الثقافة والحياة
الثقافة والحياة:
الثقافة هي مجموعة العلوم التي يكتسبها الفرد ويتفاعل بها مع ما حوله
بالتالي كل ما حولنا في الارض من جماد ونبات وحيوان له ثقافته
فطالما انه يتفاعل مع نوعه ومع ما حوله وهناك علاقة مشتركة بينهم فلابد من ثقافة تجمعهم
إلا ان ثقافتهم صارت علما لا ينفك عنهم ومعتقدا يتعبدون به
وكل نبتة وكل نبات وكل كائن ونوعه عبارة عن مجتمعات متكاملة هناك خطاب بينهم وهناك لغة لهذا الخطاب وهناك ما يحبونه وهناك ما يكرهونه وهناك رباط اسري يدافعون عنه وهناك عمل يقومون به وهناك عبادة لله يحققونها
ونتج ثقافة الجميع هو الخير للجميع
فتلك النبتة بمشاعرها الرقيقة واسلوبها الحسن في تفاعلها مع التربة وكيفية إنتقاء عناصر حياتها وكيفية استقبال زهورها للنحل هذا يحمل لها حبوب اللقاح وهي تعطي له رحيقها دون ان يكون هناك من كبر من أحد للأخر
فكل منهما مع اختلاف نوعهما يعلم ان حياتة معلقة بثقافته مع الأخر قي كيفية الحوار والتفاهم وتبادل الخير معا
وكذلك كل المجتمعات من الأجناس الأخرى
وهذا ناتج من أن ثقافتهم ناتجة من علو الإختيار الأول الذي قاموا باختياره
قال تعالى (إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا)
فاختار الجميع ان يحيوا حياتهم وان تدور ثقافتهم مع مراد الله سبحانه
لذلك لا نرى إلا كمالا في ذاتهم وفي افعالهم
والله سبحانه وتعالى من صفاته(ولا يظلم ربك أحدا)
عرض علينا نحن ايضا الإختيار
فاخترنا حمل الامانة وهي أن تكون عبادتنا لله سبحانه اختيارية فمن أداها كاملة حقق رضى الله سبحانه مع إثبات صفات اسماء الله سبحانه التواب والعفو والغفور لمن أخطأ وندم وأحسن
ومن لم يؤدها بمراد الله حقق سخطه
ومن صفات البشرية النسيان إذ العلم ليس أصلا لها
لذلك كلما نست البشرية ارسل الله سبحانه ما يذكرها ويعلمها مراده ليس إلا لتحيا البشرية صفات الكمال لجنسها وهذا ما يسمى بالعبادة
إذ كونك جعلت مرجع اقوالك وافعالك الظاهرة والباطتة وفق مراد من له الصفات العلى كان من الطبيعي ان تحيا الحياة الفاضلة
وكانت ثقافتك بنتجها تمثل علوا يليق باقوالك وأفعالك
وهذا ما كان يجب ان تحيا به البشرية
إلا ان غالبية البشرية قد أبت أن تحيا ذلك العلو
واتبعت هواها
لذا كان من الطبيعي ان تحيا الثقافة التي تليق بصفات نقصها
إذ طالما أن البشرية لا تعلم الغيب
لزم أن تجهل البعد المستقبلي لناتج افعالها
فأنتجت ثقافة المستنقعات الراكدة وبدلا من محاولة تطهير تلك المستنقعات بالعودة الى علم من له الصفات العلى سبحانه
قامت بزخرفة تلك المستنقعات وبتزيين قبيحها وصارت متعتها تدور مع كل قبيح
وكبر المستنقع وارتفع ماءه فصارت البشرية تغوص به
وبدلا من ان يقوم المسلمون بتطهيرهم او ببناء حاجزا او سدا يمنع عنهم تلك الثقافة غاصوا معهم وصاروا يسبحون معهم وصاروا يمولون لهم ثقافتهم
وصار الجميع يعمل مع تلك الثقافة
حتى رجال الدين الا ما رحم ربي
الكل في المستنقع يأكل ويشرب منه ويتعبد به ويجلس في حلقات العلم ثم يذهب كل إلى عمله في نمو ذلك المستنقع
ثم تعدى الاثر على ما حولنا من نبات وطير وحيوان
فصاروا هم ايضا يخرجون لنا الثمار التي تليق بهذا المستنقع
وصار هناك بلادة بين البشرية لا تنكر منكرا ولا تأمر بمعروف
وصار الأمر بالمعروف غباوة وتخلفا وفقرا يعود على صاحبه
وصار ان تعتزل كل ذلك من المستحيلات إذ كيف لك أن تسيطر على نفسك وزوجك وأولادك وكل فرد منهم يذهب إلى مكان مختلف ليتناول ثقافة ذلك المستنقع
مع ان العلاج هين وبسيط وسرعة نفاذه من سرعتة من إن أقمنا علمه كثقافة لنا حققنا سرعة أمره(كن فيكون)
وثقافة علمه هي برنامج إدارة كل جميل بالكون
وهذا البرنامج يسلم من اقامه حاليا ومستقبلا ويصلح ما مضى لذلك اسمه الإسلام
فهل نقيم تلك الثقافة
أم أننا صرنا مادة المستنقع ذاته فلابد ان نستبدل بغيرنا كما استبدل قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي
