)
    كم هزّ عطفُ الأغصانِ لحني ( مستفعلاتن مستفعلاتن)
    وسلْ بشدوي زهرَ الرِّياضِ (متفعلاتن مستفعلاتن)
    أني بحكمِ الأزهارِ راضِ (مستفعلاتن مستفعلاتن)
    فكم زهورٍ لِما أفوه (متفعلاتن متفعلاتن) (متفعلن فاعلن فعولن)3
    أصغَت وقالت لا فُضّ فوهُ (متفعلاتن مستفعلاتن)
    يا قومُ إني خُلقت حُرًّا (مستفعلاتن متفعلاتن) (مستفعلن فاعلن فعولن)4
    لم أرضَ إلَّا الفَضا مَقرّا ( مستفعلاتن متفعلاتن) ( مستفعلن فاعلن فعولن)5
    فإنْ أردتُم أن تؤنِسوني (متفعلاتن مستفعلاتن)
    ففي المَباني لا تحبِسوني (متفعلاتن مستفعلاتن)
    وإن أردتُم أن تنُطقوني (متفعلاتن مستفعلاتن)
    فأطلِقوني, فأطلِقوني (متفعلاتن متفعلاتن) (متفعلن فاعلن فعولن) 6
    ومن استعراض القصيدة وتقطيعها نلاحظ ما يلي:
    1 – أن الأشطر التي يمكن تقطيعها وفق وزن المخلع هي 6 فقط .
    2 – أن الأشطر التي هي من المخلع أشطرها الأخرى هي على وزن (مستفعلاتن مستفعلاتن) عدا الشطرين 4 و 5 فهما يشكلان بيتا واحدا, لذا لايمكن اعتبار القصيدة على مخلع البسيط.
    3 – أن كافة الأعارض والضروب جاءت بوزن مستفعلاتن عدا ضرب الشطر الأخير جاء مخبونا أي (متفعلاتن)
    4 – القصيدة بأكملها يمكن أن تعتبر على وزن (مستفعلاتن مستفعلاتن) أما السبب الرئيسي في ظهور المخلع فهو خبن مستفعلاتن الثانية وهذا ما أشارت له الشاعرة نازك الملائكة أن الفرق بين الوزنين هو حرف واحد.
    وكما ذكرت سابقا أنها نظمت قصيدتين تفعيليتين قبل (نجمة الدم) اعتمادا على بحر الموفور لكنها اكتشفت أن الوزن في بعض المقاطع تحول إلى (مستفعلاتن فعولن فعولن) لكنها استساغت الوزن فلم تغير وهذا ناتج من مزاحفات اعتمدتها في القفلات والتي أدت لذلك, ولهذا أوصت الشعراء الذين يرغبون في النظم عليه بالمحافظة على الوزن الأصلي بالزحافات المقبولة التي اعتمدتها في (نجمة الدم), علما بأن قصيدتيها الأولى والثانية هما (زنابق صوفية للرسول) و (تمتمات في ساحة الإعدام) واللتان تضمنهما ديوانها المذكور.
    5 – لا يمكن التقطيع وفق وزن المخلع في القصيدة إلا في بيت واحد مما يعني أننا لا يمكن أن نعتبرها من مخلع البسيط بل هي على وزن الموفور حيث يمكن تقطيع كافة الأبيات عليه.
    6 – الشاعر الكبير معروف الرصافي اعتمد نسقا جديدا في قصيدته وهو اختلاف الروي في كل بيت مع كون كل بيت مصرعا أي أن عروضته تطابق ضربه وزنا ورويا.
    من هنا يتضح أن الشاعر معروف الرصافي هو أول من نظم شعرا عموديا على وزن الموفور حسب تسمية نازك الملائكة له, لكنه لم يتطرق للوزن ولم يذكر ذلك في كتبه التي نشرها كما تقول نازك الملائكة.
    وشاعر كبير كالرصافي لا يمكن لنا أن نقول أنه أخطأ في الوزن وأنه خرج عن وزن المخلع , بل أن ما نظم عليه هو وزن جديد وربما استساغ إيقاعه من الشعر الشعبي العراقي والذي يرد فيه (مستفعلاتن مستفعلاتن) وكما أعطيت سابقا مثالا وهو أغنية (خايف عليههْ تلفان بيههْ)
    والوزن كما يظهر من نظم الرصافي وزن غنائي بامتياز.
    من هنا يمكن أن نستعرض هذا الوزن الجديد:
    1- الوزن الأساس مستفعلاتن مستفعلاتن وهو بحر الموفور كما أسمته الشاعرة نازك الملائكة وهو بحر من أربعة أوزان نتجت من تدويره كما سبق وبينت ذلك في الجزء الأول.
    2- يجوز في مستفعلاتن الأولى الخبن والطي دون تأثير على الوزن.
    3- في حالة خبن مستفعلاتن الثانية كما فعل الرصافي يظهر وزن المخلع, فوزن (مستفعلاتن متفعلاتن) يكافئ ( مستفعلن فاعلن فعولن) كما هو واضح أعلاه.
    4 – في حالة حذف التاسع الساكن من أول تفعيلة يصبح الوزن ( مستفعلات مستفعلاتن) ويمكن إعادة قراءته (مستفعلن فعولن فعولن) , وهذا متروك لذائقة الشعراء.
    5- والطريف هو لو اجتمع حذف تاسع التفعيلة الأولى مع خبن الثانية ( مستفعلاتُ متفعلاتن) فهذا يكافئ (مستفعلن فعِلن فعولن) وهو من المخلع .
    6- أما لو زاحفنا التفعيلتين بالطي لتصبحا (مفتعلاتن مفتعلاتن)... يمكن إعادة قراءة الوزن (فاعلُ فعْلن فاعلُ فعْلن) وهذا إيقاع من الخبب.
