أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: البناء الوتدي في الشعر العمودي والتفعيلي والأديبة ثناء حاج صالح

  1. #1
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي البناء الوتدي في الشعر العمودي والتفعيلي والأديبة ثناء حاج صالح

    البناء الوتدي في الشعر العمودي والتفعيلي والأديبة الشاعرة ثناء حاج صالح

    جلب انتباهي موضوع طرحته الأديبة الشاعرة ثناء حاج صالح بقصيدة تفعيلية (حوار المنافي) وكنت أنتظر نشرها هنا لإبداء وجهة نظري, وهي قصيدة بنيت على (مفاعلن) واعتبرتها الشاعرة تفعيلية وتدية, وخطر ببالي حين اطلعت عليها بيت شعر ورد في مخطوطة "الجامع في العروض والقوافي" لأبي الحسن العروضي :
    يذبُّ عن حريمهِ بنبلهِ * وسيفهِ ورمحهِ ويحتَمي
    مفاعلن مفاعلن مفاعلن * مفاعلن مفاعلن مفاعلن
    واعتبر شاهدا على زحاف الوقص في الكامل أي إضمار متفاعلن بتسكين الحرف المتحرك الثاني ثم خبنها بحذفه فتصبح التفعيلة مفاعلن:
    متَفاعلن = متْفاعلن بالإضمار = مفاعلن بالخبن
    وقال عنه المعري في " الفصول والغايات " ص 319 وكذلك في العقد 5/482 بأنه من وضع الفراهيدي ولم يرد هذا الزحاف في الشعر العربي في بحر الكامل.
    بالطبع نعلم بأن الأوتاد لا تتجاور في أصل تفعيلات الشعر العربي كما لم يجز تجاورها في قواعد العروض في أصل البناء للبيت الشعري لكنها قد تظهر في بعض أوزان الشعر العربي جراء الزحافات.
    لكن الوزن يحتمل عدة أوجه رغم ما أورده أبو الحسن العروضي عن الفراهيدي وليكن هذا هو الإحتمال الأول أي:
    1 – متقاعلن متفاعلن متفاعلن * متفاعلن متفاعلن متفاعلن
    وبالوقص:
    مفاعلن مفاعلن مفاعلن * مفاعلن مفاعلن مفاعلن
    2 – الإحتمال الثاني أن يكون أصله من الرجز:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    وبالخبن:
    متفعلن متفعلن متفعلن * متفعلن متفعلن متفعلن
    3 – الهزج التام:
    مفاعيلن مفاعلن مفاعلن * مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
    بالقبض:
    مفاعلن مفاعلن مفاعلن * مفاعلن مفاعلن مفاعلن

    4 – الوافر التام:
    مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
    بالعقل أي بعصب مفاعلتن بتسكين خامسها المتحرك ثم حذفه
    مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
    بالعقل:
    مفاعلن مفاعلن مفاعلن * مفاعلن مفاعلن مفاعلن
    ونلاحظ أن البيت الذي نظمه الفراهيدي ووضعه أبو الحسن العروضي كشاهد على الوقص في الكامل كما أشار الفراهيدي يحتمل أربعة أوجه ويمكن نسبه إلى أربعة أوزان من أربعة بحور وردت في دوائر العروض للفراهيدي وليس لبحر واحد.
    وانسجاما مع ما أطرحه أن أصل التفعيلة السباعية هي (مفعولاتن) المرتبطة بالسلم الموسيقي يمكن أن أضع له احتمالا واحدا وهو:
    مفعولاتن مفعولاتن مفعولاتن * مفعولاتن مفعولاتن مفعولاتن
    وبحذف ساكنين الساكن الأول في كل مقطع (فعلن)
    فعولتن فعولتن فعولتن * فعولتن فعولتن فعولتن
    وبالطبع فعولتن تساوي مفاعلن أو متفعلن حيث تتكون من (//ه//ه)

    ثانيا : يمكن وضعها أيضا من الخلية الثانية مفعولن وبحذف ساكنين من الأولى وساكن واحد من الثانية:
    مفعولن مفعولن مفعولن مفعولن * مفعولن مفعولن مفعولن مفعولن
    فعول فاعلن فعول فاعلن * فعول فاعلن فعول فاعلن وعند الرسم وفق ما طرحته لا يفرق المخطط عما ظهر في الإفتراض الأول لأن كل حرف متحرك يعقبه حرف متحرك وساكن, ويمكن اعتبار المقاطع أوتادا وأسبابا.
    ثالثا: إذا افترضنا الخلايا السببية فعْلن فيكون أصل الإيقاع:
    فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن * فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
    وهذه الفرضية تعادل ثلاثة خلايا من مفعولاتن أو أربعة خلايا من مفعولن.
    وبحذف الساكن الأول في كل منها ينتج:
    فلن فلن فلن فلن فلن فلن * فلن فلن فلن فلن فلن فلن
    وهذا وفق تسميات العروض ستة أوتاد في الشطر الواحد.

    ويمكن رسم هذه الإفتراضات الثلاثة بمخططات متشابهة إذ أن أسلوب البناء واحد يعتمد على متحركين وساكن (//ه) لكل مقطع ثم يتكرر, بينما الإفتراضات الأربعة أعلاه تتطلب مخططا لكل منها اعتمادا على فرضية أصل التفعيلة من الكامل أو الرجز أو الهزج أو الوافر.

    ومن المخططات نلاحظ في الإحتمالات الأربعة الأولى وفق التقطيع العروضي أن المخططات لا تختلف عن بعضها إلا في الخطوط الحمراء التي تمثل الزحافات المفترضة الطارئة على التفعيلات الأصلية.
    أما المخططان الآخران اللذان اعتمدا على التقطيع وفق العلاقة بين السلم الموسيقي وسلم الشعر العربي فلا يظهر أي فرق إن اعتمدنا الأصل من مفعولاتن بثلاثة خلايا في الشطر أو مفعولن بأربعة خلايا في الشطر. أو الفرضية الخببية بستة مقاطع سببية والتي لا تختلف عنهما.
    كما يظهر اللون الأحمر كدائرة خارجية تمثل إيقاع السلم الموسيقي باعتماد المقاطع السببية وتكررها وفق الإفتراضات الثلاثة التي بينتها.
    وأحيي الأديبة والشاعرة ثناء على ما طرحته من فكرة عن البناء الوتدي في التفعيلي والذي يمكن أيضا اعتماده في الشعر العمودي كما هو بيت الفراهيدي أعلاه.
    واعتمادها (مفاعلن) كخلية شعرية في التفعيلي إضافة جديدة للشعر التفعيلي كما فعلت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة من إضافة (مستفعلاتن) للشعر الحر وأسمته (الموفور) ونظمت عليه تفعيليا لكن كان قد سبقها الشاعر الكبيرالرصافي بالنظم عليه عموديا كما أوضحت سابقا في مقال لي قبل فترة.
    ولا أريد أن أتدخل في الحوارات الجارية حول الموضوع لأنني لست طرفا فيها , لكن أحببت أن أعبر عن وجهة نظري والتي تدعم رؤيتي عن بناء الشعر العربي والذي يمكن أن يكون على أسباب أو على أوتاد لأن أصل تفعيلات الشعر العربي كما أوضحت سببية ولا أوتاد فيها فكلها تعود إلى فعْلن , مفعولن , مفعولاتن ويمكن التحرر من أي قيود أخرى كما أثبتته الأديبة ثناء ببناء قصيدة تفعيلية وفق ما أطلقت عليه تسمية (الوتدية) والتي يمكن أن أسميها أيضا سببية اعتمدت على أسباب سليمة وأسباب مزاحفة وفق منهجية هندسية التزمت بها رغم ما أثير عن القفلات وأصل مفاعلن أو متفعلن, ومازال الحوار مستمرا, وتبقى النتيجة واحدة رغم اختلاف التسميات.
    وأعرف أن رأيي هذا قد يلاقي اعتراضات كثييرة لكنه ينسجم مع ما طرحته وكما يبينه المخططان الأخيران من إيقاع الوزن باعتماد بيت عمودي للفراهيدي نفسه.

    وأضيف أن أسلوب الشعر (الوتدي) ورد ضمن الأوزان والبحور الأخرى كما في:
    الوافر المقطوف :
    منازلُ لفرِتنا قفارُ * كأنما رسومها سطورُ
    مفاعلن مفاعلن فعولن * مفاعلن مفاعلن فعولن
    وهنا نرى توالي خمسة أوتاد (أصيلة وغير أصيلة) تنتهي بسبب.

    الطويل المقبوض:
    سماحةُ ذا وبرُّ ذا ووفاءُ ذا * ونائلُ ذا إذا صحا وإذا سَكرْ (امرؤ القيس)
    فعول مفاعلن فعول مفاعلن * فعول مفاعلن فعول مفاعلن
    مجزوء الهزج
    مناقبٌ ذكرتُها * لطلحةَ الشَّريفِ
    مفاعلن مفاعلن * مفاعلن فعولن
    الرجز المخبون:
    منازلٌ ألفتُها وطالما * عَمرتهُا مع الحسانِ في دعَهْ
    مفاعلن مفاعلن مفاعلن * مفاعلن مفاعلن مفاعلن

    الرجز المطوي:
    ما وَلَدتْ والدَةٌ من ولَدٍ * أكرمَ من عبدِ مَنافَ حسَبا
    مفتعلن مفتعلن مفتعلن * مفتعلن مفتعلن مفتعلن
    وهنا يمكن القول أن البناء اعتمد وتدا مفروقا يليه وتد مجموع

    الكامل المخزول:
    منزلةٌ ضمَّ صداها وعَفت * أرسمُها إنْ سئلَت لم تُجبِ (الفراهيدي)
    مفتعلن مفتعلن مفتعلن * مفتعلن مفتعلن مفتعلن
    وهنا أيضا نلاحظ توالي الأوتاد (مفروقة ومجموعة )
    ورغم مجيئه كشاهد في الكامل لكن يمكن نسبه أيضا للرجز المطوي.
    علما بأن معظم الشواهد التي وردت على زحافات بعض الأوزان أو البحور قد يكون الفراهيدي من وضعها لغرض اعتماد زحافات كان يراها ملائمة للوزن.
    والقصد من هذا الطرح أننا إن اعتمدنا أن مفاعلن أو متفعلن مقاطع وتدية فهذا ينطبق أيضا على مفتعلن بجعلها وتدا مفروقا ووتدا مجموعا ( /ه/ //ه)
    وكل ما ورد أعلاه هي أبيات لكن هذا لا يمنع أن تكون القصيدة بأكملها مبنية على نفس الوزن.
    والخلاصة أن ما طرحته الأديبة ثناء يستحق التوقف عنده ودراسته من كافة النواحي وما دامت تبنت البناء الوتدي للشعر التفعيلي وهو أيضا يصلح للشعر العمودي كما ورد من شواهد ويمكن أيضا ألا يقتصر البناء على الأوتاد المجموعة بل حتى المفروقة, وبالطبع هذا الأسلوب في البناء العمودي أو التفعيلي يضيف قيودا جديدة على الشاعر وليس كل شاعر يمكن أن يلتزم بها كما فعلت الشاعرة ثناء في قصيدتها التفعيلية.
    وكما تبين أن التفعيلات التالية يمكن ترجمتها وتديا:
    متفاعلن : مفاعلن (وتدان مجموعان)
    مفاعيلن : مفاعلن (وتدان مجموعان)
    مستفعلن : متفعلن (وتدان مجموعان)
    مفاعلتن : مفاعلن (وتدان مجموعان)
    يمكن أيضا ترجمة التفعيلات التالية وتديا
    فاعلاتن : فاعلات (وتدان مفروقان)
    مفاعيلن : مفاعيل (وتد مجموع ووتد مفروق) بالكف
    مستفعلن : مفتعلن (وتد مفرق + وتد مجموع)
    مفعولات : مفعلات (وتدان مفروقان)
    مفعولات : فعولات (وتد مجموع + وتد مفروق)

    ويفتح هذا الموضوع آفاقا جديد في العمودي والتفعيلي بالطبع ليس فيما اعتمدته الشاعرة ثناء (مفاعلن أو متفعلن) لكن لو افترضنا أن البناء اعتمد على مستفعلن بزحافيها أي أن تأتي القصيدة كلها على (متفعلن , مفتعلن) فأصلهما مستفعلن لكن القصيدة اعتمدت البناء الوتدي.
    وهنا نلاحظ ظهور وتد مفروق في مفتعلن ووفق ما طرحته الشاعرة ثناء عن (البناء الوتدي) سيكون هذا مزاوجة بين الوتد المفروق والوتد المجموع.
    وبالطبع لو أردنا رسم الوزن الوتدي كاملا بقيم الأوتاد لأنتج دائرة تشابه ما رسمته عن الخبب الساكن (فعْلن) وهذا بحد ذاته يشكل طفرة كبيرة في أسلوب بناء الشعر العربي كما يوضحه مخططا الأسباب والأوتاد.
    وأرفق كافة المخططات التوضيحية للبناء الوتدي للشعر العمودي وهو لا يختلف عن البناء التفعيلي إلا بعدد المقاطع واعتماد قفلات في الشعر التفعيلي قد تكون أوتادا فقط أو أوتادا مذيلة كما ظهر في قصيدتها التفعيلية.
    تحياتي وتقديري

    وللإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط التالي:
    https://web.facebook.com/groups/rabi...2/?_rdc=1&_rdr
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 16-01-2021 الساعة 06:14 PM

  2. #2
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    رد الأستاذة ثناء حاج صالح


