كوفيد 20 هل يلغي لقاح كوفيد 19؟

منذ حين قريب تم الإعلان عن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أسميتها كوفيد 20، قيل عنها أنها أخطر من كوفيد 19، والملاحظ أن الفيروس الجديد قد ظهر في مارس من السنة الجارية في بريطانيا ولكن بريطانيا تكتمت عليه ولم تعلن عن وجوده إلا مؤخرا، ثم إن هذا الفيروس قد تشارك في الاعتراف بوجوده دول عديدة منها هولاندا وإيطاليا وأستراليا والدنمارك وجنوب إفريقيا وستلحقها دول العالم بما فيها دولنا العربية والقائمة في العالم الإسلامي وكل ذلك مع غياب المصداقية في كونه حقيقة أم ادعاء، ولا يقال بهذا الصدد أن ذلك غير ممكن وها نحن نشاهد دولا بعينها تساير الإعلان وتصطف مع بعضها لتأكيد الحقيقة، لا يقال ذلك ولو أن يرى ما قيل لأن المسألة مسألة بناء حكم سياسي على غير الوهم، على غير الكذب، على غير التضليل السياسي والإعلامي المقصودين، بناء الحكم السياسي يحتاج إلى قرائن ترجح وجوده، أو تتواتر الأخبار بشأن وجوده حقيقة حتى يصدر الحكم بشأن الحادثة والواقعة والخبر ويكون صوابا أو قريبا من الصواب.
والسؤال المطروح هو:
ما مدى مصداقية ما يعلن عنه؟ وهل نحن بصدد فشل لقاح كوفيد 19 لنذهب من جديد إلى لقاح كوفيد 20؟
سيكون لقاح كوفيد 20 هو عينه لقاح كوفيد 19 وإن قيل بشأنه أنه غير ذلك حين يعدل قليلا، فالظاهر للعيان أن هناك صراع تناطح بالقرون المالية بين أرباب المال وأرباب السياسة والشعوب والأمم، فالشعوب والأمم وإن انبثق عنها أرباب المال والسياسة إلا أنها بغير قابلية السيطرة إلا بالدعاية والخداع والتضليل السياسي والإعلامي، ومع ذلك ففيها أحرار؛ يراقبون ما يجري، بها سياسيون لا دجل في رعايتهم لشؤون العالم؛ يرفضون الظلم، بها واعون من مبدئها؛ يمدونها بجرعات الوعي اللازم لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضدها.
ماذا يراد من كوفيد 20؟
يبدو أن الإمعان في تأزيم العالم والوصول به إلى الانفجار هدف ظاهر للعيان، ويبدو أن ترويض الشعوب للقبول بالإجراءات من قبل الحكومات أمر ملحّ، ذلك أن المخطط المرسوم للبشرية ما لم تنفذه أجهزة الحكم؛ يفشل، فكان لا بد من الاعتماد على حكام لا يخلصون النصح لشعوبهم، على حكام عملاء، على حكام أجراء، على حكام مهووسين بالسلطة يعبدون المال حتى ينفذوا أجندة الأشرار الذين يرغبون في الإنقاص من البشر، يرغبون في تحويل المشهد الاجتماعي والسياسي وغيره من المشاهد إلى مشهد واحد تذوب فيه كل المشاهد ويكون كمن كان شاشة يتنقل بين قنواتها بواسطة الريموت كونترول أو التليكوموند.
إن أهم ما يجب التسلح به أيها الحرّ هو الوعي على مبدئك الذي تعتنق والخضوع لأحكامه حتى تنجو بنفسك وينجو معك أهلك وذووك وأمتك والبشرية، فالتعامل مع الوباء أيّ وباء لا يكون بالإجراءات التي اتخذتها دول العالم، بل يكون بما هو موجود من أحكام تعالج الوباء في مبدئك، أي في الإسلام، يكون بما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تم العمل ببعضها ولكن الأهم الذي لم يعمل به هو:
أولا: محو الخوف نهائيا من الوباء بسبب معتقد الموت الحضاري الذي لا يكون إلا بانتهاء الأجل، والنتيجة ليس الاستخفاف بالوباء، بل عدم تهويله والرعب منه.
ثانيا: العمل وفق حضارتنا لمواجهته وذلك بالاحتياط له وعزل المصابين عن الأصحاء وترك الحياة في الاجتماع والاقتصاد والتعليم وكل المجالات تستمر دون توقف، فالحجر الصحي للأصحاء تصرف أرعن وقردنة مقيتة.
ثالثا: رفض اللقاح سواء كان لكوفيد 19 أو كوفيد 20 واعتماد الوقاية التي تفضي إلى مواجهة الأوبئة بوعي وعلم، فالجهاز المناعي الذي خلقه الله تعالى في الإنسان لن يكون أقل قوة وقدرة من اللقاح أيّ لقاح الذي يعني رفع المناعة لمواجهة الفيروسات والبكتيريا التي تدخل الجسم، ففيروس السيدا ظهر سنة: 1981م وقد كان مشروعا حربيا في الحرب البيولوجية التي اعتمدتها ألمانيا سنة: 1908م، ثم بعد فشل هتلر في الحرب العالمية الثانية أخذت أسرار المختبرات الألمانية فرنسا وأمريكا، ثم في سنة: 1961م تم حقن الأفارقة بفيروس الأيدز، وفي سنة: 1981م تم الإعلان عن وجود فيروس السيدا بإفريقيا وادّعوا كذبا أن القردة هي مصدره، هذا الفيروس قد مضى على وجوده منذ سنة 1981م إلى الآن تقريبا أربعون سنة، فكيف لم يجدوا لقاحا طول هذه المدة لفيروس نقص المناعة المكتسبة؛ الأيدز، وكوفيد 19 وجدوا له لقاحا في أقل من سنة؟ هل هكذا تشتغل المختبرات في العالم خصوصا وأنهم اعتمدوا الغموض والتكتم في أمر لا تنفع معه إلا الشفافية؟ هل يستغبوننا؟.
رابعا: ضرورة اعتماد زاوية عَقَدية لفهم الأخبار وإدراك الوقائع وفهم الحوادث حتى لا نقع في المغالطات ونصاب بالعمى السياسي.
خامسا: وجوب فسخ الارتباط بالأجنبي عقديا وفكريا وسياسيا واعتماد كيان تنفيذي لحضارتنا يسوِّد شريعتنا حتى نواجه به، ونحارب به، ونسالم.
ليس هذا فحسب، بل هناك المزيد عند الرغبة في الوصول إلى الوعي السياسي الذي يقي الأمة والجماعة والفرد والبشرية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 21 دجنبر سنة: 2020م