نقد رسالة في شرح حديث حدوث الأسماء في جواب الشيخ علي بن الشيخ صالح بن يوسف
الرسالة من تأليف الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي مؤسس المذهب الأوحدى وهو مذهب شيعى صوفى مختلف نوع ما عن بقية فرق الشيعة لاعتماده على عبارات التصوف أحيانا وعبارات الفلسفة أحيانا اخرى ومن ثم لن يفهم القراء شيئا مما جاء فيه لكونه تأويل صوفى فلسفى لرواية حديثية لا أصل لها لأن فيها اخطاء وتناقضات وسبب تأليف الرسالة هو أن أحدهم طلب من الإحسائى شرح حديث حدوث الأسماء فحاول التنصل من الإجابة ولكنه اضطر تحت الإلحاح للإجابة فقال:
"انه قد التمس مني الابن الروحاني الشيخ العلي الشيخ علي بن المقدس الصالح الشيخ صالح بن يوسف اعلي الله رتبته ورفع درجته ان اكتب علي هذا الحديث الأتي ما يحضرني من بيان المراد منه فان شراحه لم يقفوا علي شيء من المراد منه لانه من اصعب ما ورد لخروجه علي خلاف ما تعرفه العقول المتفقدة وانما هو جار علي ما تعرفه الافئدة المؤيدة فاعتذرت منه لشدة صعوبة ذلك وتمنعه علي المنال ولكثرة اشتغال البال بالحل والارتحال فلم يقبل مني عذرا فجعلت سؤاله أمرا اذ لا يسقط الميسور بالمعسور وإلي الله ترجع الامور وتوكلت علي الحي الذي لايموت رب العزة والجبروت ومالك الملك والملكوت."
ذكر الإحسائى نص الحديث فى الكافى أولا فقال:
"فاقول وبالله استعين في الكافي في باب حدوث الأسماء علي بن محمد عن صالح بن ابي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابراهيم بن عمر عن ابي عبدالله قال ان الله تبارك وتعإلي خلق اسما بالحروف غير متصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفي عنه الاقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة علي اربعة اجزاء معا ليس منها واحد قبل الاخر فاظهر منها ثلاثة اسماء لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون فهذه الأسماء التي ظهرت فالظاهر هوالله تبارك وتعإلي وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء الاربعة اربعة اركان فذلك اثناعشر ركنا ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها فهو الرحمن الرحيم الملك القدوس الخالق البارئ المصور الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم العليم الخبير الحكيم العزيز الجبار المتكبر العلي العظيم المقتدر القادر السلام المؤمن المهيمن البارئ المنشئ البديع الرفيع الجليل الكريم الرازق المحيي المميت الباعث الوارث فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسني حتي تتم ثلثمائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة وهذه الأسماء الثلاثة اركان وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة و ذلك قوله قل ادعوا الله اوادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الأسماء الحسني"
لم يتناول الإحسائى أخطاء الرواية حتى الخطأ الحسابى فى قول الرواية "لكل اسم من هذه الأسماء الأربعة أربعة اركان فذلك اثنا عشر ركنا"فأربعة اسماء فى أربعة أركان =16 وليس 12 وهذا خطأ للاعتراف بأن الرواية منكرة منحرفة
ولم يفهم التناقض فى قول الرواية مستتر غير مستور فمعنى مستتر أى خفى ومع هذا غير مستور أى ظاهر؟
