رسالةٌ إلى لا أحد

حاولتُ التسللَ إلى أماني في مقلتيك فوجدتك نائماً
وحاولتُ التسللَ إلى نوافذِ الشوقِ في خافقكَ فوجدتها مغلقةً
كلُّ مافي الأمرَ أني جلستُ انتظرُ الفجرَ الذي لم يشقشق عتيمات الدجى بالنور الذي انتظرته ليطل من محياك وبهاء وجهك
وطالَ الأمدُ بي
وأنا أعدُّ سحاباتِ الوجدِ التي تطايرت إليك رغماً عني
و أقعدتني صروف الدهر عن سرى الليل نحوك
هدني التعبُ بعد أنْ داهمني خطبٌ كنتُ أخشى منه و أحاذر
ولما افقتُ بحثتُ كثيرا ولم أجدك
وكان الأملُ معقوداً عليك لتنتشلني مما أنا فيه من حيرةٍ وضياعٍ رانَ على روحي يوم أنْ تسللت إلى الضياع وخيبت ظني
طالَ أمدُ غيابكَ وجفاكَ و أعياني تلكؤك وعذاب بعدك
ولم أعدْ اتذكرُ أي حرفٍ من حروفِ اسمك
مع أني لم أنس ملامحَ ابتسامتك وجمال رسمك
مكانتك لم تعد كما كانت كم هي في المضغةِ التي كانت تنبض لك في يسار ِالصدر شوقا و ِحبا
أنتَ لم تعد أنت
والرهان الآن على متى أنساك و اقتلاعك من جذور قلبي

لمحتُها في الحلمِ زهرةً فتيّةً يتضوّع المسكُ من أكمامها
وأخالني لمحتُ في داخلها طفلةً مُشاغبةً عنيدةً فاتنةً
أرسلتْ لي مع الهدهدِ دعوةً لزيارةِ مدينتِها الفاضلة
وهالني ما رأيتُ من حسنِ أسوارِ مدينتِها العالية
وعندما أطلَّتْ من فوقِ منارتِها أخبرتني : أنها وحيدةٌ هناك
وأنَّ قلعتها عصيّة على الغزاةِ
مُحصّنةٌ مُحكمة الأغلاق لا يدخلها إلا عصافيرَ الشّوقِ و نسيماتِ حُبٍّ حانية
و وعدتْ بأنها ستدخلني كُلّ قلاعها في لحظةٍ من العمرِ فاصلة
علمتُها كيف تكونُ فارسةً
وامتطتْ المستحيلَ لتصلَ إلى كُلِّ ركنٍ وزاويةٍ في قلبِ محبها في أقلِ من ثانية
بعد أنْ توثّقتْ صلاتنا لاحظتُ في الطّريقِ صدفة آثارَ جرذٍ غيرَ بعيدٍ عن مضاربِها العامرة
وتيقّنتُ أنهُ من سلالةِ الجرذانِ الّتي استباحتْ أساساتِ السّدودِ في الأزمانِ الغابرة
حذّرتُها
وكأنّها لم تحذرْ
وفي ليلةٍ ليلاء نخرَ الجرذُ أساساتِ أسوارِ مدينتها الفاضلة
ولا أعرفُ هل تجاوز أيٍّ من حصونها
أو وصلَ إلى أيِّ قلعةٍ من قلاعِها الشّامخة ؟
تأخذني الأحلامُ كُلّ ليلة إلى معروشاتِ بستانِها وقد أضحتْ على عروشِها خاوية
أشتاقُ لطلّتها
ويستفزّني الشّوقُ
ولكن هيهاتَ أنْ تغفرَ عزة النفس لمن حطّمَ الزجاجَ بداخلي
وتشظّى وليد حبنا بعبثٍ من جبروتِ أُنثى جاهلة
في عتمةِ الليلِ البهيمِ خرجتْ كما دخلتْ صدفةً في لحظةٍ كانت فارقة
ليتها ناضلتْ لتمحي آثار مرور الجرذ في دهاليز الممرات الخالية
كيف لها ذات يومٍ أنْ تعود كما كانت في عيوني طفلةً وأميرةً وحبيبةً حالمة !؟؟؟

رغم الأماني الطافحات بحبها
نسجت على شال الأمل ذاك الكسوف
عزفت على وصلي لها لحن العزوف

يا خالتي
لا عذر من لا عذر في الودِ لهم
مرّت سريعاً من هنا
طفقتْ تصفق للغرابِ بالطّبولِ والدّفوف
ونكأت جرحاً قديماً ما اندمل ما بين شكٍ ويقين
وأثبتتْ أنَّ الهوى دون وفاءٍ لا يدوم

نصمت وبعض الصمت ستر ورحمة وثقة وحكمة وترفع وقوة
وبعض الصمت وجع يمور في الصدور ونقمة
فبعض الأشياء التي مكامنها في عين جرح القلب
لاتحتمل البوح والثرثرة

أيا حوراء لو تدرين بأن الشوق في خبايا الروح لا يُقهر

صباحُ الخيرِ على أعقابِها رُدَّت
كلُّ المحابرِ أضحى حرفها نزقا

لا أعرف كلما ظهرت الغربان يصدق حدسي بأن البوم لا محالة يتبعها
ويكون !!!
لله في خلقه شؤون

أنا كبريائي فوق الحب سيدتي
لا حب يجدي في وكر الثعابين

عندما تولد الحروف لك
وتبدأ منك
وفيك تنتهي
عندها أوقن
أنها تستحق منك أكثر من التمتمة