    ردَّاً على مقالة الأستاذ الفاضل الشاعر عادل العاني بخصوص إيقاع قصيدتي (حوار المنافي)
    .
    مع خالص الشكر والتقدير لاهتمامك بالموضوع أستاذي الكريم عادل العاني ، سأوجز كلامي في الرد على ما تفضلت حضرتك بطرحه في النقاط التالية :
    .
    أولاً: فيما يتعلق بوحدة بناء الإيقاع في القصيدة .
    .
    تقول حضرتك: " جلب انتباهي موضوع طرحته الأديبة الشاعرة ثناء حاج صالح بقصيدة تفعيلية (حوار المنافي) وكنت أنتظر نشرها هنا لإبداء وجهة نظري, وهي قصيدة بنيت على (مفاعلن) واعتبرتها الشاعرة تفعيلية وتدية".
    .
    تعقيبي
    .
    وحدة بناء الإيقاع هي الوتد المجموع وليست مفاعلن. ولو كنت أعتبر مفاعلن وحدة بناء لها لما كان ثمة داعِ للقول إنها مبنية على الوتد. أما وصفي للقصيدة بأنها تفعيلية فهذا يتعلق بشكلها المماثل لقصيدة التفعيلة من حيث تفاوت طول الأسطر فيها كنتيجة لاختلاف عدد وحدات الإيقاع بين سطر وآخر.
    .
    ثانيا: ما يتعلق بمسألة توالي الأوتاد
    .
    تقول حضرتك : " بالطبع نعلم بأن الأوتاد لا تتجاور في أصل تفعيلات الشعر العربي كما لم يجز تجاورها في قواعد العروض في أصل البناء للبيت الشعري لكنها قد تظهر في بعض أوزان الشعر العربي جراء الزحافات"
    .
    تعقيبي
    .
    بما أنني نفيتُ منذ البدء أن يكون الإيقاع الوتدي لقصيدة حوار المنافي قائماً على التفعيلة كوحدة بناء ، ونفيت كذلك أن يكون إيقاعها منتميا للشعر العمودي ، فأنا إذن غير معنيَّة بالالتزام بقاعدة عدم تجاور الأوتاد الأصلية في التفعيلة ( لعدم وجود تفعيلة )، كما أنني غير معنية بقواعد العروض في أصل بناء البيت الشعري ، (لعدم وجود بيت شعر). لذلك فإن البحث عن احتمالات أصل الإيقاع في قصيدتي لا يجب أن يتم من خلال البحث في موروث الشعر العمودي ولا في موروث شعر التفعيلة ، مع احترامي الكبير لكليهما واعتزازي بهما كشكلين رئيسين ( لكنهما غير وحيدين) لإيقاع الشعر العربي.
    .
    ثالثاُ: احتمالات أصل الوزن الوتدي
    .
    حصرت حضرتك هذه الاحتمالات بما يؤدي إلى الحصول على (مفاعلن) بالزحافات المختلفة وهي كما يلي :
    1-وقص متفاعلن في البحر الكامل
    2- خبن مستفعلن في الرجز
    3- قبض مفاعيلن في الهَزَج التام
    4- عقل مفاعلتن في الوافر التام
    .
    تعقيبي
    .
    إذا افترضنا جدلاً أن الإيقاع في القصيدة قائم على التزام أحد أنواع تلك الزحافات في واحدة من تلك التفعيلات، فما تفسير وجود عدد مفرد من الأوتاد في بعض أسطر القصيدة ؟ مع العلم أن الرمز التفعيلي للوتد المجموع (فَعُلْ) لا يمثِل لوحده نوعاً من جوازات متفاعلن ولا مستفعلن ولا مفاعيلن ولا مفاعلتن ؟
    فكما ترى حضرتك نحن هنا أمام سؤال يحتاج إلى جواب واضح . بل نحن (بعبارة أخرى) أمام مشكلة تحتاج إلى حل . ولا يمكن لأحد إيجاد هذا الحل عن طريق قواعد الزحافات في الشعر العمودي. وذلك لخلو هذه القواعد من (فَعُل) كجواز للتفعيلة إلا في البحر المتقارب لـ(فعولن) . غير أن وجود (فعل) في المتقارب غير جائز -وفقا لقواعد الزحاف الخليلية- إلا في آخر الشطر . في حين أنها تتكرر في إيقاع قصيدتي على طول السطر. وهذا ينفي انتماء أصل الإيقاع الوتدي للبحر المتقارب أيضا، ويؤكد عدم اعتماده على قواعد الزحاف على الإطلاق .
    لذا وكخلاصة لكل هذا الكلام ينبغي القول : إن البحث في احتمالات الزحافات التفعيلية لا يفيد في تأصيل الإيقاع القائم على تكرار الوتد كوحدة بناء.
    .
    رابعاً: ما يتعلق بـ (مفعولاتن) المرتبطة بالسلم الموسيقي
    .
    تقول حضرتك:" وانسجاما مع ما أطرحه أن أصل التفعيلة السباعية هي (مفعولاتن) المرتبطة بالسلم الموسيقي يمكن أن أضع له احتمالا واحدا وهو:
    مفعولاتن مفعولاتن مفعولاتن * مفعولاتن مفعولاتن مفعولاتن
    وبحذف ساكنين الساكن الأول في كل مقطع (فعلن)
    فعولتن فعولتن فعولتن * فعولتن فعولتن فعولتن
    وبالطبع فعولتن تساوي مفاعلن أو متفعلن حيث تتكون من (//ه//ه)
    ثانيا : يمكن وضعها أيضا من الخلية الثانية مفعولن وبحذف ساكنين من الأولى وساكن واحد من الثانية:
    مفعولن مفعولن مفعولن مفعولن * مفعولن مفعولن مفعولن مفعولن
    فعول فاعلن فعول فاعلن * فعول فاعلن فعول فاعلن وعند الرسم وفق ما طرحته لا يفرق المخطط عما ظهر في الإفتراض الأول لأن كل حرف متحرك يعقبه حرف متحرك وساكن, ويمكن اعتبار المقاطع أوتادا وأسبابا"
    .
    تعقيبي
    .
    أستاذي الكريم عادل العاني
    مع احترامي لطرحك وتقديري له، إلا أنني أعترض على تسمية (مفعولاتن ) بالتفعيلة؛ لأنها لا تحتوي على وتد أصلي لا مجموع ولا مفروق . ومعلوم أن التفعيلة حتى تسمى تفعيلة ( وفقاً لمنهج الخليل ) يجب أن تحتوي على وتد واحد أصلي وعلى سبب واحد على الأقل. فأرجو أن تراجع هذه التسمية.
    .
    خامسا: مستفعلاتن ونازك الملائكة والبحر الموفور
    .
    تقول حضرتك: "وأحيي الأديبة والشاعرة ثناء على ما طرحته من فكرة عن البناء الوتدي في التفعيلي والذي يمكن أيضا اعتماده في الشعر العمودي كما هو بيت الفراهيدي أعلاه.
    واعتمادها (مفاعلن) كخلية شعرية في التفعيلي إضافة جديدة للشعر التفعيلي كما فعلت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة من إضافة (مستفعلاتن) للشعر الحر وأسمته (الموفور) ونظمت عليه تفعيليا لكن كان قد سبقها الشاعر الكبيرالرصافي بالنظم عليه عموديا كما أوضحت سابقا في مقال لي قبل فترة.
    ولا أريد أن أتدخل في الحوارات الجارية حول الموضوع لأنني لست طرفا فيها , لكن أحببت أن أعبر عن وجهة نظري والتي تدعم رؤيتي عن بناء الشعر العربي والذي يمكن أن يكون على أسباب أو على أوتاد لأن أصل تفعيلات الشعر العربي كما أوضحت سببية ولا أوتاد فيها فكلها تعود إلى فعْلن , مفعولن , مفعولاتن ويمكن التحرر من أي قيود أخرى كما أثبتته الأديبة ثناء ببناء قصيدة تفعيلية وفق ما أطلقت عليه تسمية (الوتدية) والتي يمكن أن أسميها أيضا سببية اعتمدت على أسباب سليمة وأسباب مزاحفة وفق منهجية هندسية التزمت بها رغم ما أثير عن القفلات وأصل مفاعلن أو متفعلن, ومازال الحوار مستمرا, وتبقى النتيجة واحدة رغم اختلاف التسميات".
    .
    تعقيبي
    .
    1-أعود وأكرر أستاذي الكريم : أنا لم أعتمد مفاعلن كوحدة بناء للإيقاع وإنما اعتمدت الوتد المجموع فقط .
    .
    2- إيقاع ما سمَّته نازك الملائكة بالبحر الموفور ( مستفعلاتن مستفعلاتن )، ليس إيقاعا جديدا . بل هو إيقاع البحر المنسرح نفسه مع حذف وتد من آخر الشطر ( منسرح أحذ بالقياس إلى البحر الكامل الأحذ) . ومستفعلاتن الأولى ما هي إلا حاصل الجمع بين مستفعلن مع السبب الأول (مف ) من (مفعولات) ومستفعلاتن الثانية ما هي إلا حاصل الجمع بين ما تبَقَّى من مفعولات (عولاتُ) و(مستف) بعد حذف علن منها ، في المنسرح.
    لذلك فإنا ممن يعتقدون بأن نازك الملائكة لم تضف بحرا جديدا ، وممن يعتقدون أنه لا عِبرة تستفاد من جمع أجزاء التفعيلات المتجاورة وإطلاق اسم تفعيلة جديدة عليها.
    .
    مع احترامي وتقديري
    .
    ثناء حاج صالح
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 04-03-2021 الساعة 09:24 PM

  3. #3
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    ردًّا على تعقيب الأستاذة الأديبة والشاعرة ثناء حاج صالح

    على ما أبديته من وجهة نظر فيما طرحته عن إيقاع قصيدتها (حوار المنافي)
    والذي أطلقت عليه أنا كما هو في العنوان.
    أشكرك لاهتمامك بما أبديته من وجهة نظر ولقراءتك المتمعنة فيه وما عقبت به, وأعلم أننا قد نختلف في بعض وجهات النظر ونتفق في بعض آخر وهذا منطلق مما نؤمن به من أساسيات قد تختلف في الشكل وتتوافق في الجوهر.
    وردا وتوضيحا على ما تفضلت به لأنه ربما نجم عن فهم متباين لما أردته:

    أولاً: فيما يتعلق بوحدة بناء الإيقاع في القصيدة
    تعقيبك:
    وحدة بناء الإيقاع هي الوتد المجموع وليست مفاعلن. ولو كنت أعتبر مفاعلن وحدة بناء لها لما كان ثمة داعِ للقول إنها مبنية على الوتد. أما وصفي للقصيدة بأنها تفعيلية فهذا يتعلق بشكلها المماثل لقصيدة التفعيلة من حيث تفاوت طول الأسطر فيها كنتيجة لاختلاف عدد وحدات الإيقاع بين سطر وآخر.

    ردي:
    أنا لا أختلف معك في هذا وإلا لما بينت وجهة نظري أما موضوع (مفاعلن) فهو مجرد تسمية ولا تعني التفعيلات بل تشير لتجاور وتدين , حالها حال قولنا عن الخببي السببي أنه مبني على (فعلن) والحقيقة هو بناء على أسباب ومقطعه العروضي لكل سبب (فع /ه) وجاز فيه السبب الثقيل أيضا (فعُ//) وذكر (مفاعلن //ه //ه) المتكونة من وتدين أو (فعل //ه) لا يغير شيئا لذا أنا لا أختلف معك بتاتا.
    وإذا تابعت كامل ردي فأنا ركزت على أنه بناء وتدي .
    أما موضوع الأسطر والعدد المفرد فهذا صفة من صفات الشعر الحر الذي يمكن أن ينتهي بأي قفلة تلائم الإيقاع وأنت اخترت (الوتد) ليكون قفلة ويمكن أن تكون القفلة (وتدين) وهذا لايغير شيئا من أن البناء وتدي خالص كما أردته أنت وابتكرته.
    وإذا اعتمدنا البناء الوتدي في الشعر الحر فهذا لا يمنع من اعتماده في الشعر العمودي أسوة بالخبب (السببي) والذي يأتي في الشعر العمودي والشعر الحر.
    وطبعا أتمنى أن تتبني مفهوم البناء الوتدي بصورة عامة وألا تحصريه بالوتد المجموع كما بينته في ردي الأول, وأنا لم أحدد البناء بالوتدي المجموع بل اعتبرته عاما يشمل المجموع أو المفروق أو المجموع والمفروق, وهذا انعكاس لما نعتمده في الخببي الذي يعتمد مختلف الإحتمالات في (فعْلن) أو (فعِلن) أو (فاعلُ) ونرى البناء متكونا من سببين, فما الضير في اعتماد (وتدين) خاصة وأنا بينت أنهما لا يمكن نسبهما لبحر واحد بل لعدة بحور كما يمكن استنباطهما من خلية (مفعولاتن) مما يجعلهما وتدين أصليين مولدين منها وليس من زحاف.
    ومثلما ينطبق الإيقاع السببي على بعض الأوزان العمودية بعذ الزحافات يمكن أن يزهر البناء الوتدي ولا ضير في ذلك.
    وخذي مثلا وزن الرمل المجزوء بخبن تفعيلاته:
    فعلاتن فعلاتن * فعلاتن فعلاتن
    ///ه/ه , ///ه/ه * ///ه/ه, ///ه/ه
    فعلن فاعلُ فعْلن * فعِلن فاعلُ فعْلن
    ///ه, /ه//, /ه/ه * ///ه, /ه//, /ه/ه
    مجزوء الوزن الخببي.
    خاصة بعد أن أجزنا (فاعلُ) في الخببي , ويمكن أن يظهر ذلك في أوزان كثيرة أخرى في مختلف البحور والدوائر وأهمها المتدارك المخبون بجميع تفعيلاته.
    لكن هذا لم يغير من طبيعة البناء السببي للشعر والبناء البحري المعتمد.
    وحين أقول أن (فعِلن فعِلن فعِبن فعِلن) بناء خببي (سببي) وفي نفس الوقت يمكن أن أقول عنه من المتدارك الوتدي باعتماد الخبن يمكن أن أقول عن البناء المعتمد على (مفاعلن) بناء وتدي بغض النظر إن جاء بيت على ىنسقه في العمودي بمختلف الزحافات التي ذكرتها في ردي الأول, وما يفرق بينها هو اعتماد القصيدة العمودية أو التفعيلية على نفس الوزن والإيقاع الوتدي كما هو حال الخببي أو السببي.


    ثانيا: ما يتعلق بمسألة توالي الأوتاد

    تعقيبك:

    بما أنني نفيتُ منذ البدء أن يكون الإيقاع الوتدي لقصيدة حوار المنافي قائماً على التفعيلة كوحدة بناء ، ونفيت كذلك أن يكون إيقاعها منتميا للشعر العمودي ، فأنا إذن غير معنيَّة بالالتزام بقاعدة عدم تجاور الأوتاد الأصلية في التفعيلة ( لعدم وجود تفعيلة )، كما أنني غير معنية بقواعد العروض في أصل بناء البيت الشعري ، (لعدم وجود بيت شعر). لذلك فإن البحث عن احتمالات أصل الإيقاع في قصيدتي لا يجب أن يتم من خلال البحث في موروث الشعر العمودي ولا في موروث شعر التفعيلة ، مع احترامي الكبير لكليهما واعتزازي بهما كشكلين رئيسين ( لكنهما غير وحيدين) لإيقاع الشعر العربي

    ردي:
    أنا فهمت منذ البداية اعتمادك البناء الوتدي , أما ما بينته من تجاور الأوتاد في الشعر العربي فهو لتأكيد إيقاع ما تطرحينه من (تجاور للأوتاد) وتعلمين جيدا أن أي إيقاع يعتمد مقطعا عروضيا في التفعيلي لابد أن يكون له أساس في الشعر العمودي وحال الأوتاد كحال الأسباب التي احتواها وزن الخبب وانطلق من وحدته العروضية (فعلن) الشعر الحر أيضا.
    ومازال الرابط بين الخبب والشعر البحري وزن من أوزان الخبب المبني على (فعِلن) والذي يحتمل أيضا أن يكون من المتدارك المخبون بكافة تفعيلاته, والوزنان كانا معتمدين في الشعر العربي ولم يتقرب منهما الفراهيدي لمخالفة ما موجود منهما من شعر (متداخل) مع بعضه مع القواعد التي اعتمدها.
    كما لم أقل أن قصيدتك عمودية حتى أبحث عن تفاعيل تلائمها وإنما حاولت أن أجد ما يدعم طرحك باعتماد الوتد في بناء القصيدة التفعيلية , وما أوردته من أبيات بعضها من نظم الفراهيدي نفسه والتي أوضحت إمكانية نسبها لعدة بحور وهذا بحد ذاته يبعد النظم الوتدي من بحور وأوزان الشعر العربي ليختص بوزنه الوتدي حاله حال الخبب المعتمد على الأسباب.
    وما بينته من أبيات يمكن أن تعتبر وتدية البناء يدعم طرحك ولا يخالفه, أما موضوع القواعد فلا يوجد نص شعري عمودي أو تفعيلي لا توجد له قواعد, ولا أعتقد أنك لن تبحثي مستقبلا لوضع قواعد للشعر الوتدي مثلما وضعت قواعد للشعر التفعيلي المبني على الأسباب أو حتى الشعر العمودي الخببي. لذا أتمنى أن لا يكون طرحك بأنك لست معنية بقواعد الشعر العربي لأن ما تطرحينه من وزن وتدي يشكل كما قلت الجانب الثاني من الحاضنة لكل أوزان بحور الشعر العربي مع الجانب الأول والذي كان وزن الخبب أو الوزن السببي.
    ووضع قواعد معينة لا يعني الإعتراض على ما طرحته بل أراه تأسيسا وتأصيلا لما تفضلت به.

    ثالثاُ: احتمالات أصل الوزن الوتدي

    تعقيبك:

    إذا افترضنا جدلاً أن الإيقاع في القصيدة قائم على التزام أحد أنواع تلك الزحافات في واحدة من تلك التفعيلات، فما تفسير وجود عدد مفرد من الأوتاد في بعض أسطر القصيدة ؟ مع العلم أن الرمز التفعيلي للوتد المجموع (فَعُلْ) لا يمثِل لوحده نوعاً من جوازات متفاعلن ولا مستفعلن ولا مفاعيلن ولا مفاعلتن ؟
    فكما ترى حضرتك نحن هنا أمام سؤال يحتاج إلى جواب واضح . بل نحن (بعبارة أخرى) أمام مشكلة تحتاج إلى حل . ولا يمكن لأحد إيجاد هذا الحل عن طريق قواعد الزحافات في الشعر العمودي. وذلك لخلو هذه القواعد من (فَعُل) كجواز للتفعيلة إلا في البحر المتقارب لـ(فعولن) . غير أن وجود (فعل) في المتقارب غير جائز -وفقا لقواعد الزحاف الخليلية- إلا في آخر الشطر . في حين أنها تتكرر في إيقاع قصيدتي على طول السطر. وهذا ينفي انتماء أصل الإيقاع الوتدي للبحر المتقارب أيضا، ويؤكد عدم اعتماده على قواعد الزحاف على الإطلاق .
    لذا وكخلاصة لكل هذا الكلام ينبغي القول : إن البحث في احتمالات الزحافات التفعيلية لا يفيد في تأصيل الإيقاع القائم على تكرار الوتد كوحدة بناء.

    ردي:
    توضيحا لما أبديته وما عقبت به , البحث عن تجاور أوتاد في الشعر العربي بغض النظر عن منشئها هو دعم لطرحك تبني الشعر الوتدي , والبحث عن أبيات شعر توالت فيها الأوتاد بسبب الزحافات تؤكد موسيقية تجاور الأوتاد وما طرحته يؤكد صحة الشعر الوتدي وليس مناقضا له.
    أما من أين تأتي الأوتاد وما أصلها فنعلم جيدا أن كل التفعيلات السباعية والخماسية تحتوي على أوتاد وأسباب والشعر العربي في بنائه حقيقة لا يعتمد على التفعيلات بل هو بناء هندسي موسيقي يعتمد على الأوتاد والأسباب في بنائه وأنا بينت في موضوع آخر أن أصل الأوتاد هو (فعْلن), كما أن التقطيع العروضي لا يعتمد على التفعيلات بل على الأوتاد والأسباب, علما بأني ذكرت في أحد المواضيع أصل التفعيلات وكيف تولدت وكيف ولدت الأوتاد.
    فعلن تولد وتدا مجموعا بحذف الساكن الأول (فلن //ه)
    فعلن تولد الوتد المفروق بحذف الساكن الثاني (فعلُ /ه/)
    ومثلما بنينا وزنا اعتمد على (فعلن) من سببين يمكن أن نبني وزنا معتمدا على الوتدين.
    وكلاهما لا ينجزان بحورا لأن وضعهما في أي مخطط هو إما دائرة بقطر ثابت أو خط مستقيم فيما لو اعتمدنا التقطيع العروضي المعتمد على أوتاد وأسباب.
    وسأثبت لك هنا أن قراءة التفعيلات يمكن أن تختلف وسبق وأن وضحت أن كل اوزان الشعر العربي يمكن أن تقطع وفق (فعولن, فاعلن, فعْلن, مفعول) وكل وزن ينتهي إما بأحدها أو ينتهي بسبب أو سببين أو وتد مجموع أو مفروق.
    وسأعطيك مثلا هنا عن الطويل:
    فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن
    وقراءتي:
    (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) فعلن
    ونعلم ما جاء من وجوب قبض (مفاعيلن) في الطويل أي بحذف ساكن من (فعلن) لينتج (علن) وهو وتد مجموع مصطنع بزحاف لغرض النظم الشعري وهذا الوتد يعتبر موسيقيا (الجواب) للقرار الذي سبقه ليكتمل الأوكتاف الموسيقي شعريا.
    وإذا نقلنا السببين أو (الوتد المصطنع) لأول السطر ينتج البسيط مع الحفاظ على الخلية الشعرية:
    فعلن (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) أو علن (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) البسيط بالخبن
    ولن أتحدث عما أجازه الفراهيدي من زحافات وما اعتمده الشعراء من خبن التفعيلة الأولى في البسيط وهو ما يكافئ (الوتد) في آخر شطر الطويل. كما أن العروضة (فاعلن) يجب خبنها لتصبح (فعِلن) ويصبح إيقاع البسيط:
    (فعْلن أو علن فعولن فعولن فاعلن) فعِلن, كقرار وجواب موسيقي.

    بالنهاية أنا لا أبحث عن تفعيلات وإنما عن أسلوب بناء يتضمن أوتادا وأسبابا كما هي في كل بحور الشعر العربي أو أسبابا لوحدها كما هي في إيقاع الخبب ,أو أوتادا لوحدها وهذا ما أنت أضفته بمبادرتك واقترحت أنا أن نطلق عليه اسم (ثناء).
    أما الحديث عن (فعل) الوتد فأنت حصرت الحديث عن المتقارب وعن عروضة أو ضرب محذوفين بينما في التقطيع الذي ذكرته يمكن أن تأتي الأوتاد في أوزان أخرى دون حذف وخذي مثلا الرجز:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    والتقطيع وفق ما طرحته أنا:
    فعلن فعولن فاعلن فعلن (علن)
    أليس هذا وتدا مجموعا ينهي شطر بيت؟
    ومثله الكامل أيضا ينتهي بوتد.
    وكذلك سريع المشتبه :
    مستفعلن مستفعلن مفعولات
    فعلن فعولن فاعلن فعلن (لاتُ)
    وهنا انتهى بوتد مفروق.
    وأوزان أخرى يمكن أن أقطعها بنفس الأسلوب.
    وأؤكد ثانية أن الشعر العربي ليس تفعيلات وإنما أوتاد وأسباب وهي الخماسية فقط وهو الشكل العام للشعر العربي وأصبح لدينا الآن شكلان آخران يضافان لأشكال الشعر العربي وهو الشعر الخببي أو (السببي) والشعر الوتدي (ثناء). والشعر السببي المعتمد على الأسباب والشعر الوتدي المعتمد على الأوتاد يشكلان جانبي حاضنة الشعر العربي حيث تتراوح كل أوزانه وإيقاعاته بينهما حيث يربط أي وزن بين خط الأوتاد وخط الأسباب.

    رابعاً: ما يتعلق بـ (مفعولاتن) المرتبطة بالسلم الموسيقي

    تعقيبك:
    .
    أستاذي الكريم عادل العاني
    مع احترامي لطرحك وتقديري له، إلا أنني أعترض على تسمية (مفعولاتن ) بالتفعيلة؛ لأنها لا تحتوي على وتد أصلي لا مجموع ولا مفروق . ومعلوم أن التفعيلة حتى تسمى تفعيلة (وفقاً لمنهج الخليل) يجب أن تحتوي على وتد واحد أصلي وعلى سبب واحد على الأقل. فأرجو أن تراجع هذه التسمية.

    ردي:
    أنا أولا لم أطلق تسمية تفعيلة على (مفعولاتن) بل هي أكبر من كل التقعيلات وهي التي أنجبت كل التفعيلات وبينت ذلك فيما طرحته عن العلاقة بين السلم الموسيقي والشعر العربي.
    مفعولاتن المتكونة من أربعة أسباب (/ه/ه/ه/ه) باختلاف الحذف للسواكن الأربعة فيها تنتج:
    مفاعيلن
    فاعلاتن
    مستفعلن
    مفعولات

    علما بأنني أيضا أستطيع استنباطها من أجزاء العروض التي ذكرها أبو الحسن العروضي في مخطوطته وجاء فيها (مستفعلاتن) وبقطع رأس الوتد ينتج مفعولاتن.
    وأضيف هنا رأي الأخفش مثلا عن (مستفعلن) في الخفيف فهو كما يقول أبو الحسن أنه يعتبر (مفاعلن) أصل الوزن و (مستفعلن) مزاحفة بزيادة حرف ساكن ويعتبر الأخفش الزيادة كالنقصان في الزحافات, مما يعني أن الأخفش يعتبر (مفاعلن) في الخفيف أصل الوزن وهو وتدان مجموعان ويجوز مزاحفتها بإضافة حرف متحرك لتصبح (مستفعلن) ووجهة نظره مبنية على كثرة مجيء (مفاعلن) في الخفيف.
    كما أن (مستفعلاتن) كتفعيلة تساعية حاول بعض المجتهدين إضافتها سابقا واعتمادها.

    وكذلك (مفعولاتن) حاول بعض المجتهدين في العروض بعد الفراهيدي تبنيها بأنها تشكل تفعيلة يمكن اعتمادها في وزن وهو :
    مفعولاتن مفعولاتن * مفعولاتن مفعولاتن
    وذكر ذلك أبو الحسن أيضا في مخطوطته, والسبب هو لاحتواء الوزن الخببي الذي وجدوا عليه أشعارا أهمها ما نقل عن الإمام علي بن أبي طالب وكان على وزن :
    فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن * فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
    أو:
    مفعولاتن مفعولاتن * مفعولاتن مفعولاتن

    وذكرت ذلك في أول موضوع كتبته عن السلم الموسيقي.
    أي أن مفعولاتن = فعلن فعلن
    ومع ذلك أنا قلت أنها الخلية الكبرى وهي أم التفعيلات التي أنجبت كافة تفعيلات الشعر العربي وبعد حذف أي ساكن فيها فما يتبقى هو الوتد وسببان.
    وما طرحته أنا حاليا هو حسم للبحث عن أصل الأوتاد حين أنتج منها وتدان وهذا لا يعني تكون تفعيلة جديدة, وبدل أن نقول أن (مفاعلن) هي من زحاف (مفاعيلن أو مفاعلتن أو مستفعلن أو متفاعلن) بل نقول أنها وتدان كما نقول عن (فعلن) سببان.
    وذكرت أن ما تولد من (مفعولاتن) وخاصة الأوتاد لا يجوز فيها أي زحاف بل تقتصر الزحافات على (السببين المتبقيين) أما في حالة الوتدين فلأنهما أصليان لا يجوز أي زحاف فيهما حالهما حال السببين (فعلن) في الخبب لم يجز حذف أي ساكن منهما بل جاز تثقيل أحد السببين بتحريك ساكن.
    وهذا أيضا ينطبق على (مفعولن) باعتبارها الخلية الصغرى والتي ينتج عنها التفعيلات الخماسية (فعولن , فاعلن. مفعول) و (مفعولن) التي تتكون من ثلاثة أسباب لا يطلق عليها تفعيلة بل هي مقطع عروضي يأتي في الضروب في الشعر العمودي, كما أنني اعتبرتها الخلية الصغرى التي تنتج التفعيلات الخماسية.

    ولسنا معنيين هنا بها لأن البناء الوتدي نتج من (مفعولاتن)
    ويبدو أنك فهمت ما طرحته بأسلوب يغاير ما أردته من إيصال الفكرة.


