أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: السيدة خديجة والحصار

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 87
    المواضيع : 87
    الردود : 87
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي السيدة خديجة والحصار

    السيدة خديجة والحصار

    حيدر محمد الوائلي

    في العاشر من رمضان في السنة العاشرة لبعثة النبي محمد (ص) وقبل الهجرة بثلاث سنوات في شِعب أبي طالب حيث القهر والمعاناة والحصار، طارت حمامات روحٍ تركت لذة الدنيا وزينتها لوغدٍ كان تصور إقبال حلاوة الدنيا عليه باقٍ له، ليتركها مرغماً لغيره لاحقاً فيصبح نسياً منسياً خسر خسراناً مبينا.
    الخير كل الخير للصابرين، للعاقلين، للنفوس الطيبة التي لم تتلوث بالحقد والغرور والكراهية والتكبر وليتنعم الأوغاد بملذاتها وحطامها ووهم الأبهة الذي يعيشونه خيالاً لأجلٍ قصير.

    قصة امرأةً تركت التجارة والأموال وإيلاف قريش وتجارة الشتاء والصيف، لتعبد رب هذا البيت الذي سكن قلبها فآمنها من خوف مطمئنة راضية مرضية.
    رحلت من دنيا المعاناة والقهر السيدة خديجة بنت خويلد وعمرها (65) سنة بعد شباب التجارة والخير الوفير، ضحت به وبمالها ومكانتها للعزيز القدير.

    تزوجها النبي محمد (ص) وعمره (25) سنة وعمرها (40). قضت (25) سنة زوجة للرسول (ص) في معاناة وقهر ومحاربة قريش لها لزواجها من نبيٍ أتى برسالة تنصر الله بالعقل والعدل ومكارم الأخلاق محارباً الجهل والظلم وانحطاط الأخلاق.
    كان لها مع رسول الله (ص) ستة أولاد: ابنين (القاسم وعبد الله) توفوا صغاراً، وأربعة بنات (زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة).

    سيدة نساء العرب ومن كبار تجارها وحملة رؤوس أموالها ممن اشتهرت بحكمة اختياراتها وتدقيقها فيمن تختاره ليكون معها لتضمن سلامة أموالها وعظيم ربحها.
    أخوها (العوام بن خويلد) المتوفى قبل بعثة النبي بسنوات وهو ابو الزبير من زوجته صفية بنت عبد المطلب التي هي اخت عبد الله (ابو النبي محمد ص) والحمزة وعبد مناف (أبو طالب) وعبد العزى (أبو لهب).
    اخوها الثاني هو (نوفل بن خويلد) وكان شديداً على المسلمين محارباً لهم وقاتلهم في معركة بدر التي قتله الأمام علي فيها.

    عانت ما عاناه بني هاشم من جوعٍ ومرضٍ مدة ثلاث سنين هي مدة الحصار في (شِعب أبي طالب) تاركةً عز قبيلتها الأسدية أهل القوة والهيبة لتلتحق بضعفاء الناس المتجمعين مع زوجها الرسول (ص).
    من شدة الحصار اضطر الناس أن يقتاتون أوراق الشجر، بل والى اكل بقايا جلود ذبائح كانت عندهم وكان يُسمع صوت صراخ النساء والأطفال من شدة ألم الجوع.
    كان من الأطفال الذين وُلدوا داخل (شِعب أبي طالب) الصحابي الكبير الملقب (حَبر الأمة) و(ترجمان القران) (عبد الله بن عباس بن عبد المطلب) ابن عم النبي والأمام علي.

    لما بلغ بالناس هناك الجهد الجهيد وتعالى أصوات بكاء الصبيان وولولة النساء الصابرات وهن نادبات فصارت قريش منقسمة حول ما يحصل في الشِعب من معاناة مستمرة طول ثلاث سنوات لينتهي الحصار من دون انكسار في النبي ومن معه.

    خرجوا من الحصار منتصرين.
    الانتصار هو أن تحافظ على سلامة روحك من التلوث بالنفاق
    الانتصار هو عدم التنازل عن مطالب مشروعة. مطالب لم تجلب اذى لآخرين ولم تشكل عدواناً على أحد.
    الانتصار هو تحقيق كل ذلك وأنت ضعيف.
    من دون الرضوخ لمطالب قريش ومن دون تقديم تنازلات، كان رفع الحصار نصراً مبينا.
    بعد أن فُك الحصار عن الرسول (ص) ومن معه مرضت خديجة.
    فرحة رفع الحصار لم تكتمل، فما لبثت أن توفيت وقبلها بثلاثة أيام توفي عم النبي أبي طالب في شهر رمضان قبل هجرة الرسول (ص) للمدينة المنورة بثلاث سنين.

    في عام من أعوام الضيم والقهر وحصارٍ دام سنوات.
    طارت حمامات الروح بيضاء من غير سوءٍ مغادرة أرضاً مُلِئَت ظلاماً ونتانة من فعال الناس وظلم بعضهم بعضاً.
    رحلت تلك الروح النقية التي لا مكان لها بأرض الجاهلية لتسكن جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت لها ولأمثالها.
    رحلت فحزن النبي محمد (ص) حزناً شديداً لفقدها فقبل أيام لفّه الحزن أيضاً بفقد حاميه وناصره عند الشدائد والضيق عمه عبد مناف (أبو طالب).
    كلاهما رحلا في أسبوعٍ واحدٍ، فيا له من وقعٍ عظيم وأسبوعٍ كئيب حزين.
    سمى الرسول (ص) العام الذي فيه ذلك الأسبوع الذي فقدهم فيه عام الحزن لا أسبوع الحزن ولا شهره.

    دفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلاة) وهي مقبرة قديمة دُفن فيها ابنيها (القاسم وعبد الله) وكما دفن فيها أجداد النبي (ص) من قبل (عبد المطلب وعبد مناف وقصي وهاشم) وهي نفس المقبرة التي ضمت جسد عمه (أبو طالب) وأمه (امنة بنت وهب) كما ضمت جسدي اول شهيدين في الاسلام (ياسر وسمية).
    لا زال شاهد قبرها المحاط بسور بارزاً لليوم.

    قصة امرأة ثرية وتملك من الأموال الكثير فتضحي بهِ من أجل دينٍ جديد، وعقيدةٍ جديدة، وإيمانٍ جديد، قد حاربه كل بطون القبائل وكبرائها.
    حاربه أهل الجاه والتجارة، ففدت السيدة خديجة تجارتها ومالها وصحتها وعذابها لأجل عقيدة لم يعتنقها سوى المظلومين والمسحوقين والفقراء، فكانت أول من امن.

    قصة امرأة قدسية، جمعت بين قدسيتها وموقفها فكانت من النساء الأربع اللاتي فضلهن الله على نساء العالمين أجمع، حيث يقول واصفاً إياهن النبي (ص): (لم يكمل من النساء إلا أربع)، فكانت أولاهن آسيا زوجة الطاغية فرعون التي أخفت إيمانها، وثانيهن مريم بنت عمران، وكانت خديجة ثالثتهن، لتلد العظيمة الثالثة سيدة نساء العالمين فاطمة.

    زوجة مخلصة بما يحمله الإخلاص من معنى الحب والوفاء، لا حب التصنع والرياء والمنيّة والتثاقل، بل حب حقيقي.
    وهل الحب إلا إخلاص ومساندة ووفاء؟!

    زوجة جادت بنفسها وصحتها وراحتها لأجل زوجها والله من وراء زوجها والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ. فكيف لو تجاوز الجود بالنفس جوداً بالمال والثروة والسمعة وتحمل حرب الأقارب والأصحاب والجيران وحصار وقطيعة سنينٍ طوال.

    في عصرٍ كانت المرأة توأد فيه وتدفن حية، وإذا بُشِر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، وفي عصرٍ يحتقر النساء ويحط من شأنها ويهينها، في تلك الأيام جاءت رسالة لتنصر المرأة، وأول من يؤمن بهذه الرسالة امرأة.

    الله أراد لهذه المرأة أن تشرف التاريخ وتشرف المكان والزمان والظرف وتشرف نساء العالمين وتبدل وأد النساء برفعة السماء، وليصل بفضلها صرخة الحق للخافقين، فكان بها أحد عوامل كمال الرسالة ومواصلة الطريق الذي شح سالكيه.

    في أسبوعٍ واحدٍ فقد رسول الله أكبر دعامتين أعتمد عليهما في بدء رسالته، في السادس من رمضان توفي عمه وأحد أكابر مناصريه عبد مناف (أبو طالب)، وفي العاشر منه توفيت مؤنسته في المحنة وداعمته في الشدائد خديجة ومستشارته في الملمات.
    أبو طالب حامي الرسول الأكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد (ص) لعلمهم أن أبا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك. رجلا مرهوب الجانب ذو سطوة ونفوذ، وليس في بني هاشم وحدهم، بل في قبائل مكة كلها.

    كان أبو طالب سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند إليه، ومن اجل ذلك سلكت قريش أسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول (ص) مرة وفي شخص أبي طالب مرة أخرى.
    تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه أن يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها إذا لم يخلّ بينهم وبين الرسول (ص) ويكف عن إسناده له.
    غير إن أبا طالب كان يعلن إصراره على التزام جانب الرسول (ص) والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات، حتى عاش معه في الشِعب الذي سمي باسمه تحت طائلة الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته بطون قريش.

    وللأهمية البالغة التي احتلها أبو طالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله (ص) بفضله قائلاً: (مازالت قريش كاعّين عنيّ حتى مات أبو طالب).
    ومن ثم خديجة.
    امرأة استغنت عن الراحة وحلاوة الدنيا والثروة الكبيرة من أجل دين الله ووفاءاً لزوجها.
    امرأة كان كلما يتذكرها الرسول (ص) سالت دموعه حزناً لفقدها حيث طالما كان يأنس بمشاورتها واخذ رأيها.
    زوجة صالحة ومثالاً عظيماً في نصرة زوجها ومودته ومواساته، يقول فيها (ص): (والله لقد آمنت بِي إذ كذّبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس).

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 38
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    صلاة و سلاما عليك يا رسول الله و على آله الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين ..
    جزاك الله خيرا أستاذ حيدر .

    تحيّتي و احترامي
    كـلُّ الـشموس تـجمّعتْ فـي فُـلْكهِ
    ويَرانِيَ الشمسَ الوَحيدةَ في سَماهْ

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي


    لقد اكتسَبَت « السيدة خديجةٌ » بفضل إيمانها العميق بالرسالة المحمدية ، وتفانيها في سبيل الإسلام وبسبب حرصها
    العجيب على حياة صاحب الرسالة وسلامته ،وعملها المخلص على انجاح مهمته ، ومشاركتها الفعّالة ، في دفع عجلة الدعوة إلى الامام ،
    ومشاطرتها للنبي في أكثر ما تحمله من محن واذى بصبر واستقامة وحب ورغبة.

    لقد اكتسبت خديجة بفضل كل هذا وغيره مكانة سامية في الإسلام ، حتّى ان النبيّ ذكرها في أحاديث كثيرة وأشاد بفضلها ،
    ومكانتها وشرفها على غيرها من النساء المسلمات المؤمنات .
    قال الرسول صل الله عليه وسلم :
    « خديجة واين مثل خديجة ، صدَّقْتني حين كذَّبني الناس ووازرتني على دين اللّه وأعانتني عليه بمالها ،
    إنّ اللّه عزّ وجلّ أمرَني أنْ ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ( الزمرّد ) لا صخَبَ فيهِ ولا نصَب » (19).
    رضى الله عن السيدة خديجة وأرضاها وطيب ثراها
    وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    بوركت على الموضوع القيم ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية ناريمان الشريف أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : في بلاد ٍ الموت فيها معجون بالحياة
    العمر : 65
    المشاركات : 1,387
    المواضيع : 61
    الردود : 1387
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    عانت ما عاناه بني هاشم من جوعٍ ومرضٍ مدة ثلاث سنين هي مدة الحصار في (شِعب أبي طالب) تاركةً عز قبيلتها الأسدية أهل القوة والهيبة لتلتحق بضعفاء الناس المتجمعين مع زوجها الرسول (ص).

    اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآله
    ويا حبذا لو نكتب بدلاً من (ص) صلى الله عليه وسلم
    تحية وتقدير ...ناريمان



  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    رضى الله عن السيدة خديجة وأرضاها وطيب ثراها
    وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    شكرا لك على ما قدمت من سيرتها وحياتها
    بارك الله فيك وجعل موضوعك في ميزان حسناتك.