استوقفتني لوحة فنية كبيرة عند أحد تجار التحف الفنية تُصور عائلة مترفة تجمعت على الكراسي حول طاولة الأكل المزدحمة بصحون الحساء تتوسطهم دجاجات مشوية و اسماك حولها أنواع من الفواكه، تحيط بها كؤوس تلمع من شدة شفافيتها ... لقد أبدع هذا الفنان في اختيار ألوانها و كأنه أرد أن يجعل من الطاولة و ما تحويه موضوعه الرئيسي...حول الطاولة يبدو الأب غارقا في التفكير و هو يمضغ ...تقابله زوجته بكل أناقتها و جمالها تُشرف على المائدة...و من الجانبين ولديهما، أحدهما يبتسم لأخيه الرضيع الذي هو بين يدي الخادمة تلاعبه كي تمر فترة الغذاء في هدوء.
هناك في زاوية الغرفة بنتهم الصغرى تفتح الثلاجة الضخمة فتظهر أنواع المشروبات و أصناف المأكولات فوقها مزهرية زجاجية تحمل زهورا بألوان جاذبة...جنب الثلاجة طاولة صعيرة عليها مفاتيح السيارة و الهواتف المحمولة .
خلف الأب جدار تتوسطه نافذة نصف مفتوحة عليها ستائر مزخرفة ،جنب النافذة عُلقت لوحة فنية فيها رسم لرصيف بيضه الثلج تتوسطه عجوز رثة الملابس منديلها المثقب يظهر منه بعضا من شعرها الأبيض كبياض ثلج الرصيف ...على حجرها تكور طفل صغير غطته بمعطف مهلهل...أمامها إناء حديدي وضعته في طريق المارين الملتفين بمعاطفهم الشتوية ، اكتفى الرسام هنا باللونين الرمادي و البني و بعض الأبيض...
تحت هذا الرسم الموجود في خلفية اللوحة كُتب أن هذا العمل الإبداعي نال به صاحبه الجائزة الأولى في مسابقة عالمية .