    خامسا: مستفعلاتن ونازك الملائكة والبحر الموفور

    تعقيبك:
    1 - أعود وأكرر أستاذي الكريم : أنا لم أعتمد مفاعلن كوحدة بناء للإيقاع وإنما اعتمدت الوتد المجموع فقط
    2 - إيقاع ما سمَّته نازك الملائكة بالبحر الموفور ( مستفعلاتن مستفعلاتن )، ليس إيقاعا جديدا بل هو إيقاع البحر المنسرح نفسه مع حذف وتد من آخر الشطر ( منسرح أحذ بالقياس إلى البحر الكامل الأحذ) . ومستفعلاتن الأولى ما هي إلا حاصل الجمع بين مستفعلن مع السبب الأول (مف ) من (مفعولات) ومستفعلاتن الثانية ما هي إلا حاصل الجمع بين ما تبَقَّى من مفعولات (عولاتُ) و(مستف) بعد حذف علن منها ، في المنسرح.
    لذلك فإنا ممن يعتقدون بأن نازك الملائكة لم تضف بحرا جديدا ، وممن يعتقدون أنه لا عِبرة تستفاد من جمع أجزاء التفعيلات المتجاورة وإطلاق اسم تفعيلة جديدة عليها.
    مع احترامي وتقديري


    ردي :

    ما تفضلت به قد تختلف فيه وجهة نظرنا:
    1 – مرة أخرى أنا لم أحصر ما طرحته بأنه مبني على (مفاعلن) بل أكدت وحتى في عنوان الموضوع على الشعر الوتدي, وأرجو ألا تفهمي ردي على أنني ضد الفكرة. وأنا هنا أيضا أقول لا تتقيدي فقط بالوتد المجموع فما طرحتهِ أنت أكبر من ذلك بكثير.
    2 – مستفعلاتن , أنا هنا لا أريد الخوض في الربط بينها وبين المنسرح فقد كتبت عن ذلك وحتى لا نبتعد عن موضوعنا الأهم حاليا.
    حين شبهت أنا ما قمت أنت به من إضافة بما قامت به الشاعرة الرائدة نازك لم أكن مخطئا, أنت تتحدثين عن المنسرح في العمودي وأنا أتحدث عن تفعيلة (مستفعلاتن) التي اعتمدتها الشاعرة كوحدة إيقاعية صافية في الشعر الحر وأن تأتي في الأسطر بأي عدد كان قبل القفلة مثلما طرحت أنت في الإيقاع الوتدي فأين هو المنسرح حين يكون السطر من تفعيلة واحدة أو ثلاث تفعيلات؟
    الرائدة نازك أضافت وزنا صافيا يمكن اعتماده في الشعر الحر وهي أيضا التي أشارت لقصيدة الرصافي التي بنيت عموديا على نفس الوزن لكن بتفعيلتين في الشطر الواحد, وهذا لا يقلل من شأن ما طرحته وأؤكد أنها (خلية إيقاعية) منفصلة عن أي بحر أو وزن آخر وأطلقت عليه مسمى (الموفور), إن كان حرا أو عموديا.
    أما أن يكون العمودي منه من المنسرح أو أحذ البسيط فهذا أمر آخر وليس موضوعنا الآن وقد تحدثت عنه حين كتبت عن (مستفعلاتن) ولا أريد الخوض فيه والإبتعاد عن الموضوع الأهم وهو الشعر الوتدي المبتكر من قبلك.
    والتحفظ والإعتراض على ما فعلته نازك من إضافة وربطها ببحور الشعر العربي يمكن أيضا أن تنعكس على ما طرحته بالربط مع بحور الشعر العربي وهذا ليس في صالح تبني (الإيقاع الوتدي), لأنها اعتمدت (مستفعلاتن) كوزن صافي للتفعيلي وأنت اعتمدت (فعل) أو أنا أقول (مفاعلن) كخلية أصلية للبناء الشعري بأوتاد مجموعة وزنا للتفعيلي ويمكن اعتماده للعمودي أيضا إن التزمت القصيدة العمودية بالبناء الوتدي فقط, لأنني كما بينت أن الوزن يمكن نسبه لعدة بحور لذا لا يصلح أن يكون لبحر معين بل ما تفضلت به أنت وأطلقت عليه الشعر الوتدي حاله حال الشعر الخببي (السببي)

    وأخيرا أنا مازلت عند رأيي وهو ألا تبقي في مسمى الوتد المجموع والتفعيلي فقط فالشعر الوتدي إن كان عموديا أو تفعيليا يحتمل عدة احتمالات وأوزان كما في الخببي:
    1 – أن تكون الأوتاد مجموعة (//ه)
    .
    2 – أن تكون الأوتاد مفروقة (/ه/)

    3 – أن تكون الأوتاد مختلطة ( /ه/ , //ه ) أو ( //ه, /ه/)
    وكل هذه الإحتمالات يمكن أن نجد ما يدعهما في الشعر العمودي لكن ليس القصد أن ننسبها لتفعيلات معينة بل هو بناء مستقل يعتمد الأوتاد فقط بنوعيها كما هو الحال في الخبب أو البناء السببي للشعر العمودي أو التفعيلي فكلاهما يعتمد على نوعي الأسباب الثقيلة والخفيفة.
    فعلْن /ه/ه
    فعِلن ///ه
    فاعلُ /ه//
    وحين نقول أن الخببي فيه أسباب ثقيلة هذا بالطبع يخالف منهج الفراهيدي لأن الفراهيدي حصر الأسباب الثقيلة في دائرة المؤتلف وحصر الأوتاد المفروقة في دائرة المشتبه.
    ولهذا لا يمكن أن نقطع (فعِلن) في الخبب إلى سبب مزاحف (/) وسبب خفيف (/ه) لأننا اعتمدنا الخبب أنه بناء سببي, ولا يجوز فيه حذف أي ساكن.
    وما ينطبق على البناء الخببي أو السببي ينطبق على البناء الوتدي بكافة أشكاله.
    وأنا حين أوردت أمثلة من الشعر العمودي على البناء الوتدي ليس الغرض منه ربط ما طرحتِه بالعمودي بل هو تأكيد على وجود البناء الوتدي في الشعر, وأنت بمقترحك أجبت على تساؤل كان دائما يراودني وهو عن الفراهيدي وكلنا يعرف عبقريته الكبيرة في أن يتبنى زحافات لم تكن مطروحة من قبل الشعراء الأوائل في بحور معينة والتي ذكرتها ليبني أبياتا على إيقاع وتدي فقط (مفاعلن) وهذا يدل على أن الفراهيدي استساغ الإيقاع الوتدي لكنه لم يكن في وضع يسمح له باعتماد البناء الوتدي كوزن مثلما لم يعتمد البناء السببي كوزن, كما لم يتطرق لبحر المتدارك وبينت أسباب ذلك سابقا.
    وفيه أيضا إجابة عن تساؤلي لماذا لم يعتمد بيتا فيه تفعيلات الوزن الأصلي وتفعيلة فيها الزحاف الذي أراده, بينما اعتمد الزحاف في كافة التفعيلات في بيت واحد ولا أظن أنه غاب عنه أن هكذا بيت يمكن أن ينسب لعدة بحور أخرى.
    وقد سبقه امرؤ القيس في اعتماد زحاف القبض مثلا في كافة تفعيلات بيت من بحر الطويل وذكرته أيضا.

    وقد وضعت الوزن والإيقاع الوتدي في أربعة لوحات تقطيع عروضي تبين أشكال واحتمالات الوزن الوتدي وبأسلوبين للتقطيع.
    1 – اللوحة الأولى أعدت وفق التقطيع الوتدي ومقارنتها بوزن الخبب الخفيف (فعْلن) وتضمنت ثلاثة مخططات هي:
    الأوتاد المجموعة: مفا علن
    الأوتاد المفروقة : فاع لات
    الأوتاد المختلطة: (1 فعو لات ,2 لات فعو)
    وتضمنت إيقاع الخبب السببي باللون الأحمر بينما يظهر الإيقاع الوتدي باللون الأخضر .
    وفي المختلطة يظهر وزنان يعتمدان على البناء من يسبق من:
    فعولات = وتد مجموع ووتد مفروق
    لات فعو = وتد مفروق ووتد مجموع , وهذا يكافئ (مفتعلن) أيضا
    وهذا يتكرر في كافة مخططات الوتدي المختلط.

    2 – اللوحة الثانية لنفس الأوزان مع مقارنتها بوزن الخبب الثقيل (فعِلن)

    3 – اللوحة الثالثة لنفس الأوزان باعتماد تقطيعي ومقارنة مع وزن مقاطع السلم الشعري (فعْلن) (الخبب الخفيف)
    ويظهر باللون الأخضر الإيقاع الوتدي وباللون الأحمر الإيقاع المعتمد على السلم الشعري
    4 – اللوحة الرابعة لنفس الأوزان باعتماد تقطيعي ومقارنة مع وزن مقاطع السلم الشعري (فعِلن) (الخبب الثقيل).
    ويلاحظ جليا الإختلاف بين المخططين الأول والثاني وبين المخططين الثالث والرابع من تبادل مواقع اللونين الأخضر والأحمرللسبب التالي:
    التقطيع في اللوحتين الأولى والثانية اعتمد على قيمة السبب (/ه أو //) وقيمة الوتد (//ه أو /ه/)
    وواضح أن قيمة الوتد أكبر من قيمة السبب.
    أما في اللوحتين الثالثة والرابعة فأنا اعتمدت ما طرحته أن كل لإيقاع يمكن مقارنته بمقاطع السلم الموسيقي. لذا فقيمة (فعْلن) أكبر من قيمة (فعِلْ)

    وأخيرا أكرر شكري وتقديري لما تفضلت به من ابتكار للإيقاع الوتدي, ومازلت أنا عند وجهة نظري ألا تتقيدي باعتماده للأوتاد المجموعة فقط وألا تحصريه بالشعر التفعيلي لأنه وزن يمكن اعتماده في العمودي وهذا نابع من قراءتي لاستساغته كإيقاع من قبل الفراهيدي رحمه الله.
    تحياتي وتقديري

    وللإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط التالي:

    https://web.facebook.com/groups/rabi...4/?_rdc=1&_rdr
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 04-03-2021 الساعة 09:25 PM

  4. #4
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    رد الأستاذة ثناء


    الجزء الثاني من الحوار مع الأستاذ الفاضل المهندس الشاعر عادل العاني حول شعر الوتد
    .
    مع جزيل الشكر وخالص التقدير للأستاذ الشاعر المهندس عادل العاني على مشاركته الرائعة في هذا الحوار، واهتمامه بإكماله للوصول به وعبره إلى أكبر قدر ممكن من الاتفاق على ما أثير فيه من نقاط .
    ومن أجل تمكين القارئ غير المتابع من فهم مجرى الحوار – مع افتقاد إمكانية تلوين الكلام في الفيس بوك- سأعمد إلى تثبيت ما قيل سابقا مع إضافة تعقيبي الجديد إلى كل فقرة .
    أولاً: فيما يتعلق بوحدة بناء الإيقاع في القصيدة
    .
    كلامي
    .
    وحدة بناء الإيقاع هي الوتد المجموع وليست مفاعلن. ولو كنت أعتبر مفاعلن وحدة بناء لها لما كان ثمة داعِ للقول إنها مبنية على الوتد. أما وصفي للقصيدة بأنها تفعيلية فهذا يتعلق بشكلها المماثل لقصيدة التفعيلة من حيث تفاوت طول الأسطر فيها كنتيجة لاختلاف عدد وحدات الإيقاع بين سطر وآخر.
    .
    رد الأستاذ عادل العاني
    .
    أنا لا أختلف معك في هذا وإلا لما بينت وجهة نظري أما موضوع (مفاعلن) فهو مجرد تسمية ولا تعني التفعيلات بل تشير لتجاور وتدين , حالها حال قولنا عن الخببي السببي أنه مبني على (فعلن) والحقيقة هو بناء على أسباب ومقطعه العروضي لكل سبب (فع /ه) وجاز فيه السبب الثقيل أيضا (فعُ//) وذكر (مفاعلن //ه //ه) المتكونة من وتدين أو (فعل //ه) لا يغير شيئا لذا أنا لا أختلف معك بتاتا.
    وإذا تابعت كامل ردي فأنا ركزت على أنه بناء وتدي

