نقد كتاب محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن
اسم الكاتب على الكتاب هو عباس عبد النور ولكنه يبدو اسما مستعارا والمؤلف يزعم أنه كان أزهريا فاشلا وشيخ طريقة ودخل الجامعة المصرية وحصل على شهادة المعهد العالى كما يزعم أن عائلته معروفة فى مدينة دمنهور بكونها من المتصوفة أصحاب الطرق وأنهم كانوا ميسورى الحال
سبب ارتداد عباس عن الإسلام وعن غيره من الأديان كما يزعم هو أن الرجل استدان ديونا كبيرة لم يقدر على سدادها ومن ثم كان مضطرا لبيع بيته وتشريد أسرته وبقائه فى الشارع وقد تجاوز السبعين وهو كلام غير معقول أن يتخلى عنه اخوته وأسرته الميسورى الحال وأن يتخلى أتباعه المغفلين عن سداد دينه ومن المعروف أن أصحاب الطرق كل منهم يجلس على كومة مال كما أن تخلى المجلس الصوفى الأعلى عنه ليس معقولا وأن تتخلى جماعة الأشراف التى ينتسب لها كل المشايخ الصوفية عنه فضلا عن أمن الدولة والمخابرات التى لها صلات كبيرة بتلك الجماعات عنه شىء مستبعد
الرجل لجأ كما يقول لدعاء الله ولجأ للصلاة ولجأ لكل وسيلة فى الدين كى يستجيب الله له ولكنه وجد الله تخلى عنه ومن ثم تخلى عن الله ودينه ورغم أنه غير مقتنع بالنصرانية فإنه ذهب يدعو يسوع كى يفرج عنه كربته وأخلص فى الدعاء له ولكنه وجده كالله تعالى - نعوذ بالله من المماثلة بينهما - فتخلى عن الكل وقرر أن يفضح الله والقرآن فقط كما يزعم ولم يفضح النصرانية ويسوع فكان هذا الكتاب وفى هذا قال :
"بكيت وابتهلت وناديت واستغثت ولكن عبثا فكلا الإلهين إله القرآن وإله الإنجيل أفلس من أخيه"ص23
الواضح من الخمسين صفحة الأولى فى الكتاب أن الرجل فهم الإسلام فهما خاطئا من خلال روايات الأدعية المزعومة وروايات الاستجابة وساعة الاستجابة وروايات الأوراد والصلوات التى لا أصل لها فى الوحى ومن خلال الفهم الخاطىء فهم أن الله يجيب المضطر إذا دعاه حتى ولو كان مشركا ويبدو أنه لم يقرأ بقية الآيات المتعلقة بأن الاستجابة معلقة بالمشيئة أى ما سبق أن قرره من قبل وهو القضاء والقدر كما قال تعالى "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
عباس إن كان لحكايته أصل لم يصبر حتى وإن طالت المحنة لأنه تعود أن يعيش على أموال الغير من أتباع الطريقة ومن ثم كان يستدين واضعا فى نفسه أن الأتباع سيظلون يأتونه بالمال والهدايا حتى يموت ولم يضع فى اعتباره أن الله من الممكن أن يصرف عنه الأتباع أو يفقرهم
عباس لو كان نظر فى بلاوى الغير من المديونين لوجد أن الكثير من أرباب الأسر دخلوا السجون وتشردت أسرهم ولا ندرى كيف تتشرد أسرته لأن أولاده وبناته لابد أن أقلهم تجاوز الأربعين وكلهم يعمل وتزوج وأنجب بعضهم رجالا قد يكونون يعملون وتزوجوا لأنه كان فى نهاية السبعينات من عمره وأوائل الثمانينات فى المحنة المزعومة أم أن الأسرة كلها كانت تعيش عالة على أتباع الطريقة تنابلة السلطان كما يقولون
ولماذا لم يقتد بيوسف(ص) الذى لبث فى السجن سنوات ؟ ولماذا لم يقتد بأيوب (ص) الذى صبر سنوات طوال على المرض؟
الحكاية فيها شىء خاطىء إما أنه عباس نفسه الذى كان يعيش عالة على الغير وهو يعيش عيشة المترفين بدلا من أن يعمل وينفق أو يعيش على قدر معاشه الذى يتقاضاه من الدولة وإما أنها الأسرة المجنونة التى لم يربها على العمل والتكسب وجعلهم مجموعة من التنابلة يريدون من ينفق عليهم ويزوجهم حتى بعد أن وصلوا لسن كبيرة شابت فيها شعورهم
عباس المرتد بدلا من البحث عن الأسباب التى أدت لمشكلته بحث فى جهة أخرى يحملها مسئولية فشله
رجل استكبر أن يبيع البيت ويستأجر شقة أو بيت لكى يعيش فيه ويسد ديونه أو الكثير من ديونه
قبل أن نبدأ نقد الكتاب نذكر التالى:
-أن الكتاب ممنوع من النشر والطبعة الوحيدة والتى اعتمدنا عليها طبعة يبدو أنها طبعت خلسة وفى عجلة ومن ثم أتت بلا ترقيم فى صفحاتها وترقيم الصفحات هنا هو ترقيم الكتاب الإلكترونى ونظرا لأن النظر بدأ يختل عندى فربما أخطأت فى رؤية أرقام الصفحات خاصة أنى أكابر نفسى فلا ألبس نظارة القراءة وإنما نظرا لكونى طويل النظر فأنا أقرأ من على بعد ثلاثة أشبار أو أكثر
-أن عباس كعادة الملحدين نجده يناقض نفسه فى الكتاب مرات كثيرة فنجده يؤمن بالله فى أقوال وفى أقوال أخرى يشك وفى أقوال أخرى ينكره تماما فمن الأقوال الدالة على الشك التالى:
"نعم إن فى الله شكوك وشكوك"ص9
" أفى الله شك فاطر السموات والأرض" نعم فى الله لا شك واحد فقط بل فيه شكوك وشكوك"ص237
ومن ثم فهو يقول أن الفريق المنكر لله كالفريق المثبت كلاهما لديه أدلة متساوية فيقول:
"ائتنى بدليل على وجود الله وأنا آتيك بعشرة أدلة على نفى وجوده... فالعقل قادر على الإثبات قدرته على النفى وإذن فالعقل هنا لا يجدى نفعا وستظل هذه المسألة معلقة إلى أبد الآبدين"ص230
ومن ثم فهو لا يهمه وجود الله من عدمه فقال :
" سواء كان الله موجودا أو غير موجود فالكون ماض فى طريقه "ص231
" فقد يكون الله موجودا حقا وقد لا يكون وذلك على حد سواء"ص240
ومن الأقوال الدالة على إنكار وجود الله ما يلى:
" لا دليل على وجود الله ولا حاجة إلى الله "ص238
"لو كان وجود الله حقا مبينا لكان لوجوده أثر ما فى أحداث هذا العالم الذى يجرى فيه كل شىء وكأن الله غير موجود "ص9
"بكيت وابتهلت وناديت واستغثت ولكن عبثا فكلا الإلهين إله القرآن وإله الإنجيل أفلس من أخيه"ص23
"ومنذ الآن سأعيش وحدى بلا إله يبتزنى"ص25
ومع هذا عارض كل ذلك بأنه يؤمن بوجود الله ومن أقواله المثبتة:
" لكن كل ذلك لا يعنى -وأقولها للتاريخ وابراء للذمة- ورغم كل ما شطح به القلم به بعيدا عن الجادة أن الله غير موجود "ص239
"هذا إذا صح أن الله هو خالق العالم"ص245
-بالقطع ما سبق من تناقض وتعارض نتج من الفهم الخاطىء لمسائل الرزق والصحة وغيرها من الشرور والأضرار وهو ما عبرت عنه أقوال مثل هذا:
" أنا حتى الآن لا أفهم أى معنى لوجود الله ما دام الله لا يحرك ساكنا ولا يترك أثرا "ص232
"إذا كان الله غير عابىء بى ولا يبدى أى اهتمام بمصالحى وحاجاتى فلماذا أشغل نفسى به"ص234
" هل هذا صحيح هل الله حقا يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "ص264
" أتعرفون من ينجى الله إنه ينجى فقط القادر على النجاة الذى يجيد السباحة أى الذى لا يحتاج إلى تنجية أحد وحتى هذا قد يصرعه الموج فما بالك بالمستضعفين الآخرين"ص267
" نعم إن الله لا يحب أحد ولا يشعر بأحد كلا ولا يستجيب لأحد دعونا من هذه الأوهام فإن لم تصدقوا فاسألوا الثكالى والأرامل والجياع اسألوا أمهات المعتقلين فى سجون إسرائيل بل ومرضى السرطان والسكرى.. "ص273
"فهل يملك الله لنا رزقا ما قولكم دام فضلكم بالفقراء المعدمين من المؤمنين أنفسهم هل يملك الله لهم رزقا أم تركهم يطوفون هم وأولادهم وأزواجهم على صناديق القمامة عساهم يجدون فيها ما يمسك رمقهم"ص274
" هل هذا صحيح فهاهم المسلمون المؤمنون قد اتخذوا الله إلها لا شريك له لعلهم ينصرون فعل استطاع الله نصرهم فى غزوة أحد او حنين ؟كلا وذلك على عهد النبى نفسه وبحضوره فلم يغن عنهم شيئا"ص287
" قد يكون الله موجودا وقد لا يكون وربما كان هو الذى خلق هذه الدنيا إلا أن على الإنسان أن يتولى بنفسه مسئولية الوجود"ص324
" أين الله مما نرى من عدوان الإنسان وظلمه لأخيه الإنسان قد يقال هذه مسئولية الإنسان وحده فما شأن الله بها لعمرى إنها كلمة حق يراد بها باطل وإلا فماذا يعمل الله إذن إنه لا يعمل شيئا"ص327
