الإسلام والعلم:
في عصرنا الحالي ظهر من يتهم المسلمين بالتخلف
وكانت حجته أن المسلمين انشغلوا بامور الأخرة من من الجنة والنار وتركوا علم المادة لغيرهم
فتقدم غيرهم وتخلف المسلمون
حتى نرد على هؤلاء تعالوا اولا نعرض ما نتفق عليه
اولا الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
فسبحانه من صفاته الفعلية أن خلق كل شئ
بالتالي فعل الخلق لا يقام إلا بالعلم
والله سبحانه من أسمائه العليم وكل اسم من أسماء الله سبحانه له الصفة الدالة عليه
ثم سبحانه بعد ان خلق لابد من تصوير الشئ في الصورة التي تخص كل نوع
بالتالي تصوير كل تلك الانواع يحتاج إلى العلم
ثم كل نوع يحتاج برنامج إدارة لنوعه في كيفية الماكل والمشرب والتزاوج والتعايش مع الانواع الاخرى
بالتالي فبرنامج إدارة النوع الواحد يلزم أن يترابط مع بقية الأنواع كلها
فالنبات يحتاج إلى برنامج لكيفية انبات الحبة ثم كيفية نموها من خلال مجموعة التفاعلات للعناصر والجزيئات المكونة له
وكبفية قيامه بالحصول على عناصر نموه من التربة المحيطة وكيفية استغلاله للطاقة الشمسيه واستغلال غاز ثاني اكسيد الكربون
ليقوم بمجموعة من التفاعلات داخله وفق هذا البرنامج فينتج غاز الاكسجين لنفسه ولغيره وينمو وينتج نوعه
ثم ياتي الطير ببرنامجه الذي يخص نوعه يتغذى على نتج هذا النبات ويتنفس من أكسجينه ويحيا وفق البرنامج الذي يخصه في ماكله ومشربه وبناء عشه وتزواجه ورعايته لصغاره وهجرته من مكان لأخر وفق خطوط سير معلومة له ولا يحيد عنها مطلقا
وكذلك الحيوانات بالبر والبحر
وكذلك نسبة الاملاح بالمحيطات والبخار بنسب ثابتة منها تحافظ على الماء من التلوث كمخزون مائي ومنها جعل الحياة مناسبة للكائنات الحية به
ثم ناتي لفروق درجة الحرارة من مكان واخر وما يتبع ذلك من فروق في الضغط وما يتبع ذلك من حركة الرياح محملة بالبخار من مكان لاخر ثم سقوط تلك الامطار في اماكن بعينها
كل ما سبق قام بعلم العليم سبحانه
بالتالي هناك منظومة عمل كاملة بالخلق جميعا فكل شئ قد تم تقديره وإحصاءه (الذي أحصى كل شئ عددا)
والله سبحانه خلق الإنسان وجعله خليفة
وكلمة خليفة للأسف لم يتم تعريفها جيدا لمسلمي اليوم
إذ من الطبيعي للمفهوم العام عندما اقول ساجعل فلانا خليفة أنني ساعطيه بعض الصلاحيات وتلك الصلاحيات لن تجعله شبيها لي
وهذا ما حصل مع البشرية
فالله سبحانه اعطى البشرية بعضا من صفاته في توظيف المادة وتركيبها في صور متعددة ليستفيد منها
وكلمة بعض لا تعني المشابهة بالله سبحانه فانا املك والله سبحانه يملك
فهل تشابهنا في الصفة
قطعا لا فانا املك ما ملكني الله فيه في ملكه
كذلك انا خليفة فيما استخلفني الله فيه في ملكه
وجعل تلك الصفات مبنية على ما سيتم تحصيله من العلم بالمادة التي بين يدي البشرية
أي ان البشرية ستعمل بعلم المادة الذي وضعه سبحانه بها بتجميع صفاتها مع صفات مواد اخرى لينتج شيئا جديد
أي ان البشرية تعيش في ملك الله سبحانه وتتعلم من علمه وتشكل وتبني وتصنع وفق ذلك العلم
بالتالي فالمسلم يعبد الله ليس ليكون متخلفا قاصرا حركته بين البيت وذلك البناء المسمى بالمسجد بصفات الكهنوتية
فالارض كلها بالنسبة للمسلم مسجدا (جعلت لي الارض مسجدا وطهورا)
وليست نقطة مخصوصة بالارض
ولكن ليكون اعلم اهل الارض من البشر بما هو طيب لجنسه
والمسلم لم يعبد الله سبحانه إلا لكون أن الله سبحانه له الصفات العلى
بالتالي تعلو صفات البشرية فلا يصدر من المسلم إلا ما دلالته أن يعبد من له الصفات العلى ومنها العلم
والجهل صفة نقص لا يتصف بها من يعبده المسلم فكيف للمسلم ان يكون جاهلا
ومن صفات الله انه قد أحاط بكل شئ علما بالتالي هي دعوة للمسلم ان يحيط كخليفة بعلم المادة التي حوله ويجعلها ويصورها في صور شتى تقوم بخدمته لكونه خليفة فيحيط بما حوله علما
بالتالي فالمسلم الباحث عن جنة الاخرة فهو يقيم جنة الدنيا بتحقيقه لعلم الإسلام على ذاته ومجتمعه
والاستفادة كخليفة بما بين يديه من مادة بتشكيلها وفق خصائصها العلمية في الصورة التي تحقق راحته وسعادتها وإحاطته العلمية بكل شئ حوله من السماء والارض ودراسة كل الانواع من النبات والحشرات والحيوانات بالبر والبحر
بالتالي فالمسلم الحق يجمع بين العلم الذي به يحقق مراد الله منه فيفوز برضاه عنه كعابد لله سبحانه
وبين العلم كخليفة يحقق الكسب العلمي للمادة حوله
فجمع صفة الإحسان لظاهر افعاله وباطنها بعبادته لله سبحانه وجمع وظيفته كخليفة اسعد ما حوله في سرعة إيصال حسنه بالعلم بالمادة التي بين يديه