الخليفة:
قال تعالى (وإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)
والخليفة هنا هو ذلك الإنسان المخلوق الجديد
وكلمة خليفة جاءت نكرة دلالة على التكرار لنفس الجنس وتنوع خلافته في القصد وتنوع خلافته في افعاله ومراده
لكن كونه خليفة بفعل من افعال الله سبحانه وهو جاعل
دلالة على ان هذا الخليفة سيتم تفعيل قدرته على من دونه لكون الفعل هنا من افعال الله سبحانه وتعالى
وكلمة خليفة تدل على انه لابد من استخالفه على شى ما
ولابد من أن يتم استخلافه لبعض خصائص من استخلفه بقدر امكانيات امكانياته الخلقية
بالتالي فهذا الذي تم استخلافه في الارض سيهبط إلى الارض وهناك قدرات إرادية له تمكنه من إحداث افعال في الأرض هي في الأصل من افعال الله سبحانه بتسخير الله سبحانه المفعول به تلك التغييرات
فلما جاءت كلمة خليفة نكره علم الملائكة ان هذا الخليفة سيحدث ويبدل ويغير وسيخرج بافعاله تلك عن مراد الله سبحانه وسيكون كل فرد خليفة في نفسه على ما بين يديه بالتالي نشوء صراع يؤدي إلى الإفساد وسفك الدماء
وكون الملائكة صفتهم(لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون) صار هناك مادلالته على الحزن لوجود مخلوق وهو ذلك الخليفة سيخرج بافعال نقص تغضب الله سبحانه وتعالى فَغِيرَة على حق الله في توحيدة وطاعته كان ذلك ردهم (اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء)
وجُعِلَ ذلك الخليفة بالارض
بالتالي ذلك المستخلف في الأرض ليحقق صفة الخلافة لابد ان يحظى بقدرات استفعالية لخلافته تلك في الارض
بالتالي لكونه خليفة نتج من فعل الله جاعل لابد ان يحظى ببعض الصفات التي تحقق له تلك الخلافة
وكونه نتج فعل من افعال الله سبحانه والله سبحانه له الصفات العلى
بالتالي فذلك الخليفة الجديد بالارض لابد ان تكون صفاته كخليفة كفعل من افعال الله أن تحقق من التبديل والتغيير في الارض ما دلالته ان صفة (خليفة ) التي اعطيت لذلك الإنسان لها من الصفات ما دلالته انه فعل من افعال الله
بالتالي هناك الشبه في الفعل مع الفارق في علو الصفات بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى
بالتالي فالإنسان سيساعده الخلق جميعا في بيان صفاته تلك بأن يبحث الإنسان في المعطيات العلمية حوله في تلك المخلوقات من جماد وحيوان ونبات
وحتى لا تكون التجربة المادية مميته لذلك الخليفة
فإن الله سبحانه انزله إلى تلك الارض ومعه البرنامج الذي يخصه ليتفاعل به مع من في الارض من الخلق
وذلك الإنسان ما عليه من اجل نجاته إلا تفعيل ذلك البرنامج
وبقية المخلوقات حوله ستمده بالمعلومات العلمية ليشابه من قام باستخلافه ببناء احداث جديدة في الأرض كفعل خاص لذلك الخليفة
فالمطر سيهبط عليه من السماء وسيرى طيورا تبني اعشاشا فيبني بيته
وسيرى ان كل نوع له سلاحه الخاص الذي يدافع به عن نفسه فيبدأ بصناعة السلاح الذي يخصه
فتبدأ خلافته
وسيرى أن المعادن تسيل بالنار وتاخذ شكلا جديدا وفق الوضع الذي بردت عليه
فيبدا بتشكيل المعادن ليعد منها اسلحته وأهدافه المختلفة
ويبدا الصراع بين البشرية او بمعنى اخر بين الخلفاء وبعضهم البعض
فيبدا كل يجتهد صناعيا ليفوز بحقه في الخلافة
فتبدا الأحلام بالطيران كالطير
والغوص كالاسماك
وحفر الأنفاق كساكني باطن الارض
ويبدا كل في معرفة اسرار غيره فيحاول ان يحيط به علما فيصنع ما ينقل له خبره صوتا وصورة وهو هناك بعيدا عن متناوله
ثم يبدأ فى إرسال جنده من الأليات المختلفة التي يتحكم بها عن بعد لتعطي اوامره وهو عن بعد وتنفذ مشيئته وهو عن بعد وتقدم له فروض الطاعة وهو عن بعد ويأخذ من الثروات ما شاء وهو عن بعد
ويطيعه الادنى منه عن بعد
فينفذ له ما اراد وهو في خشية منه عن بعد
ومن اجل ان ينال هذا الضعيف رضاه ويكسب بعض صفات اسلحته ومعيته يحقق له الطاعة فيدخل في حلفه على غيره
وهكذا يدور ذلك الخليفة بالارض
لنرى نحن مسلمي اليوم ان البشرية كلها فهمت معنى الخلافة والمذكورة في ديننا وبلغتنا ولم نفهمها نحن
بالتالي إن فهمنا نحن معنى كلمة خليفة
لكن إن اقمناها بهذا الدين والذي هو علم الله سبحانه صارت خلافتنا تحقق ما يليق ان خليفة الارض تدور افعاله واقواله مع مراد من قام باستخلافه بداية
بالتالي سنصبح نعم الخليفة الحق
وسيصبح النكرة(خليفة) معرفا(الخليفة) إذ سيحقق معية الله فيجري الله سبحانه مراده على يديه
فلا يصدر منه إلا كل كمال وسيجبر الله النقص له
وستصبح الارض بها من الخير ما دلالته ان الله يجري مراده على يد ذلك الخليفة المسلم الذي يدير البشرية بمراد الله سبحانه
فلا تجد في البشرية شريدا إذ سيحيط بهم علما من خلال ربط بيانات اليشرية كلها في خلافته
ولن تجد بها فقيرا إذ الخلافة في عهده جعلت البشرية كلها كجسد واحد تدور ثروات الارض كدوران الدماء على خلايا الجسد
ولن تجد من يتالم لسبب ما إذ الجهاز الرقابي للدولة كالجهاز العصبي للجسد
ولن تجد يتيما ضائعا إذ انه خلية أساسية بجسد تلك الخلافة
ولن تجد تجارة سيئة تدور داخل تلك الخلافة إذ برنامج إدارة تلك الخلافة هو علم رب العالمين
ولن يظلم طير او حيوان إذ الجميع يقيم مراد الله سبحانه ليلتقي مع علم الله الذي يحكم تلك الخلافة فتكون الجنة
فنعم الخليفة هو ذلك الخليفة