كما لم يفهم التناقض فى قول الرواية "وهذه الأسماء الثلاثة اركان وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة و ذلك قوله قل ادعوا الله اوادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الأسماء الحسني""
فالرواية تقول أسماء ثلاثة ومع هذا الموجود فى الآية اثنان الله والرحمن وكل هذا كافى لاستبعاد الرواية تماما
وايضا التناقض فى القول" كلمة تامة علي اربعة اجزاء معا ليس منها واحد قبل الاخر فاظهر منها ثلاثة اسماء"
فهنا الكلمة التامة أصبحت ثلاثة أسماء بينما الكلمة أساسا تتكون من حروف وليس من أسماء
أما أخطاء الرواية فهى :
القول بخلق اسما بالحروف غير متصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفي عنه الاقطار مبعد عنه الحدود فلا يوجد اسم بهذا الوصف لأن كل الأسماء له صوت ونطق وتجسيد وتلوين كما أن وجود هذا الاسم الخفى يناقض أن الله علم آدم(ص) الأسماء كلها فى قوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " فالرواية تناقض قول الله فى كلها بهذا الاسم الخفى الذى لا يوجد استثناء له فى القرآن
وبهذا يتضح للقارىء أن بقية الكتاب لا قيمة له لأن الرواية التى يشرحها موضوعة منكرة لتناقضاتها وتعارضها مع القرآن ولكننا سنكمل مع الإحسائى لبيان أخطاء أخرى تتعلق بكلامه هو ويبدأ كلامه بالتالى :
" اعلم ارشدك الله ان هذا الحديث الشريف ابعد غورا من ان يطلع علي باطنه لأنه قد اشتمل علي بيان تفصيل الوجود من الاجناس والفصول وتقسيم الفروع والاصول والذي يظهر لي ان بيانه علي ما اشير فيه إليه من التفصيل والتقسيم لايحصل لغير اهل العصمة نعم يمكن الاشارة إلي كليات تلك الاصناف ومجملات تلك الاوصاف وتنويعها في الاختلاف والائتلاف وهو غاية ما تصل إليه طامحات الافهام و نهاية ما تحوم حوله حائمات الاوهام ومع ذلك كله فلا تنال منه الا بالاشارة وما اعز من يناله منتهي الحظ ما تزود منه اللحظ والمدركون ذاك قليل ولا بأس بالاشارة إلي ما يمكن الاشارة إليه."
الإحسائى فى الفقرة السابقة يعترف أن شرح الحديث لا يقدر عليه سوى ألئمة المعصومين فيقول" والذي يظهر لي ان بيانه علي ما اشير فيه إليه من التفصيل والتقسيم لايحصل لغير اهل العصمة"ومع هذا خالف الرجل اعتقاده وقام هو بالشرح فىبقية الكتاب رفم أنه استبعد ان يصل أحد إلى معانى الحديث الباطمة بقوله فى أول الفقرة" اعلم ارشدك الله ان هذا الحديث الشريف ابعد غورا من ان يطلع علي باطنه" ومع هذا الاعتراف بالجهل إلا أن قال فيه ما قال فى الفقرات التالية:
"فاقول وبالله استعين قد اختلف المفسرون في المراد منه والذي اجري علي خاطري ان المراد بذلك الاسم المخلوق هو مجموع عالم الأمر بجميع مراتبه الاربع وعالم الخلق بجميع مراتبه الثمانية والعشرين لان ذلك الاسم هو مجموع الوجود باسره وهو الاسم الاكبر المكنون المخزون وليس ذلك لفظيا فلا يكون مشتملا علي تصور الحروف ولفظ النطق وشخص الجسد وتشبيه الصفة ولون الصبغ لانها به كانت وعنه صدرت وليس جسما ولا مقدارا فلا تعتريه الاقطار ولا حد له ولا حجب له غير ظهوره احتجب عن احساس الاوهام باحساسها واستتر بظهوره."
