نقد كتاب حجاب المرأة المؤمنة
الكتاب تأليف علي عيسى أحمد والمفترض أنه موضوعه لباس المرأة ولكن ثلثه لا علاقة له باللباس وهو موجه للمرأة المؤمنة وفى المقدمة قال :
"مقدمة:
هذا الكتيب كتب لك أيتها الأخت المؤمنة وفيه قول وحكم الله سبحانه وتعالى، وأقوال النبي (ص) ولم يكتب للمرأة الكافرة أو المرأة المتحللة التي لا تبالي بقول الله سبحانه وتعالى ولا بقول أولياءه بل كتب لمن تشمله هذه الآية الكريمة:قال تعالى: { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذي هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب"وتوخيت فيه الاختصار بما لا يخل بالغرض المطلوب، كما حاولت إشباعه بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قدر الإمكان، لأجل قوة الحجة ووضوح الحق من ناحية والتنبيه على أن المرأة ينبغي لها أن لا تسمع وتنصت لكل أحد حتى ممن يدعي العلم والدين، والأبواق المغرضة المريضة، ما دامت دعوته خارجة عن نطاق وحدود المفاهيم القرآنية، والدلالات الحديثية، وما أكثر السموم باسم الدين في زماننا هذا، المظلم بأهله من أهله حتى انتشر الفساد في كل مكان، في البر والبحر قال تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
والمخاطب بهذه الكراسة أصناف ثلاثة من النساء اللواتي يهمنا أمرهن:
الأول: المؤمنة الملتزمة التي بحاجة إلى بعض الثقافة فيما يتعلق بحجابها وعفتها لكون المعرفة أمر حسن من ناحية، وزيادة اليقين بسيرتها وحجابها من ناحية أخرى
الثاني: المؤمنة التي لعبت بها ظلمة الشكوك والأهواء فأصبحت ضعيفة تطير مع أقل هبة ريح كالريشة، فهذا الكتيب نتوخى فيه بتوفيق الله تعالى أن يملكها وضوح الدرب وامتلاك الحجة للآخرين، تتخذه سلاحا ضد كل من تسول له نفسه بأن يجرفها نحو معصية الله سبحانه وتعالى
الثالث: المؤمنة التي حملت على عاتقها الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتريد أدوات تعينها على رسالتها المقدسة، مبتغية من ذلك رضى الله سبحانه وتعالى، ورضى أولياءه آملة بفعل يسرهم حيث تعرض الأعمال "

وتحت عنوان الحجاب تحدث الكاتب وبدلا من الكلام عن لباس المرأة تكلم عن عادات الكفار فى عهد النبى(ص) من وأد وغيره وما جاء به من حقوق للمرأة فقال :
"الحجاب:
كانت المرأة في الجاهلية الجهلاء مظلومة جدا، وكأنها ليست بنتا لهم أو أختا أو أما، بل اعتبرت وكأنها ـ والعياذ بالله ـ جرثومة لابد أن تقتل وتباد وهي في مهدها، مهد الطفولة البريئة وهذا ما كان يعرف بوأد البنات
كما أنهم كانوا يتشاءمون من ولادة الأنثى ويرونه عارا عليهم، وإن من اخبر بولادة أنثى له تكون حاله على صورة بشعة كما يصورها لنا القرآن الكريم
قال تعالى: " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا سآء ما يحكمون"كما أنها جعلت سلعة تباع وتشترى لمجرد إشباع الغرائز والشهوات وكأنها كائن لا إحساس له ولاشعور، واستمر إلى يومنا هذا في المجتمعات الكافرة حيث أن دعاة التحلل وحرية المرأة المزعومة إنما قصدوا أن يخضعوا المرأة لشهواتهم في أدنى صورها بما يذهب بكرامة المرأة ولنا العبرة بما يجري في تلك المجتمعات من أحداث جسام مهولة في كل يوم بين الشباب، وبين الرجال والنساء المحصنات والأبكار، وبين النساء والكلاب، وبين الرجال وأولادهم ومحارمهم، وما يجري في الاحتفالات ومجالس الرقص، وغير ذلك مما ينزه عن ذكره القلم واللسان المتأدبين بأدب الدين الحنيف ومع الأسف إن ذلك الزخرف من القول لقي هوى عند المرأة المعاصرة لأن ظاهره مطالبة لصالح المرأة وحقوقها في حين إنما أريد لها أن تخرج من خدرها وصونها وكرامتها إلى أن تكون مبذولة لهم