فهم عباس المسألة مسألة حياة البشر فى الدنيا خطأ فالرجل نسى أن الغرض من الخلق هو ابتلاء الناس بالخير والشر كما قال تعالى "وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"وقال "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
إذا فالمصائب والأفراح كلها أشياء أسماها الله القضاء والقدر وهو لكونه عادل ساوى بين البشر فيها حتى لا يظلم أحد ولكننا لا نعلم كيفية تلك المساواة أننا لسنا الله العالم لكل شىء
هذا القضاء سببه هو أن يعرف الله الأحسن عملا من الأسوأ عملا فلو أنه أعطى البشر الخير فقط ما كان هناك معنى لتخييرهم بين الإسلام والكفر
فما بدا لعباس أن الله لا يعلم ولا يرى ولا يتدخل فى الحياة لإصلاحها هو نتيجة جهله بأن السبب هو تخيير الله للبشر فتدخله يعنى أن الدنيا لن تكون دار اختبار وإنما سيتكون دار حياة سعيدة فقط
إذا الله قرر أنه لن يتدخل فى حياة المخيرين إلا من خلال ما سبق أن قضاه من اختبارات بالشر والخير وفى الوقت نفسه أنزل لهم الشريعة التى لو تمسكوا بها لن يكون هناك ظلم منهم لبعضهم وضع لهم العدل فى كل شىء من الرزق والمرض والنصر فى الحرب
نظم كل شىء فى الحياة ومن ثم فما نراه من ظلم سببه هو ترك أكثر الناس أكابرهم يظلمونهم ويأخذون حقوقهم ومع هذا شرع للمظلومين الدفاع عن أنفسهم وبين لهم أسبابه وطرق الحصول على النصر
هذه المسألة ببساطة التى من أجلها أنكر الرجل وجود الله لأنه لم يجد من يعلمها له ويشتم من كتابه تعوده على حياة الترف عالة على الناس
بناء على ما سبق وصل عباس إلى حل يرضيه وهو أن الإسلام ليس الحل وإنما العلمانية هى الحل فقال:
"قلت إنى لا أدعو إلى التخلى عن الدين إنما أدعو إلى عدم الاحتكام إلى الدين فى كل شىء ودس أنفه فى كبيرة وصغيرة من شئون الحياة وذلك باعتماد العلمانية منهجا فكريا وحياة"
" قلت أنى لا أدعو إلى التخلى عن الدين إنما أدعو إلى عدم الاحتكام فى كل شىء إلى الدين وذلك باعتماد العلمانية منهجا فكريا وحياة "ص75
-رأى عباس فى القرآن هو كرأى الكثير من الملحدين أى المنكرين لوجود الله من العرب فهم يبدون إعجابهم كما فى قوله:
"القرآن كتاب فريد حقا فهو نثر وليس كالنثر وهو شعر وليس بالشعر وهو موزون مقفى وليس كمثل أوزانهم وقوافيهم "ص78
وهو يعترف بروعة بعض القرآن فيقول :
" ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ... فأصلحتم من الخاسرين" فإذا كانت هذه الرائعة الإلهية من السهل الممتنع الذى لا يؤتى بمثله وهذا صحيح "ص109
ومع هذا يقول أن القرآن ليس من عند الله فهو كلام بشرى فيقول:
"إنه لا يمت إلى الإلهام السماوى الذى يخرج به عن حركة التاريخ إنه إنجاز بشرى صرف " ص84
-يتحدث عن التسلسل وهو ترابط الآيات فيقول لأنه موجود فى سورة يوسف وبعض السور القصيرة فيقول:" التسلسل نادر فى القرآن فلا وجود له إلا فى سورة يوسف وبعض السور القصار ثم يعود إلى سيرته الأولى من تقطع وانقطاع وحتى سورة يوسف التى بلغت111آية فإن التسع آيات الأخيرة منها منقطعة الصلة عما قبلها "
ويناقض نفسه فيعتبر القصص كلها مترابطة وليس قصة يوسف (ص)وحدها وبعض آيات الأحكام فيقول:
" فإن التسلسل لا يكاد يراعى إلا فى القصص وبعض آيات الأحكام "ص121
-خلق عباس مشكلة ليست من القرآن فى شىء وهى إعجاز القرآن فالله لم يقل أن القرآن معجزة وإنما قال هذا الناس وهو ما أثبته بقوله:
"أجمع أهل العربية قاطبة وأهل اللسن منهم والبيان خاصة على أن القرآن معجز بذاته أى إن اعجازه إنما بنظمه العجيب أى بفصاحة ألفاظه وروعة بيانه"ص80
وتحدث هو عن وجهة نظره فى الموضوع فقال:
