العلم الراكد
العلم الراكد:
العلم و الماء لا حياة بدون أحدهما
فالماء هو مادة الحياة
قال تعالى (وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ)
والعلم هو وسيلة إختيار مادة الحياة إذ لولا العلم ما استطعنا ان نميز بين ما يحيينا وبين ما يميتنا
والماء يفسد إن لم يكن هناك مورد يجدده ولم يكن هناك مصب له يستفاد به في الزراعة وغيره
كذلك العلم يصبح راكدا إن لم يكن هناك مورد طيب له وإن لم يكن هناك مصب له يتم تطبيقه عليه
وهذا هو الفارق بين الدول التي تقدمت والدول الراكدة
فالدول التي تقدمت هناك انهار من العلم تسري في أهلها
لذلك فالعلم لديها له أمواجه العاتية فيبرز لها كنوزه في الارض وفي السماء
ويبرز لها كنوزه في الجماد والنبات والحيوان
أما الدول الراكدة فإن العلم بها صار راكدا له رائحة عفنه ترى العالم نتبحة ركود علمه في عدم تطبيقه صار وعاءا خربة ومن اجل توفير بعض سبل العيش له يتم توظيفه في ما لا علاقة له بعلمه فيصبح صبيا في غير مجاله
ويتعفن ما بداخله من علم ويضرب ذلك العفن ضلوع ذلك العالم فيموت كمدا وحسرة
وقد يتم إعادة إحياءه في بلد ووطن غير وطنه
وقد يحيه عدو لوطنه
بأن حرك العلم الذي بداخله بان جعل له موردا ومصبا يتقدم به في كل وجوه الزراعة والصناعة
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
وهو سبحانه أصل ذات العلم فسبحانه من صفاته(والله خلقكم وما تعملون)
فسبحانه خلق الفاعل والمفعول به وأعطي العلم للفاعل لبيان كيفية فعله في المفعول به
لذلك كان الاولى لأهل الإسلام في عصرنا ان يكونوا هم أهل العلم في مجالاته المختلفة
إذ أن صفة من يعبدونه سبحانه(أحاط بكل شئ علما) وسبحانه علمه لا ينفذ وغير معطل
فكل الخلق يقيم علمه سبحانه ويستفيد بذلك العلم في الحفاظ على ذاته وعلى نوعه وعلى كماله وعلى الخيرية به مع المحبة والتعظيم لله سبحانه(وإن من شئ إلا يسبح بحمده)
فالله سبحانه هو (نور السماوات والأرض) ونوره سبحانه علو صفاته سبحانه ومنها العلم
وعندما يسكن ذلك العلم كائن ما فإن هذا الكائن يضئ خيرا لذاته ولغيره فلا يصدر منه إلا كل كمال وما حمد مخلوق من المخلوقات إلا لذلك العلم
وما أقيمت السماوات والأرض إلا بذلك العلم وما كان كمالها إلا بذلك العلم الجاري(وَلَوْ أَنَّمَا فِى ٱلْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَٰمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦ سَبْعَةُ أَبْحُرٍۢ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَٰتُ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) والعزة والحكمة لا تقام إلا بالعلم فلا يوجد عزة وحكمة مع جهل
والله سبحانه (ليس كمثله شئ) بالتالي علو علمه وخيريته ليس كمثله علم في خيريته
لذا كان على اهل الإسلام أن تكون الخيرية هي مناط اقوالهم وافعالهم وكان الاولى أن يكونوا مشكاة لكل طيب من العلم
إذ أنهم يحملون إسم الإسلام فكان لزاما ان يحملوا صفته
والإسلام هو علم من له الصفات العلى سبحانه الذي (أسلم له من في السماوات والأرض)
فيفعلون ذلك العلم بصفته التي يحملونها فتصبح أقوالهم وافعالهم الظاهرة والباطنة معبرة عن ذلك العلم
والله سبحانه صفته(الرحمن على العرش استوى) لذا كان على اهل الإسلام العلو على عرش الخيرية للبشرية بصفة الرحمة الواسعة المستمدة من اسم الله الرحمن ولا يكونوا اهل فرقة وشتات فياكل بعضهم بعضا
إذ بركود علمهم ماتت افكارهم فماتت صفات كمالهم فماتت كل خيرية بهم فصار الجسد عفنا يرتع به كل الدود من كل ثقافة خبيثة
فصار العفن هو فاعل الحركة لهذا الركود فظنوا انها بداية خير لهم وبداية تمكين لهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
إذ السؤال هل علم الله يأكل بعضه بعضا ليتناحروا فيما بينهم
هل الله سبحانه يتجزأ سبحانه وتعالى له العلو الذي يليق به سبحانه واحد أحد ليس له سميا
فلماذا هذا الشتات وتلك الفرقة يا قوم
يجب ان تصبح صفات الله في كونه واحد احد ان تكونوا جسدا واحدا بعلم واحد هو علم من له الصفات العلى سبحانه
وكما ان علمه مفعل في كل خلقه
يجب ان يفعل علمكم في كل شئ لبناء كل كمال في البر والبحر
عندها بهذا العلم تسلكون سبلا في كل نواحي الكمال فتجري من تحتكم الأنهار في كل علم وتصبح افعالكم ايات كونية تثبتون بها علو ما انتم عليه
فنعم القوم من هؤلاء صفتهم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي
