قصة يأجوج ومأجوج ورحلة ذي القرنين إلى الكواكب
هذا الكتاب من الكتب الغريبة كمعظم ما كتب فى ياجوج ومأجوج وذو القرنين(ص)فتجد معظم المفسرين إن لم يكن كلهم يفتى فيمن هو الرسول ذو القرنين(ص)فمن قائل الإسكندر الأكبر ومن قائل كورش الفارسى ومن قائل الغريب أن الكل يسميه بأسماء أناس كلهم من عبدة الأصنام والأوثان
يستهل المؤلف الكتاب بذكر غموض القصة فى القرآن مع أن القرآن واضح لا غموض فيه كما قال تعالى"كتاب فصلت آياته"وبذكر اختلافات المفسرين فى شخصية ذو القرنين(ص) فيقول:
"إن قصة ذي القرنين مختلفة عن جميع القصص القرآني، وهي أكثرها غموضا على الإطلاق ويكفي في ذلك أنهم اختلفوا في شخصيته على عشرة أقوال وسبب تسميته على أحد عشر قولا كما اختلفوا في ثمانية عشر لفظا ورد في القصة رغم قصرها الشديد وبقيت القصة إلى اليوم لغزا محيرا عند العلماء إذ وجدوا ان عبارات مثل (اتبع سببا)، (ساوي بين الصدفين)، (وجدها تغرب في عين حماة)، (لم نجعل لهم من دونها سترا)، وجدوها، مع القوم يأجوج ومأجوج أشياء مستعصية على الفهم والذين حاولوا تفسير جميع الألفاظ، بحسب ما فهموه- من غير ما نظر لأجواء السورة نفسها وأغراضها تورطوا أكثر حينما ظلت الكثير من الأسئلة بغير إجابة"
وذكر المؤلف اختلافات القوم فى مكان السد فقال:
" قالوا أن السد الذي بناه ذو القرنين في أذربيجان ولم يعثر أحد في المنطقة على ذلك السد وقالوا ربما يكون ذلك سور الصين علما أن سور الصين من حجر والمذكور في القرآن من حديد ونحاس وتساءل الناس من هم يأجوج ومأجوج وأين يقطنون فافترض البعض أنهم سكان الصين، بالرغم من أن صفتهم في المأثور النبوي لا تشبه صفة بني الإنسان على أرضنا من قريب ولا من بعيد وقام صاحب الميزان بإحصاء الصور المحتملة لسرد القصة بناء على المعاني المتعددة والوجوه المختلفة للمفسرين فوجدها تبلغ أكثر من مليون صورة محتملة، واستنتج من ذلك أن أي كتاب مهما بلغ من العلم لن يتمكن من صياغة قصة غامضة على هذا النحو لتعطي هذا العدد من الصور، مما يدل على سماوية القرآن"
وبناء على ما سبق يستنتج المؤلف أن القصة لا يمكن أن تكون حدثت على الأرض لأن السد لم يجده أحد ولم يغثر على ياجوج ومأجوج فيقول:
" ولا نريد مناقشة هذا الاستنتاج بالمقارنة مع وصف القرآن لنفسه بأنه (مبين) لقد استخدمت في القصة لغة قرآنية بخلاف القصص القرآني وورود ذكر اسم أقوام مجهولين عندنا هم (يأجوج ومأجوج)، إذ لا يوجد على الأرض قوم آذانهم طويلة تستخدم عندهم فرشا وغطاء وبمقدورهم شرب ماء بحيرة طبرية عن آخره، كما ورد في الحديث، كما لا يوجد قوم على الأرض لا ستر لهم من الشمس ولا يوجد سور في الأرض يشبه سد ذي القرنين- مما يدل على أن أي تفسير يحاول فك رموزها على نطاق الأرض سيكون فاشلا ولا أدري لماذا لم يتأمل المفسرون بقول الإمام علي كل البشر ولد آدم- إلا يأجوج ومأجوج إذ تكفي هذه العبارات بمفردها على التيقن من أن الرحلة كانت لخلق ليسوا من ولد آدم وبالتالي فإنها ليست رحلة أرضية "
بالقطع ما قاله المؤلف هو ضرب من الجنون فالرسل(ص) كلهم كانوا على الأرض كما قال تعالى "وما أرسلنا من ريسول إلا بلسان قومه " فإذا كان ذو القرنين(ص) بشرى فلابد أن يكون من عاش وسطهم بشر
وكما قال تعالى " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
فالرسل وهم النبيين (ص) أرسلوا لناس وليس لمخلوقات من نوع أخر
وأما نفى وجود السد فى الأرض فلم يبحث القوم فى كل الجبال ولا فى بقية الأرض فهناك كما يقال عشر مناطق حتى الان فى الأرض لم يدخلها الإنسان
والكؤلف لا يعامد فى القصة على كتاب الله وإنما يعتمد على حديث أو روايات منسوبة لبشر غير النبى(ص) ومن المؤكد أنها أحاديث أسانيدها كلها مليئة بالمجروحين والمتكلم فيهم عند الشيعة ولكن الرجل ياخذها كمسمات لأنهم نسبت إلى الأئمة
ثم يحدثنا الرجل عن صفات الأقوام الغريبة فى الروايات فيقول:
"إن الحديث يعني أنهم مجبولين من الطين ولكنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة الآدمية وبإمكاننا أن نفترض أنهم إذا كانوا في أرض أخرى في كوكب آخر فأن لهم طباع مختلفة وعلاقة بالجاذبية والمجالات المغناطيسية وأوزان مختلفة عنا تماما وبالتالي فإن لهم قدرات جسمانية تناسب كوكبهم تعتبر شديدة الوطأة بالنسبة لنا لكننا نتفوق عليهم بالقدرات العقلية وباجتياز مراحل من الآدمية
ما هي الدلائل على أن هؤلاء في كوكب آخر وإن رحلة ذي القرنين كانت في الفضاء؟ إن الدلائل كثيرة جدا ومن أهمها الأسلوب القرآني نفسه: فلم يذكر القرآن سفرا أو رحلة بمثل هذه العبارة:
[ثم أتبع سببا] فهذه العبارة بمفردها تدل على السفر في الفضاء، ذلك لأنها في القرآن لم تستخدم إلا في هذا المعنى فقط:
المورد الأول: [ يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى ] 36/ 37 - غافر
المورد الثاني: [من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء فليقطع] 15/الحج
المورد الثالث: [أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب] 10/ص
فهذه الموارد واضحة في معنى الارتقاء إلى الفضاء والموارد الأخرى الأربعة في نفس القصة، ومجموع الموارد لهذا اللفظ (الأسباب) هو ثمانية موارد وهناك مورد واحد فقط لا يصرح بالرقي إلى السماء هو قوله تعالى [إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين أتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب] وهو أيضا للرقي إلى السماء- إذ سيأتيك البرهان- في فصل جنات الطور المهدوي وعذابه أن هذا عذاب المرحلة المهدوية حيث سيحاول الكفرة الهرب من الأرض عند رؤية العلامات الكونية- لاعتقادهم بدمار الأرض- وهو الذي يفسره المقطع في سورة الرحمن [لا تنفذون إلا بسلطان- يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران]
وفي الآيات دليل على أن الطور المهدوي يبدأ عند محاولة البشر تجربة القيام برحلات إلى الفضاء ولذلك قال تقطعت (بهم) ولم يقل تقطعت بينهم الأسباب، ليدل على أن الفشل يلاحق الأسياد وعبيدهم على حد سواء أي تقطعت بهم جميعا والبراهين على وجود عذاب دنيوي قبل القيامة كثير جدا تأتيك في محلها بإذن الله "
استدلال المؤلف بكلمة الأسباب استدلال خاطىء فى الأقوال التالية:
"أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا فى الأسباب""
فالارتقاء فى الأسباب لا يعنى الارتقاء للسموات وإنما الارتقاء فى المكانة من البشرية إلى الألوهية أو الملائكية وهو أمر غير ممكن ولا علاقة له بالسموات وأما قوله:
"وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا فى تباب""
فهو استدلال بقول كافر هو فرعون ولا يجوز الاستدلال بكلام كافر على صحة شىء لأنه إما يكذب أو يخرف كما أن الأسباب المذكورة وهى بناء سلم طينى إلى السماء غير ممكن
وأما القول:
"إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب" فهذا حدسث عن النار وتقطع الأسباب يعنى أنه لا يوجد شىء يخرجهم من النار كإسلامهم بعودتهم للحياة أو إله مزعوم ينصرهم أو ان ينصر الكفار بعضهم بعض أو يرحمهم الله فهذا هو تقطع أسباب رحمتهم أى عدم وجود من يقدر على انقاذهم بأى وسيلة
يقول الرجل أن الرحلات تتجه غربا للكواكب غرب الشمس فيقول:
"رأينا في الأحاديث السابقة أنهم يؤشرون إلى جهة المغرب أكثر من مرة لوصف كواكب وأقوام فما هو الموجود في جهة الشمس لحظة الغروب؟ الموجود عند غروب الشمس –باتجاه الشمس- هي الكواكب الداخلية الزهرة وعطارد فمن الممكن أن نتصور أن الرحلة كانت باتجاه هذه الكواكب وبخاصة أن الرحلة تمت بثلاثة مراحل:-
[ويسألونك عن ذي القرنين، قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وأتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا] الكهف/83 - 85 تبدأ القصة على هذا النحو فالسفر في الفضاء شيء وقد آتاه الله من كل شيء سببا فليكن السفر الفضائي من جملة ما آتاه"
الرجل هنا يذكر الآية وينسى أو يتناسى ما فيها وهو أن التمكين كان له فى الأرض وهو قوله تعالى إنا مكنا له في الأرض وأتيناه من كل شيء سببا "
فلم يكن له تمكين فى السماء لكونها مقفلة فى وجه البشر الأحياء كما قال تعالى ""أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج"
ثم من أخبرك أن الكواكب المذكورة تدور حول الشمس فتقع فى الغرب منها أو الشرق هل شاهدت ذلك أو حتى شاهده غيرك ؟
قطعا لم يشاهد أحد شىء
ثم ذكر التالى:
حديث (13):
"عن أمير المؤمنين في قوله تعالى [وآتيناه من كل شيء سببا] قال:
[وأعطيناه من كل شيء علما وقدرة وآله يتوصل بها إلى مراده] قصص الجزائري/ ذو القرنين
يذكر الإمام هنا وجود علم وآله توصله إلى مراده وهكذا بدأت السفرة بثلاثة مراحل:
الأولى: [حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة ووجد عندها قوما]
لقد تحرك باتجاه الشمس لحظة غروبها إذن فهو متجه نحو مدار الزهرة وفي كل سنة تمر الزهرة بهذا المدار حيث تصبح مع الأرض في جهة واحدة عند الغروب أيضا وصل إلى الزهرة لأنه لا يستغرق أي وقت يذكر فوجد الشمس تغرب عليه في عين حمأة أي في كرة أرضية عالية الحرارة داكنة اللون "
الرجل هنا يتناسى قول أخر فى القرآن عن ملكة سبأ يقول " وأوتيت من كل شىء" فهل كانت ملكة سبأ هى الأخرى عندها الآلات لأنها أعطيت من كل شىء قدر ؟
قطعا لا فالمراد أن الله أعطى الرجل من نعم الأرض المختلفة قم من أنباك انالرجل وصل فى وقت لا يذكر للزهرة المزعومة وانها كرة أرضية عالية الحرارة داكنة اللون هل ذهبت هناك أو شاهدتها أنت أو غيرك رؤية العين بعد الصعود ؟
قطعا لم يشاهد احد شىء
ثم قال:
"لقد عبر الأئمة مرارا عن الكواكب بلفظ (عين) كما في النصوص الآتية:
حديث (14): في البحار عن الصادق [إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس]
حديث (15): فيه أيضا عنه أيضا [إن من وراء عين قمركم أربعين عين قمر]
حديث (16): [في البشارة في علامات المهدي عنهم :
[وبدنا بارزا نحو عين الشمس] العين في اللغة لها سبعين معنى لكن الأصل اللغوي لها هو: الشيء المكور بذاته والواضح وضوحا كافيا ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتيا من الأرض عينا أما كونها حمأة: فهو أوضح لأن الزهرة مرتفعة الحرارة إذ تقدر الحرارة فيها أكثر من مائة درجة مئوية مقابل 70 درجة أقصى حرارة للأرض وهي شديدة اللمعان إذا شوهدت من الأرض- لكن سطحها مظلم لكثافة الغيوم على طول السنة"
المؤلف هنا يذكر جنونا متناقضا فهل هم40 شمس أو 40 قمر ؟ إنه تناقض فى الروايات ولو صدقنا ما يقوله علماء الفلك الحاليون لكان قول الئمة كذب لوجود المئات أو ألالاف من الأقمار والشموس حسب علم الفلكيين الحاليين فالأقمار عددها فى علم الفلكيين الحاليين فى المجموعة الشمسية182 قمرا
ثم ذكر التالى:
"فورد ذكر هذه الظلمة في حديث (17): الجزائري في قصص الأنبياء عن علي : [قال ذو القرنين أي يريد أن أسلك هذه الظلمة قالوا إنك تطلب أمرا ما طلبه أحد قبلك من الأنبياء والمرسلين قال لا بد لي من ذلك] حينما تكون الزهرة في منطقة قريبة من الأرض، وينطلق ذي القرنين إليها فإنه يصل بطبيعة الحال إلى الجزء المظلم منها لأنها كوكب داخلي "
الرجل يغئ كلام الرجل على هواه فما ذكرت العبارة المنسوبة لعلى شىء عن الوهرة وإنما ذكرت الظلمة والظلمة فى الأرض فقط كما قال تعالى " "أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما"
ثم قال :
[قال أما من ظلم فسوف نعذبه عذابا شديدا ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا]
إذن (فوجد عندها) - عند العين أي الزهرة لا عند الشمس وقوله سوف نعذبه يدل على أنه وضع لهم قوانين وأنظمة وعقوبات وأفهمهم أمر الدين وعين لهم مرشدين، وإذن لم يكن مسافرا بمفرده كما أنه بقي عندهم مدة كافية ثم ذهب إلى مطلع الشمس وقد يقال: إذا بقى مدة طويلة فلا بد أن الشمس طلعت عليه عدة مرات؟ الجواب كلا لم تطلع الشمس وهو الذي أنطلق إلى مطلعها لأن الزهرة هي الوحيدة من الكواكب السيارة التي يومها طويل جدا بدرجة غريبة إن يومها أطول من سنتها؟ كما في النص العلمي الآتي:
نص علمي: [ولم نكن نعرف مدة دورتها حتى عام 1962 حيث كشف الرادار أن يومها يساوي 247 يوما من أيامنا]- دليل النجوم- ص 60 د عبد الرحيم بدر ولهذا بقي في الظلمة عدة أيام مواصلا السير كما في هذا النص:
حديث (18): الجزائري في قصصه عن أمير المؤمنين قال [سار ذو القرنين في الظلمة ثمانية أيام وثمانية ليال ومعه أصحابه] من الواضح أنه يقصد ما يساوي هذا العدد من أيام الأرض لا من أيام (الزهرة) حسب الفرض "
الرجل ذكر الآية وليس فيها أى لفظ دال على الظلام ولا عن أى شىء سوى عن ثواب وعقاب ذو القرنين(ص)ومع هذا آتانا بمعلومات غريبة عن دورة الزهرة وذك جنونا وهو أن طول يوم الزهرة أطول من سنتها هكذا أيها الحمقى صدقوا أى جنون يقال لكم صدقوا كلام لا علاقة لها بأى شىء فى الآية
ثم قال :
"المرحلة الثانية: [ثم أتبع سببا- حتى إذا بلغ مطلع الشمس]
أنطلق أيضا بالسرعة الفائقة، لكن باتجاه مطلع الشمس إذا كان دوران الزهرة حول محورها بطيئا جدا ويومها ما يقرب من سنة فيفترض أن يتجه إلى مغرب الشمس أيضا ليذهب إلى الكوكب الداخلي الآخر (عطارد) فلماذا اتجه نحو مطلع الشمس؟ الجواب أنه لو تحرك باتجاه مغرب الشمس لعاد إلى الأرض وهو لا يريد ذلك إنه يريد الانطلاق إلى عطارد والسبب هو أن الزهرة هي الوحيدة من السيارات التي تدور من الشرق إلى الغرب مخالفة بذلك جميع أفراد المجموعة الشمسية كما في النص العلمي: نص علمي: [ ولكن الرادار نفسه اكتشف شيئا مذهلا حقا وجد أن الزهرة تدور حول نفسها في اتجاه معاكس للكواكب الأخرى فكل الكواكب تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق أما الزهرة فتدور من الشرق إلى الغرب] الدليل ص 60 "
الرجل فى الفقرة السابقة لفقرتنا هذا قال " إن يومها أطول من سنتها؟" فاليوم أطول من سنة ثم عاد وقال أنه يقارب السنة فقال " ويومها ما يقرب من سنة"
الغرب أن الرجل فسر مطلع الشمس بكونه الذهاب بعطارد وهو كلام جنونى فالشمس لها مطالع أى مشارق مختلفة فكل دقيقة تشرق على منطقة جديدة فى أرضنا ومطلع الشمس هنا لا يعنى مكانا محددا وإنما يعنى بداية النهار وهو وقت طلوع الشمس فهو تحديد لوقت الوصول وليس لمكان
ثم قال :
[فوجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا]تحرك إذن باتجاه مطلع الشمس ووجد هؤلاء القوم على كوكب (عطارد) وهؤلاء ليسوا من العلم بحيث يمكن تعليمهم وليسوا أشرارا ليعاقبهم إنهم شبه عراة يمرون بطور بدائي يشبه الطور الذي مرت به الأرض قبل الزراعة وبناء المساكن ولذا لم يفعل باتجاههم أي شيء: [كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا]- أي كنا نتابعه خلال حركته، بعلم احاطي "
أرأيتم الرجل يخبرنا بشىء لم يراه ولم تراه وكأنه كان حاضرا والرجل يعترف بصحة نظرية تطور الإنسان أى أن الناس كانوا جهلة يعيشون فى بداية البشرية عراة ولم تكن لهم مساكن ولم يعرفوا الزراعة ولا أى شىء من العلم يعنى تكذيب لقوله تعالى ""يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"ويكذب أن ألبوين(ص) كان يلبسان فى الجنة ملابس فى قولخه تعالى ""وقاسمهما إنى لكما من الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سواءتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"
ويكذب تعليم الله آدم (ص) الأسماء كلها كما قال تعالى "وعلم آدم ألسماء كلها"وبكذب معرفتهم بالزرع والقلع وحتى الروايات التى رواها الئمة الذين يصدقهم عن فصة قتل ابن آدم لأخيه حيث كان أحدهما زارعا والأخر راعيا
ثم قال :
"المرحلة الثالثة: [ثم أتبع سببا- حتى إذا بلغ بين السدين]سار ذو القرنين بنفس الاتجاه- نحو الكواكب الداخلية، والمشرق والمغرب أمر يخص الكرات الأرضية وهو لا علاقة له بذلك- ولذا لم يذكر القرآن هذه المرة المغرب والمطلع لأنه حدد لنا اتجاهه [بنقطتين يمكن رسم مستقيم بينهما] فلا ضرورة للكلام الزائد"
الرجل هنا لم يجد شىء يكمل بع كلامه لأن وجود سدين يعنى أن الكوكبين المزعومين بينهما اتصال مكانى بالسدود والرجل طبقا لكىىم ألاية وصل بين السدين قهل وقف بين الكوكبين أم وقف فى الفراغ أم ماذا ؟
الرجل عرف كذبه فلم يقل شىء
ثم قال:
[فوجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا]
هؤلاء درجة تطورهم أدنى من القوم السابقين وهم مساكين لا يحسنون حتى التعبير فجعل تخلف اللغة دليلا على تدني معارفهم وهو أدق المقاييس إطلاقا"
الرجا هنا يفسر الكلام على هواه فقد فسر أن عدم فقه القول يعنى أنهم لم يكونوا يعرفون الكلام باللغة وهو كلام يناقض القرآن لأن كل الأقوان لها ألسن ولأن الله قال فى الكفار نفس القول "قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا"
فعدم فقع القول يعنى التكذيب بوحى الله فمعنى لا يكادون يفقهون قولا هو لا يريدون يطيعون وحيا
ثم قال :
" لم يعرف القوم من هو ذو القرنين، لذلك عرضوا عليه مطلبهم بسذاجة لمجرد أنهم رأوه بعساكر وقوة لا مثيل لها عرضوا عليه أن يحميهم من يأجوج ومأجوج مقابل ثمن:
[قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض- فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا]؟لكنه كان بين السدين فأين يريدون وضع السد الجديد؟إن أكثر الفقرات غموضا هو بناء السد- بالرغم من أنه ليس سدا كما سنرى ولكن بناء على اقتراحنا السابق فإن هؤلاء القوم كانوا بين كوكبين في منطقة تعادل الجاذبية حيث هو المعبر عنه [بين السدين]- وهذه هي طبيعة هذا الخلق، ذلك لأن السد في التعبير القرآني هو الحاجز المانع عن الحركة والغير مرئي- أستخدم ثلاث مرات فقط مرتان هنا في فقرات بناء السد- ومرة واحدة بالمعنى الذي ذكرناه في يس:
[وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون] 9/يس وهذا الاستخدام الوحيد الواضح وهو الذي يفك رموز الموردين الغامضين أعلاه "
الرجل يقول عن السد" أنه ليس سد بالرغم من أنه ليس سدا كما سنرى" فالرجل ينفى كلام الله معتمدا على أنه بناء وهل السد إلا بناء؟
جنون أو حمق كامل ؟
ثم قال:
"أما يأجوج ومأجوج فإنهم على الكوكب الصغير نفسه، فهل كان يأجوج ومأجوج يهاجمون القوم منطلقين من كوكبهم؟
يبدو ذلك- ففي رواية عن أمير المؤمنين يذكر فيها أن ذو القرنين استمع في طريقه وهو بالرحلة إلى شرح مفصل من (أحد الملائكة) لعملية نشوء الزلازل- وعند التأمل فيها يظهر واضحا الربط بين الزلازل وبين القوى المغناطيسية للكوكب- وسوف نوضح أمر هذه الرواية قريبا- ولكن الذي يهمنا منها الآن أن الكوكب قريب من الشمس والمجال المغناطيسي فيه شديد الوطأة يدل على ذلك (أن كثافته مقاربة لكثافة الأرض رغم أن حجمه خمسة بالمائة منها وسرعته في المدار ضعف سرعتها تقريبا رغم أن يومه 58 يوما من أيامنا مما يدل على شدة المجال المغناطيسي فيه) الخطوط المغناطيسية تخرج من دائرة صغيرة في القطب الشمالي ممتدة إلى دائرة مثلها في القطب الجنوبي- وفي القطب بالذات ينعدم تأثير القوة المغناطيسية- وهذا هو المنفذ الوحيد لخروج يأجوج ومأجوج"
ذكر الرجل هنا أنه هناك رواية عن على تبين العلم بكيفية حدوث الزلازل والقوى المغناطيسية ولم يذكر تلك الرواية وهى رواية غير موجودة اساسا وإلا كان ذكرها أو بين مصدرها
ثم قال :
" يؤيد ذلك طبيعتهم القائمة على سرعة الحركة:
حديث (18): البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل في يأجوج ومأجوج قال:
[وقيل أنهما من الترك وقيل أنهما اسمان أعجميان بدلالة منع الصرف]أقول أنه ليس في القرآن ما هو أعجمي:[ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته] 44/فصلت فالاسم مشتق من أج أي أسرع والآخر مشتق من مج ومعناه تحدر أو إنسل فالأج والمج واحد في الفعل مختلف في الصورة الأول يظهر الإسراع والآخر ينسل خفية بإسراع فهو كالفارق تماما بين الهمز واللمز القاموس: [أج إذا أسرع وأصله الهمز] "
ما علاقة قول البيضاوى بالسرعة ولماذا ذكره ؟ القول ليس فيه أى شىء عن السرعة حتى يستدب منه وغنما كلامه هو ما دلنا على السرعة المزعومة
ثم قال :
"ما الذي فعله ذو القرنين؟ قام أولا بتصحيح لغوي لطلبهم فهم أرادوا سدا لكنه أخبرهم بأنه سيجعل بينهم ردما! فما هو الفرق بينهما؟ إن الفرق بينهم يبين صحة الفرض السابق فالسد رغم كونه قرآنيا غير مرئي لكن صورته الذهنية هي صورة الجدار الطولي أما الردم فهو إغلاق فتحة علوية القاموس [ردم الثلمة وردم الكوة إذا سدها أو أغلقها]
فالكوة التي تدخل فيها الشمس تردمها ولا تسدها تخيل الخطوط المغناطيسية الخارجة من قطب مغناطيسي لآخر أو أنظر الرسم سترى هنا الثلمة المغناطيسية
إذا رأيت الرسم بإمعان فإن شكل الخطوط يشبه شكل الصدفة- صدفة المحار لكن الصدفة نفسها عليها نقوش خطوط تشبه تماما خطوط الفيض على كرة ممغنطة- فهناك أيضا في المحار دائرة صغيرة في الأعلى تخرج منها الخطوط على المحارة
إن الخطوط المغناطيسية (تنقطع) عند القطبين وفي هذه النقاط تضعف القوة ويمكنهم الإفلات منها والطريقة الوحيدة لمنع القوم من الخروج هو توصيل الفيض ما بين الصدفين ولا يتم ذلك إلا ببناء مغناطيسي شديد الفيض فوق القطب- فاللازم إذن استخدام الأسلوب العلمي لصناعة مغناطيس يوضع على القطب لسد الثلمة التي تبلغ ثلاثة أميال فالمجال يسد الثلمة لكن المغناطيس يوضع على الجهتين وهو أصغر حجما من الثلمة بكثير
كيف تصنع المغانيط الحديثة؟ يجيب على هذا السؤال النص العلمي الرسمي الآتي:
[ فبناء على نظرية الدايبولات الحديثة تكون ذرة الحديد هي أفضل المواد الفيرومغناطيسية لأنها تحتوي على أربع إلكترونات لا إزدواجية في الطبقة الثالثة متشابهة في اتجاه البرم وتصنع المغانيط الحديثة من خليط الفيرات وهي عبارة عن أوكسيدات الحديد مخلوطة مع أوكسيدات مواد فيرومغناطيسية أخرى كالنحاس- إذ يأتي بالدرجة الثانية بعد الحديد بالقابلية على التمغنط حيث تطحن أو تقطع هذه المواد إلى قطع صغيرة أو تضغط ثم تحرق بالنار فنحصل على مغانيط قوية ذات خصائص فريدة]- الفيزياء- كلية العلوم- جامعة بغداد "
الرجل هنا بين لنا ان صحح للقوم أنه ليس سد وإنما ردم وما الردم إلا السد فالردم فى معارفنا هو مجرد تكديس للأتربة فوق بعضها بينما ما قام به الرسول(ص) هو تكديس للسخور والتراب وبعد هذا صب فوقهم الحديد والنحاس حتى تتماسك الطبقة السفلية من خلال دخول الحديد والنحاس السائل بين الخروم وتغطيه من فوق
وذكر الرجل لنا أمور مغناطيسية لا لزوم لها ثم قال :
"لقد قام ذو القرنين بالعمل على هذا النحو تماما:
[قال أأتوني زبر الحديد] قرئت زبر الحديد بفتح الباء- والمعنى القطع العظيمة الكثيرة (القاموس) لكنهم في قوله تعالى [فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا]اختلفوا بين الفتح والضم، وخالف ابن بري الجميع بما في ذلك خالويه حينما قال:من قرأ زبرا بالضم فهي جمع زبور- أي جعلوا دينهم كتبا كثيرة ومن قال زبرا بالفتح فهي جمع زبرة- أي قطعة أي تقطعوا قطعا
