أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: غيلان الدمشقي

  1. #1
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.15

    Lightbulb غيلان الدمشقي

    غيلان الدمشقي…
    شهيد الحرية الأكبر..... في تاريخ دمشق
    الدكتور محمد حبش

    .......
    غيلان الدمشقي ثائرٌ من الطراز الأول، قدّم نموذجًا فريدًا لسورية الثائرة، وواجه الاستبداد وانقض على براهينه وحججه، ودفع حياته ثمنًا للدفاع عن الحرية.

    نشأ غيلان موهوبًا ذكيًا، وارتحل في طلب العلم، وظهر نبوغه طفلًا، وسافر إلى البصرة، وأخذ عن الحسن البصري، واعترض بشدة على تبرير مظالم الحجاج، بأنها أقدار الله وقضاؤه، وأنها ذنوبنا، وكان غيلان يرفض ذلك كله، ويرى أنها مظالم ومآثم، لا يبررها قدر الله بل تعالجها ثورة تحطم عروش الطغاة.
    ثم تحوّل إلى المدينة، وأخذ العلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية، ولا شك في أن الرجل ترك في نفسه أثرًا من الاعتقاد بمظلومية أهل البيت، واعتراضًا على سلوك بني أمية، وبالفعل بات غيلان معروفًا بموقفه المنكر للقدر، وخاصة في الاستخدام السياسي لعقيدة القدر، فقد كان بنو أمية يكرّسون حكمهم بثقافة القدر التي يتولى الواعظون نشرها في الشعب، بأن “ما أصابكم هو قدر الله”، وأن حكامهم هم أمرُ الله وقدره، وأن “عليكم أن تسمعوا وتطيعوا ولو أكلوا أموالكم وضربوا أبشاركم، أعطوهم حقهم وسلوا الله حقكم، ولا يكون من ملكٍ ولا سلطان إلا هو قدر الله وقضاؤه، ويا عبادي لا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على أمرائكم، فإن قلوبهم بيدي، أصلحوا ما بيني وبينكم أصلح لكم حكامكم”.. وهذه هي معالم الخطاب السياسي الذي استخدمه الحجاج في قمع العراق: “أنا قدرُ الله وحكمه وأمره، وقد ابتلاكم الله بي بذنوبكم، وإن أهل العراق قد بغوا وطغوا وأكثروا فيها الفساد، فصبّ عليهم ربك سوط عذاب، وأنا عذابه وانتقامه”!

    عاد غيلان إلى الشام، وهو يمتلئ غضبًا وثورة، وكان أستاذه الحسن بن محمد بن الحنفية يقول: “ما رأت عيني مثل هذا الشاب توثبًا وشجاعة، إنه حجة الله على بني أميّة، ولكنه مقتول”!

    وفي الواقع، كان غيلان واحدًا من فلاسفة الحرية في العصر الأموي، ومن الواجب أن نذكر أسماءهم، فقد ظلمهم التاريخ، وذُكروا في باب الزنادقة والمضلّين، ودفعوا حياتهم ثمن هذه الاتهامات، على حين أنهم كانوا فريقًا نبيلًا يناضلون من أجل الحرية، ويحصرون كفاحهم ضد ثقافة الاستسلام والوهن المجللة بعقيدة القدر، ومن أبرزهم ابن المقفع وسهل بن هارون وعبد الحميد الكاتب ومعبد الجهني والجعد بن ردهم وجهم بن صفوان، وكلّهم قد تكلموا في القدر، فقد كانوا يرون عقيدة القدر هي أكثر ما يبرر به الاستبداد مظالمه، وكان خِيار غيلان وأصحابه هو مواجهة جذور الاستبداد الكامنة في عقيدة الجبر، ورفع الصوت بأن الإنسان هو سيّد قدره، وليس من حق أحد أن يمارس المظالم، ثم يسند شرّه وظلمه إلى الله تعالى.

    ومن المحزن أننا تلقينا في التعليم التراثي أن هذه الأسماء محض مؤامرة على الإسلام لهدم أركانه، وبات الإيمان بالقدر على الشكل الذي اختاره الأشاعرة والسلفية معًا ركنًا من الدين، يلزم المسلم اعتقاده وحُكم على كثيرين بالردة، لأنهم أنكروا القدر، وعُدّ ذلك إجماعًا، مع أن الجدل حول مسائل القدر لم يتوقف يومًا في العصر الذهبي للإسلام.

    في الشام، تحدث الرجل بوضوح عن الحرية الفكرية وحرية الاختيار، ويمكن عدّه أبرز مؤسسي القدرية في الإسلام، ومن العجيب أن مصطلح “القدرية” مستخدم في التاريخ الإسلامي، لمن ينكرون القدر، لا لمن يؤمنون به، فيما كان المؤمنون بالقدر يسمون “الجبرية”، أو يكتفى باسم الجماعة.

    ويمكنك حين تقرأ تراث غيلان الدمشقي أن تنسب إليه ما تشاء من فكر نيتشه وأوجست كونت وجان بول سارتر ومحمد إقبال في الحرية؛ فالرجل لم يكن يقلّ عنهم عبادة للحرية، وبغضًا للجبر والقهر، وكان يستوي عنده قهر الحاكم وقهر الدين، وكان عدوًا بالمطلق لكل فكر تبريري يقتل روح الإرادة في الإنسان. وهكذا تم تصنيفه معارضًا عنيدًا لبني أمية، ولامس السيفُ عنقه مرات، وظهر له أعداء واضحون من المشاهير، أبرزهم ربيعة الرأي والأوزاعي.

