|
يا لَشَيبٍ في رُبَى الرأسِ سَكَنْ |
ساحَ مِن فَوْدَيَّ فيها ورَكَنْ |
هَلْ تَرَوَّى الشِّعرُ شَعري صِبغَهُ |
أَمْ رَواهُ العَظمُ والعَظمُ وَهَنْ |
أينَ مِن عَيني شُدَينٌ نافِرٌ |
هالَهُ شَيبي وضَعفي والغَضَنْ |
أنتَ يا شادِنُ لو أنصَفْتَني |
لمسَحتَ الهَمَّ عَنّي والحَزَنْ |
لو رأيتَ القَلبَ يلهُو ذاهِلا |
عاصِيًا في الحُبِّ سُلطانَ الزمَنْ |
لو تأمَّلتَ المآقي مُنصِتًا |
لِحنيني لو تحسَّسْتَ الشَّجَنْ |
لو تأوَّلتَ مَشيبي فِتنَةً |
مِن سَنا عَينيكَ مَنْ لا يُفتَتَنْ؟ |
إمضِ يا شادِنُ مِن دَربِ الهَوى |
إنَّ قَلبي مِن حُـمَـيَّـاهُ اسْتكَنْ |
ودِّعِ الصَّـبْـوةَ يا قَلْبُ كَفَى |
ودَعِ الذِّكرى لأشجاني الكَفَنْ |
إنَّ لي مِن نَبتَتي فَرعًا نَما |
وفُروعُ النَّبْتِ للنَّبْتِ وَطَنْ |
مُزهِرٌ غَضٌّ نَضيرٌ لَيِّنٌ |
مِنْ حَياءٍ كُلَّما مادَ اطمَأَنْ |
باسِمُ العَينينِ عَذْبٌ نَغْيُهُ |
كحَديثٍ لا تُجاريهِ اللُّسُنْ |
ما حَسِبْتُ الطَّيْرَ إذْ يَشدو سِوَى |
ناقِلٍ أنغامَهُ فَوقَ الفَنَنْ |
مَنْ لقَلبي مِثْلُ يَحيى بَلسَمٌ؟ |
فارتوَىَ مِنهُ شَرابًا وادَّهَنْ |
مُشبِهٌ غَسَّانَ في رَوعَتِهِ |
سَعدُ قَلبي مِن حُسَينٍ وحَسَنْ |
يتَلقَّاهُ بَهيجًا ضاحِكًا |
كَشَقيقِ الرُّوحِ بالرُّوحِ اقترَنْ |
كُلَّما أضْحَكَ يَحيى لِعْبُهُ |
زادَهُ غَسَّانُ فَـنًّا بَعدَ فَنْ |
يَطبَعُ القُبْلةَ في وَجْنَتِهِ |
فَإذا فاضَ بِهِ الشَّوقُ احتَضَنْ |
قُرَّةُ العَينِ لأمٍّ وأبٍ |
مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يا ربِّي فَصُنْ |
إنْ لِقَلبي ومَشيبي لَـمْ يَكُنْ |
هؤلاءِ زَهْرَةَ الدُّنيا .. فَمَنْ؟ |