فمن يا ترى أراد للمرأة الخير؟ هل الوثنية الغربية التي أفقدت المرأة كل مقومات الكرامة ؟ أم الإسلام الذي أراد لها كل العز والستر سيدة في بيت الزوجية، راضية مرضية عند ربها
نعم جاء الإسلام، دين الرأفة والرحمة وانتشل المرأة وهي طفلة بريئة من براثن القتل، فقال تعالى: " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت"
حقا أي ذنب لهذه الطفلة البريئة حتى تؤخذ من حضن أمها الدافئ الحنون وتوضع تحت أطباق الثرى تعالج سكرات الموت بتلك الصورة البشعة المذهلة، فالمرأة مدينة للإسلام العظيم بهذا الإنقاذ الرحيم، فعليها أن تحفظ له تلك اليد البيضاء بمحافظتها ونصرتها لدينها، عن طريق الالتزام الكامل بكل الأحكام الشرعية، وفاء منها إليه
كما قام الإسلام بإسداء الدور الكبير للمرأة في بناء المجتمع والمساهمة في مجالاتها المتعددة بتهيئة وتربية الأجيال ولذا أوكل إليها تكاليف كما أوكل إلى الرجل تكاليف فقد تجتمع وقد يختص أحدهما بتكليفه الخاص وهذا الفرز هو النتيجة الحتمية لاختلاف الطبيعتين في بعض الظواهر الجسدية وأيضا النفسية ذات الأحاسيس اللطيفة والعواطف الرقيقة التي لا غنى للمجتمع عنها قال تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} والإسلام العظيم أراد للمرأة الكرامة والستر، أليس اللؤلؤ الثمين بين صدفتين؟ وجعل المرأة درة ثمينة لا تباع ولا تشترى، ولن تكون ثمينة إلا بسترها وعفتها لأن المعدن الثمين هو الأقل وجودا أما المبذول فإنه ليس بالعزيز الغالي فعلى المرأة أن تكون عفيفة غالية، فهذه سيدة النساء وقدوة الأمة السيدة فاطمة الزهراء يقول لها أبوها النبي محمد (ص): أي شئ خير للمرأة؟ فتجيب: أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل "

وما ينسب لابنة النبى(ص) أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل هو كلام باطل يخالف كلام الله لأن معناه ألا ترى حتى أقاربها حتى والدها واخوانها وأعمامها وما شاكل كما أنه يحالف أن الله أحل كلام الرجال مع النساء ومنهن زوجات النبى(ص) فقال " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض"
وأكمل المؤلف كلامه فقال:
"وعندما توجهت سيدة النساء للمسجد تطالب بحقها وتقيم على القوم الحجة الدامغة، ذهبت مع مجموعة من نساء قومها رعاية للستر والعفاف، وعندما دخلت المسجد جعل وضرب بينها وبين الرجال بستر وحاجز كمالا وعفة وسترا فلقد روى عبد الله بن الحسن (بن الحسن بن علي بن أبي طالب ) بإسناده عن آبائه أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة فدكا وبلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها
ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص)حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة
فجلست ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، فعاد القوم في بكائهم، فلما امسكوا عادت في كلامها، فقالت : الحمد لله على ما انعم إلى آخر الخطبة المشهورة
وعلى الأخت المؤمنة أن تلتفت إلى فعل سيدة النساء ، حيث نلاحظ في النص السابق نقاط خمس لها علاقة بموضوعنا لابد أن نلتفت إليها وهي:
الأولى: لاثت خمارها: أي لبست حجابها الذي يغطي وجهها، الساتر لها
الثانية: اشتملت بجلبابها: وهو ما يغطي كل جسدها ولا يظهر منه شيء