الحديث عن وجود الاسم الاكبر المكنون المخزون هو كلام الجهلة فلماذا يقولون هذا والله أظهر كل الأسماء بقوله "وعلم آدم الأسماء كلها" لاحظ كلمة كلهاوهو نفس كلام الأخرين عن الاسم الأعظم فهو كلام للضحك على الناس بادعاء وجود علم مخفى عنهم فى الشريعة
ثم قال الإحسائى:
"قوله فجعله كلمة تامة لاشتماله علي جميع مظاهر الصفات الحقية والخلقية والاضافية من مبادي الحدوث والامكانات وعللها وجميع انحاء الخلق والرزق والحيوة والممات اذ لم يوجد سواه بل كل موجود فمنه متفرع وعنه انشق وبه تقوم وله خلق وإليه يعود. قوله علي اربعة اجزاء معا الجزء الاول عالم الأمر وهو النقطة اعني الرحمة والالف اي العماء الاول والنفس الرحماني بفتح الفاء والحروف المشار إليها بالسحاب المزجي والكلمة التامة المشار إليها بالسحاب المتراكم وهذه الاربعة هي مراتب المشية في الوجود المطلق وهو الوجود الأمري"
ذكر الرجل أربعة أجزاء كعدد ومع هذا ما ذكره ثلاثة عالم الأمر والنفس الرحماني والسحاب المزجي والأربعة سماهم السحاب المتراكم ثم قال:
"وانما قلنا ان هذه الكلمة تامة وقلنا ان ذلك كلمة تامة لان تمام هذه تمام جزء و ذلك تمام كل وباعتبار آخر تمام هذه تمام جزئي وهذه تمام كلي وهذا الجزء هو المكون الحق والوجود المطلق والشجرة الكلية والحقيقة المحمدية ورتبته مقام او ادني ووقته السرمد و شأنه المد والجزء الثاني هو النور الابيض والقلم الجاري والالف القائم و خزانة معاني الخلق وهو العقل الاول وهوعقل الكل وهوملك له رؤس بعدد الخلائق لم يخلق الله شيئا الا ويكون في ذلك وجه لذلك الشيء ورأس خاص به تتفاوت الرؤس والوجوه بتفاوت ما هي لها والجزء الثالث هوالنور الاصفر وخزانة الرقائق وهو الرؤس وهو الروح والنفس باعتبار وباعتبار آخر نور اخضر الا ان الغرض بيان الاجزاء لا غير وله من الرؤس والوجوه كما للجزء الثاني والجزء الرابع النور الاخضر و جسم الكل "
الرجل هنا يدخلنا فى متاهة الفلسفلة اليونانية المتحدثة عن نظرية القيوضات أو العقول التى أولها العقل الأول
ويدخلنا الرجل عالم الخرافة بوجود ملك له رؤس بعدد الخلائق لم يخلق الله شيئا الا ويكون في ذلك وجه لذلك الشيء ورأس خاص به تتفاوت الرؤس والوجوه بتفاوت ما هي لها وهذا يعنى أن الملام بحكم الكون سمواته وأرضه وهو ما يخالف كون الملائكة فى السماء فقط كما قال تعالى "وكم من ملك فى السموات" كما يتناقض أن أكبر عدد من أجنحة الملائكة وهو الشىء الوحيد الزائد أربعة فلا رؤوس زائدة ولا غيره وفى هذا قال تعالى " جاعل الملائكة أولى أجنحة مثتى وثلاث ورباع"
ثم فسر الرجل الأجزاء الثلاثة فقال:
"وربما فسرت الاجزاء الثلاثة بما تتضمن المسئلة من صفة الله وهي النور الابيض وهي شهادة ان محمدا رسول الله (ص) وباعتبار هي شهادة الا اله الا الله وهي الالف القائم ومن صفة الرحمن وهي النور الاصفر والالف المبسوط باعتبار وباعتبار آخر بين بين صورته كضلعي المثلث القائم الزاوية هكذا وهي شهادة ان الائمة الاثني عشر خلفاء رسول الله (ص) ومن صفة الرحيم وهي النور الاخضر والالف الراكد الذي يظهر بصورة إلياء ويكون ياء وهي الكروبيون والانبياء والمرسلون والاتباع لان الرحيم علي الاقوي صفة الرحمن و صفته صفة لصفة الرحمن وبالجملة فالمراد بالاربعة الاجزاء بالعبارة الظاهرة المشية وعقل الكل و نفس الكل و جسم الكل."
الرجل هنا جعل الشهادة الأولى لا إله إلا الله هى نفسها الشخادة الثانية محمد رسول الله وهو جنون لأنه جعل محمد هو الله والله هو محمد مع أنه بنص القرآن عبد من عباد الله كما قال "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا"
والرجل جعل المراد بالاربعة الاجزاء بالعبارة الظاهرة المشية وعقل الكل ونفس الكل وجسم الكل ويقصد بالمشية المشيئة وهو كلام يغيدنا للفلسفة اليونانية
وبذكر الإحسائى خبلا فى الكلام فيقول :
"قوله ليس شيء منها قبل الاخر لا ريب ان هذه الاجزاء بعضها متقدم علي بعض في الذات وانما تساوت في الظهور لتوقف ظهور المشية علي وجود ما بعدها فتكون هذه الاربعة متساوقة في الظهور فليس شيء منها قبل الاخر."
