أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ذكريات شريف

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي ذكريات شريف

    ذكريات شريف
    نفث شريف دخان سيجارته، ثم ارتشف قهوته، وقد بدت أسنانه الأمامية لامعة، على غير ما توحيه عادة التدخين التي يمارسها بشغف منذ أكثر من أربعين عاما..
    بدت ابتسامته أكثر بشاشة..
    بدأ حديثه المشبع بالحنين..
    في منتصف الثمانينيات كانت الحياة هنا تمثل لوحة زاهية.. كنت أدرس المحاسبة في جامعة عين شمس في مصر.. كانت تقام الأفراح على أوسع نطاق..
    وكان لا بد للشباب في تلك المناسبة أن يتزينوا بخاتم ذهبي من عيار 18.. خاتم يصنع للرجال، لقد سادت هذه العادة وانتشرت، كان مستوى الدخل مرتفعا، العمال في الداخل يتقاضون أجورا عالية، العاملون في الخليج يمدون القطاع بأموال طائلة..
    ذهبت مع أصحابي ليجددوا تلك الخواتم الذهبية بمناسبة زواج قريب وصاحب عزيز، ولأشتري خاتما لي.. اشتريت خاتما ذا نقش جميل، بلغ سعره مائة دينار أردني في عملة ذلك الوقت..
    انطلق العرس بما كان مخططا له.. ذُبح عجلان، سهرة طربية أحياها شفيق كبها..
    والى حديث ذكرياته..
    عدت إلى مصر، وهناك ذهبت لصلاة الجمعة في السيدة زينب، وهي الصلاة التي كنت أحرص عليها في المسجد، بل هي الصلاة التي كنت أؤديها طوال الأسبوع!! أثناء دخولي للمسجد، وجدت شيخا أزهريا ينظر إلى الخاتم الذهبي في يدي، وقد علته مسحة الغضب، تذكرت أن لبس الذهب محرم على الرجال..
    ليس تذكرا لشيء منسي.. بل تذكر معصية من المعاصي..
    ابتسمت للشيخ مرتبكا، ووضعت الخاتم في جيبي..
    كانت الخطبة مؤثرة ومزلزلة.. دعتني إلى أن أواظب على الصلاة حتى اللحظة، وأشرع بصيام رمضان.. بعد الصلاة.. توجهت للشيخ الذي رأيته عند دخولي، قلت له بلهجتي الفلسطينية: يا شيخ بيجوز أبيع الخاتم الذهب؟ ولا أرميه؟ منحني ابتسامة مشرقة، وقد أدرك أن الخطبة أثارت فيَّ مكامن التوبة.. فقال: بعه، وتزيَّن بخاتم فضي، وأشار بإصبع البنصر في يمينه..
    رأيت الخواتم وغيرها من التحف والأنتيكات والنحاسيات في زيارتي إلى خان الخليلي.. فجذبني هذا الخاتم، وأشار إلى بنصره الأيمن..
    أكمل: بعد أشهر، تفاجأت أنا وزملائي.. وبعد منتصف الليل بقوة من زوار الفجر تقتحم الشقة، وتعتقلني بمفردي.. كانت التهمة بأنني أنتمي إلى جماعة إسلامية، وكانت الأدلة: يرتدي خاتما فضيا كتلك التي يرتديها أفراد تلك الجماعات.. يصلي ثلاث صلوات في المسجد.. صام رمضان كاملا.. يهتم بالثقافة الدينية.. أصدقاؤه المقربون من المصريين من أبناء تلك الجماعة ويحضر معهم الجلسات السرية!!
    اختفت ضحكته.. وقد علاه شعور بالاشمئزاز، وقال بكل حنق: أتعلم من قدم لهم تلك التهم واشيا وكاذبا؟!
    إنه الآن قيادي كبير في الحركة الفلانية.. إنه......!!
    هتفت بدهشة كبيرة: تقصد الوزير.. والنائب في التشريعي.. والمليونير.. و...
    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=387397961395449&set=pb.100003757443  881.-2207520000.1388969228.&type=3&theater

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 473
    المواضيع : 6
    الردود : 473
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    نعم للأسف .... نحن نعيش في زمن الخيانة والزيف والتبلي على الناس من أجل مصالح ومن أجل انتقام بل وأحيانا من أجل لا شيء
    قصة تشد القارئ رغم بساطة الطرح والسرد وتوصل الفكرة بوضوح ضروري
    شكرا لك