النكتة السياسية
أمريكا على وشك اتهام إيران بدعم القاعدة
www.tanjaljazira.com

تداولت وسائل الإعلام اليوم خبرا مفاده أن أمريكا على وشك اتهام إيران بدعم القاعدة.
هذا الخبر هام جدا من جهة الوعي عليه.
إن هذا نموذجا لتحقيق الوعي السياسي بالنسبة إلينا نحن المسلمين، فإذا كان المسلم يرتكز على عقيدته في بناء الأحكام والتصورات، وإذا كان يتخذ نفس العقيدة قيادة له فإنه بهاتين الصفتين يحقق الوعي السياسي، وبغيرهما يضيع ويضل ويسهل تسخيره وتجنيده لترديد ما يراد له كالببغاء.
إذا أخذنا إيران والقاعدة أخذنا متناقضين اثنين لا مجال لالتقائهما، وحصول معاهدات بينهما وفق مصالح مثلا لا يكون إلا عند وجودهما ككيانين قائمين، فإيران كيان قائم والقاعدة كيان معنوي وإن ظهرت منه أعمال مادية، والتناقض الذي بينهما تناقض لا يوقف حرب هذا لذاك ولا حرب ذاك لهذا، هذا الفهم يتأتى من خلال إدراك واقع الدين الشيعي ومعرفة الإسلام، فالإسلام شيء والتشيع شيء آخر ومن هذا التصور يبني المسلم أحكامه تجاه إيران، ومن ذلك التصور ينطلق للعمل، والعمل لن يكون سوى الحرب سواء كانت فكرية كما هي اليوم أو عسكرية كما كانت منذ حين قريب.
والسؤال المطروح هو لماذا مثل هذه التصريحات؟
مثل هذه التصريحات هي للاستغباء السياسي، استغباء المسلمين غير الواعين، وغير الذين يتخذون عقيدتهم قاعدة فكرية لهم وقيادة، وما أكثر الجهل على الإسلام سياسيا، وما أكثر الجهل على الإسلام فكريا ومفاهيميا، صحيح أن في المسلمين واعين، فيهم مفكرين، فيهم علماء ولكن وجودهم لا قيمة له بالمقارنة مع الضلال السياسي المنتشر بقوة في المسلمين، فوعيهم لا يقدم ولا يؤخر ما لم يصل إلى الأمة حتى ترتفع إلى مستوى بناء التصور على أساس عقيدتها، والنتيجة أن مثل هذا التصريح يقصد به أغلب المسلمين كما يقصد به غير المسلمين ولكننا هنا لا نقف عند غير المسلمين لأنهم سواء وإخواننا في بناء التصور وفق البروبكندة الإعلامية.
إن من يسمع مثل هذه التصريحات يسمع نكتا سياسية يرددها جحا أمريكي أو جحا غربي، ولكن إذا لم نكن أدهى من جحا صرنا أغبى من الغباء ذاته.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 12 يناير 2021م