الإدمان

الإدمان:
الإدمان يبدأ بفكرة ثم تجربه ثم تكرار التجربة
فإن كان ما تم تكرار عطاءه من كيميائيات الجسد فإن الجسد سيبدأ في إعتماد التركيزات الجديدة فيبدأ الجسد كله في تغيير نسب إفرازاته ليتواكب مع ذلك التركيز الجديد
ثم يصبح الجسد ينادي كل حين على هذا التركيز ليبحث صاحبه عنه فإن كان ميسرا له ذلك فإنه يشتريه
وإن لم يكن ميسرا له ذلك يبدأ بتقديم المقابل
وهذا المقابل إما بعضو من اعضائه
أو بتقديم اهله قربانا لمن يملك تلك المادة
او بارتكاب الجرائم
وهذا يؤدي إلى إفساد المجتمع وزوال الامان به إذ صار المرء عبدا لإدمانه
وهذا الإدمان يلاحظه كل كبير وصغير لذلك مع خطورته إلا ان واضح بين
وهناك إدمان أخر لا يلتفت الناس إليه
وهو الإدمان العقيدي والثقافي
فتكرار مجالسة الفرق المختلفة والثقافات الشاذة يصبح هناك الفة معهم
ثم صحبة بينهم
ثم زيارات بينهم
ثم حب
ثم تحفظ الجوارح خطوات السير الى مجالسهم
فتجد المرء قد يغفو عقله ولا تغفو جوارحه عن الطريق لهم
ثم يبدا المرء باخذ ابنائه ثم التوسع والإنتشار
فإن إنفسم المجتمع إلى تلك الفرق بهذا الإدمان صار الصراع بينهم مرعبا
إذ خرج المنطق العقلي وصار الإدمان هو قانون الصراع
فيقتل المرء اخيه ولا يعلم لماذا قتله ولا يعلم القتيل لماذا قتل فهناك محرك خفي هو ما يحرك الجميع لذلك
وصارت الدماء والدمار هي المرحلة الجديدة للإدمان فتجدهم لا يشبعون ولا يتوقفون وكل يقدم الدليل المعبر عن هذا الإدمان
فيفني بعضهم بعضا تاركين جنات وانهارا كانت تجمعهم
وهذه هي اشد أنواع الإدمان
وهناك الإدمان الطيب الجميل الذي لا يعتريه السوء في القول والعمل
وهو إدمان توظيف الجوارح لمراد الله سبحانه
فالله سبحانه له الصفات العلى
بالتالي كل امر له سبحانه له من العلو في كماله ما بنفي ان يكون السوء من نتائجه
ومن اجل ان يكون هذا الإدمان مفعلا
انزل سبحانه برنامج عمل تقوم به البشرية
فنحن نرى ما حولنا من الخلق صارت افعالهم خالية من النقص ونحن نحيا على نتج وثمار افعالهم تلك
وإدمان الشئ الواحد يؤدي لنتيجة واحدة مهما إختلفت نوعية البشر
فإدمان مراد الله سبحانه يؤدي إلى ان تدور الجوارح مع مراد الله مهما اختلف مكان البشرية ولونها
وبتكرار تحقيق مراد الله تبدا الجوارح الظاهرة والباطنة تعمل تلقائيا وتنادي صاحبها كل لحظة ليحقق لها إدمانه
ولا تجدها تسعد وتهنأ إن طلبت نفسه الامارة بالسوء مطلبا
فتجد هناك قشعريرة ورعبا والما وعدم نوم ولا يستقر حاله حتى يرفض ذلك
فتهنا الجوارح ثانية ان اعطاها ما ادمنته
ولهذا فالعمل بشرع الله كاملا تصبح العقول والاجساد في كامل علوها
إذ من الطبيعي طالما أقيم علم من له الصفات العلى إدمانا في المجتمع يصبح المجتمع وليا له من علو صفاته كما قال سبحانه في حديثه القدسي
كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورحله التي يمشي عليها وإن سألني اعطيته وإن استعاذني أعذته
فاذنه صار لها من العلو ما تسمع الطيب وترفض الخبيث
وبصره صار له من العلو ما يرى الطيب ليقيمه ويرفض الخبيث
ويده صار لها من العلو ما ترى الطيب فتقيمه وترفض الخبيث
ورجله صار لها من العلو فتسعى للطيب وتمتنع عن الخبيث
وتلك مرحلة الإدمان العليا
ثم ياتي الامر المعجز فيقوم القلب بعد ان ادمن الجوارح طاعة الله بان يسال الله سبحانه فيجيبه
ويستعيذ بالله فينصره
فيرى المجتمع من الخير ما دلالته إدمان طاعة الله فتجالسهم الملائكة وتنفر منه الشياطين
ويفرح بهم الجماد والنبات والحيوان إذ صاروا تحقيقا هو الإسلام يمشي بينهم بالتالي هو علم الله يمر بينهم في صورة حركة مادية تنفذ هذا العلم وتحققه
فيشم منها اطيب ريح ويرى منها كل جميل
فيكون هناك خطاب دلالته العلم بالله فينطق بين يديه الحجر والشجر
ليتفقوا على رفض كل خبيث في الارض
فيتحدا معا لطهارة الزمان والمكان
فكم تاذت الارض من هؤلاء الخبثاء
فإذا مات هذا المدمن لطاعة الله استقبلته الارض واحتضنته كافضل ام لإبنها فحافظت على ذراته من التلوث وحافظت على اعضائه من التفكك فحبيب يحضن حبيبه وهل يضر الحبيب حبيبه؟
فتبكي السماء لمغيبه عن نظرها فقد كانت تراه سراجا منيرا ينير دروبها ويصعد كلامه بافعاله فله دروب من دعائه دروبا إلى السماء
ويبكيه الزرع والطير والحيوان
فكم انسهم بمجلسه وحلو افعاله وكلامه
وكم نقاهم من كل سوء
وكم حافظ عليهم من الجوع والعطش
فما بالكم بمجتمع كامل تلك صفاته
فإن اختفت تلك المجتمعات وتلك الافراد ولم يبق إلا الذين ادمنوا الخبيث
فقد قامت الساعة

تجليات فكرية تتغلغل في الوجدان، وتأملات هادفةـ ونص تألق بأسلوبه البليغ
عمق في توصيل الفكرة مع تألق في التصوير.
دام ألقك.