|
يا نفسُ يكفي فمن بالبيت أجنابُ |
قامَ العِزاءُ ورُجَّ الدارُ و البابُ |
إن الرقاد جفى عيني وأرَّقَهـا |
والليل أسدلَ هماً فيهِ إعجَابُ |
والحزنُ أيقض في جنباي "باكيةً" |
غنى على وترِ الأجفانِ زريـابُ |
ولقد أتيت أُعزي الناس ملتحفاً |
ثوبَ السكينة والآهاتُ تغتابُ |
أهدي العزاء لأهلي آل سواد |
في الشيخ "أحمد" ذاك الدارُ والبابُ |
رغما صبرت وإن الجرح يؤلمني |
لما بنعشك سار الناس وارتابوا |
ناديت اين ركاب القوم قد رحلت |
يا مصر ان لهذا الركب أحباب |
دفنوكَ دون ترويٍ في مسابقةٍ |
والقلب بات بنار الشك هيابُ |
فيم التعجل فيما الخوف من جسد |
قد كان صاحب هذا النعشِ أوابُ |
يا حسرتي حينما دفنوهُ في عَجَلٍ |
و الناس تأتي بلا خوفٍ وما هابوا |
يا مصر إنكِ حزت اليوم مفخرةً |
لما غدى بتراب الارض ينسابُ |
ان المعالم زادت فيكِ "مرقدهُ" |
هذا العظيم بلا هـرمٍ له بابُ |
لو كنتُ حين أنادي القبر أسمعه |
فأنال بعض رجائي منه وأُجابُ |
لبثثت عندك همي في مصارحة |
صدري يئنُ وعقلي فيه إضرابُ |
عماه اني الذي قد كنت تعلمني |
امضي اليك بشوق القلب وَهًّابُ |
فارقت عيني ولست مفارقا روحي |
وصداك يبلغُ في الآفاق إطنابُ |
ولقد وددت لقاءك قبل أن تمضي |
لتقول: "نايف" يا سندي اذا غابوا |
وودتُ اني إذا للموتِ من بَدَلٍ |
كنت الفداء وكم للموتِ أسبابُ |
أنت المحب لكل الناس قاطبةً |
ولقد أتتك لطيب الوصل أنسابُ |
و الله اسأل ان تلقاه في فرح |
يمحو الذنوب فإن الله توابُ |
وترى محمد عند الحوض مبتسماً |
تهتزُ من فرحهِ للوصلِ أكوابُ |