الثالثة: أقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها: أي أقبلت في جماعة من النساء حتى لا يميزها الناظر ويعرفها، وإن كانت في تمام حجابها
الرابعة: تطأ ذيولها: أي يقع طرف ثوبها أسفل قدمها حال مشيها من طول لباسها وحجابها زيادة في التحفظ والستر
الخامسة: فنيطت دونها ملاءة: أي وضع ستار وغطاء بينها وبين القوم مبالغة في العفة مع كونها متحجبة وبعد هذا الفعل من سيدة النساء لا يغر المرأة من يدعي الدين والعلم ويقول: إن المرأة تخرج في محافل الرجال وتباشر دورها معهم
نعم إذا كان خروج المرأة بالزي والحجاب الذي خرجت به سيدة النساء وهي تعطي دروس العفاف والستر، ويكون خروجها لمثل الهدف السامي الخطير الذي خرجت من أجله الزهراء فهنيئا لها الإقتداء بسيدة النساء
ونؤكد ما نقوله بهذه الأمثلة الأخرى الرائعة، فأصبحت الزهراء في عفافها وحجابها وشرفها محل إعجاب صحبة الرسول (ص)
فعن جابر بن سمرة قال: جاء نبي الله (ص)فجلس فقال: إن فاطمة وجعة فقال القوم: لو عدناها، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب، والباب عليها مصفق، قال: فنادى: شدي عليك ثيابك فإن القوم جاءوا يعودونك، فقالت: يا نبي الله ما علي إلا عباءة، قال: فأخذ رداء فرمى به إليها من وراء الباب، وقال: شدي بهذا رأسك، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة فخرجوا، فقال القوم: تالله بنت نبينا (ص)على هذا الحال ! قال: فالتفت فقال: أما إنها سيدة النساء يوم القيامة نعم بنت النبي محمد (ص)على هذه الحال من الستر والعفاف لأنها حبيبته فأراد لها كل الكرامة والعزة وكانت كما أراد وروي انه سأل رسول الله (ص)أصحابه عن المرأة ما هي؟ قالوا: عورة، قال: فمتى تكون أدنى من ربها فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلتزم قعر بيتها، فقال رسول الله (ص): إن فاطمة بضعة مني "

الكاتب هنا يجمع روايات دون أن يعى أن بعضها يضرب بعض فرواية مجيئها أبو بكر وجلوسها مع جمع الرجال يخالف الوصية بمكوثها فى البيت دون خروج من قعر البيت
وأما كون المرأة عورة وحدها فكلام يناقض كلام الله الذى جعل الرجل والمرأة كلاهما عورة ولكن لكل منهما جزء ظاهر بادى منها وجزء خفى مورى فقال
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما"
ولم يكتف الرجل بتلك الروايات وإنما روى التالى :
"فتلك فاطمة الزهراء سيدة النساء قدوة المرأة الأولى، وعلى أثرها سارت حرائر رسول الله (ص)فهذه زينب ابنتها وتلميذتها حذت حذو أمها فكانت مثالا رائعا ينير الدرب لمن تريد أن تلقى الله وهو عنها راض فلقد حدثنا التأريخ عن بعض عفاف وستر زينب بنت أمير المؤمنين بصورة منقطعة النظير، فهذا أحد الأشخاص الذي توفق بأن يكون جارا لأمير المؤمنين يروي لنا ذلك المثل الرائع لاقتداء المرأة المؤمنة
قال يحي المازني: كنت في جوار أمير المؤمنين مدة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فوالله ما رأيت لها شخصا، ولا سمعت لها صوتا، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله(ص) تخرج ليلا، والحسن عن يمينها، والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرة عن ذلك، فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب "

اتهام لعلى أقضى الصحابة بالجهل فإذا كانت الفتاة غير متزوجة فكيف ستتزوج إذا منع الرجال طلاب الزواج من رؤيتها ؟
كلام لا يعقل فقد كانت الصحابيات يخرجن من بيوتهن لكلام النبى(ص) فى بيته كما قال تعالى " قد سمع قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله"