    .
    تعقيبي
    .
    أستاذي الكريم
    الوزن في شعر الخبب يقوم على الأسباب الخفيفة والثقيلة وفق تكرارات عشوائية ، وتقتضي الدقة تخطيء القول بأنه مبني على ( فعلن ) لأن هذه الأخيرة لا تعبِّر عن تلك العشوائية في تكرار الأسباب الثقيلة والخفيفة ولا تدلُّ عليها وهي ( أقصد: العشوائية) ركن أساسي في مفهوم حقيقة بناء وزن الخبب . فضلا عن أن (فعلن) توحي لقارئها بتصوُّر خاطئ مفاده أن أصلها (فاعلن المخبونة) وهو ما يعني أن وزن الخبب غير أصيل وإنما هو وزن بحري تفعيلي. لذلك ولإنني لا أؤيد القول بأن الخبب يبنى على (فعلن) فكذلك وبالمقابل لا أؤيد القول بأن الوتد يبنى على (مفاعلن) التي توحي بمستفعلن المخبونة . بل أقول : شعر الخبب يبنى على التكرار العشوائي للسبب بنوعيه الخفيف والثقيل وشعر الوتد يبنى على تكرار الوتد المجموع فقط .
    .
    تابع رد الأستاذ عادل:
    .
    أما موضوع الأسطر والعدد المفرد فهذا صفة من صفات الشعر الحر الذي يمكن أن ينتهي بأي قفلة تلائم الإيقاع وأنت اخترت (الوتد) ليكون قفلة ويمكن أن تكون القفلة (وتدين) وهذا لايغير شيئا من أن البناء وتدي خالص كما أردته أنت وابتكرته.
    .
    تعقيبي
    .
    الشعر التفعيلي (الحر) لا يحق له استخدام ما هو خارج جوازات التفعيلة المعتمدة في القصيدة نفسها لختم السطر الشعري. وأي قفلة لا تنتمي لجوازت تلك التفعيلة إنما هو خطأ عروضي سببه عدم وعي الشاعر بهذه المسألة.
    وأنا لم أختر الوتد للقفلة فقط وإنما اخترته للإيقاع كاملا . وعندما تنتهي كل الأسطر دون استثناء في قصيدة شعر الوتد بوتدين اثنين فهذا يغيِر كل شيء . لأنه يُفقد الوزن خصوصيته وبالتالي استقلاليته، ويلحقه بلزوم ما لا يلزم في التفعيلة .
    .
    تابع رد الأستاذ عادل
    .
    وإذا اعتمدنا البناء الوتدي في الشعر الحر فهذا لا يمنع من اعتماده في الشعر العمودي أسوة بالخبب (السببي) والذي يأتي في الشعر العمودي والشعر الحر
    .
    تعقيبي
    .
    نعم يمكن كتابة القصيدة الوتدية في قالب عمودي مع وجود شطرين للبيت لكن بشرط أن يكون عدد الأوتاد فرديا في كل شطر للحفاظ على هوية الإيقاع الوتدي وعدم إتاحة الفرصة لحدوث التباس مع الرجز في حال اعتماد لزوم ما لا يلزم من خبن مستفعلن.
    .
    تابع رد الأستاذ عادل
    .
    وطبعا أتمنى أن تتبني مفهوم البناء الوتدي بصورة عامة وألا تحصريه بالوتد المجموع كما بينته في ردي الأول, وأنا لم أحدد البناء بالوتدي المجموع بل اعتبرته عاما يشمل المجموع أو المفروق أو المجموع والمفروق, وهذا انعكاس لما نعتمده في الخببي الذي يعتمد مختلف الإحتمالات في (فعْلن) أو (فعِلن) أو (فاعلُ) ونرى البناء متكونا من سببين, فما الضير في اعتماد (وتدين) خاصة وأنا بينت أنهما لا يمكن نسبهما لبحر واحد بل لعدة بحور كما يمكن استنباطهما من خلية (مفعولاتن) مما يجعلهما وتدين أصليين مولدين منها وليس من زحاف.
    ومثلما ينطبق الإيقاع السببي على بعض الأوزان العمودية بعذ الزحافات يمكن أن يزهر البناء الوتدي ولا ضير في ذلك.
    وخذي مثلا وزن الرمل المجزوء بخبن تفعيلاته:
    فعلاتن فعلاتن * فعلاتن فعلاتن
    ///ه/ه , ///ه/ه * ///ه/ه, ///ه/ه
    فعلن فاعلُ فعْلن * فعِلن فاعلُ فعْلن
    ///ه, /ه//, /ه/ه * ///ه, /ه//, /ه/ه
    مجزوء الوزن الخببي.
    خاصة بعد أن أجزنا (فاعلُ) في الخببي , ويمكن أن يظهر ذلك في أوزان كثيرة أخرى في مختلف البحور والدوائر وأهمها المتدارك المخبون بجميع تفعيلاته.
    لكن هذا لم يغير من طبيعة البناء السببي للشعر والبناء البحري المعتمد.
    وحين أقول أن (فعِلن فعِلن فعِلن فعِلن) بناء خببي (سببي) وفي نفس الوقت يمكن أن أقول عنه من المتدارك الوتدي باعتماد الخبن يمكن أن أقول عن البناء المعتمد على (مفاعلن) بناء وتدي بغض النظر إن جاء بيت على ىنسقه في العمودي بمختلف الزحافات التي ذكرتها في ردي الأول, وما يفرق بينها هو اعتماد القصيدة العمودية أو التفعيلية على نفس الوزن والإيقاع الوتدي كما هو حال الخببي أو السببي
    .
    تعقيبي
    .
    من حيث المبدأ ونظريَّا فقط ، أنا لا أعتقد بوجود ما يسمَّى ( الوتد المفروق /0/ ) خارج دائرة المشتبه في البحور الشعرية الخليلية. وذلك لسببين :
    الأول: عدم إمكانية وجود الوتد المفروق في آخر الشطر أو السطر الشعري لأنه ينتهي بحرف متحرك، في حين أنه لا يجوز في العربية الوقوف على حرف متحرك . إذن لا يمكن إنهاء السطر بوتد مفروق.
    الثاني : الوتد المفروق في درج الكلام في حشو السطر يستحضر الأسباب تلقائيا إلى الوزن. و سأطرح مثالا هذه البنية الإيقاعية المكونة من تكرار الوتدين المفروق والمجموع:
    /0/- //0 - / 0/ - /0/- //0
    .
    فنحن نستطيع قراءتها على شكل أسباب وأوتاد مجموعة فقط مع تغييرمكان الفواصل بين المقاطع العروضية فتصبح هكذا:
    .
    /0 - // - /0- /0 - //0- //0
    أي : سبب خفيف ، سبب ثقيل ، سبب خفيف ، سبب خفيف ، وتد مجموع ، وتد مجموع
    -أين هو الوتد المفروق ؟
    -لقد اختفى .
    وهذا ما يؤكد أن الوتد المفروق ليس له وجود حقيقي خارج دائرة المشتبه التي تمنحه وجوده من خلال تجميده
    .
    كلامي
    .
    بما أنني نفيتُ منذ البدء أن يكون الإيقاع الوتدي لقصيدة حوار المنافي قائماً على التفعيلة كوحدة بناء ، ونفيت كذلك أن يكون إيقاعها منتميا للشعر العمودي ، فأنا إذن غير معنيَّة بالالتزام بقاعدة عدم تجاور الأوتاد الأصلية في التفعيلة ( لعدم وجود تفعيلة )، كما أنني غير معنية بقواعد العروض في أصل بناء البيت الشعري ، (لعدم وجود بيت شعر). لذلك فإن البحث عن احتمالات أصل الإيقاع في قصيدتي لا يجب أن يتم من خلال البحث في موروث الشعر العمودي ولا في موروث شعر التفعيلة ، مع احترامي الكبير لكليهما واعتزازي بهما كشكلين رئيسين ( لكنهما غير وحيدين) لإيقاع الشعر العربي
    .
    رد الأستاذ عادل:
    .
    أنا فهمت منذ البداية اعتمادك البناء الوتدي , أما ما بينته من تجاور الأوتاد في الشعر العربي فهو لتأكيد إيقاع ما تطرحينه من (تجاور للأوتاد) وتعلمين جيدا أن أي إيقاع يعتمد مقطعا عروضيا في التفعيلي لابد أن يكون له أساس في الشعر العمودي وحال الأوتاد كحال الأسباب التي احتواها وزن الخبب وانطلق من وحدته العروضية (فعلن) الشعر الحر أيضا.
    ومازال الرابط بين الخبب والشعر البحري وزن من أوزان الخبب المبني على (فعِلن) والذي يحتمل أيضا أن يكون من المتدارك المخبون بكافة تفعيلاته, والوزنان كانا معتمدين في الشعر العربي ولم يتقرب منهما الفراهيدي لمخالفة ما موجود منهما من شعر (متداخل) مع بعضه مع القواعد التي اعتمدها.
    كما لم أقل أن قصيدتك عمودية حتى أبحث عن تفاعيل تلائمها وإنما حاولت أن أجد ما يدعم طرحك باعتماد الوتد في بناء القصيدة التفعيلية , وما أوردته من أبيات بعضها من نظم الفراهيدي نفسه والتي أوضحت إمكانية نسبها لعدة بحور وهذا بحد ذاته يبعد النظم الوتدي من بحور وأوزان الشعر العربي ليختص بوزنه الوتدي حاله حال الخبب المعتمد على الأسباب.
    وما بينته من أبيات يمكن أن تعتبر وتدية البناء يدعم طرحك ولا يخالفه, أما موضوع القواعد فلا يوجد نص شعري عمودي أو تفعيلي لا توجد له قواعد, ولا أعتقد أنك لن تبحثي مستقبلا لوضع قواعد للشعر الوتدي مثلما وضعت قواعد للشعر التفعيلي المبني على الأسباب أو حتى الشعر العمودي الخببي. لذا أتمنى أن لا يكون طرحك بأنك لست معنية بقواعد الشعر العربي لأن ما تطرحينه من وزن وتدي يشكل كما قلت الجانب الثاني من الحاضنة لكل أوزان بحور الشعر العربي مع الجانب الأول والذي كان وزن الخبب أو الوزن السببي.
    ووضع قواعد معينة لا يعني الإعتراض على ما طرحته بل أراه تأسيسا وتأصيلا لما تفضلت به
    .
    تعقيبي
    .
    أستاذي الكريم
    ليس من الممكن تأكيد إيقاع شعر الوتد من خلال ما هو موجود في الشعر العمودي . فكلُّ ما هو موجود في الشعر العمودي لا يعدو كونه لزوم ما لا يلزم من التفعيلة التي تحتوي على الأسباب والأوتاد. وهذا إيقاع خالٍ من الأسباب خلو إيقاع الخبب من الأوتاد. وقد تحدّثت قبل قليل عن قناعتي في عدم صحة اعتبار (فعلن) واحدة بناء إيقاعية للخبب لعدم تعبيرها عن العشوائية ، فهي لا يمكن أن تكون من فاعلن في المتدارك مع التزام خبن كل تفعيلاته ، لسبب بسيط هو أن الخبن لا يكفي جميع متطلبات خصائص إيقاع الخبب ومن أهمها وأقواها وجود سبب خفيف يليه سبب ثقيل (/0 // ) أو لتقل ( فاعل) إذا شئت. فهذا التكرار يقتضي السماح بقطع الوتد في حشو الشطر في المتدارك وهو مستحيل.
    .
    أما تداخلات بعض حالات الخبب مع حالات لزوم ما لا يلزم من بعض تفعيلات البحور مثل الرمل والمتدارك والخفيف. وقياس ذلك على تداخلات وزن الشعر الوتدي مع بعض البحور في حال لزوم ما لا يلزم . فهو منقوض بالعدد الفردي للأوتاد في سطر أو شطر شعر الوتد والذي يميزه عن الشعر العمودي تمييزا واضحا ويمنع التداخل بينهما منعا تاما.
    ...
    .
    ثالثاُ: احتمالات أصل الوزن الوتدي
    .
    كلامي:
    .
    إذا افترضنا جدلاً أن الإيقاع في القصيدة قائم على التزام أحد أنواع تلك الزحافات في واحدة من تلك التفعيلات، فما تفسير وجود عدد مفرد من الأوتاد في بعض أسطر القصيدة ؟ مع العلم أن الرمز التفعيلي للوتد المجموع (فَعُلْ) لا يمثِل لوحده نوعاً من جوازات متفاعلن ولا مستفعلن ولا مفاعيلن ولا مفاعلتن ؟
    فكما ترى حضرتك نحن هنا أمام سؤال يحتاج إلى جواب واضح . بل نحن (بعبارة أخرى) أمام مشكلة تحتاج إلى حل . ولا يمكن لأحد إيجاد هذا الحل عن طريق قواعد الزحافات في الشعر العمودي. وذلك لخلو هذه القواعد من (فَعُل) كجواز للتفعيلة إلا في البحر المتقارب لـ(فعولن) . غير أن وجود (فعل) في المتقارب غير جائز -وفقا لقواعد الزحاف الخليلية- إلا في آخر الشطر . في حين أنها تتكرر في إيقاع قصيدتي على طول السطر. وهذا ينفي انتماء أصل الإيقاع الوتدي للبحر المتقارب أيضا، ويؤكد عدم اعتماده على قواعد الزحاف على الإطلاق .
    لذا وكخلاصة لكل هذا الكلام ينبغي القول : إن البحث في احتمالات الزحافات التفعيلية لا يفيد في تأصيل الإيقاع القائم على تكرار الوتد كوحدة بناء.
    .
    رد الأستاذ عادل
    :
    توضيحا لما أبديته وما عقبت به , البحث عن تجاور أوتاد في الشعر العربي بغض النظر عن منشئها هو دعم لطرحك تبني الشعر الوتدي , والبحث عن أبيات شعر توالت فيها الأوتاد بسبب الزحافات تؤكد موسيقية تجاور الأوتاد وما طرحته يؤكد صحة الشعر الوتدي وليس مناقضا له.
    أما من أين تأتي الأوتاد وما أصلها فنعلم جيدا أن كل التفعيلات السباعية والخماسية تحتوي على أوتاد وأسباب والشعر العربي في بنائه حقيقة لا يعتمد على التفعيلات بل هو بناء هندسي موسيقي يعتمد على الأوتاد والأسباب في بنائه وأنا بينت في موضوع آخر أن أصل الأوتاد هو (فعْلن), كما أن التقطيع العروضي لا يعتمد على التفعيلات بل على الأوتاد والأسباب, علما بأني ذكرت في أحد المواضيع أصل التفعيلات وكيف تولدت وكيف ولدت الأوتاد.
    فعلن تولد وتدا مجموعا بحذف الساكن الأول (فلن //ه)
    فعلن تولد الوتد المفروق بحذف الساكن الثاني (فعلُ /ه/)
    ومثلما بنينا وزنا اعتمد على (فعلن) من سببين يمكن أن نبني وزنا معتمدا على الوتدين.
    وكلاهما لا ينجزان بحورا لأن وضعهما في أي مخطط هو إما دائرة بقطر ثابت أو خط مستقيم فيما لو اعتمدنا التقطيع العروضي المعتمد على أوتاد وأسباب
    .
    تعقيبي.
    .
    حصر أصل الوتد بأنه جاء من فعلن أمر غيرموضوعي ولا دليل عليه أستاذي الفاضل عادل .
    لماذا يجب علينا أن نقبل بأن الوتد يتولد من فعلن ؟ ولماذا لا نقبل بأن وجوده طبيعي ومستقل عن فعلن ؟!
    وما هو الدليل الذي تقدمه لنا لتثبت أن فعلن هي أصل التفعيلات ؟
    .
    تابع رد الأستاذ عادل.
    .
    وسأثبت لك هنا أن قراءة التفعيلات يمكن أن تختلف وسبق وأن وضحت أن كل اوزان الشعر العربي يمكن أن تقطع وفق (فعولن, فاعلن, فعْلن, مفعول) وكل وزن ينتهي إما بأحدها أو ينتهي بسبب أو سببين أو وتد مجموع أو مفروق.
    وسأعطيك مثلا هنا عن الطويل:
    فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن
    وقراءتي:
    (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) فعلن
    ونعلم ما جاء من وجوب قبض (مفاعيلن) في الطويل أي بحذف ساكن من (فعلن) لينتج (علن) وهو وتد مجموع مصطنع بزحاف لغرض النظم الشعري وهذا الوتد يعتبر موسيقيا (الجواب) للقرار الذي سبقه ليكتمل الأوكتاف الموسيقي شعريا.
    وإذا نقلنا السببين أو (الوتد المصطنع) لأول السطر ينتج البسيط مع الحفاظ على الخلية الشعرية:
    فعلن (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) أو علن (فعولن فعولن فاعلن فاعلن) البسيط بالخبن
    ولن أتحدث عما أجازه الفراهيدي من زحافات وما اعتمده الشعراء من خبن التفعيلة الأولى في البسيط وهو ما يكافئ (الوتد) في آخر شطر الطويل. كما أن العروضة (فاعلن) يجب خبنها لتصبح (فعِلن) ويصبح إيقاع البسيط:
    (فعْلن أو علن فعولن فعولن فاعلن) فعِلن, كقرار وجواب موسيقي.
    بالنهاية أنا لا أبحث عن تفعيلات وإنما عن أسلوب بناء يتضمن أوتادا وأسبابا كما هي في كل بحور الشعر العربي أو أسبابا لوحدها كما هي في إيقاع الخبب ,أو أوتادا لوحدها وهذا ما أنت أضفته بمبادرتك واقترحت أنا أن نطلق عليه اسم (ثناء)
    .
    تعقيبي
    .
    أستاذي الكريم
    ليس الأمر بهذه البساطة .
    قراءة التفعيلات بطريقة مختلفة في الطويل أو البسيط أو غيرهما لا تقدِّم ولا تؤخِّر ما لم تمس بعمقها خصائص زحافات الأسباب الأصلية في التفعيلات الأصلية في مواضعها . وهذا يعني أنك لن تستطيع اتباع قواعد الزحاف لتفعيلاتك الجديدة في قراءتك الجديدة . فتفعيلاتك الجديدة معطَلة عن زحافاتها لصالح هيمنة خصائص زحاف الأسباب في التفعيلات القديمة . وهذا يعني أن تغيير التفعيلات إنما هو لعب سطحي على ظاهر الكلام وليس تغييرا حقيقيا. لأن التفعيلات الأصلية ما زالت موجودة من خلال فرضها خصائص زحافاتها..وعلى سبيل المثال
    حضرتك لا تستطيع تطبيق زحاف القبض على فعولن الثانية مع خبن فاعلن الأولى في تفعيلاتك الجديدة في الطويل (على الرغم من أنهما في الأصل زحافان مقبولان لتفعيلتيهما فعولن وفاعلن ) .
    لماذا لا تستطيع ؟
    الجواب: لأن قبض فعولن مع خبن فاعلن يعني حدوث القبض والكف معا في مفاعيلن الأولى في الطويل ( حسب تفعيلاته الأصلية). وهذا ممنوع منعا باتا في الطويل . وطالما أنك مضطر للحفاظ على خصائص زحاف مفاعيلن الأصلية فهذا يعني أنها موجودة في الحقيقة حتى لو ظننتَ بأنك استبدلتَ بها تفعيلة أخرى . فتفعيلتك البديلة المعطلة عن العمل مجرد وهم.
    تابع رد الأستاذ عادل.
    .
    أما الحديث عن (فعل) الوتد فأنت حصرت الحديث عن المتقارب وعن عروضة أو ضرب محذوفين بينما في التقطيع الذي ذكرته يمكن أن تأتي الأوتاد في أوزان أخرى دون حذف وخذي مثلا الرجز:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    والتقطيع وفق ما طرحته أنا:
    فعلن فعولن فاعلن فعلن (علن)
    أليس هذا وتدا مجموعا ينهي شطر بيت؟
    ومثله الكامل أيضا ينتهي بوتد.
    وكذلك سريع المشتبه :
    مستفعلن مستفعلن مفعولات
    فعلن فعولن فاعلن فعلن (لاتُ)
    وهنا انتهى بوتد مفروق.
    وأوزان أخرى يمكن أن أقطعها بنفس الأسلوب
    وأؤكد ثانية أن الشعر العربي ليس تفعيلات وإنما أوتاد وأسباب وهي الخماسية فقط وهو الشكل العام للشعر العربي وأصبح لدينا الآن شكلان آخران يضافان لأشكال الشعر العربي وهو الشعر الخببي أو (السببي) والشعر الوتدي (ثناء). والشعر السببي المعتمد على الأسباب والشعر الوتدي المعتمد على الأوتاد يشكلان جانبي حاضنة الشعر العربي حيث تتراوح كل أوزانه وإيقاعاته بينهما حيث يربط أي وزن بين خط الأوتاد وخط الأسباب
    .
    تعقيبي
    .
    إنما كان حديثنا عن احتمالات وجود الوتد الفردي الذي يأتي في آخر السطر أو الشطر ((كجواز للتفعيلة)) في الشعر العمودي أو التفعيلي، فهذا غير موجود إلا في البحر المتقارب، أو الشعر التفعيلي المعتمد على فعولن فقط.
    وكل تلك الأمثلة التي أتيت بها حضرتك لم تأتِ بالوتد الفردي ((كجواز للتفعيلة)) . وإنما جاءت بتفعيلة منتهية بوتد ينتمي إليها. أرجو ملاحظة الفرق.
    .
    مع خالص الشكر والتقدير للأستاذ الفاضل عادل العاني
    .
    وأعتذر عن تناول بقية نقاط البحث الآن والاكتفاء بما ورد أعلاه لضيق الوقت الشديد. على أمل أن أعود إلى تلك النقاط والتي تتعلق بالطرح الشخصي للأستاذ عادل ونظريته في العروض ( لا علاقة لها بشعر الوتد) في فرصة متاحة ثانية بإذن الله
    .
    تحياتي لكم
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 04-03-2021 الساعة 09:26 PM

  5. #5
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    البناء الوتدي في الشعر العمودي والتفعيلي والأديبة الشاعرة ثناء حاج صالح - (3)

    ردًّا على تعقيبات الأديبة الشاعرة الأستاذة ثناء على ردي الثاني في موضوع الإيقاع الوتدي, وسأكتفي بذكر التعقيبات وردي عليها, سعيا للوصول إلى رؤية متكاملة عن الإيقاع الوتدي.

    1 – تعقيبك:

    أستاذي الكريم
    الوزن في شعر الخبب يقوم على الأسباب الخفيفة والثقيلة وفق تكرارات عشوائية ، وتقتضي الدقة تخطيء القول بأنه مبني على ( فعلن ) لأن هذه الأخيرة لا تعبِّر عن تلك العشوائية في تكرار الأسباب الثقيلة والخفيفة ولا تدلُّ عليها وهي ( أقصد: العشوائية) ركن أساسي في مفهوم حقيقة بناء وزن الخبب . فضلا عن أن (فعلن) توحي لقارئها بتصوُّر خاطئ مفاده أن أصلها (فاعلن المخبونة) وهو ما يعني أن وزن الخبب غير أصيل وإنما هو وزن بحري تفعيلي. لذلك ولإنني لا أؤيد القول بأن الخبب يبنى على (فعلن) فكذلك وبالمقابل لا أؤيد القول بأن الوتد يبنى على (مفاعلن) التي توحي بمستفعلن المخبونة . بل أقول : شعر الخبب يبنى على التكرار العشوائي للسبب بنوعيه الخفيف والثقيل وشعر الوتد يبنى على تكرار الوتد المجموع فقط

    ردّي:
    أنا هنا قد تكون وجهة نظري مختلفة فأنا وضعت الخبب بوزنين مترابطين بالطبع الوزن الأول هو الخبب الخفيف (فعْلن) والوزن الثاني هو الخبب الثقيل (فعِلن, فاعلُ)) بتحويل سبب خفيف إلى ثقيل وهذا جاء من مطابقتي للخبب الخفيف مع مقاطع السلم الموسيقي السبعة التي تشكل قرار الأوكتاف ثم تنتهي بالجواب وهو المقطع الأول أي السبب الثامن وهذا الوزن يكافي (مفعولاتن مفعولاتن) ووضعته بهيئة السلم الموسيقي من قرار وجواب (مفعولن مفعولاتن فع)
    ونعرف جيدا أن السلم الموسيقي العربي الذي وضعه الموسيقار الكبير صفي الدين الأرموي واشتق منها سبعة عشر سلما موسيقيا وهو أول من وضع دوائر للموسيقى بلغت أربعا وثمانين دائرة موسيقية كل منها يمثل مقاما.
    وكان أول من وضع العلامات الموسيقية على أبيات الشعر حيث اعتمد الحروف الأبجدية (أبجد هوّز حطّي كلْ). وكلنا نتذكر هذه الأغنية التي غنتها ليلى مراد في فلم (غزل البنات) عام 1949 مع نجيب الريحاني وكانت من تأليف حسين السيد وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب .
    كما ذكرت مراجع العروض أبياتا للإمام علي بن أبي طالب يترجم فيها دقات ناقوس دير ومنها:
    إنًّ الدُّنيا قد غرَّتنا * واستَهوَتنا واستَلهَتنا
    وذكرت سابقا أن هذا الوزن ورد أيضا في القرآن الكريم بآيتين كريمتين:
    (إنا أعطيناك الكوثر)
    (إن الإنسان لفي خسرِ)
    وهذا يدل على أن الخبب (السببي الخفيف) وزن كان معتمدا في العصر الجاهلي ثم الإسلامي .
    وحين نقول (فعْلن) أو (فعِلن) وفق أسلوب التكرار لا يعني أبدا أننا نوحي بأن فعِلن هي من وتد بل هي مقطع عروضي سببي جاز فيه تثقيل أحد السواكن في الوزن الخببي, وقد يظهر في الشعر البحري بسبب الزحافات أو المقاطع العروضية. أما عدم ربطه بإيقاعات الوزن البحري من قراءة (فعِلن) أو (فاعلُ) فهو نفس المبدأ الذي أدى لعدم ذكر المتدارك من قبل الفراهيدي لأن ما كان موجودا من شعر آنذاك قلما لا نجد فيه مقطع (فعْلن) فيه والذي كان يخالف قواعد الفراهيدي.
    وتبقى العشوائية في النظم وما يستسيغه الشاعر ليتضمن الوزن (فعْلن , فعِلن أو فاعلُ). أما موضوع المقارنة مع الوزن الوتدي فحتما يحتاج هذا منك ومنا لجهد كبير في اعتماد ما يجوز فيه وأنا ذكرت أن الإحتمالات كلها مازالت قائمة أن يتضمن الوتد المفروق أو الخلط بينهما.
    أما عن التداخل بين (فعِلن) الخبب والمتدارك فهذا وارد جدا ولا يتعارض مع المفاهيم المعتمدة.
    والتصور الخاطئ عن (فعِلن) يمكن أيضا أن ينطبق على الوزن الوتدي , ولا أتفق معك في أننا إذا قرأنا (مفاعلن) فهي من الرجز لأنني أوردت لك عدة أبيات في ردي الأول وكلها من أربعة بحور على وزن (مفاعلن) والفراهيدي اعتمدها في (الرجز , الكامل, الوافر, الهزج) وهذا بحد ذاته يعطي خصوصية للوزن الوتدي كوزن مستقل لأنه لا يمكن أن ينسب لبحر واحد.
    ومازلت لا أتفق معك في أن الوزن الوتدي يبنى فقط على الوتد المجموع بل يمكن أن يتوسع ليشمل الوتد المفروق وكذلك الخلط بينهما كما هو الحال في الخبب (السببي).

    2 – تعقيبك:

    الشعر التفعيلي (الحر) لا يحق له استخدام ما هو خارج جوازات التفعيلة المعتمدة في القصيدة نفسها لختم السطر الشعري. وأي قفلة لا تنتمي لجوازت تلك التفعيلة إنما هو خطأ عروضي سببه عدم وعي الشاعر بهذه المسألة.
    وأنا لم أختر الوتد للقفلة فقط وإنما اخترته للإيقاع كاملا . وعندما تنتهي كل الأسطر دون استثناء في قصيدة شعر الوتد بوتدين اثنين فهذا يغيِر كل شيء . لأنه يُفقد الوزن خصوصيته وبالتالي استقلاليته، ويلحقه بلزوم ما لا يلزم في التفعيلة.

    ردّي :
    لا أتفق معك هنا فالشعر الحر تحرر من قيود القافية وجاز في الشعر الحر ما لم يجز في العمودي وخاصة فيما يتعلق بالقفلات التي ذكرت جوازها في ردي السابق , وخذي مثلا من أوائل قصائد الشعر الحر للشاعر الكبير الرائد بدر شاكر السياب:
    قصيدته (أنشودة المطر)
    وهي قصيدة طويلة مبنية على تفعيلة الرجز ابتدأها بهذي السطرين:
    عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحرْ
    أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمرْ

    القفلة في كل سطر (وتد) بعد ثلاثة تفعيلات رجزية, وتكرر ذلك ـيضا في عدة مقاطع مع تراوح القفلة بين الوتد والوتد المذيل.

    ويستمر فيها لينهي مقطعها الأول

    أنشودةُ المطرْ
    مطرْ
    مطرْ
    مطرْ

    وهذه القفلة التي جاءت بعد عدة مقاطع ورد فيها الوتد (مطرْ) لوحده مكررا في ثلاثة أسطر.
    ويتكرر هذا في القصيدة الطويلة مع اعتماد الشاعر الرائد للشعر التفعيلي باعتماد القفلة إما وتدا مجموعا أو وتدا مذيلا (فعولْ).
    ويختم القصيدة:
    وَيَهْطُلُ المَطَرْ
    تفعيلة رجزية ووتد.
    فهل في العمودي في بحر وأوزان الرجز جاء الوتد كضرب أو عروض؟
    علما بأن هذا الأسلوب تكررعند عدة شعراء آخرين من رواد الشعر الحر وإن عثرت على قصائدهم سأضعها لك أيضا للتأكد مما قلته سابقا أن الوتد يمكن أن يكون قفلة حتى لما لا تجيزه التفعيلات.
    وما تفضلت به من وصف من عدم وعي الشاعر لا أعتقد ينطبق على شاعر كبير ورائد في الشعر الحر كبدر السياب.
    والحقيقة حين قرأت ردك تذكرت السياب رحمه الله وكأنه يرد عليك بإنشودة المطر بل وليؤكد وتدية القفلة مطرْ ... مطرْ ... مطرْ ... وكأنه يصيح وتدْ... وتدْ... وتدْ...
    ويؤكد أيضا حسن إيقاع الوتد في النظم ولو جاء ضمن بناء على تفعيلة الرجز.
    وسأضع القصيدة كاملة مرفقة مع ردي للفائدة.

    3 – تعقيبك:
    نعم يمكن كتابة القصيدة الوتدية في قالب عمودي مع وجود شطرين للبيت لكن بشرط أن يكون عدد الأوتاد فرديا في كل شطر للحفاظ على هوية الإيقاع الوتدي وعدم إتاحة الفرصة لحدوث التباس مع الرجز في حال اعتماد لزوم ما لا يلزم من خبن مستفعلن

    ردي:
    ليس هذا ضروريا فالبناء الفردي أو الزوجي مازال بناءً وتديا خالصا , وبرهنت على ذلك في ردي الأول أن كل بيت عمودي مبني على ثلاثة مقاطع وتدية (مفاعلن) لا يمكن نسيه لبحر واحد بل هو احتمال من أربعة بحور ولنترك هذه المقولة (لزوم ما لا يلزم) , والأمر ليس متعلقا بما تفضلت به تفعيلة (مستفعلن) بل كما كان توضيحي في الرد الأول أنه يحتمل (مستفعلن , متفاعلن , مفاعيلن , مفاعلتن) ولن يحدث التباس لأنه لا يمكن أن ينسب وزن معين لأربعة بحور ... وبرهنت أن مثل هذا التداخل موجود حتى في الخبب (السببي) إذ يمكن نسب وزن معين منه لبحر عمودي لكنه لا يؤثر على وجود البناء السببي والبناء البحري.