فالأجزاء إما خلقت فى وقت واحد وإما خلقت متتالية ولكنه يجعلها الاثنين معا فى وقت واحد ومتتالية
يعد ذلك نجد الجنون وهو اكتشاف افحسائى للاسم المكنون وهو المشية أى المشيئة فيقول:
"قوله فاظهر منها ثلاثة لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون المراد بالثلاثة التي اظهرها سبحانه العقل والنفس والجسم والمراد بالاسم الذي حجب هو المشية وهو الاسم المكنون المخزون وانما احتياج الخلق إلي هذه الثلاثة لان التكوين والتكليف اللذين بهما قوامهم واستقامة نظامهم وبلوغهم غايات كمالاتهم لايكونان بدونها اعني العقول والنفوس والاجسام وانما لم يحتاجوا إلي الرابع لانهم لايتوقف نظامهم ولا تكليفهم ولا بلوغهم اعلي الدرجات علي معرفة المشية ومعرفة تقومهم بها الا في الاعتقاد ويكفي فيه معرفة العقول التي فيهم."
إذا كان المكنون المخفى عرفه الإحسائى فكيف يكون مكنونا إلا فى حالة واحدة وهى أن الإحسائى والعياذ بالله هو الله ؟
ويستمرالرجل فى كلامه الغامض فيقول:
"قوله فهذه الأسماء التي ظهرت فالظاهر هوالله سبحانه وتعإلي وهي هذه المذكورة وقوله فالظاهر هوالله تبارك وتعإلي المراد به ما اشرنا إليه فان صفة الاسم الكريم الذي هو الله هوالعقل الاول اذ ليس المراد بهذه هذا اللفظ لانه قال بالحروف غير متصوت وهذا متصوت بالحروف ملفوظ بالنطق ولا المراد به معناه الذي هوالذات المتصفة بالالوهية وانما المراد به مظهره وهو العقل كما اشار سبحانه بقوله الله نور السموات والأرض مثل نوره الخ، فذكر الله و ذكر مظهره وهو قوله مثل نوره وهو العقل الاول وهو الاسم الذي اشرقت به السموات والأرضون وهو المصباح الظاهر في الاشباح وتعإلي اشارة إلي صفة العلي وهو النفس وتبارك اشارة إلي صفة العظيم وهو الجسم وفي رواية اخري فالظاهر هو الله العلي العظيم والمعني واحد."
ناقض الإحسائى نفسه فبعد أن أظهر أن الاسم المكنون هو المشيئة عاد وقال فى الفقرة السابقة وقال أنه العقل الأول
ثم بين أن الأصول الأربعة ليست المشيئة والعقل والنفس والجسم وإنما الخلق والرزق والحيوة والممات فقال:
"قوله وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء اربعة اركان فذلك اثناعشر ركنا والاصل في ذلك انه لما كان كل جزء منها عالما مستقلا وجب ان يكون جامعا لما يتم به النظام من الاصول الاربعة التي هي الخلق والرزق والحيوة والممات فيكون كل واحد منها مربعا لاشتماله علي الاربعة الاصول"
ورغم أن الإحسائى يتحدث عن ملك واحد فى قوله فى فقرة سابقة " وهوعقل الكل وهوملك له رؤس بعدد الخلائق لم يخلق الله شيئا الا ويكون في ذلك وجه لذلك الشيء ورأس خاص به تتفاوت الرؤس والوجوه بتفاوت ما هي لها" إلا أنه ناقض نفسه وجعلهم أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل فقال:
"وسخر سبحانه لكل اصل ملكا حافظا له قائما به قد وكله الله بتلقي فيوضاته وابلاغها غاياتها و جعل لكل ملك ملائكة يخدمونه في المراتب الثلاثة يسلكون فيها بهديه سبل ربهم ذللا كل منهم من جنس ما وكل به ففي العقول عقليون مختلفوا المراتب لاختلاف مراتب العقل كما وكيفا وفي النفوس والارواح روحانيون و نفسانيون مختلفوا المراتب لاختلاف مراتب الروح والنفس كذلك وفي الاجسام جسمانيون مختلفوا المراتب كذلك واختلافهم في الاربع الطبائع الحرارة والرطوبة والبرودة وإليبوسة في المراتب الثلاث