سوف ننقل خلافهم الآن إلى موضوعنا! لأنهم تركوها اعتقادا منهم بأن السد عظيم فالقراءة بالفتح حتما فلو قرأناها بالضم لكان المعنى أتوني قطع الحديد المقطعة قطعا أي المسحوقة سحقا وهذا هو سبب قوله [فأعينوني بقوة]، أحتاج قوتهم لتقطيع الحديد لا لحمله لأنه كما يبدو من النص القرآني متوفر في المنطقة بكثرة لكن ابن منظور لا يرى فرقا بين القراءتين فعنده زبر وزبر واحد هو الأجزاء الصغيرة ومن هنا يتضح أن قول المفسرين قطعا عظيمة لا مؤيد له من اللغة- فإن أرادوا وصف الكمية فهي كمية كبيرة ولا تحتاج لإيضاح إنما المقصود القرآني النوعية: أأتوني القطع المقطعة من الحديد لأحرقها واخلطها بالنحاس وأصنع منها أكاسيد تكون مغانيط فريدة! وهذا ما فعله- فلكي لا يضطر لنقل المغناطيس العظيم هذا فقد وضع الحديد بنفس المكان وبالشكل المطلوب بحيث يساوي في فيضه المغناطيسي بين الصدفين ثم أحرقه إحراقا شديدا ثم رمى فيه النحاس:
[حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال أتوني أفرغ عليه قطرا]
- إذن فهو يعلم علاقة الفيض بحجم المغناطيس ونوعه أراد القرآن بقوله جعلها نارا تأكيد عملية الإحراق في الجو لتكوين الأكاسيد أتفق الجميع أن القطر هو النحاس ولكن اختلفوا في نوعه:قال جماعة: هو النحاس المصهور لقول ابن عباس [قطر آن] فجزأه إلى قطر وآن أي في أوج حرارته لكن صاحب القاموس وصاحب اللسان قالا: إنه نوع من النحاس ولم يحدداه إذن فهو أوكسيد النحاس الذي أسمه القديم (زنجار النحاس) ولهذا أحرق الحديد وحده وأخر النحاس لكونه متوفر لديه كأوكسيد جاهز فيكفي المتبقي من الحرارة لإدخاله الخليط وصهره كون درجة انصهاره أوطأ من درجة انصهار الحديد وإذن فعلى قراءة ابن عباس يكون معنى آن جاهزا لا مصهورا! فأين هذا من قول المفسرين إنه بنى الحديد بالنحاس كما يبنى الحجر بالطين وسموه سد ذي القرنين رغم تصحيحه لخطأهم اللغوي وتسميته ردما؟[فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا]
لم يقل يظهروا عليه لأنهم أول مره رأوا الطريق مفتوحا إلا هذا الشيء العجيب كحدوة الحصان أنها تعني لم يقدروا على خرق المجال وهي عبارة بالغة الدقة وتخلو من التاء لهذا الرمز وما استطاعوا له نقبا، عندئذ عرفوا أن هذا الشيء الغريب [المغناطيس] هو السبب فأرادوا تهديمه فما استطاعوا:اللسان: نقبت خف البعير إذا تآكلت وتهرأت إذن لم يحاولوا ثقبه كما ظن المفسرون بل حاولوا تهديمه لأن الثقب لا فائدة منه فالفيض متصل في الفراغ "
ما قاله الرجل عن استخدام ذو القرنين(ص) المغناطيسية كلام لا أساس له فالحديد الممغنط قليل ونادر وهو لا يفيد شىء فى عملية بناء السد لأنه النحاس ليس من المواد التى تنجذب للحديد
ثم قال :
[قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا]
وهذا الوعد هو يوم المهدوية- كما سنبرهن عليه لاحقا- ولهذا السبب أقترن خروج يأجوج ومأجوج بنزول المسيح (ص)– لأن دك الردم عند حدوث الوعد فيتمكنون من الخروج ثانية- ولما كان نزول المسيح (ص) مقترنا بظهور المهدي- دل ذلك على أن الوعد مفرده استخدمت للإشارة لهذا اليوم كما سيأتيك في اقترانات الوعد بالألفاظ الأخرى"
الرجل يتحدث بلا أدلة فلم يقل الله أن يوم قنح السد هو يوم خروج المسيح(ص) والمهدى لأن المسيح(ص) طبقا للقرآن لن يعود مرة أخرى لأنه لو عاد لوجبت عودة يحيى(ص) لأن القولين قيل فى كل منهما وهما "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا" والقول فى يحيى(ص)"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا"
والكلام عن تلك العودة ووجود المهدى هو من ضمن الضحك على الحمقى والمغفلين حتى لا يغيروا الظلم الحادث فى الدنيا انتظار لشخص يغير حياتهم دون أن يقوم هم بتغييرها كما قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فاحاديث المهدى مع تناقضاتها العديدة هى أحاديث وضعها الحكام و\من معهم حتى لا ينقلب أحد من الناس ضدهم وحتى لا يغيروا الظلم الموجود فى الدنيا
ثم قال :
"أدلة أخرى متفرقة من المأثور على صحة التفسير:
حديث (18): الجزائري في (النور المبين) عن أمير المؤمنين في قوله تعالى [إنا مكنا له في الأرض] قال : [سخر له السحاب ومد له في الأسباب فكان عليه الليل والنهار سواء]
الحديث واضح في تمكنه من السفر في الفضاء لوجود عبارتي السحاب والأسباب واستخدامه مد- إشارة إلى قوله تعالى [فليمدد بسبب إلى السماء] كانت سرعته فائقة جدا- فيتمكن من الخروج من الليل والدخول في النهار ولهذا كانا عليه سواء أي بدون مرور زمن "
القول المنقول يناقض الآية "وآتيناه من كل شىء سببا" فلم يعطه سحابا لأنه لأن السحب الله هو من يتحكم بها وإنما أعطاه من كل شىء أرضى
ثم قال:
