فصلُ الخِطاب» بقلم عبد الحليم منصور الفقيه » آخر مشاركة: عبد الحليم منصور الفقيه »»»»» اللحاق بالشمس قبل الندم» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» دَوَائِي دَائِي» بقلم علي عبدالله الحازمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: العلي الاحمد »»»»»
يا غراب البين لا تنعى حبيبي
ربما وصله قد كان محض صدفه
بالله لو رحت المسا يا طير
مسي عليهم ... طالت الفرقة
هلوسات حلم
في يومٍ ربيعيٍ ...وبزحمةٍ من المدعوين في أرجاء حديقتي ...
لمحتُ شيخاً طاعناً في السن وأنثى محتشمةَ المظهر
تلوح عليها مسحةٌ أخّاذةٌ من الجمالِ تشي بما كانت عليها بسني شبابها الأولى
يقفُ خلفها شيخٌ مسنٌ تشي ملامحه بقسوةٍ رغم ما أخذت منه السنون من قوةٍ
يتوكأ على عصى مقوسةٍ... والظهر قد انحنى ... أشيب الشعر … وتهز كلّ أطرافه رجفةً
اقتربتُ منهما لعلى أعرفهما
وتجمّد الدّمُ بعروقي وأنا أسمع تحاورهما وتبدل حالهما مع كلّ زفرة نفسٍ ...
وقف خلفها وقال افسحي لي في الطريق سيدتي ٠٠٠
أريد المرور إلى الجهةِ الأخرى
وانتفضت السيدة كأنما عرفتْ من نبرةِ صوته ملامح قسّوةٍ تبدو على محياه دون أن تلتفت له لوهلةٍ.
فقالت : الطّريق أمامك سالكةٌ ...لن أبرح مكاني هذا
فقال بلهجةٍ فيها خشونةٌ : ولكنّكِ تسدينها أمامي
تخطى أيها الرجل القوي
مرَّ من فوقي ودس عليَّ كما فعلتَ آخر مرةٍ
واغرز عصاك في المكان الذي غرزت به خنجرك
فلن تسمع مني لا أنين ولا شكوى
لا تخف
لن أزعجك
فلم أعد كما كنت
أنا الآن امرأةٌ أخرى
لمس كتفها فاستدارت نحوهُ
أجهشا بالبكاء ساعةً ومسح دموعها وابتسمتْ له
وضمها لصدره وقبلها ألف قبلةٍ على عجلٍ وبلهفةٍ
أول مرةٍ أسمع الشهيق والزفير من كليهما يعزف لحن حبٍّ غابرٍ ما مات بقلبيهما وظل كامناً يستمد بقائه من عاطر الذكرى
سَرَتْ دماء الشباب بعروقهما فرما بعصاه واختفت رجفة أطرافه وودع انحناء ظهره
وعاد البريق إلى عيونٍ غاب عنها ذات رحيلٍ دون وداعٍ مع ألف حسرةٍ
وتورد خداها وسرى الورد بأطرافها
وهطلت السماء بغزارةٍ وهرب المدعوون وأنا أرى تجذرهما بأرض حديقتي ... فقد تحول هو إلى سنديانةٍ وهي إلى نخلةٍ
تشابكت الأغصان وعانقت كلُّ منهما الأخرى
ومن حينها وأنا أزورهما كلّ مساءٍ أروي جذورهما بدموع عينيَّ لأقطف في الصباح ثمرةً يسمونها الناس حسرة .