أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تبادلات (أقصوصة) ا

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي تبادلات (أقصوصة) ا

    تبادلات..


    أقصوصة

    بقلم/ الروائي محمد فتحي المقداد


    ما بالُ الرّصيف راسِلٌ صمته المُريب، لم يَبُح بما حصل في آخر اللّيل، أو في الصّباح الباكر، وعند المساء. يتساءل سرًّا ذلك الرّجل الذي يحتلّ زاويته المعهودة منذ أشهر عديدة بجانب عمود الكهرباء.
    قالوا: إنّ سُكّان الشُّقق في العمارة في الجهة الأخرى المُقابلة له، مُتوجّسون بِطُروئه على المكان، شكوكٌ أحاطته بهالة تأويلاتهم الصّابّة في اتّجاه وحيد.
    شكلُه مُنبِئٌ عن خفايا لا تزيدُها ملابسه الرثَّة إلّا تأكيدَ وظيفته القائمة بجانب عمود الكهرباء، لم تنفعه ابتساماته المُصطنعة لفتح خطوط التواصل مع مُحيطه. عيناه تُوَصْوِصان على العابرين للطريق، ولم تنسيا جواره المقصود.
    الصحفيّ الشّهير صاحب الزّاوية اليوميّة في الصفحة الأخيرة من الجريدة الحكوميّة، وعلى غير عادته بالخروج والدُّخول إلى شُقَّته، وقف أثناء عودته أمام باب العمارة؛ كأنّهُ تذكّر شيئًا من وصايا زوجته لشراء بعض الأغراض الضروريّة.
    الرّجلُ مُتّكئٌ على العمود بوضعيّةٍ موحيةٍ بتعبه، لكنّه لم يبرَح مكانه منذ الصّباح.
    لاحظ الصحفيّ ذلك، يبدو أنّه تذكّر أمرًا ما، بينما امتدّت يدُهُ اليُسرى لرفع قُبّعتِه رمزه الذي لا يُفارقه على الدوام، ابتهج الرّجل من الجانب المُقابل على الرّصيف. أرسل ابتساماته من جديد، ورفع يده بردّ التحيّة.
    حرارة الجوّ عرَّقتْ صلعةَ الصحفيّ، أخرج منديلًا لتجفيفها، ولم ينسَ حكّها برؤوس أصابعه، ثمّ أعاد القُبّعة إلى مكانها، وتابع دخوله إلى بيته.
    وما زالت ابتسامات الرّجل مُندلقةً على عرض الطريق، قوبلت بنظراتٍ الصحفيّ الشَّزِرة بشهادة عمود الكهرباء.



    من كتابي (دقيقة واحدة)


    عمّان – الأردنّ
    ــا 8\ 2\ 2021

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,125
    المواضيع : 317
    الردود : 21125
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    رسمت هيئة المخبر السري التقليدية والذي يرتزق من المكتوب أو الشفهي الذي
    يوصله إلى أصحاب الشان من الشرطة أو أجهزة الأمن وهو شخصية محتقرة ومذمومة من الناس
    وفي المقابل الصحفي صاحب الزاوية اليومية في الجريدة الحكومية .. فهل كان هو الشخص
    المعنى بالمراقبة ؟؟ ـ ورأينا تبادلات في النظرات بين الرجلين
    ـ الأول بابتسامات مندلقة على عرض الطريق، بينما قوبلت بنظرات الصحفي الشذرة.
    جذبني السرد الماتع بلغة بسيطة وأسلوب رصين وعرض واضح لأديب رائع.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    واسمح لي بنقلها لقسم القصة

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    رسمت هيئة المخبر السري التقليدية والذي يرتزق من المكتوب أو الشفهي الذي
    يوصله إلى أصحاب الشان من الشرطة أو أجهزة الأمن وهو شخصية محتقرة ومذمومة من الناس
    وفي المقابل الصحفي صاحب الزاوية اليومية في الجريدة الحكومية .. فهل كان هو الشخص
    المعنى بالمراقبة ؟؟ ـ ورأينا تبادلات في النظرات بين الرجلين
    ـ الأول بابتسامات مندلقة على عرض الطريق، بينما قوبلت بنظرات الصحفي الشذرة.
    جذبني السرد الماتع بلغة بسيطة وأسلوب رصين وعرض واضح لأديب رائع.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    واسمح لي بنقلها لقسم القصة
    أستاذة نادية..
    للمعلوم أن الجميع مُراقَبون..
    كما أن الأهم من الحدث. هو الزمن القصصي للنص.. دقيقة واحدة. فكرة التقطتها واحاول تسويقها من خلال التركيز على كتابة مجموعة قصصية كاملة بهذا الخصوص.
    كما ان النص الصامت ظاهرا.. المتحرك داخلا..
    تحياتي وتقديري لك سيدتي الراقية