كما أن الرواية تناقض رواية القعود فى قعر البيت زد على ذلك من كان يمنع رؤية الفتاة من الخلف حيث لا يوجد أحد يخفيها من الخلف؟
ثم تكلم الرجل عن سعادة المرأة فقال:
"فالمرأة المؤمنة هي المرأة السعيدة، لأنها أرضت ربها، وحافظت على كرامتها، وأراحت ضميرها، واقتدت بسيدة نساء العالمين ، فتغمرها السعادة وتفخر بها، كما كانت الزهراء ، وحرائر رسول الله (ص)، وأمير المؤمنين ، حتى تمثل بعفافهن القاصي والداني، وتحركت قرائح الشعراء في الثناء على ستر أهل بيت النبوة والكرامة
ألا ترغب المرأة المؤمنة في هذه السعادة والكرامة فهذه زينب يقول في حقها الشاعر الموالي:
ولم تر حتى عينها ظل شخصها
إلى أن بدت في الغاضرية حسرا
والسعادة للرجل والمرأة تكمن في العمل الصالح، وليس للمرأة عمل صالح أكبر وأشرف من الإقتداء بالزهراء حيث يقودها ذلك إلى سعادة الدارين
قال تعالى: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"

فما ذا بعد وعد الله سبحانه وتعالى لكل ذكر وأنثى بالسعادة الأبدية في الدارين، فحقيق بالإنسان أن يعمل الصالحات مقتديا بالصالحين"
وتحت عنوان أحكام تتعلق بالحجاب تناول الرجل أحكام اللباس المعروفة خطأ بالحجاب مع أنها المفروض آية الخمار وآية الجلابيب فقال:
"أحكام تتعلق بالحجاب:

كما عرفنا سابقا إن الحجاب صون المرأة وسترها وكرامتها، وهو الذي يحجبها عن أن تكون مبذولة مهانة رخيصة، فهو اللباس الذي وهبه الإسلام العظيم لها لأنه دين الكرامة والعزة والعفة والصلاح، فعلى المرأة أن تحافظ عليه محافظة كبيرة مقتدية بسيدة نساء العالمين، ولأنه نعمة عظيمة أخرجها من ظلم الجاهلية إلى نور الإسلام قال تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
وعلى كل حال فالحجاب واجب شرعي ولا إشكال في وجوبه، وورد التأكيد عليه في القرآن الكريم وأحاديث وسيرة أهل البيت ولأن الحجاب زينا للمرأة وشرفا ورفعة أراده النبي (ص)وربى عليه ابنته وحبيبته الزهراء ، وأمر به الله الرءوف الرحيم سبحانه وتعالى
قال تعالى: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}
ولا بأس بإلقاء بعض الضوء على هذه الآية الكريمة بشرحها وبيان سبب نزولها لكونها من آيات وجوب الحجاب من جهة، ومن جهة أخرى قد لا تكون واضحة المعاني لبعض الأخوات المؤمنات، فالحديث حول هذه الآية يقع في جهتين:
الأولى: في سبب نزولها:
روي في سبب نزول هذه الآية الشريفة:
إن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله (ص)فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلاة المغرب والعشاء والغداة يقعد الشاب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن، فأنزل الله سبحانه وتعالى تلك الآية الشريفة

الثانية: في تفسيرها:
قوله تعالى:{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } خطاب من الله سبحانه وتعالى إلى حبيبه النبي محمد (ص)بأن يقول لزوجاته وبناته ونساء المؤمنين:أن يلبسن ثوبا يغطين به جميع بدنهن، وقيل إنه الخمار الذي تغطي به المرأة رأسها ووجهها
وقوله تعالى:{ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي أن ذلك الستر لجميع البدن أقرب إلى أن يعرفن النسوة أنهن من أهل الستر والصلاح فلا يؤذينهن أهل الفسق بالتعرض لهن
الأحكام
ولنجمل بعض الأحكام المتعلقة بالحجاب في نقاط:
1ـ يجب على المرأة ستر ما زاد على الوجه والكفين عن غير الزوج والمحارم مع عدم التلذذ، ومع التلذذ يجب عليها ستر حتى الوجه والكفين عن غير الزوج، والأحوط وجوبا ستر الوجه والكفين عن غير الزوج والمحارم مطلقا سواء كان بتلذذ أم من غير تلذذ وأما ما روي من سؤال الإمام الصادق عما تظهر المرأة من زينتها؟ فقال: الوجه والكفين