    4 – تعقيبك:

    من حيث المبدأ ونظريَّا فقط ، أنا لا أعتقد بوجود ما يسمَّى ( الوتد المفروق /0/ ) خارج دائرة المشتبه في البحور الشعرية الخليلية. وذلك لسببين :
    الأول: عدم إمكانية وجود الوتد المفروق في آخر الشطر أو السطر الشعري لأنه ينتهي بحرف متحرك، في حين أنه لا يجوز في العربية الوقوف على حرف متحرك . إذن لا يمكن إنهاء السطر بوتد مفروق.
    الثاني : الوتد المفروق في درج الكلام في حشو السطر يستحضر الأسباب تلقائيا إلى الوزن. و سأطرح مثالا هذه البنية الإيقاعية المكونة من تكرار الوتدين المفروق والمجموع:
    /0/- //0 - / 0/ - /0/- //0
    .
    فنحن نستطيع قراءتها على شكل أسباب وأوتاد مجموعة فقط مع تغييرمكان الفواصل بين المقاطع العروضية فتصبح هكذا:
    .
    /0 - // - /0- /0 - //0- //0
    أي : سبب خفيف ، سبب ثقيل ، سبب خفيف ، سبب خفيف ، وتد مجموع ، وتد مجموع
    -أين هو الوتد المفروق ؟
    -لقد اختفى .
    وهذا ما يؤكد أن الوتد المفروق ليس له وجود حقيقي خارج دائرة المشتبه التي تمنحه وجوده من خلال تجميده

    ردي :
    إن كنت لا تؤمنين بوجود وتد مفروق خارج دائرة المشتبه , فردي هنا وأنا أيضا لا أؤمن بوجود سبب ثقيل خارج دائرة المؤتلف ... وبالطبع هذا ليس ما أعتقده بالنسبة للإثنين.
    فقد سبق وبرهنت على إمكانية وجود وتدين مفروقين في الشعر العربي كما طرحت أيضا وزن (مفعولات) التي تنتهي بعروضة وضرب (مفعولن) استلهاما من آية قرآنية وربما قرأت ذلك.
    وكذلك السبب الثقيل برهنت على وجوده في دائرة اعتمدت على قصيدتين كل منهما من سبعين بيتا أحدهما للعروضي أبي الحسن على وزن ( مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن)
    كما أن السبب الثقيل اعتمد في الخبب (فعِلن) ثم أضفنا له حاليا (فاعلُ) مع عدم جواز مجيء (فعِلن) بعده لأنه يؤدي لتوالي خمسة حروف متحركة وهذا يسقط أي نص من الشعر العربي.
    أما موضوع عدم جواز انتهاء الشطر بحرف متحرك وهذا أيضا ما أؤمن به أنا لكن يا أستاذة ثناء نعلم جيدا أن الفراهيدي نفسه أجاز ذلك في العمودي في المتقارب (فعولُ) والرمل والمديد (فاعلاتُ)
    وبالطبع في الضروب لابد من التسكين وهذا يمكن أن ينطبق على الوتد المفروق لو جاء فيها نهاية بيت عمودي أو شطر تفعيلي.
    وهذه الأمثلة من كتاب (الجامع في العروض والقوافي)
    المتقارب:
    أفادَ فجادَ وسادَ وزادَ * وقادَ وذادَ وعادَ وأفضلْ
    البيت كله مقبوض عدا الضرب والبيت على الأغلب من نظم الفراهيدي , والعروضة (فعولُ) وهذا يعني انتهاء الشطر بحرف متحرك.
    الرمل :
    لو رأيتَ مستهامَ * إذ (هيَ) في الحُسن مثلْ
    فاعلات فاعلات * فاعلاتن فعِلن (بحذف ياء (هي)
    المديد:
    لن يزالَ قومُنا مُخصبينَ * صالحينَ ما اتقوا واستقاموا
    الهزج:
    فهذان يذودانِ * وذا من كثَبٍ يرمي
    قتلنا سيَّد الخزرَ * جِ سعدَ بن عبادةْ (الزجاج)

    الخفيف:
    يا عشيرُ ما نضمرُ من هواكِ * أو نحنُ يُستكثر حينَ يبدو

    المضارع:
    وقد رأيتُ الرجالَ * فما أرى مثلَ زيدٍ
    المجتث:
    أنتَ الذي ولدتْكَ * أسماءُ بنتً الحبابِ
    إذن الشعر العربي أجاز أن ينتهي الشطر الأول بمتحرك (رغم اعتراضي أنا عليه وأذكر دفاع الدكتور ضياء الدين الجماس على اعتراضي قبل سنوات في موضوع المتقارب وإذا كانت هذه وجهة نظرك التي تطابق وجهة نظري فحبذا لو اعتمدناها وأسقطنا كل ما ينتهي بمتحرك في أعاريضه ونخالف ما أجازه الفراهيدي).
    وهكذا يمكن أن يأتي الوتد المفروق نهاية الشطر الأول أما في الضروب فيمكن تسكينه.
    فاعلاتُ فاعلاتُ فاعلاتُ * فاعلاتُ فاعلاتُ فاعلاتْ
    وتقطيعه وفق الوزن الوتدي:
    /ه/, /ه/, /ه/, /ه/, /ه/, /ه/ * /ه/, /ه/, /ه/, /ه/, /ه/, /ه ه
    فعولاتُ فعولاتُ فعولاتُ * فعولاتُ فعولاتُ فعولاتْ
    وتقطيعه وفق الإيقاع الوتدي:
    //ه, /ه/ , //ه, /ه/, //ه , /ه/ * //ه, /ه/, //ه, /ه/, //ه, /ه ه
    وحتما ستقولين أن الأول من الرمل بكف التفعيلات وأنا سأقول أنه من (مفعولات) بطي التفعيلات وستقولين لا يوجد شعر عمودي على مفعولات يثلاث تفعيلات في الشطر, وردي هنا أنا نظمت عليه كما نظم عليه الشاعر محمد السحار.

    ووزن آخر يثبت جواز الوتدين المفروقين وهو بحر المسحوب (مستفع لن مستفع لن فاعلاتن) وهو بحر معتمد في الشعر النبطي واعتمد مؤخرا في الشعر العمودي:
    للشاعر الدكتور عبدالله الفيفي:
    أطوي عناويني بأمسي لأمشي ‏* في خطوتي شوقُ الندى للورود
    وهذا الوزن يدور بافتراض وتدين مفروقين وتم تدويره وأنتج تسعة أوزان.
    ونظم عليه عدد من الشعراء أيضا.
    أما الأوتاد المختلطة فتعلمين ما جاء في الشعر العربي:
    مفتعلن مفتعلن مفتعلن * مفتعلن مفتعلن مفتعلن
    /ه/,//ه , /ه/, //ه, /ه/, //ه * /ه/, //ه, /ه/, //ه, /ه/, //ه
    أنا قطعته كأوتاد مفروقة وأوتاد مجموعة.
    ستقولين أنه من الرجز المطوي
    وسأرد أن الفراهيدي اعتمده في الكامل أيضا ومن نظمه رغم عدم وجود شعرعربي عليه
    منزلةٌ ضمَّ صداها وَعَفت * أرسمُها إن سُئلِتْ لمْ تُجِبِ
    هو قطعها :
    مفتعلن مفتعلن مفتعلن * مفتعلن مفتعلن مفتعلن
    /ه///ه ,/ه///ه , /ه///ه * /ه///ه, /ه///ه, /ه///ه
    وأنا سأقطعها:
    فعْلٌ , علن , فعلُ, علن , فعْل,علن * فعلُ , علن , فعلُ, علن , فعلُ, علن
    /ه/, //ه, /ه/, //ه, /ه/ , //ه * /ه/ , //ه, /ه/, //ه, /ه/, //ه
    فهل هناك فرق بين التقطيعين, والتقطيعان يحملان نفس الحروف المتحركة والساكنة.
    ودعينا من مقولة (لزوم ما يلزم ولزوم ما لا يلزم)
    والوزن الآخر من المختلط وهو ما يعاكس المختلط الأول
    فعولاتُ فعولاتُ فعولاتُ * فعولاتُ فعولاتُ فعولاتْ
    وتقطيعه وفق الإيقاع الوتدي:
    //ه, /ه/ , //ه, /ه/, //ه , /ه/ * //ه, /ه/, //ه, /ه/, //ه, /ه ه
    وربما يقول أحدهم أنه من الهزج المكفوف, وردي أنه أيضا يمكن أن يكون من مفعولات المخبونة, أو من الوافر المنقوص, وما دامت الرؤية قد اختلفت فالإيقاع الوتدي أنسب للوزن.
    أما موضوع افتراضك وزنا معينا من البناء الوتدي وفيه أوتاد مفروقة لتقطيعه كأوتاد وأسباب , فهذا ينطبق أيضا على الخبب (السببي) ويمكن إعادة تقطيع أوزان معينة لأسباب وأوتاد خاصة حين يأتي السبب الثقيل :
    فعِلن في الخبب إما تساوي سببا ثقيلا + سبب خفيف // + /ه
    أو تساوي سببا مزاحفا + وتد / + //ه
    وفاعلُ يمكن أن تقطع أيضا سببا خفيفا + سبب ثقيل /ه + //
    أو وتدا مفروقا + سبب مزاحف /ه/ + /
    ولهذا لا أرى افتراض وزن معين لتقطيعه أساسا لرفض الفكرة.
    وهنا لا أريد أن أكرر مقولتك أن الوتد المفروق لا وجود له إلا في دائرة المشتبه وأثبت لك إمكانية وجوده في أوزان أخرى, ولأن السبب الثقيل أيضا ظهر في غير دائرة المؤتلف
    .
    وخذي مثلا آخر هذا البيت على التداخل بين السببي والبحري في غير المتدارك وإمكانية ظهور السبب الثقيل في وزن عمودي بحري:
    ومتى ما يعِ منك كلاما * يتكلمْ فيجبْك بعقلِ
    // /ه /ه // /ه // /ه /ه * // /ه /ه // /ه // /ه /ه
    فعِلن فاعل فاعل فعْلن * فعِلن فاعل فاعل فعْلن
    أليس هذا من الخبب ؟
    بينما يمكن إعادة قراءة المقاطع :
    فعلاتن فعِلن فعِلاتن * فعِلاتن فعِلن فعِلاتن
    وهو من المديد.


    5 - تعقيبك:

    أستاذي الكريم
    ليس من الممكن تأكيد إيقاع شعر الوتد من خلال ما هو موجود في الشعر العمودي . فكلُّ ما هو موجود في الشعر العمودي لا يعدو كونه لزوم ما لا يلزم من التفعيلة التي تحتوي على الأسباب والأوتاد. وهذا إيقاع خالٍ من الأسباب خلو إيقاع الخبب من الأوتاد. وقد تحدّثت قبل قليل عن قناعتي في عدم صحة اعتبار (فعلن) واحدة بناء إيقاعية للخبب لعدم تعبيرها عن العشوائية ، فهي لا يمكن أن تكون من فاعلن في المتدارك مع التزام خبن كل تفعيلاته ، لسبب بسيط هو أن الخبن لا يكفي جميع متطلبات خصائص إيقاع الخبب ومن أهمها وأقواها وجود سبب خفيف يليه سبب ثقيل (/0 // ) أو لتقل ( فاعل) إذا شئت. فهذا التكرار يقتضي السماح بقطع الوتد في حشو الشطر في المتدارك وهو مستحيل.
    .
    أما تداخلات بعض حالات الخبب مع حالات لزوم ما لا يلزم من بعض تفعيلات البحور مثل الرمل والمتدارك والخفيف. وقياس ذلك على تداخلات وزن الشعر الوتدي مع بعض البحور في حال لزوم ما لا يلزم . فهو منقوض بالعدد الفردي للأوتاد في سطر أو شطر شعر الوتد والذي يميزه عن الشعر العمودي تمييزا واضحا ويمنع التداخل بينهما منعا تاما.

    ردي:
    بالعكس الشعر العمودي تضمن ما يعزز البناء الوتدي كما أراده الفراهيدي وضمنه بأبيات في بحور معينة ولا أظنه لايدرك أنها يمكن أن تنسب لأربعة بحور.
    أما فعْلن أو فعِلن فأنا عبرت عن وجهة نظري فيها فهي مقطع عروضي سليم وصحيح, والأصل هو السببان الخفيفان (فعْ لنْ) واللذان يجوز تثقيل أحدهما لينقلب إلى سبب ثقيل.
    والعشوائية التي تظهر على الوزن الخببي هي ما يسمح به الوزن من إيقاع بين السببي الخفيف والسببي الثقيل والعشوائية تعتمد على ما تتقبله أذن الشاعر الموسيقية.
    وأنا لم أقل أن الخبب من المتدارك بل يمكن أن ينسب تكرر وزن (فعِلن) فيه دون غيره في وزن معين بمكن أن ينسب للخبب ويمكن أن ينسب للمتدارك. أما (فاع) كوتد مفروق فأنا اعتمدت (فاع لن ) بوتد مفروق ويمكن أن أقول أن (فاعل) في الخبب هي من وتد مفروق وسبب مزاحف كما برهنت أعلاه.
    وأسألك هنا أيضا عن التفعيلي الخببي :
    هل رأيت قصيدة تفعيلة يذكر فيها سبب واحد في سطر واحد ؟ أو ينتهي الشطر بقفلة من سبب واحد أم ما نلاحظه ينتهي بسببين آخرهما سبب مسبغ بزيادة حرف ساكن.
    كما أن ما متعارف عليه أن الشاعر يجب أن يعتمد مقطع (فْعلن) أو (فعِلن) كوحدة إيقاعية في سطر واحد, وليس سببا واحدا.
    ولا أريد أن أعود لمناقشة عدد الأوتاد فرديا أو زوجيا لأن البناء الوتدي يحتمل الإثنين,
    وإنك تؤمنين بنظرية أن العدد الفردي يبعدك عن العمودي أو التفعيلي المعتمد على تفعيلة عمودية مزاحفة , وأنا مؤمن بأن البناء الوتدي يمكن اعتماده دون اللجوء إلى فردية المقاطع بل هو وزن وتدي (أقره الفراهيدي) دون الإعلان عنه. وأثبت لك أن العدد الفردي جاء أيضا في قصيدة (أنشودة المطر) المبنية على تفعيلة الرجز للشاعر الكبير وأحد رواد الشعر الحر بدر شاكر السياب, ومنذ البداية قلت رأيي أن القفلة في التفعيلي يمكن أن تكون (مفاعلن) أو (علن) ومازلت عند رأيي.


