الأثر يدل على صاحبه:
من المعلوم ان لكل مخلوق اثره
فهناك الأثر الافقي للقدم فنعلم ما هو ذلك الكائن
وهناك الاثر لعمق ذلك الأثر فنعلم ثقل هذا الكائن من خلال التجربة
وبكثرة الأثر في المكان الواحد نعلم ان هنا كانت مقومات حياة ذلك الكائن
ومن خلال بنايات ذلك الكائن نعلم مستوى حضارة ذلك الكائن
ومن خلال العمق التاريخي للأثر نعلم العمق التاريخي لعلم ذلك الكائن ونعلم أنهم اصحاب ذلك المكان وليسوا مجرد عابرين له او محتلين له
وبقدر عدم تكرار هذا الاثر وعدم تنوعه نعلم تميز اصحاب ذلك الاثر وتفوقهم على من دونهم
بالتالي عندما ياتي خبر يضاد مدلول ذلك الأثر يتم رفضه عقليا مهما كان حامله
إذ لا يزال اليقين بالشك
والاثر الحضاري يقين بوجود حضاره
والحضارة لا تبنى على العشوائية والجهل والتفكك واللا منطق
فالحضارة تبنى على النظم العلمية وعلى النظام المؤسسي الترابطي للتخصصية العلمية وعلى النظام الهرمي القيادي لتوحيد الرؤية والهدف واختيار التوقيت الزمني والمكاني لقيام تلك الحضارة
بالتالي كل حضارة فريدة في نوعها فأهلها مميزين بقدر عظم تلك الحضارة وصار هناك ما هو مميز لهم عن غيرهم في الأجيال التي تليهم
فإن جاء من يتهم أبناء واحفاد تلك الحضارة بصفات التخلف فاعلم انه إما انه غبي واما انه يريد سوءا بأهلها
وقدماء المصريين تركوا حضارة لا يمكن تكرارها كما لا يمكن تقليدها
بالتالي لا يمكن تكرار اصحابها
بالتالي فالشعب المصري مميز عن غيره كإنسان في ذاته وككائن له مدلوله عن غيره
لذلك لا تستغرب ان جميع الدول التي مرت عليه لم تستطع ان تغير من صفاته في شئ
وهو يتقبل الأعلى فقط ويتشربه ويبرع به لذلك فقد تقبل لغة القرأن واصبح نطقه لها مرجعا لغيره
وتقبل الإيمان بالله فصد عن الإسلام كل دعاوي التشكيك به من تلك الإمبراطوريات التي غزت العالم باثره وحاولت غزوه
وهذا ما يحير الاعداء
إذ سؤالهم كيف نصيب تلك الدولة في مقتل وهناك شئ خفي دائما يجمعهم فيمحوا خططنا ومرادنا بتلك البلد
فجاءوا من اخبث الابواب وهو ان نفعل تلك الإمكانيات التي لا نعلمها لهذا الشعب في ان ياكل بعضه بعضا
وذلك من خلال تقسيم ذلك الشعب إلى جماعات واحزاب شتى
كل له ثقافته التي تعارض ثقافات الأخر
وكل له رؤية تعارض رؤية الاخر
وبذلك تم استعمال هذا الشئ الخفي في ان يتصارع مع بعضه البعض
كمن يأتي بحجرين لهما نفس الخصائص ويصدمهما ببعضهما
ولكن سبحانه الله في هذا الشعب
فقد ذابت كل تلك الجماعات وكل تلك الاحزاب وكل تلك الفرق
كما لو ان هناك نهر جاري يربط هذا الشعب ببعصه البعض يطهر نفسه اولا بأول من كل ما يفصل بين افراده
ولعل هذا هو مدلول قول الله تعالى(وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ (٩٩ ))
إذ لم يتم تحديد الفترة الزمنية لهذا الامان وهذا دلالة على إطلاقه
ولما كان الأمان لا يقع إلا بالله سبحانه فإن الاية رقمها (99) واسماء الله سبحانه التي ذكرت بالكتاب والسنة عددها (99)
وبما ان كل اسم لله سبحانه له صفته الدالة عليه وصفات الله سبحانه جميعا معا بينت مدلول معنى رب العالمين
بالتالي فتلك البلد محفوظة بصفات ربوبية الله سبحانه
وهذا يجعلنا في اطمئنان
لذلك بقدر قرب اهلها إلى مراد الله سبحانه ببيان رسوله صلى الله عليه وسلم سيكونوا مميزين في الخير حتى يصبحوا هم الدليل المرئي لكل زمان لكيفية الوصول لله سبحانه
وهذا ما يجتهد به العدو ليمنعه ويمنع السبيل إليه
فاحاط بها من كل جانب بعد ان وقعت تلك الجوانب في امانيه الكاذبة
إلا ان الرؤية قد صارت واضحة مهما اعتلاها غبارهم الثقافي
وما على المصريين إلا الترابط والتراحم فيما بينهم
وسيروا كيف يزول كل هذا الخبث
فالحمد لله لكوني مصري بأرض مصريه أعبد الحي الذي لا يموت