"والإعجاز فى نظرى نوعان إعجاز لفظى وإعجاز معنوى...ولكن الإعجاز اللفظى لا قيمة له إن لم يقترن بالإعجاز المعنوى"ص
ووجهة نظره فى القرآن أنه ليس كتابا معصوما من الخطأ وأنه مختلف يناقض بعضه كثيرا وهو قوله:
" فلا يبقى بعد ذلك مستودعا للحكمة السرمدية كتابا سماويا معصوما من الخطأ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبذلك يصبح هو وعصره وبيئته جزء من الدورة التاريخية وحركة الأحداث "ص105
" تبقى مسألة أخرى وليست أخيرة وهى مسألة إدانة القرآن لقرآن ... قال تعالى " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا" لقد حكم القرآن على نفسه بالإدانة فما فيه من اختلافات يفوق حد الكثرة بل هو بؤرة لكل خلاف واختلاف" ص74و75
وبين أن معارضة القرآن بدأت فى عهد النبى(ص) وتم القضاء عليها فقال:
"إن معارضة القرآن هى حركة طبيعية نشأت بنشأة الإسلام ولكن الدين الجديد قضى عليها فى المهد أو على الأقل استطاع إسكاتها إلى حين" ص86
ويقول أن القرآن كأى كتاب بشرى لا يقدر أحد على الإتيان بمثله فيقول:
" فكما أن الإنس والجن لا يقدرون على أن يأتوا بمثل القرآن فإنهم كذلك لا يقدرون على أن يأتوا بمثل ما أتى به أفلاطون والجاحظ والتوحيدى ودانتى وغوته وشكسبير"ص85
وعباس هنا كالكثير من الناس لم يفهم معنى الأمر بالإتيان فالأمر بالإتيان يعنى الإتيان بوحى أخر من الله وهو أمر غير ممكن لأن الله لن يكذب نفسه باعطاء الإنس والجن المتوسلين له وحى مخالف للوحى المنزل على محمد(ص) لأنه سيكون كاذبا تعالى عن ذلك علوا كبيرا وفى هذا قال تعالى :
"قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين"
والغريب هو أن الرجل ينقد القرآن ومع هذا يستشهد بآياته على صحة قوله فيقول"وعلى كل حال لست أول من يقدم على نقد القرآن.... فلولا أن اللاحق يجد من السابق معونة وإبانة عنه لما استقام له أمر ولا تم له عزم وعاد الرأى عقيما والخاطر فاسدا وهكذا يكل الحد ويتبلد الذهن وتسقط الهمة "السابقون السابقون أولئك المقربون"ص102
ويعود للاستشهاد مرة أخرى على صحة أقواله بما فى القرآن من قصة قوم نوح(ص) فيقول:
" إن حس النقد يتبلد كلما اشتد إيمان صاحبه حتى إنه لا يرى فى القرآن إلا ما يريد أن يرى....انظر إليه كيف يسد أذنيه ولسان حاله يقول هذا إفك مبين وهذا ما فعله قوم نوح عندما قال مخاطبا ربه " وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا" وهذا ما فعله مشركو مكة فقال لهم القرآن " ولو نزلنا عليهم كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا هذا لسحر مبين "ص113
وقد تناول الكثير من المسائل المتعلقة بشبهاته فى القرآن وقد حاولت تلافى تكرار الشبهات والآن لتناولها:
-بين عباس أن الروايات أعادت للإسلام الشرك الذى حاربه فقال:"الإسلام ليس هو الحل لقد كان كذلك فى يوم من الأيام لكن اختلفت الأيام ...لا أرى أى ضرورة لاستئناف عقيدة الشرك باستمرار الطواف والسعى والأضاحى وتقبيل الحجر الأسود وشج رأس إبليس بالجمرات"ص 71
القول يبين أن عباس لم يفهم معنى الطواف ولا السعى فى القرآن فالطواف ليس هو الدوران حول مبنى حجرى والسعى ليس نزول وصعود جبلين وإنما المراد بهما السير فى الكعبة لقراءة وهو ذكر القرآن والأكل من الذبائح الموجودة فيه كما قال تعالى "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"
وأما الأضاحى فلا وجود لها وإنما الموجود الهدى
وأما الحجر الأسود ورمى الجمرات فهذه روايات لا أساس لها ولا وجود لها فى القرآن
