** حين سمع بانقلاب الناس في دول العرب - :

.

قال:..في هذا الفجر البارد ..هناك فقراء ينظرون في لونه الكحليّ ..ويشعلون النار في خيالهم لتدفىء هذا الأفق الشديد البرودة وهناك اناس في زنازن العرب ..لأنهم يتكلّمون بالصدق ..- والصدق هو رأينا -..يشدّون الغطاء ليدفىء صدورهم ..فتبرد رؤوسهم ..لا يجدون الدفء ..فيحلمون أنهم يسكنون بيت قصب في غابة ...يكون أدفأ عليهم ..!

...يعيش العرب في بلاد تلد الناس ولا تطعمهم ...كمزرعة خراف تتكاثر في صحراء من الرمل ...وبعد ان تطوف طويلا تبحث عن الكلأ ...لا تجده وتموت في الطريق ….وعيونها تنظر جهة الغرب ...حيث يأكل الناس ويشربون ...ويقولون ما يشاؤون ...فهناك الدولة للناس وليست للكبار ….يسلبونها عافيتها ويُلقون عظامها للصغار …!! .. هناك لا أدري كيف فهموا أن الكبار خادمون وليسوا سارقين ….ولأنّ الكبار صادقون يعيش الناس حياتهم الحقيقية العظيمة …..فلماذا يكذبون ولا عارَ يوارونه ولا جريمة …!

..

..في الشارع عندنا أُسودٌ من الشباب يمشون بلا قتال ...يقاتلون مَن وقد صار العدوّ سالب ارضنا صديقنا الحميم …!..وفي الشارع جبال من الشباب يمتلئون قوة وقدرة ولا يعملون في عمل ….وزمانهم يتآكل ….وهم يذوون في الطريق

..

نظرتُ الى بلاد عروبتنا ..كما تنظر الى قرية اختبَأ فيها أخيارها ..وعلا فيها اللصوص ...فقلت : كيف يطعمنا اللصوص…!!وكيف نتعلّم وقد اُحبَط المتعلّمون ...فالمهم عندنا مجد العشيرة ..منها الوزير وقد لا يعرف شيئا ومنها القاضي الذي لا يعدل شيا…!…وليس مهما كلّ خيرات المتعلّمين …!

.

...يسرقون في الليل وفي النهار يبكون على الفقراء ويضيّعون البلاد وفي الصباح يمجّدون الأوطان ...ويأتون على التلفاز ببائس سرق رغيفا أو صرخ محتجا على سوء والسوء كثير ،،،،فيضربونه حتى الموت ..فيربح الشهادة بدل هذه الحياة البائسة ……....!!

….مركب يترنّح ………..سيرتجُّ كلّ مَن فيه ………….حتما ..ويغرق …












عبدالحليم الطيطي