أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يا ثلج (خاطرة) الروائي محمد فتحي المقداد

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي يا ثلج (خاطرة) الروائي محمد فتحي المقداد

    يا ثلجُ (خاطرة)

    بقلم الروائي- محمد فتحي المقداد

    على صفحة الثَّلج البيضاء، قرأتُ بإمعانٍ تحدّي البرد، والبرد قاتل، وسببٌ لكلّ علّة.

    حفظت الطُّهرَ.. النّقاء.. الصّفاء.. البياض النّاصع من كتاب الثّلج.

    بللّتُ بدُموعي صفحات المُهجّرين في خيامهم المعزولة في العراء، خلف كُثبان الثلوج بلا دِفْءٍ.. بلا خُبز.. بلا أمان.. ربّاه رُحماك بهم.

    ولساني حالي يُردّد: "يا ثلجُ قد هيّجتَ أشجاني.. ذكّرتني أهلي وأوطاني".

    لم أجدْ تفسيرًا: بأنّني كلّما عِشتُ حالة الثّلج؛ تُراودني ذكرى ذاك السّجين النّاصريّ بانتمائه السياسيّ. الذي كان مُعتقلًا في سجن المزّة متحف الرّعب بعد انتهاء صلاحيته، وتحويله من صفة سجن، إلى أيقونة رُعب تُزار، عندما أرادوا تجميل صورتهم القبيحة.

    بعد سنوات من خروجه، أنشد على مسمع زائريه المُهنّئين: "يا بعثُ قدْ هيّجتَ أشجاني.. ذكّرتني أهلي وأوطاني).

    توقّفت نوبة فرحي بالثلج. من جديد استبدّت الأحزان بي، أخذتني بعيدًا في متاهاتٍ سوداء، لم يستطع الثّلج تبييضها، أو تطهيرها من نجاساتها المُستقذَرة، ولا كلّ ما عُلِم في الحياة من مُطهِّرات.

    سوادُ الذكرياتِ مِمْحاةُ البهجةِ.. و إطفاءُ لشمعة أملٍ سعيدة عمرها لحظة واحدة فقط.

    (من كتابي/ كيف.. وكاف.. ياء.. فاء)

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,102
    المواضيع : 317
    الردود : 21102
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    الثلج .. هذا الزائر الأبيض الذي يغطي الأرض ويعطيها رونقا وجمالا
    ويدخل البهجة للقلوب رغم البرودة لجمال منظره، وارتباطه بالطهر والنقاء.
    ولكنه هنا امتزج معناه في مخيمات اللاجئين بالموت بردا حيث دفنت المخيمات
    بالثلوج، ومن لم يمت في الحرب مات من البرد.
    نسجت من خيوط الحزن عباءة مجدولة بسواد الذكريات فانمحت بهجة الفرح بالثلج.
    خاطرة رقيقة حسا ولغة أبدعت في صياغة عباراتها وصورها.
    جميل حرفك أيها الرائع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    الثلج .. هذا الزائر الأبيض الذي يغطي الأرض ويعطيها رونقا وجمالا
    ويدخل البهجة للقلوب رغم البرودة لجمال منظره، وارتباطه بالطهر والنقاء.
    ولكنه هنا امتزج معناه في مخيمات اللاجئين بالموت بردا حيث دفنت المخيمات
    بالثلوج، ومن لم يمت في الحرب مات من البرد.
    نسجت من خيوط الحزن عباءة مجدولة بسواد الذكريات فانمحت بهجة الفرح بالثلج.
    خاطرة رقيقة حسا ولغة أبدعت في صياغة عباراتها وصورها.
    جميل حرفك أيها الرائع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أسعد الله أوقاتك بكل خير
    استاذة نادية

    لكل شيء جانب ابيض والاخر الاسود.
    والثلج هو خير وموت.. والتضاد والتقابليات سمة الحياة..
    تحياتي وتقديري لك سيدتي
    دمت بخير