-كلام عباس عن إلحاد ابن المقفع وابن الرواندى وعبد المسيح الكندى والرازى من86 إلى 102 نقلا عن تاريخ الإلحاد فى الإسلام لعبد الرحمن بدوى يبدو ترديد لأقوال كاذبة فالكتب الموجودة لهؤلاء الثلاثة تكذب اتهامهم بإنكار الله والعيب فى القرآن بينما الاتهامات التى اتهموا هى عبارة عن أقوال منسوبة لهم موجودة فى كتب الفرق فقط بينما الكتب الموجودة تقول عكس ما فى كتب الفرق وسوف نثبت من كتبهم دليل إيمانهم :
يقول ابن المقفع فى اليتيمة فى تعظيم الله:
فيكون كأنه إياهم يحاور ومنهم يستمع غير أن الذى نجد فى كتبهم هو المنتحل فى آرائهم والمنتقى من أحاديثهم ولم نجدهم غادروا شيئا يجد واصف بليغ فى صفة له مقالا لم يسبقوه إليه لا فى تعظيم لله عز وجل وترغيب فيما عنده ولا فى تصغير الدنيا وتزهيد فيها ولا فى تحرير صنوف العلم وتقسيم أقسامه وتجزئة أجزائها وتوضيح سبلها وتبيين مآخذها ص15
وهو يعرف أن أصل الدين هو الإيمان به فيقول:
"فأصل الأمر فى الدين أن تعتقد الإيمان على الصواب وتجتنب الكبائر وتؤدى الفريضة فالزم ذلك لزوم من لا غناء به عنه طرفة عين ومن يعلم أنه إن حرمه هلك ثم إن قدرت أن تجاوز ذلك على التفقه فى الدين والعبادة فهو أفضل وأكمل16
ويتكلم عن قدرة الله فيقول"فكما أن الحبة المدفونة فى الأرض لا تقدر على أن تخلع يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوق الأرض بزهرتها ونضرتها وريعها ونمائها إلا بمعونة الماء الذى يغور إليها فى مستودعها فيهذب عنها أذى اليبس والموت ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة" ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
والرازى يتكلم عن الله مؤمنا بوجوده فيقول"ومن أمارات ذلك أيضا فضل صدق ودقة حس النفس والادكار والتخمين على ما كان من قبل فإن ذلك يدل على أنه مسدد موفق بقوة إلهية تجرى به على أن يكون فاضلا ورئيسا سائسا لشدة حاجة الرئيس والسائس إلى فضل وعلم واستغناء المسوسين عن مثل ذلك لانتساب أمرهم إلى السائس واكتفاءهم بسياسته "ص137 مقالة من أمارات الإقبال والدولة
وهو مؤمن بالحساب فى قوله:"وأقول إنه يجب أيضا فى الرأى الآخر وهو الرأى الذى يجعل لمن مات حالة وعاقبة يصير إليها بعد الموت أن لا يخاف من الموت الإنسان الخير الفاضل المكمل أداء ص95 ما فرضت الشريعة المحقة لأنها قد وعدته الفوز والراحة والوصول على النعيم الدائم فإن شك شاك فى هذه الشريعة ولم يعرفها ولم يتيقن صحتها فليس له إلا البحث والنظر جهد طاقته فإن أفرغ وسعه وجهد غير مقصر ولا وان فإنه لا يكاد يعدم الصواب فإن عدمه ولا يكاد يكون ذلك فالله تعالى أولى بالصفح عنه والغفران له إذ كان غير مطالب بما ليس فى الوسع بل تكليفه وتحميله عز وجل لعباده دون ذلك كثيرا ص96 السيرة الفلسفية
ويتكلم عن صفات الله معظما إياه فيقول:
"وجملة أقول إنه لما كان البارىء عز وجل هو العالم الذى لا يجهل والعادل الذى لا يجوز وكان العلم والعدل والرحمة بإطلاق وكان لنا بارئا ومالكا وكنا له عبيدا مملوكين وكان أحب العبيد إلى مواليهم آخذهم بسيرهم وأجراهم على سنتهم كان أقرب عبيد الله عز وجل إليه أعلمهم وأعدلهم وأرحمهم وأرأفهم وكل هذا الكلام مراد قول الفلاسفة جميعا إن الفلسفة هى التشبه بالله عز وجل بقدر ما فى طاقة الإنسان وهذه جملة السيرة الفلسفية ص108
وهو لا ينكر النبوات وإنما ينكر عصمة الأنبياء(ص) طبقا للقرآن الذى ذكر ذنوبهم فقال وهو يعبر عنهم بألفاظ فلسفية فيقول :
" لشدة حاجة الرئيس والسائس إلى فضل وعلم واستغناء المسوسين عن مثل ذلك لانتساب أمرهم إلى السائس واكتفاءهم بسياسته "ص137 مقالة من أمارات الإقبال والدولة
وأما ابن الراوندى فلا يوجد أى كتاب موجود له حاليا ومن ثم فالحديث عن إلحاده هو ضرب من الظن لا أساس له لأن من يتكلمون عنه هم الخصوم
