التطبيع مع إسرائيل لا يقلب الحق باطلا

إسرائيل دولة مغتصبة لبلاد إسلامية هي فلسطين، وفلسطين بلاد إسلامية للمسلمين قبل أن تكون للفلسطينيين، كما أن المغرب بلاد إسلامية للمسلمين قبل أن تكون للمغاربة، والخليج بلاد إسلامية للمسلمين قبل أن يكون للخليجيين، والمغرب العربي بلاد إسلامية للمغربيين قبل أن يكون لكل شعب على حدة، فالبلاد الإسلامية أحكامها في ثقافتنا وحضارتنا أنها ملك للمسلمين لا يحق حرمانهم من السفر في بلادهم بفرض التأشيرة عليهم، ولا يجور اعتبارهم أجانب فيها، فهذا ليس فكرنا، ولا هو من صميم مفاهيمنا، ولا هو مما عاشه أجدادنا منذ حين قريب.
إن "ترامب" لم يكن هو الذي دفع بالعرب إلى التطبيع، فالعرب في القمة الثانية عشرة بفاس بتاريخ: 25 نوفمبر / تشرين الثاني 1981م، قد اعترفوا ضمنيا بإسرائيل، وهم منذ ذلك الوقت مطبعون إلا أن التطبيع بالشكل الذي يظهر حاليا لم تكن له ظروف سابقة تناسبه، أما اليوم فالمناسب هو التطبيع لأن الشعوب قد فقدت قيمتها كصاحبة الحق في تملك السلطة، والسلطة وإن ظهرت جلية في الجيش والأمن وغيرهما إلا أن الجيش والأمن وغيرهما هم أفراد من الشعب قد تم حرف البوصلة عن توجهاتهم فأزال عن الشعوب كونها سندا للسلطة ولذلك استخف بها وتم إهمال رأيها ولا غرابة، فالعرب دول ديكتاتورية لم يسعفها لباس الديموقراطية ولا الحريات ولا غير ذلك، وهي دول عميلة تستقوي بالأجنبي، وسند سلطتها نفس الأجنبي وليس شعوبها.
إن استرجاع البلاد المغتصبة من طرف المسلمين للمسلمين كفلسطين كلها لا فلسطين عرفات ولا أبا مازن، أي ليس فلسطين سنة: 1967م كأمنية للوصوليين وحَلَمَة للمنتفعين بالدم الفلسطيني مثلا، أقول: إن استرجاع البلاد المغتصبة يحتاج إلى كيان يتبنى أنها مغتصبة، يحتاج إلى كيان يتبنى حق إعادتها إلى أصحابها، ومن يعترفون لليهود ويتنازلون عن شبر واحد من أرض فلسطين لا يَعتبرون فلسطين مغتصبة، ولذلك يهون عليهم التطبيع، وكيف لا وهم يرونه مناسبا لأفكارهم ومفاهيمهم، فالمشكلة فكرية مفاهيمية تتعلق بتسويد حضارتنا وشريعتنا يجب أن تتبناها السلطة التي تتبنى رد الحقوق كحق الشعب الفلسطيني والشعب الروهينجي ورفع الظلم عنهم وعن جميع الشعوب المقهورة والمظلومة.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 11 دجنبر 2020م