"حديث (19): الجزائري أيضا عنهم في الإجابة عن سبب تسميته ذي القرنين قالوا : لأنه دخل النور والظلمة] ويحلل بالتحليل نفسه فهو يدخلهما بوقت واحد من غير انتظار لحركة الفلك لامتلاكه السرع الفائقة، وإلا فلا معنى للحديث، لأن أي فرد منا يمكنه الدخول إلى النور والظلمة إن هذا يفك الرموز في حديث آخر حول شكل الأرض- حيث ورد في المأثور إجابة عن السؤال عن شكل الأرض أنها على قرني ثور أي: على شكل قرني ثور فتعطي صورة الشكل المفلطح للأرض بدقة علمية أكبر وإذن فلا مكان للسخرية من هذا الحديث الشريف من قبل أولئك المتحذلقين بغير ما دراسة في نصوص وآثار دينهم يدل عليه قولهم عن ذي القرنين (أنه بلغ قرنيها)أي الأرض- أي بلغ جزئيها المتقابلين كقرني ثور شرقها وغربها يدل عليه أيضا:
حديث (20): السمرقندي عن النبي (ص): قال: [سمي بذي القرنين لأنه طاف شرقها وغربها]
إن المثير للسخرية ليس هذا الحديث وأمثاله وإنما بقاء الأمة الكبيرة ألف وأربعمائة سنة جاهلة بمعاني تلك الأحاديث "
الرجل هنا يحدثنا عن سبب جديد لتسمية الرسول(ص) بذى القرنين وهو القرنين يعنى الشرق والغرب وتفسير التسمية لن يفيدنا بشىءكما أن الحديث المزعوم عن كون الأرض على قرنى ثور هو من ضمن الخبل لأن الأرض هى أساس الكون أى الأساس المبنى فوقه الكون لأن السماء مبنية فوقها كما قال تعالى "وبنينا فوقكم سبعا شدادا"
ثم أى ثور الذى يحمل الأرض على قرنيه وهو من الأنعام والأنعام اساسا موجودة فى الأرض كما قال تعالى" والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم"
ثم قال :
"حديث (21): العياشي في تفسيره عن علي بشأن ذي القرنين:
[ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط الأرض كلها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب]
الحديث صريح في أن رحلاته كانت في الفضاء كشط في اللغة- كشف (وإذا السماء كشطت)- أي فرجت وكشفت فاستعمل لفظ كشط للدلالة على نوع الحركة- لارتباطه في القرآن بالسماء فقط "
الرجل يقول ان الرجل سافر للفضاء بالجملة التى نقلها مع أنها لا تقول ذلكلأنه رفع لسسماء فشاهد ألرض ولم يفعل شىء أخر كالذهاب بعطارد والزهرة كما أخبرنا المؤلف فى أول الكتاب
ثم قال :
"حديث الراوندي في قصص الأنبياء عن الباقر : [حج ذو القرنين بستمائة ألف- فسار إلى إبراهيم فقال إبراهيم بم قطعت الدهر؟]
أن قطع الدهر يعني (اختصار الزمن) - فهو يقطع المسافات التي لا تقطع إلا بالدهور مثل لمح البصر ومن الواضح أنه ليس على الأرض مسافات تستغرق دهورا- لأن الدهر حدد في القاموس على أنه ثمانين سنة"
الرحل هنا يذكر لنا جزء مبتورا من فقرة عن قطع الدهر ولا يذكر بقيتها ثم قال:
"نص آخر: البيضاوي في أنوار التنزيل حول المرحلة الثالثة من الرحلة قال:
[ثم أتبع سببا يعني طريقا ثالثا معترضا بين المشرق والمغرب من الجنوب إلى الشمال]
إن هذا النص يؤكد ما قلناه من تحركه للمرة الثالثة نحو القطب الشمالي للكوكب لسد الثلمة المغناطيسية على أن في رواية الجبل المحيط- تنكشف أسرار أخرى- في القرآن تأتيك في محلها "
الرجل هنا ذكرا كلاما عاما لا يؤدة بنا لمعرفة المكان هل هو الكواكب أم أن المراد الأرض وهو الكلام المعقول ثم قال :
"وهنا سوف نذكر الرواية فقط مع تعليق موجز:
حديث (23) رواية الجبل المحيط:سخر قوم من المعاصرين من مثل هذه الرواية واستنكروا أن ترد في الكتب المعتبرة ولهم الحق في ذلك إذ لم يكلفوا أنفسهم عناء التأمل والبحث:
في [إكمال الدين وإتمام النعمة] بسنده عن أمير المؤمنين علي قال:[ثم مشى على الظلمة ثماني أيام وثمانية ليال وأصحابه ينظرون إليه حتى انتهى إلى الجبل المحيط بالأرض كلها وهو الجبل الأعظم وإذا بملك من الملائكة قابض على الجبل وهو يسبح فخر ذو القرنين ساجدا فلما رفع رأسه قال له الملك: كيف قويت يا ابن آدم على أن تبلغ هذا الموضع ولم يبلغه أحد من بني آدم قبلك؟ قال: قواني عليه الذي قواك على قبض هذا الجبل وهو محيط بالأرض كلها قال الملك صدقت لولا هذا الجبل لانكفأت الأرض كلها وليس على الأرض جبل أعظم منه وهو أول جبل أسسه الله ورأسه ملصق بالسماء الدنيا وأسفله بالأرض السابعة السفلى وهو محيط بها كحلقة وليس على وجه الأرض مدينة إلا ولها عرق إلى هذا الجبل فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أوصى إلي فحركت العرق الذي يليها فزلزلتها]
إن الحديث يوضح المغناطيسية الأرضية ويوضح الصلة بينها وبين الزلازل فقوله:
محيط بالأرض كلها: لا يعقل بأن الإمام يقصد به جبلا مرئيا فكيف يقول ذلك ولا أحد يرى هذا الجبل؟ وإذن فهو جبل غير مرئي قوله: ليس على الأرض جبل أعظم منه: فهو أعلا الجبال فعلا وأكبرها حجما
قوله: وهو محيط بها كالحلقة: تصوير رائع في جميع جهاته لأن المنظر العلوي والجانبي والمجسم كلها تظهر المغناطيسية على شكل حلقات
قوله: ما من مدينة إلا ولها عرق إلى هذا الجبل! تصوير رائع آخر بالغ الدقة لرسم الخطوط المغناطيسية، التي تمر بكافة بقاع الأرض!