وأما الكندى الذى كان نصرانى فالمسلم لا ينتظر منه إلا أن يهاجم الإسلام والمسلمين من خلال ديانته الأولى وديانته الثانية
-يتهم عباس القرآن بمخالفة الكثير من آياته للحقائق العلمية فيقول"وأخيرا وليس أخرا يجد العلماء صعوبة كبيرة جدا فى قبول كثير من آى الذكر الحكيم لمعارضتها الشديدة للحقائق العلمية فى الوقت الحاضر" ص107
وهو لا يضرب أمثلة على هذا الاتهام وهذا يعنى أنه كلام بلا دليل لأن الحقائق التى يتحدث عنها مجرد أكاذيب أى نظريات بلا برهان وننقل من كتاب واحد من قمم العلم الغربى الحالى عبارات تقول أن كل ما يدور حاليا هو نظريات بلا برهان حيث يقول ستيفن هوكينج فى كتاب التصميم العظيم:
"أى نظرية فيزيائية هى دائما مؤقتة بمعنى أنها فرضية فحسب فأنت لا تستطيع أن تبرهن عليها" ص35
-بين عباس أنه لم يستطع فهم بعض الآيات الأولى فى سورة النساء فقال:"وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت إيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" هذه الآية الأخيرة من الأعاجيب فقد اجتمع فيها أمران لا يمكن الجمع بينهما... لا أزال حتى الآن عاجزا عن فهم العلاقة بين عدم القسط فى اليتامى وبين النكاح وأرجح الظن أن بين الشروط وإن خفتم وجواب الشرط فانكحوا فى الآية الثانية آية ثالثة ناقصة أو منسوخة سقطت سهوا او عمدا"ص123
وعجزه هو الذى أدى به لعدم الفهم فالآيات واضحة فى العلاقة بين اليتيمات وبين الزواج من أخريات فعند الخوف من زواج اليتيمة بسبب الرغبة فى أكل مالها بالباطل وهو عدم القسط عليه أن يبتعد عن زواجها ويتزوج من النساء الأخريات حتى أربع نسوة فإن خاف من عدم العدل شبه التام لاستحالة التام بين النسوة له أن يتزوج واحدة فقط
- أخطأ عباس الفهم فقال" وهناك خطأ منهجى كبير كنت أربأ بالقرآن ان يقع فيه فإنه بعد أن وصف القرآن نعيم الجنة وما ينتظر المؤمنين فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو نتيجة لمقدمة نشأة العالم نشأة أخرى عرج على المقدمة بدلا من أن يبدأ بالمقدمة وينتهى بنتيجتها أو بالأحرى لإحدى نتائجها وهذا قلب للأشياء ما كان ينبغى للقرآن أن يزلق إليه" إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "ص123و124
بالقطع الآيات لا تتكلم عن نشأة الخلق وإنما تتحدث عن أن الخلق الثانى كالأول من خلال الحديث عن الوعد بالجنة والذى يكون يوم القيامة عندما يدخلون الجنة ومن ثم سياق الكلام عن اليوم الموعود هو الذى جر للكلام عما يحدث فيه من ضغط الكون كما بدأ خاصة أن الآيات تصف ما يحدث مستقبلا للمؤمنين ولا تتكلم
-وخرف عباس فى أهل الكهف فقال" وبعد أن تحدث القرآن عن أهل الكهف وكيف بعثهم الله من مرقدهم عرج على عددهم واختلاف الناس فيه وبدلا من أن يذكر لنا العدد اللغز هذه التحفة النادرة هذا السر المكنون ضن علينا به ليجعل ذلك حسرة فى قلوبنا "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربى أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليلا فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا"ص124
الرجل هنا جاهل فهو يقول أن الله لم يحدد العدد الصحيح مع أنه وصف العددين الأوليين بأنهما رجما بالغيب فعنى بذلك أنهما خطأ لأنه تخمين للخفى عنهم بينما القول الأخير هو الصحيح لأنه لم يصفه بأى وصف سلبى ووصفه بأنه يعلمه عدد قليل مع الله وطلب من المسلمين ألا يطلبوا من غيرهم استفتاء فيرهم بعد أن علموا العدد الصحيح
