سأتقمص اليوم دور محلل وناقد كروي فلا تستغربوا. لنعتبرها سمراً في ليلة رمضانية طيبة.
لعل الكثير ممن يهتمون بالرياضة يوافقني الرأي بأن فريق ريال مدريد الأسباني هو الفريق الأكثر شهرة وغنى وتميزاً ، ويمكن اعتباره ببساطة بأنه "منتخب العالم" لما يضم في فريقه من لاعبين هم الأشهر والأمهر والأقدر في عالم الكرة في هذا الزمان. لقد جمع فريق ريال مدريد نخبة لاعبي الكرة من كل دول العالم ، واختار من كل منتخب بلد نخبة ما فيه حتى بات كما أشرت فريق نخبة النخبة ومنتخب العالم ، فمن زيدان الفرنسي ، إلى رونالدوا وروبرتو كارلوس البرازيليين ، إلى لويس فيجو البرتغالي ، إلى بيكهام وأوين الإنجليزيين ، إلى آخر هذا العقد الفريد من لاعبي الكرة.
ورغم هذه الأسماء الكبيرة والتكاليف الباهظة والسمعة الطيبة إلا أنه لم يحقق ما يتوقع منه. بكلمات أخرى ؛ هو فريق يحقق الإعجاب ولا يحقق الأهداف. ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة هو ... لماذا؟؟ وكيف تنتصر عليه فرق أقل منه قدراً وقدرة ، بلاعبين صغارٍ مغمورين نسبياً وغير مكلفين ماديا؟؟
الجواب يتلخص ببساطة في أمرين أساسيين:
1- الأستاذية التي يشعر بها كل لاعب ؛ فيرى أنه هو ولا سواه ؛ وأن قدراته ومهاراته هي الأفضل ، وهي التي يجب أن تظهر وتمدح وتقدر. يشعر كل لاعب أنه كل الفريق وما الآخرون حوله إلا حاشية ومعاونين. إن هذه الإستاذية أفقدت النادي العمل بروح الفريق والتعاون المخلص لتحقيق الأهداف والفوز بما خطط له.
2- انعدام الإحساس بالمسؤولية الجماعية ولا حتى الفردية من كل لاعب "أستاذ" بمصلحة الفريق أو بالمصلحة العامة للجميع ، بل ينحصر اهتمامه في "الأنا" المتمثلة فيه كأستاذ ونجم لا يقبل إلا التصفيق ولا يتقبل حتى مجرد العتب أو قليل النقد فهو فوق هذا وذاك. إنه يقدم مصلحته على مصلحة فريقه ولا يهمه إلا أن يبرز مهارته في الاختراق والتسديد والمراوغة ، وارتفاع سعره في بورصة اللاعبين.
بهذا ، ولهذا يتلقى فريق ريال مدريد فريق النجوم والأساتذة الهزيمة تلو الأخرى ويعجز عن تحقيق أقل ما يتوقع منه على المستوى الجماعي ، وتتفوق عليه فرق صغيرة بلاعبين عاديين ولكنهم لاعبون مجتهدون مثابرون ، يلعبون بروح الفريق ويسعون إلى تحقيق الأهداف جميعاً يداً بيد وقلباً على قلب ، منكرين الذات وحريصين على الإنجاز الذي به يشعرون بمكانهم ومكانتهم.
هل قلت إن ثمة علاقة بين فريق ريال مدريد ورابطة الواحة الثقافية؟؟
تحياتي