قوله: رأسه ملصق بالسماء الدنيا- أي بالسماء القريبة تحديد آخر لمدى ارتفاع الخطوط الذي يبلغ بضعة آلاف الكيلومترات
قوله: وأسفله بالأرض السابعة السفلى: تحديد علمي آخر فيه دقة مدهشة! فلم يكتف بالقول الأرض السابعة حتى قال السفلى ليدلل على أنه في باطن الأرض أيضا لأن الخطوط تدخل من القطب الشمالي إلى الجنوبي في عمق الأرض وفي أي مغناطيس آخر وهذا ما يسمى بالقلب المغناطيسي للأرض أنظر الرسم علما بأن طبقات الأرض سبع طبقات!
قوله: وهو أول جبل أسسه الله تحديد علمي آخر مدهش! فإن المغناطيسية كقوة طبيعية تكون مرافقة لتكون الأرض وجزء لا يتجزأ من طبيعة وجودها وكتلتها وهو قطعا سابق على نشوء أية تضاريس جبلية! بل فيه إشارة إلى تكون الجبال فيما بعد! حسبما أثبتت العلوم الجيولوجية
فما هو المثير للسخرية في هذا الحديث المقدس؟ أهو قوله وإذا بملك قابض على الجبل؟
نعم إنه قابض بمجمع الخطوط الكائن في القطب وهو الذي يحدد زاوية الميل المحوري لكل كوكب وفي الأرض تتحكم هذه الزاوية بكل مصيرنا ومستقبلنا! فليست الزلازل وحدها هي بفعل القابض على الجبل! لأن زاوية الميل هي التي تتحكم في تعرض الأرض لأشعة الشمس وبالتالي يتكون الرياح والأمطار والأنهار إن مصير البشر وأرزاقهم تتحكم بها زاوية الميل المحوري
أما سر المغناطيسية فلا أحد يأمل في الوصول إليه:
نص رسمي: [ وتجدر الإشارة إلا أن مغناطيسية الأرض معقدة جدا بالرغم من الفرض الجديد للألماني وولتر القائم على أساس التيارات المائعة في قلب الأرض إذ لا زالت الحقائق عنها هزيلة والمعروف منها أمور متضاربة تجعل الحصول على نظرية حصيفة عن أصل المغناطيسية الأرضية أمرا بعيد المنال ]!! نظرية المجال/كلية الهندسة
وتشير معادلات ماكسويل في الحقل المغناطيسي إلى أن فيض الحقل يعتمد على قيمة الشكل المتجه للحقل وعلى القيمة الآنية للتمرير في المادة وقيمة الشد تعتمد على حركة المحور وزاوية ميله ولذلك كان البيضاوي في (أنوار التنزيل) وابن منظور في (لسان العرب) يحومان حول المعنى من غير أن يعرفا أسراره:
البيضاوي: فلما ساوى بين الصدفين الصدف بالفتح والضم لغتان وكلاهما من (الميل) ولكن أي ميل لم يكن يدري؟ هكذا قالوا اللسان: والصدف منقطع الجبل المرتفع وبه قرأ ساوى بين الصدفين! والصدف غشاء الدرة، صدف الدرة غشاؤها
إن عبارة (منقطع الجبل) المرتفع ليست لغوية قطعا بل تسربت إلى المعاجم من علماء القرآن فهناك على القطب تنقطع الخطوط الشبيهة بالجبال ولا معنى آخر لعبارته وعلى معنى غشاء الدرة يطابق المعنى بصورة أكثر دقة فهو يتضمن معنى الخيوط ومعنى الإحاطة فكأن المغناطيسية أشبه بغشاء يغطي الأرض كغشاء الدرة في الصدف!
هذه خلاصة شديدة التركيز لما يتضمنه هذا الحديث من أسرار وعدا ذلك فإن له صلة بالكثير من الآيات القرآنية ومعانيها- لعل أهمها هو الباب الذي يفتحه الحديث لمعرفة الفرق بين الرواسي والجبال والذي يأتيك في موضعه بإذن الله تعالى
ولا أدعي ان اتجاه الحركة في الرحلة أمر محسوم تماما وإن كنت أدعي ان فضائية الرحلة أمر لا شك فيه فلو أن العبارة القرآنية (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) قد تحقق معناها بوقت انطلاق آخر معاكس أي انه انطلق فجرا او صباحا إلى مغرب الشمس لانعكست الحركة كلها وأصبح اتجاه الرحلة إلى الكواكب الخارجية وهي المريخ واقمار المشتري ثم المشتري وفي كل الاحوال يبقى هذا الاحتمال ممكنا كالأول لحين ظهور حقيقة في النص تثبت أيهما الذي حصل بالفعل ولكن ذلك كله لا يؤثر على صحة الفرض بفضائية الرحلة ولا ما ذكرناه اجمالا عن كيفية بناء السد "
فى الفقرات السابقة ظننا أن الرجل سيأتينا بحديث عن مشى الرجل فوق الكواكب المزعومة ولكن حديث الجبل المحيط الذى نقله يتحدث عن جبل الأرض الذى يسميه البعض جبل قاف وهو قول الرواية:
"ثم مشى على الظلمة ثماني أيام وثمانية ليال وأصحابه ينظرون إليه حتى انتهى إلى الجبل المحيط بالأرض كلها وهو الجبل الأعظم "ومن ثم فالرجل مشى على الأرض طبقا للحديث المنقول
ثم نقلنا للحديث المغناطيسية مرة حديثا طويلا لا يفيدنا بشىء فى القصة
النتيجة هو أن المؤلف صدعنا بمقولة خيالية وهمية تتعارض مع مضمون القصة التى تقول ان الرجل كان فى الأرض وكل حياته كانت فى الأرض وهى :
"ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شىء سببا فأتبع سببا"
فهنا الرجل مكن الله له فى الرض كما ان ياجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض كما فى قول القصة:
"قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض "
ومن ثم ليس بعد قول الله قول