فقد تتساءل المرأة المؤمنة بأن الإمام الصادق يجيز إبداء الوجه والكفين في حين إننا قرأنا الأمثلة الرائعة السابقة في حجاب الزهراء وابنتها ، وأنه لا يرى منهما حتى الوجه والكفين فنقول: إن هذا يمكن حمله على ما تبديه المرأة وقت صلاتها مع عدم وجود الرجل الأجنبي، ولذلك كانت سيرة الزهراء وابنتها وكذا جميع حرائر رسول الله (ص)
2ـ محارم المرأة قسمان: نسب وسبب:

فالمحارم من النسب هم: الأب وإن علا (أي الجد وجد الجد وهكذا)، والولد وإن سفل (ابن الولد وابن ابن الولد وهكذا)، والأخ وأولاده وإن نزلوا، والعم والخال وإن علا (كعم الأبوين والجدين وخالهما)، وأولاد الأخت وإن نزلوا
والمحارم من السبب أمران:
1ـ ما يحرم بالمصاهرة وهم: والد الزوج وإن علا، وأولاد الزوج وإن نزلوا
2ـ ما يحرم بالرضاع: وهو نفس ما يحرم بالنسب
قال تعالى: { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبآئهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أوبني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربةمن الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}
3ـ ما ذكر من الأحكام يشمل البالغ فقط
عن الإمام الرضا قال: لا تغطي المرأة رأسها من الغلام حتى يبلغ الغلام أما غير البالغ فيجوز النظر واللمس من غير التلذذ ومع التلذذ يكون حراما مطلقا للصغير والكبير، البالغ وغيره
4ـ لا فرق في وجود ناظر ينظر بالمباشرة أم بواسطة مرآة أم أي شئ آخر عاكس للصورة
5ـ لا يجوز ملامسة الرجال ومصافحتهم إلا الزوج والمحارم قال النبي (ص): من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله، ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع الشيطان فيقذفان في النار والمرأة تكون شريكة للرجل في هذا العقاب إن طاوعته ووافقته على ذلك
6ـ يجب على المرأة حال الصلاة ستر جميع بدنها ماعدا الوجه ـ بالمقدار الذي يجب غسله في الوضوء وهو من قصاص الشعر إلى محاذاة الذقن طولا وما اشتملت عليه الإبهام والوسطى عرضا ـ وماعدا الكفين إلى الزندين ويجب ستر شئ مما زاد عن ذلك الحد تحصيلا لليقين بستر ما يجب ستره
7ـ يجوز أن ينظر الرجل إلى المرأة التي يريد الزواج منها من غير تلذذ وبمقدار ما يوجب الإطمئنان بسلامتها وصفاتها روي عن أبي عبد الله عن آبائه انه قال: قال أمير المؤمنين لا بأس بأن ينظر الرجل إلى محاسن المرأة قبل أن يتزوجها إنما هو مستام فان يقض أمر يكن
والمستام الوارد في الرواية المتقدمة يراد به التشبيه بالذي يريد أن يشتري شيئا وهو غير عارف به ويخاف أن يقع في التدليس والتغرير، فمن حقه أن يتفحص ما يريد الزواج منها لئلا يقع في الغبن
8ـ لا يجوز للمرأة أن تتعالج عند الطبيب الذكر مع وجود امرأة طبيبة يمكن العلاج عندها، إذا كان العلاج يستلزم النظر أو اللمس
روى علي بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم أنه سألته: المرأة لها أن يحجمها رجل؟ قال: لا وسألته عن المرأة يكون بها الجرح في فخذها أو عضدها هل يصلح للرجل أن ينظر إليه ويعالجه؟ قال: لا ومع عدم وجود امرأة يمكن العلاج عندها يجوز أن تتعالج المرأة عند الرجل وإذا أمكن العلاج بالنظر لا يجوز له اللمس، وإذا أمكن العلاج باللمس لا يجوز النظر، ولو اضطر الطبيب إلى النظر إلى عورة المرأة لعلاجها فالأحوط أن ينظر بواسطة المرآة إن أمكن ذلك فعن الإمام الصادق عن أبيه، عن علي في المرأة يموت في بطنها الولد فيتخوف عليها قال: لا بأس أن يدخل الرجل يده فيقطعه فيخرجه إذا لم ترفق به النساء