كذلك فان العقول تجري فيها الطبائع الاربع العقلية لذاتها وبما يطرء عليها من الاضافات من محالها و كذلك النفوس والاجسام كل بحسبه لذاته اولما اضيف إليه فالملك الموكل بركن الخلق والايجاد جبرئل وله جهة وأجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسيه ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها فهذه ثلاثة اركان لجبرئل يتصرف بها كما أمر في العوالم الثلاثة عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك وهذه العوالم الثلاثة هي مجموع عالم الخلق وهو الوجود المقيد والملك الموكل بركن الحيوة اسرافيل وله جهة وأجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها فهذه ثلاثة اركان لاسرافيل يتصرف بها كما أمر في العوالم الثلاثة عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك والملك الموكل بركن الرزق ميكائل وله جهة وأجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها فهذه ثلاثة اركان لميكائيل يتصرف بها كما أمر في العوالم الثلاثة ايضا والملك الموكل بركن الممات عزرائيل وله جهة وأجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها وله جهة وأجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها فهذه ثلاثة اركان لعزرائيل يتصرف بها كما أمر في العوالم الثلاثة المذكورة فهذه اثناعشر ركنا لكل ملك ثلاثة اركان ولكل ملك طبيعتان وأعوانهم كل علي طبيعة متبوعه وللمتبوع علي التابع هيمنة وتسلط من الجهة التي سخر لها فجبرئل يعين بحرارته اسرافيل في الحيوة وبيبوسته عزرائيل في الممات واسرافيل يعين بحرارته جبرئل في الخلق وبرطوبته ميكائيل في الرزق وميكائل يعين برطوبته اسرافيل في الحيوة وببرودته عزرائيل في الممات وعزرائيل يعين ببرودته ميكائيل في الرزق وبيبوسته جبرئل في الخلق "
والكلام كله خبل بسبب إدخال كلمات الفلسفة وهى كلمات متداخلة المعانى فالرطوبة تعنى فى أحيان البرودة واحيانا تعنى الحرارة واليبوسة تعنى البرد كما فى الجليد والثلج كما تعنى شدة القيظ كما فى الرض المتشققة والجافة
زد على هذا إدخالنا فى متاهة تفسير الأجنحة بالجسمانية والنفسية والعقلية مع أن الله ما تحدث إلا عن الجسمانية لأن الجناح هو اليد أى الذراع
ونلاحظ فى الفقرة الطويلة السابقة خبل فى العوالم الثلاثة فهىعالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك فمن المعلوم أن عالم الملكوت هو نفسه عالم الملك
وحدثنا الرجل عن أمر لم يذكر فى الرواية وهو العرش فقال:
"وقد دلت الآثار علي ان العرش الذي هو خزانة كل شيء من الخلق ولايظهر شيء في الاعيان اويرتبط بشيء منها الا وقد كان فيه وإليه الاشارة بقوله الرحمن علي العرش استوي لانه استوي برحمانيته علي عرشه الذي هو خزائن كل شيء فاعطي بفضله ابتداء منه كل ذي حق حقه وساق بكرمه إلي كل سائل منه فقير إليه رزقه لاينزل شيء ولايظهر من غيب العرش الا بتقديره قال تعإلي وان من شيء الا عندنا خزائنه وماننزله الا بقدر معلوم وعلي ان العرش مركب من اربعة انوار نور احمر منه احمرت الحمرة و نور اصفر منه اصفرت الصفرة و نور اخضر منه اخضرت الخضرة و نور ابيض منه البياض ومنه ضوء النهار و كل نور من هذه الاربعة قد تقوم به ربع من كل شيء من العوالم الثلاثة الجبروت والملكوت والملك فيكون ما تقوم به الربع تاما في الجهة التي به تقومت."
