الشاعر غازي المهر وأحذ الرجز

قراءة عروضية في قصيدة الشاعر غازي المهر (صوتي لمن)
صوتي... لمن
من يستحق صوتٍي الأغلى؟
ممن بدت أخلاقهم فضلى
تظاهروا بالنبلِ والحسنى
فهل تراهم أحسنوا الفعلا؟
فإنني ما بعته صوتي
ولم يكن في السوق سهلا
أنى لنا من نائبٍ يسعى
بصدقه ليخدم الأهلا؟
هيهات ...فيمن همه فتكٌ
في أمةٍ فيها أمعن النشلا
ومن جيوبنا مضى سلبا
وفي جنى خيراتنا أبلى
لم يكترث لحالنا يوما
أهواؤه من برّنا أولى
دوما لمدّ جاهه يمضي
لم يدخر من حرصه بذلا
لا ...لن أبيع مبدأي الأبهى
أقولها بصوتِي الأعلى
فلتنطلق عنّي ...فإني لن
أسعى إليك يا لظى البلوى
غازي المهر

من خلال الإطلاع على القصيدة أعلاه لمعرفة الوزن الذي نظمت عليه فهو:
مستفعلن مستفعلن فعْلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن
وجاءت الأعاريض (فعْلن والضروب (فعْلن)
والسؤال الذي يطرح نفسه: على أي بحر هذه القصيدة :
بالطبع نعرف أن هناك بحرين يتشكلان من تفعيلتي مستفعلن وتفعيلة ثالثة وهما :
الرجز : مستفعلن مستفعلن مستفعلن
السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلن ( وسأستبعد سريع المشتبه لأنه غير موجود أصلا)
وقد سبق وأن عرضت وجهة نظري في السريع وعدم عائديته لدائرة المشتبه بل نتج من تدوير الوزن مستقلا.
ورد في مراجع العروض أن السريع يمكن أن يأتي سالما:
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن
وبعروضة سالمة وضرب مقطوع:
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن
وبعروضة مخبونة وضرب مخبون :
مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعِلن
وبعروضة مخبونة وضرب مقطوع:
مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن
ولم يأت بعروضة مقطوعة وضرب مقطوع.
أي أن السريع لم يغط القصيدة أعلاه لأن العروضة جاءت كالضرب مقطوعة
ولم يجز مجيء الأعاريض (فعْلن) إلا في التصريع كما هو في البسيط.
فإذا اعتبرنا البحر هو كما طرحته :
إذن هذا الوزن كما قلت لم يأت في السريع أو أي بحر آخر حسب علمي.
ولأن شاعر كبير كالشاعر غازي المهر استساغت ذائقته الشعرية هذا الوزن كما اطلع عليه كثير من الشعراء ولم يعترض أحد عليه وهذا يعني أن الوزن مستساغ وتقبلته ذائقتهم الشعرية, وهذا يدعونا للبحث عن سند عروضي لهذا النظم بصورة منطقية.

الوزن يجاري ما حدث في الكامل بضربه الثالث وهو الحذو بحذف الوتد المجموع ليكون الوزن:
متفاعلن متفاعلن فعِلن * متفاعلن متفاعلن فعِلن
وأنا هنا سأطبق قاعدة الحذو على الرجز:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وبالحذو:
مستفعلن مستفعلن فعْلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن
وهذا ينطبق على وزن القصيدة.
أي أن القصيدة هي على وزن أحذ الرجز وهو نظم جديد يطرح.
ولو كانت بعض التفعيلات متفاعلن والعروضة والضرب (فعْلن) لأمكن القول أن الوزن من أحذ الكامل المضمر أي أن الأعاريض والضروب هي (فعْلن) بحذو وإضمار متفاعلن, لكن لم تأت أي تفعيلة من الكامل.
وجاءت القصيدة على هذا الوزن أحذ الرجز , وأجيز فيه زحاف الخبن والطي في تفعيلة الرجز, والشاعر التزم فقط بالخبن في بعض الأبيات.
وتم وضع المطلع في لوحة تقطيع عروضي :
من يستحق صوتٍي الأغلى؟ * ممن بدت أخلاقهم فضلى
مستفعلن متفعلن فعْلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن
سالم , مخبون , أحذ * سالم , سالم, أحذ
ولو لم يلتزم الشاعر بالأعاريض الحذاء وجاء بها مخبونة لكان الوزن من السريع والمطلع مصرع, لكنه التزم بكافة الأعاريض في القصيدة كما هي الضروب وهذا يجعل الوزن من أحذ الرجز.
ويظهر المخطط باللون الأحمر موقع زحاف الخبن في تفعيلة مستفعلن الثانية في الشطر الأول.
وسؤالي هنا : هل هذه القراءة والإستنتاج منطقيان أم لا ؟
تحياتي وتقديري

وللإطلاع على لوحة التقطيع يمكن فتح الرابط التالي :

https://web.facebook.com/groups/rabi...0982079310228/