فيصرح هنا الإمام أنه إذا لم يمكن للنساء أن تقوم بالمعالجة فلا بأس أن يقوم الرجل بها
9ـ يجوز سماع صوت المرأة الأجنبية مع عدم التلذذ ومعه يحرم مطلقا للمحرم وغيره ماعدا الزوج
10ـ النظر واللمس من المرأة للمرأة يجوز مع عدم التلذذ ومع التلذذ لا يجوز
11ـ يحرم على المرأة النظر إلى الرجل ـ على الأحوط ـ في غير الوجه واليدين والرأس والرقبة والقدمين، وأما نظرها إلى هذه المواضع من الرجل فيجوز إذا لم يكن بتلذذ وريبة وإن كان الأحوط استحبابا ترك ذلك أيضا
روي عن الإمام الصادق أنه قال: النظر سهم من سهام إبليس مسموم وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة
12ـ لا يجوز اختلاء الرجل والمرأة في مكان لا يتردد عليه أحد مميز، إلا إذا أمن الحرام
روي عن أهل البيت أنهم قالوا: قال إبليس لعنة الله عليه لموسى يا موسى لا تخل بامرأة لا تحل لك فإنه لا يخلو رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي

وعن موسى بن جعفر، عن آبائه قال: قال علي :ثلاث من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا، ولم يدخل على سلطان، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته
13ـ لا يجوز للزوجة أن تخرج من دون إذن زوجها فيما إذا كان خروجها منافيا لحق الزوج من الاستمتاع بها، والأولى أن لا تخرج مطلقا إلا بإذنه
روي عن الإمام الصادق انه قال: أربعة لا تقبل لهم صلاة الإمام الجائر، والرجل يؤم القوم وهم له كارهون، والعبد الآبق من مواليه من غير ضرورة، والمرأة تخرج من بيت زوجها بغير إذنه
وروي عن النبي (ص)انه نهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمر عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها وروي عن الإمام الصادق أنه قال: إن رجلا من الأنصار على عهد رسول الله (ص)خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهدا أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم قال: وإن أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي (ص)فقالت: إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم، وإن أبي مرض فتأمرني أن أعوده، فقال رسول الله (ص)اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال: فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك فقالت: فتأمرني أن أعوده؟ فقال: اجلسي في بيتك، وأطيعي زوجك قال: فمات أبوها فبعثت إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن أصلي عليه؟ فقال: لا، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال: فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله (ص): إن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك"

تناول الرجل فيما سبق أحكام تتعلق بالحجاب كما يزعم ولكن ما يتعلق منها بالحجاب وهو اللباس ليس سوى ثلاثة والباقى يتعلق بأحكام النظر والعلاج والاختلاء والخروج وصوت المرأة وملامسة المرأة وهو حكم يخالف كتاب الله فاللمس بالمصافحة والسلام هو فى كل الرجال والنساء لقوله تعالى " أو لا مستم النساء"وليس كما قال لا يجوز ملامسة الرجال ومصافحتهم إلا الزوج والمحارم
ثم تكلم عن العفاف فقال:
"من أدب العفاف:
اهتم الإسلام بالعفاف وأمر به منذ نعومة الأظفار، حتى يربى الطفل والطفلة على النزاهة والعفة، فإذا ما كبر يجد آثار التربية الإسلامية الصالحة تثمر وتؤتي أكلها، ففرق بين مضاجع وأماكن نوم الأولاد والبنات بمجرد بلوغ عشر سنوات روي عن رسول الله (ص): أنه قال: مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين وروي عن الإمام الصادق عن آبائه أنه قال: يفرق بين الصبيان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين
كما أن الإسلام هيأ للمرأة كل أسباب القربى منه سبحانه وتعالى وهي على عفافها فأمرت بالصلاة في بيتها وأنه أفضل من الصلاة في جماعة الناس بخمسة وعشرين درجة روي عن النبي (ص)انه قال: صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة
وقد يتبادر إلى ذهن القارئة العزيزة سؤال وهو:
كيف كانت النساء في زمن النبي (ص)يحضرن إلى صلاة رسول الله(ص) كما مر معنا في سبب نزول الآية 59 من سورة الأحزاب؟
فنقول: الظاهر أن ذلك كان في الصدر الأول للإسلام، حيث كانت ظروف الإسلام تستدعي هذا التواجد في المسجد، فالضرورة هي التي اقتضت ذلك، بل نلاحظ أن المرأة وهي في بيتها بين يدي ربها وخالقها الرؤوف الرحيم وفي صلاتها، وجهها أهل بيت العصمة بأن لا تبرز مؤخرتها في حال الركوع، فتخفف من انحناء الركوع، وإذا قامت من جلوسها في الصلاة تنسل انسلالا بحيث لا ترفع عجيزتها أولا، كما يبين لنا ذلك هذا الحديث الشريف
روي عن الإمام الباقر في حديث انه قال: إذا قامت المرأة في الصلاة جمعت بين قدميها، ولا تفرج بينهما، وتضم يديها إلى صدرها لمكان ثدييها، فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها، لئلا تطأطئ كثيرا، فترتفع عجيزتها، وإذا جلست فعلى إليتيها، ليس كما يقعد الرجل، وإذا سقطت إلى السجود بدأت بالقعود بالركبتين قبل اليدين، ثم تسجد لاطئة بالأرض، فإذا كانت في جلوسها ضمت فخذيها ورفعت ركبتيها من الأرض، وإذا نهضت انسلت انسلالا لا ترفع عجيزتها أولا
فكم هي هذه المرأة عظيمة إن تزينت وتجملت بأدب الدين في أدق توجيهاته، وحملها حب الله سبحانه وتعالى وحب أولياءه على أن تكون مثالا نيرا وأنموذجا رائعا وصورة قدسية، تلقى الله سبحانه وتعالى وهي كما أرادها في أجمل صورها، محبوبة لديه ومقربة عنده"

وبالقطع الله لم يبح للمرأة الصلاة فى المساجد العامة لأنها خاصة بالرجال كما قال تعالى ""لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" وقال :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
ومن ثم فلا صلاة للمرأة فى المساجد العامة
وتحدث الكاتب عن عقاب التعرى فقال:
"عقاب التبرج وغيره:
لاشك في أنه ينبغي لجميع المؤمنين والمؤمنات أن يمتثلوا أمر الله سبحانه وتعالى، وأن يتقيدوا بشريعة سيد المرسلين محمد (ص)، ولكن قد يحتاج المكلف المؤمن في بعض الأحيان إلى الموعظة الحسنة، ولا أحسن من كلام أهل بيت العصمة فإنهم خير واعظ ينصت له المؤمن
روي عن أمير المؤمنين أنه قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (ص)فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من نساء أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها
ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لون من العذاب ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار
فقالت فاطمة : حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟
فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها
وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس وأما التي شد يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب، فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها، وأما التي كانت يقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت يحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادةوأما التي كانت رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة "

الرجل هنا آتانا بروايات ما أنزل بها الله من سلطان نعم النساء الكافرات وهن العاصيات المصرات على التعرى أمام الرجال الذين لا يجوز لهم مشاهدتها يعذبن ولكن تلك الطرق وروايات المعراج كثيرة جدا ولا يمكن أن ترى فى ليلة كما أن الله بين أنه رأى من الآيات الكبرى وليس تلك الأشياء
الغريب أن كل المذاهب تتحدث عن العقوبة الأخروية ولا تتحدث عن العقوبة الدنيوية التى لا وجود لها عندهم مع أن أن ألاية نصت عليها بقولها "ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين"
فالمعرفة هى معرفة النساء لحكم ارتداء الخمار والجلباب حتى لا يؤذين أى حتى لا يضربهن القضاة على التعرى فعقوبة التبرج أى التعرى هى الأذى وهى الجلد كعقوبة زنى الرجل بالرجل وهى الضرب مائة جلدة كما قال تعالى "فأذوهما "
ويعود الرجل للكلام العام عن المرأة فيقول:
"حقا إن ما سمعناه يبكي، وينبغي لسامعه أن يذرف الدم بدل الدموع، وكيف رؤية ذلك الأمر العظيم فاتعظي أيتها الأخت المؤمنة الغيورة على دينها، وكوني ذات قلب حي يحس ويشعر ويخاف الله عز وجل، وكوني مقتدية بسيدة النساء فاطمة الزهراء حيث روي عنها أنها لما سمعت قوله تعالى: { وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} سقطت على وجهها وهي تقول: الويل ثم الويل لمن دخل النار ولكن الرجل أيضا له من هذا العذاب الكبير نصيب وافر إن ساير زوجته أو ابنته في ذلك التبرج والإنحلال لأنه شريك ومعين
قال أمير المؤمنين علي من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار، قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب إليه أن تذهب إلى الحمامات، وإلى العرسان، وإلى النياحات والثياب الرقاق فيجيبها وإنما نهي عن الذهاب إلى الحمامات لكون النساء فيها لا تتحفظ حتى عن إبداء العورة والأعراس التي فيها الغناء وضرب الدفوف وغيرها ونهي عن النياحة وهي العويل على الميت بالباطل لمجرد حب الرثاء والمبالغة فيه والثياب الرقاق تخرج بها المرأة فيراها الآخرون من الرجال
الخاتمة:
إن خير ما نختم به هذه الرسالة هو موقف من مواقف عفاف سيدة النساء فاطمة الزهراء وموقف من مواقف تلميذة من تلامذتها:

فعن موسى بن جعفر، عن آبائه قال: قال علي استأذن أعمى على فاطمة فحجبته، فقال رسول الله (ص)لها لم حجبته وهو لا يراك ؟ فقالت : إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح، فقال رسول الله (ص): أشهد أنك بضعة مني وعن الإمام الرضا عن آباءه، عن الحسين بن علي قال: أدخل على أختي سكينة بنت علي خادم فغطت رأسها منه فقيل لها: إنه خادم، فقالت: هو رجل منع شهوته "
الرجل فى الكتاب لا يرى روايات ولا نساء إلا فاطمة وابنتها زينب وكأن أم فاطمة خديجة لا وجود لها وليست زوجة والدها ولا أمها وهو يصر على استخدام لفظ سيدة نساء العالمين وهو لفظ لا وجود له فى الإسلام خاصة فى الأخرة لأنه لا يوجد إماء ولا سيدات فى الجنة ولا أسياد ولا عبيد فالكل اخوة كما قال تعالى " اخوانا على سرر متقابلين"
الرجل كان المفروض أن يذكر فى هذا الكتاب زوجات النبى(ص) وبناته الأخريات لأن آية الجلابيب ذكرت الجميع ولكنه تغاضى عنهن كلهن ليذكر فاطمة وابنتها فقط