لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد:
هذه الجملة قالها خليفة المسلمين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونظرا لان كل كلمة تخرج من فيه الصحابي لها دلالتها من حيث العقيده ككونها حقيقة وليست اسلوبا مجازيا
لذلك نقف عند تلك الجملة لنحللها من حيث المعتقد
فأبي بكر الصديق هو اول من امن برسول الله من الرجال وهو احد العشرة المبشرين بالجنة وهو ممن بايع رسول الله تحت الشجرة ونزلت إليهم البشرة برضى الله عنهم
بالتالي كون تلك الجملة تخرج من فيه فهي ليست مبالغة ولكنها تحمل على ظاهرها في كونها ستتحقق
ليكون السؤال فمن هو خالد بن الوليد فهل كل من صار اسمه خالد بن الوليد له تلك الصفة
قطعا لا
فالجملة هنا مخصوصة بعين الصحابي الجليل خالد بن الوليد
وهو من وصفه رسول الله بسيف الله المسلول
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق بهواه فكل حرف يخرج من فيه صلى الله عليه وسلم بمثابة وحي إليه
بالتالي فسيف الله لابد له من الدلالة على انه حقا سيف الله دون تشبيه ولا تعطيل لصفة من صفات الله سبحانه
بالتالي كي يحقق هذا السيف وصفه لابد ان تكون له دلالته الحربية في التفكير و التخطيط واختيار الزمن المناسب للحرب
بالتالي فإن الله سبحانه قد أعد خالد بن الوليد إعدادا خاصا يليق بإضافته إلى الله سبحانه في وصف سيف الله المسلول وكونه مسلولا يحمل صفة الإستمرار فلا يهزم ولا يقتل ولا يهرب ولا يريق به دما حراما إذ لا يليق ان يستخدم سيف الله فيما لا يرضي الله سبحانه
بالتالي عندما يقول ابو بكر الصديق تلك المقالة فهو يثبت صفة لخالد بن الوليد انه ينسي الروم وساوس الشيطان
ليكون السؤال فهل نسيان الروم وساوس الشيطان صفة مدح ام صفة ذم
بالتالي علينا بدراسة علاقة الروم بالشيطان
الروم قوم كافرون والشيطان قد كفر بالله برفضه لامر الله سبحانه على بينة بحق الله سبحانه كفرا متعمدا
فما هي تلك الوساوس التي سينساها الروم
فهل سيوسوس لهم بالمعصية وزيادة في الكفر
قطعا لا فهم كفار اصلا
فما هي تلك الوساوس
الوساوس هنا هي تلك الوسوسة التي قالها لقريش سابقا وهي
قال تعالى في سورة الانفال
(وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ( 48))
بالتالي فالشيطان هنا وسوس لهم بالأماني والوعد الكاذب
فلما يرى الروم سيف الله المسلول والرؤية هنا هي رؤية السمع والعين والتجربة فخالد بن الوليد صار علما لاهل الأرض في النصر
بالتالي ستغلق على الروم مصادر تلقي الوساوس من الشيطان
إذ طالما ان سيف الله المسلول أمامهم وصفات الله سبحانه وتعالى لا تتجزأ
بالتالي سيكون مصاحبا لذلك السيف كل صفات الله سبحانه وتعالى
قال تعالى(سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب)
الرعب يتبعه الشلل في الجوارح
فينغلق عن الروم معرفة الزمان والمكان والغاية والشيطان نفسه
فيكونوا فريسة اعقلهم من يفكر بالفرار
وهذا ليس فعلا عقليا فهو من الافعال المنعكسة وهو محاولة الجسم الحفاظ على نفسه دون اختيار عقلي كمن تاتي يده على النار مصادفة فهو يبعدها دون ان يختار هو ذلك بعقله
لذلك فهم يقتل بعضهم بعضا في فرارهم هذا
بالتالي فقد وظفت جوارح الروم هنا لصالح المسلمين وهذا من الطبيعي فإختيار الكفر عمل عقلي إرادي من الروم
(فالمجنون لا يوصف بالإيمان او الكفر إذ رفع عنه القلم فهو كتلة جسدية يعمل به الجهاز اللا إرادي فقط)
بينما خلايا الجسد للروم تسبح الله سبحانه
فإذا خرجت الارادة من العمل قامت الخلايا الجسدية المسبحة لله سبحانه بتسليم الروم للمؤمنين
إذ تستنكر تلك الخلايا المسبحة لله سبحانه ان تكون اداة في يد هؤلاء الكفار ضد إخوانهم في التسبيح لله سبحانه
بالتالي مهما بلغ العدو من قوة وعتاد فلا ننسى ان خلايا اجسادهم مسبحة لله سبحانه
بالتالي من أجل كسب ولاء تلك الخلايا لابد ان نرتبط معها بالتسبيح لله سبحانه
والتسبيح لله ليس مجرد تلك الكلمات التي تنطق باللسان دون وعي لها
فالتسبيح هو تنزيه الله سبحانه عن كل ما لا يليق به سبحانه
وبالتالي كي ننزه الله سبحانه لابد ان نحقق العلم بالله سبحانه إذ الجاهل لا يفرق بين الثناء والذم
كما يستلزم كوننا عباد لله سبحانه ان ندور مع اوامره ونواهيه
و اوامره ونواهيه سبحانه هو الإسلام الذي هو علمه سبحانه له من الكمال في العلو ما يليق بكونه علم من له الصفات العلى
ومن صفاته سبحانه (قد أحاط بكل شئ علما)
مما يستلزم ان نأخذ بكل العلوم بما يحيط بنا من الخلق لنكتسب صفة(مكنا له في الارض وءاتيناه من كل شئ سببا)
بالتالي بتحقيق ذلك
إشتركنا مع خلايا جسد العدو في التسبيح لله سبحانه فصرنا إخوانا
ومن الإيمان لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
فاقمنا الحجة على كل ذرة من جسد هذا العدو لتعمل لصالحنا
فتنقطع عنهم موارد افكارهم وتختار اجسادهم الهلكة على ان تعمل لهم وهذا حقيقة وليس مجازا
لكون الله سبحانه رب العالمين اي رب كل شئ ومليكه ومدبر أمره
فلا يعلو إلا ما كان لله خالصا صوابا والذي دلالته العلم
ليكون السؤال هل هناك إحتمال في ان نحقق تلك الأوصاف
الأمر لا يخضع للإحتمالات فإما انها نتيجة مؤكدة او انها تساوي الصفر
فتحقيق خالصا صوابا يتبعه نتيجة مؤكدة
وأما غير ذلك فتكون نتيحته الصفر