    ومع قدوم عمر بن عبد العزيز إلى الخلافة، أرسل غيلان رسالة قوية وشهيرة ومباشرة إلى عمر بن عبد العزيز، ومن حقها أن تعدّ من وثائق الحرية النادرة في التاريخ، وفيها كتب له:

    “أبصرتَ يا عمر وما كدت، ونظرت وما كدت، اعلم يا عمر أنك أدركت من الإسلام خلقًا باليًا، ورسمًا عافيًا؛ فلا تكن ميتًا بين الأموات! لا ترى أثرًا فتتبع، ولا تسمع صوتًا فتنتفع. وربما نجت الأمة بالإمام، وربما هلكت بالإمام، فانظر أيّ الإمامين أنت، فإنه تعالى يقول: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}، فهذا إمام هدى ومن اتبعه شركه هداه، وأما الآخر فقال فيه تعالى: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون}”.

    وعلى الرغم من قسوة الرسالة وجرأتها، فقد وقعت من عمر بن عبد العزيز موقعًا حسنًا، وقد دعاه إليه وعيّنه على الفور رئيس ديوان المظالم، وخصصه بمحاسبة بني أمية الذين كانوا يجمعون ثروات طائلة بغير وجه حق.

    ويبدو أن عمر بن عبد العزيز نهاه بشدة عن الخوض في مسائل الاعتقاد، وأمره أن يكف عن ربط المسألة بعقيدة القدر، وأخذ عليه عهدًا ألّا يتكلم في القدر، وكان ذلك وعيًا إداريًا عميقًا، فأنت موظف دولة والدولة لكل رعاياها، ولا ينبغي أن ندخل في جدل مع الناس في اللاهوت، ولكن علينا أن لا نتهاون أبدًا في محاربة الفساد، مهما كانت براهينه وحججه.

    وانطلق غيلان في حملة ماحقة لمواجهة الفساد، بأمر عمر بن عبد العزيز، وقام بمصادرة أموال خيالية لأمراء بني أمية، وكان يعرضها للبيع في مزاد علني، ويقول: “هلمّوا إلى متاع الظلمة، هلمّوا إلى أموالهم وتراثهم، يزعمون أنهم أئمة هدى ويكنزون المال، والناس تموت من الجوع”!

    بالطبع، أغضب ذلك أمراءَ بني أمية أشد الغضب، وأقسم هشام بن عبد الملك لئن ظفر به ليضربن عنقه، وهكذا كان، وبعد موت عمر بن عبد العزيز، ولي يزيد بن عبد الملك، ووجد غيلان فرصة لمغادرة دمشق وهاجر إلى أرمينيا، أما هشام الذي ولي بعد يزيد بسنوات قليلة، فقد أرسل على الفور إلى ولاته في أرمينيا، واستطاع أن يأسر هذا المهاجر الهارب بطريقة “هرموشية”، وجيء به إلى دمشق، وأُعدّت له محكمة صورية، عبر مشايخ السلطان، وتكاد الروايات تجمع على أن هشامًا قطع يد غيلان بالسيف، ثم قطع رجله وألقاه في بعض سكك دمشق، وفي اليوم التالي، أرسل له من يشمت به: “أرأيت كيف كتب الله عليك قدره، فهل ما زلت تنكر قدره؟!”؛ فصرخ غيلان: “ويلك.. وهل أتهم ربي؟ إنما أتهم هشامًا وأعوانه من الظلمة، عليهم لعنة الله”، ولم يتأخر هشام بأن أمر بصلبه وقتله من يومه.

    هكذا قضى غيلان في معبد الحرية، وقد رحلت أيامه وبقي إلهامه، ومن المؤسف أن سلفنا الصالح لم يبخلوا على غيلان وأصحابه بألقاب الزندقة والانحراف والضلال العقائدي، وقاموا عن عمد بتغييب هذه المبادرات الشجاعة التي كانت تستنطق أروع ما في الإسلام من دعوة للحرية والكرامة، ومحاربة للفساد، واستبدلوا بها نماذج الخنوع للمتغلب ووجوب طاعته والسير في هواه، وتبرير جرائمه بتعلل الأقدار.

    كان ذلك عام المتوفى عام 106هـ
    ليس المراد رواية التاريخ، ولكننا نستبصر بالماضي للحاضر، ونحتاج إلى أن نقترب أكثر من قادة الحرية في التاريخ الإسلامي الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مع ثقافة الخنوع والموت، المنقولة بنصوص مقدسة، يقوم على تخومها شرّاحٌ وفقهاء يزيّنون للسلطان ويخونون كلّ ثائر.
    ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,062
    المواضيع : 312
    الردود : 21062
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    أحد أبرز حملة لواء العقل والحرية والعدالة، ومن أشد المدافعين عن حرية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله،
    ومن أهم منظري الفكر السياسي في التاريخ الإسلامي، الذين أسسوا للفكر الديمقراطي ودافعوا عنه بقوة،
    . وبالرغم من أنه يعد - رحمه الله - أحد أكبر الذين دافعوا عن حرية الإنسان وعن العدالة، الرافضين مفاهيم
    وأفكار القدر التي روج لها الأمويون لتبرير استيلائهم على السلطة، إلا أن كتب التاريخ لم تنصفه،
    وحتى الآن لم نجد من يقف إلى جانبه ويعيد الاعتبار له سوى كتابات قليلة جداً.
    .إنّه غَيْلان الدّمشقي، الذي دفع حياته من أجل الحرّية والعدالة وكان أحد ضحايا الحكم الأموّي
    بعد أن قرّبه الخليفة عمر بن عبد العزيز.
    شكرا لأنك جعلتنا نتعرف على هذه الشخصية الثرية فرحمة الله علىيه
    وبارك الله فيك ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي