من معجزات رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم التي قد لا ننتبه إليها على عظمتها ووضوحها: حفظُه للقرآن العظيم كاملا مرتبةً آياتُه بالترتيب الموجود في المصحف الشريف الآن
أيُّ مؤلف -دعكَ أنه أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب- يؤلف كتابا على مدى ثلاثٍ وعشرين سنةً له فصولٌ (سور) يؤلفها مكتملةً أحيانا كسورة الأنعام والمرسلات والصف والأعراف وغيرِها (وبعضها محل نظر في نزوله كاملا)ويؤلف بعض الفصول أحيانا على مرّ فترةٍ أوسنين عديدة كالبقرة وآل عمران والنساء وغيرها ويقول للكتبة ضعوا هذه الآية هنا وتلك الآيات هناك وأحيانا ينزل آخر السورة قبل أولها أو منتصفها
ثم تراه رغم انشغاله بالدعوة ومعاناته من الاضطهاد وتربيته لأصحابه والسعي في قوت عياله ثم انشغاله بقيادة الدولة وخوضه عشرات الحروب وانشغاله بشؤون الرعية ووووو ، تراه يحفظ ما ألفه مرتبا كاملا لا يَنقُص منه حرفا وهو أصلا لا يستطيع مراجعتَه في الألواح والعظام والجلود التي كتب عليها مفرقا غير مجموع على مدى ثلاث وعشرين سنة لأنه بكل بساطة لا يقرأ ولا يكتب
دلّونا على أي مؤلف عبقري متفرغ كاملا يؤلف كتابا مرتبا مباشرة (لا كالقرآن )من ستمائة صفحة في أيامٍ أو أسابيعَ مثلا أو سنةٍ لا ثلاثٍ وعشرين سنة ثم تراه يقرأ كتابه كاملا من حفظه لا يخرِم منه حرفا
إنها النبوة لا غير
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) الأعراف
وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت
ميسر محمد العقاد