المدلول العملي والمدلول الكلامي:
قال تعالى في سورة ال عمران (إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ (190))
هنا توجيه مخصوص لمن له صفات مخصوصه
وهم اولي الالباب وهم اصحاب العقول
واللب هو قرار الشئ الداخلي
واصحاب الالباب هم من يصلون بعقولهم إلى المدلول الحقيقي لما بين أيديهم من البحث العلمي العقلي حتى لا يكون هناك زيغ في قراره وبيانه والدال عليه هذا الشئ الذي قام ببحثه
لذلك فعند البحث في كلمة خلق السماوات والارض فالعقل يخبرنا بان لهذا المخلوق من خلقه ومن اجل ان يخلق السماوات والارض لابد من أن تكون صفاته بالعلو الذي يليق بإحداث هذا الخلق
والسماوات والارض هي المكان ثم ياتي الليل والنهار دلالة على ما يتضمنه من سائر النجوم والكواكب
ثم ما ينتج عنهما من حياة وحركة لبقية الخلق من النبات والحيوان وكل شئ
واصحاب الالباب يربطون كل الاحداث معا
ويصلون إلى نفي التعارض في كل هذا الخلق إذ ان الجميع مركب على بعضه البعض كبناء واحد بالتالي هناك واحد فقط هو من خلق هذا كله وحتى يصبح هذا الخلق له تلك الصفات من العلو في الكمال في حجمه ونظم الحركة به وتلك المعاملات بين اجناسه المختلفة يلزم ان من احدث ذلك كله له الصفات العلى في كل ما يدل على الكمال
فنرى بصورة عملية هذا الكمال بالعين والقلب وبالتحليل العقلي
بالتالي صار لنا منطقيا و اعتقادا ان لهذا الخلق رب واحد
وطالما هناك ذلك التنوع في اجناس الخلق فسبحانه هو رب العالمين
بالتالي بهذا المدلول العملي بين لنا سبحانه علو صفاته
بالتالي عندما ياتي أحد من الخلق ويقدم لك مدلولا نظريا يعارض ما وصل إليه اصحاب الألباب نقول له منطقك ليس بصواب إذ انه يعارض الحقيقة المطلقة
وهذا المنطق العقلي هو الأرضيه لتقبل الخبر الكلامي من الله سبحانه وتعالى
فأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وجعل صفاته الذاتية والفعلية تليق بكونه رسولا لمن له الصفات العلى سبحانه
يخبرنا بمراد الله منا نحن الجنس البشري
بالتالي العقل الذي رأى كمال هذا الخلق يقول لنا ان الله سبحانه يريد لنا نحن ايضا ان نحيا الكمال فيما بيننا كجنس بشري فلا يكون هناك خلل في شئ ظاهرا كان أو باطنا
بالتالي فلا يكون إلا الحسنى في المعاملات بيننا فلا يصدر من الجنس البشري في أقواله وافعاله إلا كل طيب
فتحول المدلول الخبري من كونه خبرا كلاميا إلى فعلا محققا بيننا نعيشه ونلمسه بايدينا في اقوالنا وافعالنا بهذا التعايش بيننا كجنس بشري وهذا التعايش مع بقية الأجناس الاخرى
فإن جاء من يريد إخراجك من هذا التعايش لمجرد فكرة ناقصة طرأت على ذهنه نقول منطقك يخالف العقل
إولا تجربتك فشلت في بلاد عدة وخرجت تلك الدول من الامان الذي كانت تحياه الى التشرد والخوف والجوع والعطش واللا دوله وبعد ان كان هناك حدود بينها وبين عدوها ضاعت تلك الحدود وصارت تلك البلاد مرتعا له ومرتعا لكل السباع الضارية تاكل بالحي والميت
والمنطق يقول ان التفاعل في هذا الكون كله يسير في الإتجاه الذي يعطي أكثر أستقرارا وثباتا
وقولك يعطي عدم الإستقرار وعدم الثبات بالتالي يؤدي إلى الإنشطار
فيصبح المجتمع مادة مشعة لا تصلح الحياة بالقرب منها لنبات او حيوان او إنسان
ومن يجاورها يصاب باصناف العذاب من الأمراض الفتاكة والعذاب قبل موته
فتجد الدول العاقلة تبني جدرانا عظيمة لمنع تسرب افكارهم الإشعاعية المدمرة إليها
ليس هذا فحسب بل تراقب ذلك الإنشطار حتى يخمد ويصبح امنا
وكما ان اثار هذا الإنشطار يمتد قرونا من الزمان فإن اثار الأفكار الهدامة ايضا تمتد قرونا من الزمان وحتى لا تتسرب تلك الافكار يتم ردن و تغليف تلك الافكار بمواد لا تسمح بنفاذ تلك الافكار ثانية
والحمد لله ان تم ردم ذلك المفاعل النووي الصغير الذي كاد ان ينشطر هنا بتلك الدولة التي اهلها في رباط إلى يوم القيامة مصر وتفكيكه وعزل كل مادة عن الاخرى
قبل أن ينشطر ويصبح مدمرا لكل رابطة تجمع بين عناصره فيغير من صفات افراده فلا يجتمع لهم جمع ثانيا في مكان او في صفة من الصفات فتتداخل اشعاعات كل بالأخر ليكون المصير مدمرا وجمعهم ثانية مستحيلا
لك الله يا مصر فالله سبحانه يحفظك لعلم يعلمه سبحانه
ذابت كل ثقافات الدول التي مرت بك كما لو ان هناك نهر يطهر نجسهم وخبثهم
الله سبحانه كلم موسى تكليما عليك
كنت غوثا للبشرية في عهد يوسف عليه السلام
وكنت غوثا للخلافة الإسلامية في عهد عمر رضي الله عنه
وعلى اعتابك تحطمم عبدة الاوثان والاصنام من التتار بعد ان دمروا الخلافة العباسية فحفظ الله بك الإسلام
وجاءتك دولة العبيديين الرافضة ليتشيع اهلك فجاءهم صلاح الدين ليزيل نجسهم وخبثهم
نزل القران بمكة والمدينة واهل مصر هم من يجيدون نطقه وبيانه
فمن انت ايها المحبوبة مصر ولأي شئ عظيم يعدك الله سبحانه
تلك هي بلادي وبلادكم يا اهل مصر فترابطوا وتحابوا وليكرم بعضكم بعضا وتعايشوا إخوانا ولا تستمعوا لخبيث يفرق بينكم
والحمد لله رب العالمين