دكتور محمد عبدالله كبلو... السيطرة على العالم جماليا
كتب/صديق الحلو
نبض العقول المشرقة كتاب دكتور محمد عبد الله كبلو. رحلة مثيرة في متاهات الحياة ودهاليزها للبحث عن الحقيقة في246 صفحة. إصدار 2020.
الشهداء صنعوا باجسادهم سلما لنا نرتقي درجاته إلى الأعالى حيث الوطن الذي ننشده والمستقبل الذي لايبارح قط أحلامنا... الأفكار دائما تأتي بالأدلة التي تثبت صحتها. كتب دكتور كبلو كتابة بذهن ثاقب وخيال وثاب واحساس نابض بالحياة. غاص في المضامين وخرج لنا بالدرر. الإشارات والدلالات جعل لدينا استعداد نفسي لتقبل تساؤلاته التي تقود لمزيد من الأسئلة والتحليل. يعرف د/كبلو عناصر الفكرة ومكوناتها وذاك المعنى الذي يلامس الوجدان والافئدة. لقد استعمل المنهج الفني. التاريخي. والنفسي. في أسلوب كامل الدسم.
السعادة لاتكون بالوصول إلى القمة وإنما بالاستمتاع بكل لحظة في رحلة الصعود إليها. هناك سخرية في الكتابة عن الحب والحزن والسعادة. الشر والقبح والجمال. كتابة وجودية تتحدث عن الكون والمجتمع. قال في ثنايا هذه الدهاليز :
رأيتك فرأيت بابا إلى الحب لم يطرق بعد.
لهفة عطشي لاترتوي
رغبة عارمة لاتشبع..
حزن متربص ليلج فؤادي.
متاهة شوق لاخروج منها.
انها السيادية ياصديقي. سادية المعشوق وخضوع العاشقين. مراعيا البيئة. الطبيعة والأخلاقية لإنسان السودان. العادات والتقاليد والأساليب الشائعة. مستعمل البنيوية في اعتمادها على الانفعال والأحكام الوجدانية الوجودية. متوصلا للعناصر الأساسية التي تعتمد على المضمون داخل السياق الجمعي للنص. باع السعادة ليشتري التعاسة والعذاب دمر حياة اعزاء من أجل وهم استحوذ عليه. حيث لم يعد لحياته معنى. قصة قصيرة مكتملة المعنى والمبنى. أحداث قاسية حزن واسي. كتابة إبداعية تعالج الواقع ولدي كبلو اسلوب خاص. الكلام يذهب وتبقى الكتابة. وكبلو
حلق بنا في سماوات عميقة. كتابة مليئة بدفء الروح. الانفتاح ومحاولة بناء عالم خلاق. كتابة متجلية فيها تداعى السارد مما خلق تميزه بتلك الطزاجة. حرارة الفكرة في سيرورتها وتناميها. مقالات كبلو في توهجها أنتجت وشائج عن المكبوت والمسكوت عنه والماوراء. يستدرج المتلقي القطن بهذه الكتابة البهية والناصعة. كتابة مختلفه ومغايرة عن السائد لانملك الا ان تعجب بها. الحب دقات قلب ماجن لايبالي بماصنع العقل وبما قال. والحب يكبر ويستحوذ على القلب تماما فيغلق الأبواب في وجه كل طارق فهو سجنا ابديا لمشاعر المحب. الحب كائن خالد وان ولد يوما فإنه لايموت. والغربة هي أن يعيش جسدك في مكان بينما تحلق روحك في مكان آخر. كتاب دكتور محمد عبدالله كبلو مليء بالحكم والأمثال. الغربة هي أن تغرق قدماك في الأرض المتحركة. كتابة كأنما هي الشعر. ذاك الفرح المعبأ والمؤجل. وسراب السعادة في الأفق. قال ارسطو:
الإبداع نوع من الإنتاج يفترض أن يتضمن قيمة استاطيقية وذلك بالقدرة على توليد الجمال وإنتاجه والتعبير عنه بمهارة في خلق متعة جمالية أو كما شارل لالو:
الفن هو نشاط بشرى يتمثل في قيام الإنسان الفنان بإيصال عواطفه إلى الآخرين بطريقة شعوريه اراديه وعلامات خارجية.
انت لاتعرفني. تعرف فقط ملامح قناعي وهل تصاحبني بعد أن عرفتني. عندما نخضع للقوانين العرفية الايستوجب ذلك لبس الأقنعة. هل يستطيع أحدنا أن يخلع قتاعة ويسبح عكس التيار. قال سلفادور دالي :
الفن هو إيجاد مالم تستطع الطبيعة إيجاده.
لقد رأينا في مقالات دكتور كبلو ذاتنا. كتابة تمتاز بالوعي وترجمة الحياة والمجتمع. لقد استطاع د/كبلو أن يساهم في تكوين وجداننا للأفضل معرفيا وجماليا. لقد توفر د/كبلو على مادة خصبة فخلخل استقرارنا. حيث كنا ندعي السيطرة على العالم. أفكار مختلفة فيها كثير من التأملات. لقد أقمنا في تلك النصوص عشناها. فهي منا ولنا. وقد عبر عنا د/كبلو بشعور صادق وشفيف. وفي فصل غربة وسط البشر
الكل يبدو سعيدا الاهو. خواء في النفس والقلب. بدأ كطفل يتيم وسط فناء المدرسة. قليل الكلام. هل هو خجول. أم جاهل. أم أحمق. فهو كزهرة الحائط. موجود وغير موجود. كتابة د/كبلو كتابة فلسفية لاتملك الأمان تعجب بها. نحس بها كأننا نحيا من جديد. يانا نحنا. تخلل مشاعر المتلقي تتسرب فيه وتملك وجدانه. لقد فتح لنا حقل الدلالات تاويلا وتحديدا لمعاني كنا قد عشناها. فقد فتح دكتور كبلو نصوصا إبداعية خلاقة وأفكار ليست هي تقارير لوقائع وإنما تحوير للواقع وذاك هو الفن. تشظي فيها الكاتب لأكثر من موقف. متملكا أدواته في تكتيك مكتمل. وعبر عنا كما يريد. ب ثقافته الشامله رتذوقه الرفيع وإحساسه بضمير العصر. حيث انه مطلع على مختلف أنواع المعرفة.