السنبلة:
قال تعالى في سورة البقرة
(مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ (261))

اولا هذا كلام الله سبحانه وتعالى
بالتالي كلامه سبحانه صفة من صفاته سبحانه
بالتالي لكلامه سبحانه العلو في الكمال بما يليق بكونه سبحانه له الصفات العلى
والله سبحانه وتعالى كلامه يحمل من علو المعنى والغاية والنتيجة ما يليق بكونه كلام من قد أحاط بكل شئ علما
وهذا التشبيه من نوع التشبيه التمثيلي
وبما ان الكلام يحمل صفات المتكلم من العلو
وبما ان الكون كله يقيم العبادة لله سبحانه وتعالى
فالتشبيه هو هو تشبيه إدارية الفعل ونتيجته
فالحبة تسبح الله سبحانه وتعالى
وكونها تسبح الله والتسبيح فعل والفعل الحسن لا يكون إلا بإتباع برنامج له من الحسن ما ينفي النقص به
والفعل الذي لا نقص به يستلزم العلم الصحيح التام بالفعل ونتيجته والعلم بمعطياته والعلم بحال الوسط المحيط به
وهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى
بالتالي فالحبة وصلت إلى ان يكون ذلك نتاجها من خلال العلم بمراد الله منها وتحقيقها لذلك العلم والذي هو برنامج إدارتها
ونظرا لانها ليست مستقلة عما حولها من بقية الخلق الذي تتداخل معه
فهناك برنامج من الكمال يربط تلك الحبة مع الكمال بما يحيطها من الخلق
بالتالي من اجل ان تنبت تلك الحبة لتعطي تلك النتيجة فهي اقامت برنامج التسبيح الخاص بها
لتكون الدعوة للبشرية
في كيفية تحقيقها لتلك النتيجة للأموال التي بين أيديها
فالإنفاق في سبيل الله لا يعني إقتطاع جزءا بسيطا من المال لننفقه في سبيل الله
وإنما هو توظيف المال بأكمله في سبيل الله
(والمال لا يعني تلك النقود
فالنقود وسيلة نقل الثروات وليست ثروة في ذاتها
فماذا تنفع النقود إن فقدت البشرية الماء والغذاء
فالاموال الحقيقية هي ما تقام به الحياة
والحياة ابتداءا إقيمت على الماء والمادة النباتية والمادة الحيوانيه
ثم كانت المعادن كتبادل تجاري لإقامة الصناعات
ثم جاء إتفاق البشرية لجعل هناك معادن ثمينة ومعادن رخيصة
وإتفاق البشرية قد يختل إن اختلت الأهواء
لتبقى الثروات الأساسية للحياة في الماء والغذاء)
ومن اجل ان ينفق هذا المال في سبيل الله
لابد ان يكون هناك برنامج من قبل الله به يكون هذا الإنفاق
بالتالي فالإنفاق في سبيل الله لا يعني عشوائية الإنفاق وعشوائية التحصيل
ولكن يعني ان الإنفاق لايكون إلا من خلال برنامج الإسلام لكي ينمو هذا الإنفاق ويعطي نتائجة كما اعطت تلك الحبة نتجها
والحبة لم تنم بارض خبيثة ولم تسق بماء سئ ولم توضع بمحيط ملوث
فهناك كمال في التربة وكمال في الماء وكمال المحيط
بالتالي فالمنفق في سبيل الله لم يترب بوسط سئ ليكون كسبه منه ولم يطعم بما هو سئ ولم يتحصل على امواله تلك من سبل سيئه
فهناك خط سير للاموال الطيبة لابد من ان تسلكه كي يكون ربحها كربح تلك الحبة
وخط السير هو برنامج الإسلام المخصص لإدارة ثروات البشرية
فكما انه لا يوجد ساكن او متحرك بالكون إلا وبرنامج إسلامه هو ما يحدد سكونه او حركته
فكذلك كل ما يصدر من البشرية من قول او فعل لابد ان يكون من خلال برنامج الإسلام الذي يخص البشرية
وهو ليس نوع من التعصب لجنس او لنوع أو لثقافة
ولكن قمة العقل ان اتبع البرنامج الأعلى كمالا
ليس هذا فحسب ولكن الذي ضرره يساوي الصفر أي اللاشئ
وهذا لأنه علم من له الصفات العلى سبحانه
وهذا العلم يربط الخلائق كلها معا مع ثبات ان لكل نوع من الخلق برنامج الإسلام الذي يخصه
بالتالي فبرنامج الإسلام بإقامته يمثل إقامة النتيجة الطيبة المضمون ربحها كنتيجة
فلا إحتمالات في نتيجة الإسلام
فكل شئ له إحتمال وقوع نتيجته
إلا الإسلام فنتيجة الطيبة حدث مؤكد وقوعه لا إحتمالية به
إذ انه علم عالم الغيب الذي قد احاط بكل شئ علما خالق كل شئ ومالك كل شئ
بالتالي دوران مال البشرية بالإسلام هو عين الإنفاق في سبيل الله
وكونه في سبيل الله يعني الإيمان اولا بالله
ويعني الإيمان برسوله باعتباره هو الوحيد الذي بين لنا كيفية إقامة الإسلام
وباعتبار ان من شروط قبول التوحيد لله ان يكون هذا التوحيد بالكيفية التي بلغها رسوله صلى الله عليه وسلم
بالتالي صار لبرنامج الإسلام الواصل للبشرية خط سير لا حيود عنه
الله أبتداء كرب للعاملين سبحانه
ثم جبريل عليه السلام من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
ثم محمد صلى الله عليه وسلم من البشرية والذي صفته رسول الله بالتالي له من الكمال في الصفات ما يليق بكونه رسول الله فصار مضافا له من العلو علو المضاف إليه فالرسول يكسب علو صفات من ارسله ليعبر عن مراده إلى العالمين مع ثبات صفته البشرية
وما هو غير ذلك ليس من الإسلام في شئ
فالإسلام صفة ليست من صنع البشرية ولا استنتاجا عقليا لها
فهل نقيم ذلك الإسلام من أجل أن يصبح استثمارنا كإستثمار تلك الحبة والله يضاعف لمن يشاء حيث صفته سبحانه واسع عليم