ونلاحظ أن ألوان الأنوار الأربعة تتناقض مع ما سبق أن ذكره فقد ذكر ثلاثة الأبيض والأصفر والأخضر وهنا زاد الأحمر
ثم أدخلنا الرجل فى نظرية مستوردة من عالم الكفار وهة نظرية الأكوار والأدوار وهو كلام مجلوب من أديان الهندوس والبوذيين وامثالهم فقال:
"قوله ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها اعلم انه لما "كان كل ركن من هذه الاركان الاثني عشر تاما في جهته فالنور الاحمر تام في تقويم ربع من الجهة العقلية وفي تقويم ربع من الجهة النفسية وفي تقويم ربع من الجهة الجسمية و كذلك الاصفر والاخضر والابيض فاذا ثبت ان ما تقوم به ربع من كل عالم تام في ذلك دل ذلك علي تدويره وتكويره في المتولدات الثلاثة المعدن والنبات والحيوان و ذلك ان اصل مبدأ التكوين هوان الله سبحانه خلق الحرارة من حركة الفعل الكونية وخلق البرودة من سكون المفعول المكون فادار الحرارة علي البرودة والبرودة علي الحرارة فتكونت الطبائع الاربع فلما كانت الطبائع الاربع وتمت جعلها بكمال صنعه واتقان علمه اصلا لعالم الغيب والشهادة فهي في كل عالم من جنس جواهر علله فادار هذه الاربعة بعضها علي بعض فتولدت منها المعادن ثم ادارها في المعادن كذلك فتولدت النباتات ثم ادارها في الجميع فتولدت الحيوانات فصارت بذلك ثلاثين دورا و ذلك لان الافلاك تسعة والأرض عاشرة والشيء الكائن قد تكون من عشر قبضات من كل قبضات من كل واحد من هذه العشرة قبضة و كل قبضة قد اديرت ثلاث دورات في الطبائع الاربع قد تكون في الاولي معدنها وفي الثانية نباتها وفي الثالثة حياتها سواء كانت القبضة جبروتية اوملكوتية اوملكية الا ان طبائعها وادارتها و نفسها من جنس ما هي منه فصار ثلاثين دورا في كل ركن من الاركان الاثني عشر فصار جميعها ثلثمائة وستين وفي كل واحد منها روحا به تقوم وهو اسم من اسماء الله وهومظهر من مظاهر الاسم المكنون المخزون المشار إليه سابقا وهوفي كل واحد فعل منسوب إلي ذلك الواحد من الثلاثين الدور من كل ركن من الاثني عشر فعل من افعال الله تعإلي وهوفعله الخاص بذلك المفعول اعني الواحد المشار إليه و ذلك الفعل هواسم من اسماء الله تعإلي.
قوله فهوالرحمن الرحيم الملك القدوس الخالق البارئ المصور إلي آخرها تمثيل للاسماء بذكر بعضها ثم قال عليه السلام فهذه وما كان من الأسماء الحسني حتي تتم ثلثمائة وستين اسما.
"

وما قاله لن يفهمه أى أحد ولا حتى من نقله عنهم فهموا شيئا وهو يتعارض مع قوله تعالى :
" ما اشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم"
فالرجل ومن نقل عنهم يتحدثون عن أشياء لم يشاهدها احد وليس فيما نقله نص من الوحى
زد على ذلك أن الثلاثمائة وستين اسما المذكورة فىالرواية أنها أسماء الله الحسنى لا وجود بها فى المصحف الحالى فأقصى عدد يمكن استنتاجه هو مائة وخمسون اسما منهم أسماء ليست صريحة وإنما مستنتجة من عبارات وهى حوالى من عشرة إلى عشرين اسما
قم أكمل شرحه فقال :
"قوله فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة اي جهة من جهاتها وفرع من فروعها لانها مظاهر لهذه الأسماء الثلاثة فهي نسبة لها اي بيان لصفتها وفعلها.
قوله وهذه الأسماء الثلاثة اركان اي اركان للكلمة التامة ويجوز ان يكون المراد لظهور الاسم المخزون.