    6 – تعقيبك:

    حصر أصل الوتد بأنه جاء من فعلن أمر غيرموضوعي ولا دليل عليه أستاذي الفاضل عادل
    لماذا يجب علينا أن نقبل بأن الوتد يتولد من فعلن ؟ ولماذا لا نقبل بأن وجوده طبيعي ومستقل عن فعلن ؟!
    وما هو الدليل الذي تقدمه لنا لتثبت أن فعلن هي أصل التفعيلات ؟

    ردي:
    الشعر العربي اعتمد على البناء بين الأوتاد والأسباب ولم تكن التفعيلات معروفة وما كان يتحكم بالبناء هو الإيقاع الموسيقي وبربطه بمقاطع السلم الموسيقي السبعة وإضافة مقطع ثامن ليتشكل الأوكتاف الموسيقي وهذا يعادل:
    مفعولاتن مفعولاتن * مفعولاتن مفعولاتن
    وأنا وضعته كما يلي:
    مفعولن مفعولاتن فع * مفعولن مفعولاتن فع
    وهذا وزن الخبب الخفيف والذي نظم عليه الإمام علي بن أبي طالب
    ويكافئ خببيا : فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن * فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
    وأنا افترضت أن كل التفعيلات الخماسية والسباعية تنتج من حذف سواكن من (مفعولن مفعولاتن)
    مفعولن تنتج (فعولن , فاعلن , مفعول)
    مفعولاتن تنتج ( مفاعيلن , فاعلاتن , مستفعلن , مفعولات)
    وأن الخليتين (مفعولن مفعولاتن) تشكلت منها كافة أوزان الشعر العربي وفق تشكيلات منتظمة وحذف منتظم للسواكن وتحدثت عن ذلك مفصلا في موضوع السلم الموسيقي وعلاقته بالشعر العربي.
    أما الأوتاد المفروقة فهي موجودة ضمنا ( فاع لن ) ( مستفع لن ) ( فاع لاتن)
    والأوتاد تنتج من حذف السواكن في مقطع (فعْلن) كما أن الوتدين الآن يمكن أن أنتجهما من (مفعولاتن) كما بينت في ردي الأول ليكونا ما نعتبره (أوتادا أصلية) ومادام الإيقاع أصبح وتديا ويرسم بيانيا بخط أو دائرة ولا يفرق فيه إن كان الوتد مجموعا أو مفروقا.
    ولا يجوز لا في الإيقاع السببي ولا الوتدي حذف أي ساكن آخر بل فقط التثقيل فقط في السببي أما الوتدي فيبقى على حاله.
    ومحاولتي كانت لربط الشعر العمودي البحري بالشعر الخببي السببي , وما كان ينقصه الأرضية أو السقف والذي ابتكرته أنت بالشعر الوتدي وهذا وضحته في مخطط سابق.
    ولا يوجد من يستطيع أن يثبت أن الوتد هو موجود أصلا بينما السبب يمكن اعتباره مقطعا من مقاطع السلم الموسيقي الذي لا أوتاد فيه فمن غير المعقول تطابق الخببي الخفيف مع السلم الموسيقي وعدم وجود ما يطابقه الوتد, ونعرف أن الشعر العربي إيقاعات موسيقية.
    لذا حين قلت أن فعْلن تشكل الوتد وهذا ما نراه أيضا في الشعر بمختلف الزحافات حين نحذف ساكنا منهما.
    وببساطة سأشرح وجهة نظري:
    مفعولاتن : بحذف الساكن الأول = مفاعيلن
    ونرى أن (فعلن) الأولى التي أنتجت (مفا) لا يجوز فيها أي زحاف باعتبارها وتدا
    فعلن الثانية جاز فيها حذف أحد ساكنيها لتصبح أما (علن) أو ( عيلُ)
    وهذا ينطبق على بقية التفعيلات.
    أما لو أسقطت ساكنين منها منذ البداية وفق التتابع سيظهر لي تشكيل الأوتاد بأشكاله الأربعة:
    فعو لتن , فعو لات , فاع لات , فاع لتن
    //ه //ه, //ه /ه/, /ه/ /ه/ , /ه/ //ه
    ولا يجوز أي حذف آخر بعد ذلك, ويحافظ الإيقاع الوتدي على وزنه ويبقى يدور في خط مستقيم أو إيقاع واحد ثابت.
    ونحن هنا قد نختلف في الرؤية لأصل الأوتاد وكيف تكونت.

    7 – تعقيبك:

    أستاذي الكريم
    ليس الأمر بهذه البساطة .
    قراءة التفعيلات بطريقة مختلفة في الطويل أو البسيط أو غيرهما لا تقدِّم ولا تؤخِّر ما لم تمس بعمقها خصائص زحافات الأسباب الأصلية في التفعيلات الأصلية في مواضعها . وهذا يعني أنك لن تستطيع اتباع قواعد الزحاف لتفعيلاتك الجديدة في قراءتك الجديدة . فتفعيلاتك الجديدة معطَلة عن زحافاتها لصالح هيمنة خصائص زحاف الأسباب في التفعيلات القديمة . وهذا يعني أن تغيير التفعيلات إنما هو لعب سطحي على ظاهر الكلام وليس تغييرا حقيقيا. لأن التفعيلات الأصلية ما زالت موجودة من خلال فرضها خصائص زحافاتها..وعلى سبيل المثال
    حضرتك لا تستطيع تطبيق زحاف القبض على فعولن الثانية مع خبن فاعلن الأولى في تفعيلاتك الجديدة في الطويل (على الرغم من أنهما في الأصل زحافان مقبولان لتفعيلتيهما فعولن وفاعلن ) .
    لماذا لا تستطيع ؟
    الجواب: لأن قبض فعولن مع خبن فاعلن يعني حدوث القبض والكف معا في مفاعيلن الأولى في الطويل ( حسب تفعيلاته الأصلية). وهذا ممنوع منعا باتا في الطويل . وطالما أنك مضطر للحفاظ على خصائص زحاف مفاعيلن الأصلية فهذا يعني أنها موجودة في الحقيقة حتى لو ظننتَ بأنك استبدلتَ بها تفعيلة أخرى . فتفعيلتك البديلة المعطلة عن العمل مجرد وهم

    ردي :
    أنا بقراءتي لوزن الطويل والبسيط وكذلك أوزان أخرى لا يعني التخلي عن الزحافات المطروحة في أي وزن بل عرضت إمكانية القراءة بشكل ثاني وبيان انتهاء الإيقاع بوتد أو سببين أو سبب واحد كجواب للقرار الموسيقي الشعري.
    وكل الزحافات ستعتمد أيضا ويحل ما تفضلت به من إشكال بالمعاقبة.
    فعولن فعولن فاعلن فاعلن فعلن
    فعولن الأولى فيها القبض
    فعولن الثانية يجوز فيها القبض وهو المكافئ للقبض في مفاعيلن والذي أجازه الفراهيدي ولم يعتمده الشعراء .
    فاعلن يجوز خبنها شرط أن تكون فعولن قبلها سالمة والخبن هنا يكافئ الكف في مفاعيلن وهو أيضا ما اعتمده الفراهيدي ولو أن الفراهيدي يميل إلى القبض بينما الأخفش يميل إلى الكف.
    أما إذا كانت فعولن مقبوضة فلا يجوز خبن فاعلن .
    وهذه الإشتراطات جاء بها الفراهيدي في فاعلاتن مثلا وتعرفينها جيدا.
    أما فاعلن الثانية جاز خبنها دون شروط لأنها تقابل القبض في فعولن في الوزن الأصلي.
    أما في البسيط فالأمر واضح أيضا ففيه خبن (فاعلن) وتنعكس هنا بقبض فعولن الأولى فقط ونعلم أنه لا تجوز أي زحافات أخرى في البسيط عدا في مستفعلن الأولى وفاعلن وهذا ما اعتمده الشعراء بينما الفراهيدي أجاز الخبن والطي في مستفعلن.
    كما أن أي زحاف معتمد من قبل الفراهيدي في البسيط يمكن تطبيقه دون إشكال.
    أنا حين طرحت الفكرة هي للتعبير عن أن البناء الشعري لا يعتمد على تفعيلات بل على الأوتاد والأسباب وأي بناء يمكن إعادة قراءته وهذ ليس خطأ. ومثلما يمكن قراءة المديد:
    فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
    فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن
    فاعلن فعلن فعولن فعولن فاعلن
    والممتد:
    فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
    فاعلن فاعلن فعلن فعولن فعولن
    والمستطيل:
    مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن
    فعولن فاعلن فاعلن فعلن فعولن
    ولو جاء البسيط كما أجاز الفراهيدي فخذي بيتا على وزن:
    مفتعلن فعِلن مفتعِلن فعٍلن
    ألا يمكن تقطيعه على الخببي ؟ بلا يمكن:
    فاعلُ فاعلُ فعْلن فعِلن فعِلن
    وزن خببي بامتياز بزيادة مقطع فعِلن.

    نعم لو كنا لم نعتمد (فاعلُ) في الخبب لما جاز أن نقطع بيتا (بحريا) بما يربطه بالخبب كما حدث أعلاه.

    8 - تعقيبك

    إنما كان حديثنا عن احتمالات وجود الوتد الفردي الذي يأتي في آخر السطر أو الشطر ((كجواز للتفعيلة)) في الشعر العمودي أو التفعيلي، فهذا غير موجود إلا في البحر المتقارب، أو الشعر التفعيلي المعتمد على فعولن فقط.
    وكل تلك الأمثلة التي أتيت بها حضرتك لم تأتِ بالوتد الفردي ((كجواز للتفعيلة)) . وإنما جاءت بتفعيلة منتهية بوتد ينتمي إليها. أرجو ملاحظة الفرق.

    ردي:
    نحن هنا نختلف ولا أعتقد أننا سنصل لاتفاق لأنك مازلت مؤمنة أن افتراضك العدد الفردي هو ما يدعمك و أن أي بناء وتدي لا يمكن أن يكون دون الإعتماد على العدد الفردي وهذا ليس صحيحا.
    كما أثبت لك في التفعيلي أن الشاعر يمكن أن ينهي بوتد كقفلة كما ذكرت سابقا في ردي الأول ورددتِ أنت أن التفعيلي يجب أن يتضمن قفلات مما يجيزه العمودي لكنني أثبت لك بقصيدة (أنشودة المطر) أن السياب قفل بوتد مجموع أو وتد مذيل ما نظمه من الرجز, وكلا القفلتين لا تجوزان في العمودي كضروب.
    وهذه القصيدة تدعم من يعارضك بإن كافة التفعيلات التي أوردتها من أوتاد يمكن أن تقرأ (متفعلن) كما في قصيدة السياب وقفلتها وتد , ولو أن السياب اعتمد الخبن فقط في قصيدته لكانت مشابهة لقصيدتك وبأوتاد فردية. أي بمعنى آخر أنك نظمت مثلما نظم السياب واعتمدت الخبن فقط وقفلت بوتد كما قفل السياب قصيدته بوتد مجموع أو مذيل.
    أنا يا أستاذة ثناء أساندك ولكن أرى أن عليك إعطاء بعض المرونة وعدم الإعتماد على قواعد هشة كعدد الأوتاد أو نوع الوتد أو كما تقضلت أعلاه بانتهاء الشطر بحرف متحرك أو الآراء الأخرى التي طرحتها.
    موضوع الشعر الوتدي موضوع مهم وعلينا التعمق بدراسته دون رفض الآراء الأخرى التي تصب في مصلحته فهو كما قلت سابقا يشكل الجانب الثاني مع الجانب الأول وهو الإيقاع السببي ليحتضنا كافة أوزان الشعر العربي بينهما.
    وخذي مثلا هنا هذا المقطع من قصيدة السياب:
    وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر
    وهنا نظمه على نفس وزنك الوتدي وبعدد فردي بينما قصيدته رجزية بقفلة وتدية.
    وهذا شطر آخرانتهى بقفلة وتد مذيل.
    تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَالْ
    والقصيدة فيها مقاطع كثيرة جاءت فيها مستفعلن مخبونة والقفلات كما ذكرت, ولو جمعتها سوية ستكون على نفس إيقاعك الوتدي وبهذا هل نقول أن السياب سبقك بهذا ؟ أم أنه يمكن تضمينه ضمن قصيدة تفعيلية رجزية؟ أم هل مازال العدد الفردي هو الحاسم في الإيقاع الوتدي؟
    لذا لجأت أنا للشعر العمودي وما أجازه الفراهيدي لأثبت صحة الإيقاع الوتدي كإيقاع عمودي سليم ويمكن اعتماده في التفعيلي وبقفلات إما (مفاعلن) أو بوتد واحد (علن), كما يمكن اعتماد نفس المبدأ في العمودي أن يكون العدد زوجيا أو فرديا لأن البناء يبقى بناء وتديا مجموعا أو مفروقا أو مختلطا للأسباب التي ذكرتها سابقا.
    *******
    وأختم ردّي:
    " ثَناءُ " أبدَعَتْ بدقِّها الوَتَدْ * فَعَزفُها بِلَحنِهِ قَدِ انفَرَدْ
    ولنجر تصويتا على الوزن:
    سيقول أحدهم أنه من الرجز المخبون... وأقول أنه إيقاع وتدي
    ويقول آخر أنه من الكامل الموقوص ... وأقول أنه إيقاع وتدي
    ويقول آخر أنه من الوافر المعقول ... وأقول أنه إيقاع وتدي
    ويقول رابع أنه من الهزج المقبوض ... وأقول أنه إيقاع وتدي
    وبالنتيجة الأيقاع الوتدي 4 أصوات ولكل بحر ذكر صوت واحد,
    فلمن الأرجحية ؟


    وللإطلاع على قصيدة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب (أنشودة المطر)
    http://www.khayma.com/salehzayadneh/...ab/sayyab1.htm

    تحياتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 04-03-2021 الساعة 09:30 PM