-ثم قال بعد الآية السابقة مباشرة "ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا ودونكم الآن التحفة المرضية والمفاجأة السارة لعد الانتظار الطويل "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين عددا وازدادوا تسعا "وليته سبحانه استقر على هذا العدد ولكنه ألى إلا أن يكون مطويا فى غيب السموات والأرض"قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولى ولا يشرك فى حكمه أحدا"ومن يدرى فلعله سبحانه لا يعلم عددهم هم وكلبهم الميمون ولا كم لبثوا فى الكهف وعوضنا عن نلك هذه الفتوحات الكلامية الفنية "ص125
الرجل هنا يتكلم على هواه على أن الله لم يحدد عدد سنوات اللبث مع تحديده فى قوله تعالى " ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين عددا وازدادوا تسعا"
-خرف عباس كعادته فى بعض الآيات من أواخر النساء فقال "ومن أغرب آيات القرآن وأكثرها تشويشا وارتباكا وبعدا عن السلاسة والسلامة والانسجام وذلك بكثرة ما فيها من جمل اعتراضية لا أخر لها حتى اشتبكت فيها الأطراف وبقايا الآيات بحيث يجد المرء صعوبة فى العثور على بقية الآية الأولى ...الآية الكوكتيل الطويلة التى تتحدث عن اليهود "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا"فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما"
ما نقله عدة آيات وليس آية ولا يوجد بها جمل اعتراضية وهى آيات مترابطة لأنها تذكر أسباب لعنة الله للقوم وهى:
"فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وأتينا موسى سلطانا مبين "ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا"فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما"
-تحدث عباس عن كون الحروف المقطعة ألغاز فقال" وأول هذه الألغاز هى الحروف المقطعة فى أوائل بعض السور..... ما هذه الألغاز هل هذا من القرآن الذى فصلت آياته بلسان عربى مبين"ص133
ولو راجع عباس والمفسرون لوجدوا أن المسألة سهلة وهى أن الحروف والآيات التى ذكرت فيها تقول أن القرآن مكون من كلمات من الحروف ولذا نجد فيها اسم الاشارة ذلك أو تلك غالبا إشارة للمعنى البعيد لتلك الحروف وهو أن كلمات القرآن مكونة من الحروف
-عباس زعم أن اليمين والشمال فى الأماكن الواسعة لا وجود له فقال" وناديناه من جانب الطور الأيمن" أنا لا أفهم أى معنى لكلمة أيمن فى شعاب واسعة لا معالم لها وكل شىء فيها يصلح أن يكون على يمين شىء أخر أو على يساره"ص135
وهو كلام لا يقوله إلا المجانين فكل شىء له يمين وشمال وهو بالنسبة للثوابت لا يتغير بينما للمتحركات كالإنسان يتغير لأن اتجاهه قد يغيره ومن ثم يصبح يمينه شماله عندما يسير للإمام وإذا غير وجهه للخلف تعاكست الأيدى ولو وصف أى واحد مكان فقال دون تحديد الاتجاه يمين أو يسار فلن يعرف الناس المطلوب وسيعتبرون المتكلم مخطىء أو مجنون
-قال عباس فى ذهب بنى إسرائيل " فما المقصود لقوله تعالى " ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها " أين قذفوها "...ولكن اللغز الكبير يتجلى فى الآية الأخيرة التى بلغ فيها الخلل أقصاه " بصرت لما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها " ما هذه القبضة وعن أى رسول يتحدث"ص136
فالقذف يعنى أنهم رموها فى نار الصهر التى أشعلها السامرى لتصنيع العجل حيث الذهب لابد أن يلين بالنار حتى يمكن تشكيله
وأما القبضة فهى الكف التى غرسها فى التراب الذى يمشى عليه الرسول وهو جبريل(ص) حيث كانت آثار قدمه تظهر دون أن يراه أحد من القوم وهو يقود موسى(ص) وقومه فى الشق الذى كان بين الطودين
-عباس يتكلم عن كلمة ظن فى الفقرة التالية:
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون"فهل يصح استعمال الفعل ظن فى هذا الموضع إذ قد يكون معناه ههنا أنه ليس من الضرورى أن يبلغ إيمان المرء باليوم الأخر مبلغ اليقين"ص138
