استغلال وقت ..
بما إني إمرأة فاضية أشغال و (متصددة) قررت إني أقضي وقتي بشي مسلّي و مفيد بدل القعدة قدام التلفزيون للفرجة على مسلسل تركي.. وتضييع وقتي بالتفاهات..
قمت (أكعكش) في خزانة الكراكيب التي حشيتها أشياء كتيرة, من بكلة وقعت عن (بابوج).. مروراً بملابسي القديمة وانتهاءً ببرواز صورة قزازه مكسور..على أمل الإستفادة منه في يوم من الأيام ! فقلت لحالي يا بنت رتبيها..
بيتهموني بالبخل لإني بعجز عن رمي كتير أشياء على تفاهتها، بدافع عن نفسي بإني امرأة مدبرة، وعندي قدرة على إعادة تدوير و استخدام الأشياء القديمة، مستشهدة بمثل ستي: (كل شي بينفع حتى الفعفع)، رافعة شعار :حوينته ينرمى..بيلزم!!
بس بالحقيقة إني امرأة شديدة التعلق بالماضي عبر تمسكي بالأشياء.. يعني بالله عليكم شو حاجتي لكل هالكركبة؟!
بيقول الدكتور(فيل)-اللي جادت علينا فيه قنوات اليوتيوب- إنو هذا مرض نفسي بيتعلق بقاع اللا وعي المش عارفة شو.. نتيجة عدم الشعور بالأمان؛ ولإني عربية بحن لجهلي بقول : بلى طب نفسي بلا هبل..هذا شغلة اللي مش لاقي شغلة وكله حكي فاضي!
المهم بديت بنبش الخزانة.. زجاجة عطر فاضية أهداني إياها زوجي أيام اللولو لما كنت خطيبته! هادي ربطة (صرّة) الصبي، وهاد الصندل اللي مشي فيه خطواته الأولى؛ فردة حلق مالهاش أخت، مريول المدرسة الأخضر!! الله عليك يا مريولي شو قضينا أوقات حلوة سوا !!
أووووف هذا موضوع إنشاء كتبته عن الربيع و أنا في الصف السابع! ليش الحكي..مبدعة من يومي!
دفترالإنجليزي.. يقصف عمري ما أحلى خطي!
شريط كاسيت لبراين آدامز، دفاتر رسماتي، و كتب لشعر المعلقات.. وكتاب عن امرؤ القيس.. مرسوم بين سطوره قلوب كتيره.. كنت أحبه كتير و دايماً بحلم إنه جاي يخطبني، مخبا بداخله وردة جورية حمرا رماها ابن جيراننا مرة من فوق سور بيتنا وأنا بلم بالغسيل.. و كان معاها ورقة و شابكهم بملقط .. بتزكر كيف من شدة خوفي رميت الورقة و الملقط عليه و هربت أرجف عالبيت و أبكي من الخوف، بس لهلأ نفسي اعرف شو كان مكتوب في الورقة !
هدايا صاحباتي بيوم عرسي .. بطاقات و رسائل وصورنا بالرحلات؛ صورة بتجمعني بإخواني قبل ما تفرقنا الغربة و يخطف الموت واحد منا..
هاااا.. هاد المشد فكيته عن معصم والدي ساعة وفاته..لسة ريحة أنفاسه فيه..
و ضلت هالزكريات تتدافش على شباك عقلي مع كل قطعة بمسكها.. وتترك إصابة هون و كدمة هناك، هيك لحتى تنهنهت من البكا، مرة دمعة حنين ومرة دمعة حزن.. فرجعت الأغراض للخزانة و سكرتها كويس .. وقررت إني ما أقضي وقتي بشي مفيد أبداً !!!!
هلأ بس عرفت ليش الشعوب العربية بتحرص على متابعة المسلسلات التركية و الكورية و الهندية و القطب شمالية؛ لإنها كلما همت باستغلال وقتها بشي مفيد، زي ترتيب كراكيب هالعمر الضايع، بتداهمها الذكريات، وماضي بتتراقص فيه الهموم على وقع الجور والظلم والتشريد، وسيول من الدموع والمخاط ..
عمر تناثرت فيه دفاتر سطرت خيباتنا و ألبومات هزايمنا، وأحزان مطوية ع رفوف النسيان.. فما بتلاقي بد من الهروب والتمسمر قدام مسلسل تركي، و ذرف دموع بيحسبها الغشيم تعاطف مع(مسخمطات) الشاشة الصغيرة..
بس الحقيقة أنها بتبكي على حالها؛ شعوب (مسخمطة) بتفتقر للأمان!!
والأنكى من هيك إنو الدكتور (فيل) طلع على حق، و الطب النفسي مش هبل و لا حكي فاضي!!
أبو الشغل لأبو الترتيب عأبو استغلال الوقت، فِز يا ولد، وهات هالريموت، حطلي ع المسلسل التركي و روح من وجهي مش طايقة حالي!!!