مفهوم الخلافة بين الغرب وبين العرب:
الخلافة هي صفة اعطاها الله سبحانه وتعالى للبشرية فقط
وهي قيام البشرية بإحداث التبديل وإعادة ترتيب المادة التي بين يديه لإنتاج صفة جديدة
والبشرية دورها الحفاظ على نوعها وإمداد نسلها بعلم الخلافة
بالتالي فالإنسان لا يخلق ولكنه يشكل المادة التي بين يديه مستغلا صفات تفاعلات المواد المختلفة مع بعضها البعض وتأثر ذلك التفاعل بالظروف المختلفة المحيطة به
لذلك كلما حققت البشرية معنى الخلافة كلما استخلفت غيرها من المادة للقيام بالمهام الشاقة لها
لذلك فالبشرية هنا بمثابة الملك الذي يأمر المادة علميا لتحقيق مراده
والغرب قد فهم المعنى جيدا
لذلك نراه قد قام بتصنيع وتشكيل المادة في الصورة التي تجعله في قمة الراحة بدنيا وهي التي تقوم بالعمل
فجعلها تنتج نيابة عنه
وجعلها تحارب نيابة عنه
وجعلها تتابع وتراقب المجتمع نيابة عنه
وجعلها تصدر الاوامر نيابة عنه
فكل ما فعله الإنسان هو إعطائها الأوامر كخليفة لتنفذ هي ذلك الأمر دون مناقشة منها له ودون الإعتراض عليه فصارت مسخرة له دون نقاش منها بالتالي صار الإنسان بالنسب لها الامر الناهي بخلافته التي اعطاها الله سبحانه للإنسان
لكن للأسف العرب وهم اهل اللغة واهل نزول الوحي لم يفهموا ذلك المعنى
فصار يشتري الألة والألة ولائها للخليفة التي صنعها
إذ بمجرد ان يتلف بها شيئ يقف العرب في حيرة من أمرهم
ثم يردوها إلى الخليفة لها لإعادة إصلاح ما تلف منها
وقد تعمل لدى العرب وتنقل اسرار العرب لذلك الخليفة الذي قام بتصميمها
وقد يصدر ذلك الخليفة الامر لها بعقاب ذلك العربي وتأديبه إن راى الخليفة ذلك
والعرب الأن محاصرون بتلك الألات التي بين ايديهم
ولا يستطيع احد منهم الخروج على تلك الألات
فصارت افعال العرب تدور مع مراد الخليفة الذي يتحكم بتلك الالات التي بين ايديهم
فصارت تلك الالات كجنود لذلك الخليفة تحتل البيوت والشوارع والمؤسسات وترصد الزراعة والصناعة والتجارة لصالح ذلك الخليفة
ليتحول العرب الى دمية بين تلك الالات وهم يظنون أنهم يملكونها ويسيطرون عليها وتعمل لصالحهم
فهل يصل ذلك المعنى لكل عربي