يتغافل الفرد عن كون كل كلمة لها معانى متعددة والظن فى المصحف يستعمل بمعنى اليقين كما يستعمل بمعنى الباطل كما قال تعالى"إن الظن لا يغنى من الحق شيئا"كما يستعمل بمعنى الاتهام كما فى قوله تعالى " إن بعض الظن إثم"
"الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون "يفسره قوله بسورة العنكبوت "من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت "وقوله بسورة لقمان"وهم بالأخرة هم يوقنون"فالظن بملاقاة الله هو رجاء لقاء الله هو اليقين بحدوث الأخرة
والغريب أن عباس استعملها فى كلامه بنفس المعنى وهو اليقين فقال:
"شوهت المشهد كله حتى ليظن الإنسان أن هذه الآية لا جواب لها"ص154
-ويتكلم عن كلمة قرء فى الفقرة التالية:
" وأعنى بالكلمة قرء فهى من المضاد إذ معناها حيض المرأة وطهرها أى خروجها من الحيض فى وقت واحد إذا كان أكرها كذلك فكيف عسانا نفسر قوله تعالى وهو أصدق القائلين " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء"ص138
نفس الخطأ وهو تحكيم المعانى اللغوية فى التفسير مع أن كتب المعاجم ما حدثت إلا بعد نزول القرآن بقرن أو أكثر تاريخيا وبدلا من أن يفسر القرآن بعضه ببعض يلجأ للمعنى اللغوى فالقروء هنا تعنى الحيض لأن الله بين أن اليائسات من المحيض عدتهن ثلاثة أشهر فقال""واللائى يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر" فثبت بهذا أن القروء تعنى الحيض لأن العدة مرتبطة بالحيض
-" ومن هذا القبيل أيضا كلمة إحصان ومشتقاتها فهى تعنى العفة أى عدم الزواج " ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها" وتعنى الزواج "فإذا أحصن " كما تعنى أيضا العتق والحرية " إذا أحصن فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات " فقد استعملت هذه الكلمة هنا بمعنيين مختلفين فى آية واحدة ومن يدرى فلعل فى ذلك قمة الإعجاز"ص139
نفس الخطأ وهو ظنه أن الكلمة تكون بمعنى واحد بينما كل كلمة لها معانى متعددة فأحصنت تعنى عفت وأحصن تعنى تزوجن والمحصنات تعنى الحرات
-يحكم عباس على القرآن من خلال الروايات بوجود ألفاظ الغريب فيه فيقول" ولما كانت ألفاظ الغريب فى القرآن تعد بالمئات فإنى سأكتفى هنا بذكر بعض الأمثلة فقط فقد أخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التيمى أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله تعالى "وفاكهة وآبا" فقال أى سماء تظلنى وأى أرض تقلنى إن قلت فى كتاب الله ما لا أعلم"ص141
بالقطع هذا من الخبل فالرواية فضلا عن كونها مرسلة أى اختفى فيها الصحابى هنا تبين خبلا وهو أن أكبر المسلمين فى التاريخ جاهل مع أن القرآن يقول أن النبى(ص) قد افتتح مدرسة لتعليم الصحابة من كل قبيلة أو شعب تفسير القرآن الإلهى فى قوله تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"
والغريب أن الرواية اختارت من الصديق أى الصاحب الملازم لتتهمه بالجهل مع أنه من قريش أرباب الفصاحة كما يقال
-ويتحدث عباس عن وهم فى نفسه فى الأهلة فيقول:
" فقد سئل النبى عن الأهلة أى اختلاف أوجه القمر من يوم إلى أخر وبدلا من أن يفسر لهم ذلك فقد تهرب من الجواب الذى كانوا يتشوفون لسماعه من الذى خلق الأهلة ليتلقوا عنه جوابا مخيبا للآمال بعرفه الصغير والكبير " يسألونك عن الأهلة قل مواقيت للناس والحج"ص146
هنا عباس يفسر الأهلة فيقول" عن الأهلة أى اختلاف أوجه القمر من يوم إلى أخر" فهنا فسرها بمنازل القمر بينما هى تعنى المنزلة الأولى فى الشهر ومع هذا يقول أن القوم سألوا عن من الذى خلق الأهلة ولا يوجد لفظ فى الآية يقول هذا الخبل الذى اخترعه من عند نفسه فالسؤال عن الأهلة" يسألونك عن الأهلة" فالسؤال عن الأهلة وليس من خلقها
يتبع