قوله وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة يعني انه سبحانه قد حجب الاسم المشار إليه بهذه الأسماء اي بظهورها لانه اذا ظهر بنفسه غيبها واذا اختفي ظهرت فلما ظهر بها احتجب بظهورها لان المشاء اذا ظهر خفيت المشية و ذلك قوله تعإلي قل ادعوا الله اوادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الأسماء الحسني، يشير إلي ان للاسماء الثلاثة علي سائر الأسماء الثلاثمائة وستين هيمنة وربوبية لانها تدخل تحت هذه الثلاثة فهي صفاتها فقوله فله اي لكل من هذين الاسمين له سائر الأسماء الحسني يعني تكون هذه الأسماء صفة لله و داخلة تحت حيطته و كذلك الرحمن والمراد به هنا في هذا الحديث تعإلي اي العلي وكذلك العظيم وتبارك هنا بمعناه ومعني دخولها ومعني دخولها تحت حيطة هذه الثلاثة انها تنسب إليها تقول يا الله ارحمني يا الله ارزقني يا الله اغفر لي يا الله اهلك عدوي و كذلك الرحمن ولاتقول يا رحيم اهلك عدوي يا مهلك اغفر لي اوارزقني بل تقول يا مهلك اهلك عدوي يا غفور اغفر لي يا رازق ارزقني لعدم شمول ما سوي هذه الأسماء الثلاثة اعني الله والعلي والعظيم ويراد بالعلي معني الرحمن اويراد بالعظيم معني الرحمن علي الاعتبارين فتلخص ان الاسم المذكور هومجموع الوجود المطلق الذي هوعالم الأمر والوجود المقيد الذي هوعالم الخلق وانه علي اربعة اركان متساوقة في الظهور وان سبق بعضها بعضا في الذات وان الاول منها المكنون المخزون هوالمشية وان الثلاثة الظاهرة التي هي عالم الخلق عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك وان لكل واحد من هذه الثلاثة اربعة اركان ركن خلق وايجاد وركن حيوة وركن رزق وركن ممات وان كل ركن تكون من تسعة افلاك وارض وان كل واحد من هذه العشرة اديرت ثلاث دورات دورة في معدنه و دورة في نباته و دورة في حياته فيكون في كل ركن ثلاثون فعلا منسوبا إليه خاصا به وهو اسم من اسماء الله الجزئية وان تلك الثلاثة الأسماء الكلية اركان للوجود المقيد الذي اوله العقل واخره التراب وانه سبحانه قد حجب الاسم المكنون اكتفاء بظهور آثاره في الثلاثة لعدم احتياج الخلق إلي ازيد من ذلك وان هذه الثلاثة تدخل تحتها باقي الأسماء كما انها تدخل تحت الاسم المكنون المخزون (ص)، واعلم اني قد ذكرت ما لم يذكره غيري من شراح هذا الحديث الشريف و كشفت من معمي اسراره ما لم يكد يعثر عليه الفهم اللطيف ولم اترك شيئا وجدته في نور الله حال الكتابة والتإليف الا اشرت إليه الا ما كان من طريق التفصيل والتعريف والاستقصاء علي ذلك يضيق به الزمان واحلت ما لم اذكره من جهة طريق الحديث ولغته و ظاهر عبارته علي ما ذكره الشارحون فليطلب مبتغيه ذلك من كتب ذويه"
وعاد الإحسائى هنا لتكرار كلامه المنقول من كتب الفلسفة والعرفان وأديان الكفار وتجد فى الفقرة السابقة تناقض هو
وهو أن الآية ذكرت اسمين فقط بقوله"فله اي لكل من هذين الاسمين له سائر الأسماء الحسني يعني تكون هذه الأسماء صفة لله و داخلة تحت حيطته" وهما الله والرحمن ومع هذا أعلن انهم ثلاثة فرفع الرحمن ووضع العلى والعظيم فى قوله" لعدم شمول ما سوي هذه الأسماء الثلاثة اعني الله والعلي والعظيم"
وكما سبق القول الرجل ادخلنا فى متاهات فلسفية وعرفانية ليست من دين الله فى شىء معتمدا على رواية منكرة تعلن عن أنها موضوعة بتناقضاتها العددية وغير العددية كما سبق ذكره فى اول الكتاب