عازف الحب ..❤️( 3 )
بقلم / علي معشي
فوجئت بأشخاص مقنعين مسلحين يقتحمون منزلي ويكسرون الأبواب ويحطمون زجاج النوافذ وهم في حالة غضب وهيجان شديد إلى أن أمسكوا بي وقالوا عليك أن تغادر المدينة فوراً ولا تعود إليها أبداً وإن شاهدناك مرة أخرى فستكون كتبت نهاية عمرك بيدك ..!
حدجني أحدهم بنظره ساخراً وقال لن يتمكن من الكتابة مجدداً وقال الآخر وهو يقهقه أيضاً ولا من العزف على البيانو بينما يمسك بي ثلاثة آخرون .
لم أفهم مقصدهم من تلك السخرية حتى أخرج أحدهم سكينة حادة من جيب بنطاله الخلفي وأمرهم بابراز أصابعي أمامه ..!
عرفت حينها ماذا يقصدون وعلى ماذا ينوون ..!
صرخت بهم واستجديتهم أن يخلوا سبيلي على الا أعود ثانية إلى مدينتهم ، ولكن كل توسلاتي باءت بالفشل .
لم أشعر بنفسي إلا بعد غيبوبة طويلة أفقت منها على بحيرة دماء تحت جسمي الممدد على الأرض وقد حزوا اصبعين من كل يد من يدي .
صدمت صدمة قوية لما رأيت وازداد بي الألم حتى كدت أقع مجدداً في غيبوبة أخرى ولكنني تحاملت على آلامي وآثار الضرب في كل شبر من جسدي .
حاولت أن ألف بعض الخرق والملابس على منابع الدمع في يدي كي أوقف النزيف وخرجت هائماً على وجهي وقد تداعت علي الآلام والكروب في ساعة واحدة دون أن يخطر ببالي شيء كهذا طيلة حياتي .
واصلت طريقي لا أدري إلى أين أسير وكيف سأعالج جروحي وأوقف النزيف قبل أن ألفظ آخر أنفاسي بسببه.
كان قراري أن أغادر المدينة في أسرع وقت ممكن قبل أن تجمعني الصدفة بأولئك الأوغاد المأجورين من السيدة الارستقراطية المجرمة .
مشيت باتجاه المزارع والحقول خارج المدينة كي ابتعد عن الأنظار ورقابة الشرطة، فلست متأكداً من عدالة الشرطة والمحكمة أمام طلبات المتنفذين وكل همي أن أغادر وأنجو بنفسي .
خارت قواي أخيراً ولم أعد قادراً على السير أكثر من ذلك ولم أفق إلا في كوخ قابع في أطراف إحدى المزارع البعيدة عن السكن ، وحولي أسرة فقيرة مكونة من رجل مسن وزوجته وشابة في مقتبل العمر حيث حملوني معهم كما أخبروني لاحقاً وأنا في حالة يرثى لها، متأثراً بحراحي .
لن أنسى ما صنعوه معي من رعاية وعلاج وطعام حتى استعدت صحتي وطاقتي وتماثلت جروحي للشفاء .
كانت الفتاة الشابة تنظر إلي نظرات فيها كثير من الإعجاب أو الشفقة أو شيء من هذا القبيل وكانت تقدم لي الطعام والشراب كل يوم دون أن تتكلم معي إلا كلمات يسيرة لا تتجاوز فيها حدود الحاجة ، لكن في عينيها حديث خفي لم أفهمه إلا حين قررت الرحيل حيث تشبثت بيدي وقد اغرورقت عيناها لتخبرني أنها عاشقة ولا تستطيع الحياة دوني ، وهنا وقعت في حيرة من أمري فلست بالذي يرغب في كسر قلبها وإخبارها بأن قلبي مكتنز بحبك جوليانا ولا بالذي يرغب في افشاء سر هروبي وقطع أصابعي خشية أن يستدل المجرمون على مكاني ..!
لقد كنت في موقف صعب للغاية ولكني تجلدت و أخبرتها أني ممتن لمشاعرها وأحاسيسها وأخبرتها أن لي أسرة تنتظرني وعلي أن أغادر في أسرع وقت ممكن ..!
قررت الرحيل رغم قسوة الموقف ورغم شعوري بإحساسها الذي يقتلها من الداخل .
وخرجت هائماً إلى أن تلقفتني هذه المدينة البعيدة مسافة، القريبة طمأنينة وسعادة ولا يؤرقني فيها إلا بعدي عنك وعدم سماع أخبارك .
حبيبتي جوليانا..
اطمئني أنا بخير وساتدبر الأمر كي أوصل لك عنواني وحينما تصلك رسالتي هذه سيأتي أحد أصدقائي ليتأكد أن الرسالة لم تعد في مكانها وسيصل اليك ليعطيك عنواني وإني بانتظارك وكلي شوق للقائك مجدداً .
أحبك ..
• فرانكلين..