دلالات الخبر:
قال تعالى في سورة في سورة الأنفال:
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ )
الخبر هنا من الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
بالتالي خبره له من العلو في المعنى والمقصد والنتيجة ما يعبر عن علو صفات الله سبحانه وتعالى
والأمر هنا للمؤمنين
والمؤمنون هم من حققوا الامان في الدنيا والأخرة على المستوى الفرد والجماعي ظاهرا وباطنا
وصفة الإيمان بالله صفة مكتسبة بمعنى ان الإنسان يكتسبها اذا حقق عدة شروط
اولها توحيد الله سبحانه وتعالى بإثبات ما أثبته لنفسه سبحانه وأثبته له رسوله ونفي ما نفاه عن نفسه سبحانه ونفي ما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم
ثانيا العمل بأمره وأمره سبحانه وتعالى يحمل من العلو في الكمال كنتيجة على الجنس البشري ما يعبر عن علو صفات الله سبحانه وتعالى
والأمر علم
والعلم هنا هو علم الإسلام
والإسلام هو علم الله سبحانه وتعالى
بالتالي العلم والعمل بالإسلام يجعل البشرية في مستوى الأمان المطلق اذ طالما أن البشرية تعمل بعلم من له الصفات العلى فإن البشرية ذات الجسد الطيني بالعمل بعلم الله اصبح لها من العلو ما يعبر عن كونها تعمل بعلم من له الصفات العلى
والله سبحانه من صفاته أن سبحانه قد أحاط بكل شئ علما
بالتالي تلك دعوة لأهل الإيمان أن الإسلام من صفته أن يدعوا اتباعه بأن يحيطوا بكل شئ علما
وتلك العلوم تشمل كل ما يحيط بهم مما يقال عنه شئ
تركيبه وكيفية تكوينه وكيفية حركته واتجاه حركته وسرعتها وهكذا
بالتالي مع كل علم من تلك العلوم هناك ابواب مختلفة من الصناعات تتبع ذلك العلم
بالتالي عندما يأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة
ليست جملة تدعو الى التراخي والنوم والتواكل وان المقصود ان نعد العصي والحطب
فما كان لأتباع من له الصفات العلى ان تكون صفاتهم دنيا في علم المادة وعلم الإدارة
فالله الذي هو رب العالمين سبحانه علمه هو برنامج ادارة الخلق جميعا كأمة واحدة
بالتالي الإسلام يجعلنا في أعلى درجات الكمال إن جعلناه برنامج آدارتنا بمعناه الصحيح
بالتالي الأمر هنا يدعو الى الإجتهاد والجدية والعمل الدؤوب لنرهب عدو الله وعدونا
وجملة عدو الله وعدونا هنا مشاركة جميلة بشرط تحقيق الإسلام
وهي المشاركة في الكمال
اذ طالما اننا نعمل بمراد الله فقد صرنا في الكمال الذي ينفي الظلم من أفعالنا
بالتالي ما كان يحق للعدو ان يتخذنا عدوا له اذ لا يجد من اقوالنا وأفعلنا إلا كل ما هو طيب من القول والفعل
ويجد كل ما يجعل الخير صفة له
فلماذا تتخذونا عدوا لكم
كما ان المشاركة اللطيفة ايضا ان صار لنا خصوصية بأن صار عدو الله هو عدونا
وهذا اسلوب مدح لاهل الإيمان وبيان قربهم من الله سبحانه وتعالى وبيان صفة العلو التي وصلوا إليها
ليكون السؤال
هل نحن اليوم نقيم برنامج الإسلام برنامج إدارة لنا كي نحقق كل ما سبق ثم هل أخذنا بكل العلوم المادية كي نحقق العلو في علم المادة
إن ما يحدث اليوم هو ان عطلنا العمل بعلم الله سبحانه
ثم نستورد من عدونا العلم الذي يريده لنا
فأصبح حالنا كما نراه اليوم
يسعد عدونا
فهل نعيد النظر ونتعلم دلالات الخبر