    7 – وما أجازه الرصافي لنفسه كوزن لا يمكن أن نقول عنه أنه لا يجوز فالرصافي مرجع كبير في الشعر , وهو من خلال نظمه أجاز أيضا خبن مستفعلاتن الثانية.
    8 – وأجازت الشاعرة نازك الملائكة الخبن والطي في مستفعلاتن واعتمدت بعض قفلاتها في الشعر الحر (مستفعلاتْ) أو (متفعلاتْ)
    ولتوضيح المخطط البياني للبحر اخترت بيتين الأول هو الثاني في القصيدة حيث ورد سالما من الزحافات والثاني هو البيت الذي ورد فيه زحاف الخبن في تفعيلة مستفعلاتن الثانية في الشطرين.
    وهو البيت العاشر في القصيدة والوحيد الذي يمكن تقطيعه بشطريه وفق وزن مخلع البسيط , لكنني لم أفعل ذلك بل تم تقطيعه وفق وزن الموفور , فالتقطيع وفق وزن المخلع فيه إجحاف للشاعر الكبير معروف الرصافي , وعلينا أن نفهم جيدا ما طرحه ولماذا طرحه .
    البيت الأول:
    إذ قالَ نفسي نفسٌ رفيعةْ * لم تهوَ إلّا حسنَ الطبيعةْ
    مستفعلاتن مستفعلاتن * مستفعلاتن مستفعلاتن
    ويظهر المخطط سلامة التفعيلات من أي زحاف
    البيت الثاني:
    يا قومُ إنِّي خُلقتُ حرّاً * لمْ أرضَ إلَّا الفَضا مَقَرّا
    مستفعلاتن متفعلاتن * مستفعلاتن متفعلاتن
    ويظهر المخطط باللون الأحمر زحاف الخبن في تفعيلة مستفعلاتن الثانية في كل شطر.
    ومع الأسف الشديد لم تحظ هذه القصيدة بالإهتماه المطلوب من قبل العروضيين أو المجتهدين أو النقاد, بينما كان لابد من تسليط الضوء عليها.
    فإن أجاز شاعرنا الكبير معروف الرصافي النظم على هذا الوزن , فهل نقول أنه أخطأ قبل أن تخطأ نازك الملائكة, ولا يجوز هذا الوزن في العمودي أو الحر؟
    وإن نظرنا للتقطيع بعدم اعتماد مستفعلاتن سيكون عندنا موضوع آخر مهم أيضا:
    مستفعلاتن مستفعلاتن
    يمكن إعادة صياغتها إلى :
    مستفعلن مفعولن فعولن
    وهنا يظهر لدينا ما يلي:
    بطي مفعولن سيكون الوزن:
    مستفعلن فاعلن فعولن (وهو المخلع)
    بمعنى آخر وما دام المخلع يثير كثيرا من التساؤلات فيمكن ببساطة نسبه للموفور, ويقرأ الوزن:
    مستفعلاتن متفعلاتن * مستفعلاتن متفعلاتن
    لأن نسبه للبسيط يعني موافقتنا على مجيء علة في الأعاريض والعلة هي قطع رأس الوتد , بينما لم تجز م العلة في أعاريض البسيط المقطوعة واقتصر ذلك على التصريع,
    فوزن مخلع البسيط هو : مستفعلن فاعلن مستفعلن
    ثم قطعنا الوتد وهذه علة لم تجز في البسيط التام بضرب مقطوع عدا التصريع.:
    مستفعلن فاعلن مفعوالن
    ثم خبنا مفعولن ليصبح الوزن:
    مستفعلن فاعلن فعولن
    وهذه واحدة من إشكالات العروض في بعض الأوزان وخاصة المتقارب., وبعض الأوزان الأخرى.
    وإننا إن أجزنا العلة في الأعاريض بدون تصريع فالسؤال الذي يطرح نفسه :
    لماذا لا نعتمد فعلاتن في أعاريض الكامل ونعتمد فعْلن المقطوعة في أعاريض البسيط ونعتمد فعولن وهي من حذف سبب من مفاعيلن في أعاريض الطويل وغيرها كثير ؟ علما بأن المخططات البيانية تظهر تناسق الشطرين في هذه العلل في الأعاريض.
    وفي الخلاصة أود أن أبين ما يلي:
    1 – أن شاعر العراق الكبير معروف الرصافي قد سبق الشاعرة الرائدة نازك الملائكة بأكثر من أربعة عقود في النظم عموديا على وزن (مستفعلاتن مستفعلاتن) كما اعتمدته باسم بحر الموفور.
    2 – أن الشاعرة الرائدة نازك الملائكة هي أول من أطلق تسمية بحر الموفور ووزنه (مستفعلاتن مستفعلاتن) واعتمدته كبحر ذي تفعيلة صافية في الشعر الحر ونظمت عليه .
    3 – إن اعتمدنا الوزن والبحر فالأولى أن نلحق به ما يسمى (مخلع البسيط) لورود أشطر وبيت منه في قصيدة الشاعر الكبير معروف الرصافي.
    رحم الله شاعر العراق الكبير معروف الرصافي ورحم الله شاعرة العراق ورائدة الشعر الحر نازك الملائكة ويبقيان علمين من أعلام الشعر العربي.
    فما رأي شعرائنا بهذا الوزن الجديد الذي اعتمده معروف الرصافي ونازك الملائكة ؟

    للإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط التالي :

    https://web.facebook.com/groups/rabi...1847769556993/

    تحياتي وتقديري