العقد الشيطاني بين الساحر والشيطان
الكتاب بلا مؤلف فى مكتبة الإكسير الشاملة وبالبحث فى الشبكة العنكبوتية وجدته فى العديد من المواقع وأقدمها موقع يسمى لقط المرجان فى علاج العين والسحر والجان من 22سنة وبالقطع لا يوجد اسم حقيقى على الموقع ولا على مقالاته ويبدو أنه نصاب أو مجموعة نصابين ممن يحترفون العلاج بما يسمى الرقية الشرعية والقرآن والنصاب له كنية أبو حمد وهو مذكور فى المقدمة
الكتاب أو المقال يدور حول وجود عقد حقيقى بين الساحر والجان موقع من الطرفين يمنح فيه الجان الساحر قدرات خاصة والمقابل هو بيع الساحر نفسه للجان وفى هذا قال الموقع:
"العقد المبرم بين الساحر والشيطان هو عقد حقيقي وليس ضرب من الخيال وهو يعقد بين طرفين لإثبات بيع الساحر للشيطان روحه ونفسه ومتاعه نظير ما يمنحه الشيطان له من القوة والمقدرة لأتيان السحر"
ويستدل المجانين على صحة ما ذهبوا إليه بأقوال عن محامى فرنسى وحكايات فيقولون:
"وقد ذكر المحامي الكبير (موريس جارسون) وهو أحد أقطاب المحاماة في فرنسا وهو مرجع موثوق به في عالم السحر والسحرة
إن كل الإلتزامات الواردة في العقد من الطرف الأول وهو الساحر يقوم بها دون أي التزام نحو الطرف الثاني وهو الشيطان حتى يرجع الطرف الأول في حالة إخلال الشيطان بمساعدته وأضاف المحامي قائلا: (إن لدي أحد هذه العقود) وفي عام (1619 م) أعدمت الساحرة الكبيرة (ستيفنون دي أوديرت) المشهورة بساحرة (البرنية) وأظهرت للقاضي صورة عقد أبرمته مع الشيطان وهذا العقد عبارة عن قطعة قذرة من جلد القط أو الكلب ملوثة ومحررة بدماء الحيض وغيرها من القاذورات التي يستحيل على الأنسان أن يتحمل رؤيتها أو رائحتها الكريهة
وفي عام (1934 م) تم إعدام الساحر الكبير (أوربان جواندييه) وقدم للمحكمة أقذر و أخبث عقد بينه وبين الشيطان وما زالت صورة هذا العقد محفوظة بالمكتبة العمومية بباريس ويوجد بمكتبة (أبسالا) صورة العقد المبرم بين الشيطان و الساحر (دانيال سالثنوس) أستاذ اللغة العبرية , ولكنه باع روحه ونفسه فلقي حتفه سريعا ,, وبدفتر خانة كاتدرائية (جرجينتي) عقد عجيب يقولون أنه ممهور بتوقيع من الشيطان الكبير نفسه وقد حرره أحد القساوسة مع إبليس بالذات وبلغة معقدة جدا عجز عن حلها أساتذة اللغات أو ترجمتها أو معرفة أي نص من نصوصه وهو مكتوب سطور منحدرة هائلة ولم يفهم من العقد إلا اسم القس الذي وقع عليه

وقد شغل هذا العقد الكثيرون من رجال الدين والقضاء وما ورد فيه من شروط نصوص والتزامات كما جاء في كتاب الأسقف (فرانسيسكو ماريا جوتش) وعنوانه (ميثاق الساحر مع الشيطان) وقد ترجم هذا المؤلف إلى الإنجليزية و نشر بإنجلترا عام (1929 م)
تعريف الساحر و أعماله و الشروط التي يجب أن تتوافر فيه
(أ) يبيع الساحر نفسه في حياته وبعد مماته للشيطان , وكذلك فأن كل ما يملك من مال وعقار وذرية هي ملك للشيطان يتصرف فيها كيف يشاء
(ب) أن يكون لديه العناد والإصرار والقوة على التحمل إلى أقصى الحدود , وذلك حتى لا تتزعزع عقيدته الشيطانية ولو قاسى في سبيلها أشد وأقسى أنواع العذاب والإهانة فهذه العقيدة هي العقيدة الوحيدة التي يؤمن بها والشيطان هو وليه الأكبر والذي يجب أن يتحمل في سبيله أشد ألوان العذاب
(ج) أن يكون وقحا عديم الحياء والإحساس والضمير ولا يكون لديه ذرة من الرحمة أو العطف أو الحنان وغيرها من العواطف والاحساسات البشرية النبيلة التي ترفع من قدر الإنسان وتسمو به على الحيوانات المتوحشة
(د) أن لا ترتعد فرائصه عندما يرى سيده إبليس أو أحد معاونيه وهم في صورة مفزعة منفرة فالشيطان يحلو له أن يكون قبيح المنظر ويفضل دائما أن يتمثل في صورة بشعة وكذلك يجب على الساحر أن يكون قويا ثابت الجنان عندما يواجه الإعدام أو يلقى في النار ليحرق فيها جزاء على ما اقترفته يداه
(ه) أن لا يتضجر ولا يتذمر إذا ماطله إبليس في تقديم المساعدة التي طلبها منه وبدلا من ذلك فعليه أن يلح بكل قوته في طلب هذه المساعدة وفي نفس الوقت يجب أن يكون على أهبة الاستعداد إذا طلب منه أن يأتي بأي عمل ينافي الأديان والآداب والأعراف والتقاليد التي تعارفت عليها البشرية وذلك عن رضا وطيب خاطر

(و) إن يجتهد بكل قوة في أعماله السحرية وان يثابر ويواظب على دراستها والقيام بما تتطلبه من طقوس شيطانية واحتفالات إبليسية غير عابىء بما يمكن أن ينال غيره من جراء ذلك وعليه أن يحضر هذه الحفلات أو الاجتماعات في مواعيدها تماما وأن يؤدي هذه الطقوس في الأوقات المخصصة لها
(ز) أن يكون جاهلا جهلا تاما , أما عن طبيعة أو بالاكتساب , بكل ما هو جميل وحميد ومستحسن وأن لا يرضيه إلا كل مستقبح ومستقدر
(ح) أن يعتقد اعتقادا راسخا في قوة الشيطان ومقدرته ومقدرة أعوانه من الأرواح الشريرة الخبيثة وأن يطيع أوامرها ويخضع لشروطها وقوانينها مهما كانت قاسية ظالمة
(ط) أن يكون عدوا لدودا لجميع الأديان وعليه أن يكون دائم السخط عليها والاستهزاء بها في كل مناسبة وأن يظهر ذلك على الملأ. ومحظور عليه تماما أن يدخل أي محل للعبادة إلا لغرض واحد فقط وهو تدنيسه أو سرقته أو تلويثه وان يتبرأ من دينه ومن جميع الكتب السماوية مع العمل على تمزيقها وحرقها وإساءة استعمالها
(ي) أن يكون مستعدا لارتكاب أية جريمة خلقية وكل معصية ورذيلة مع الانغماس في الفجور والمعاصي دون أدنى تفكير في الكف عن ذلك مهما حدث
(ك) أن يكون قذرا للغاية دنيء النفس ويجب أن يكون ذلك في غاية الوضوح عليه وعلى ملابسه فمحرم عليه استعمال الماء والصابون إلى الأبد وذلك حتى يكتسب مسكنه وجسده وملابسه رائحة نتنة كريهة تلازمه طيلة حياته ويعرفه بها زملاؤه من السحرة عبيد الشيطان
(ل) أن يقضي معظم أو كل وقته منزويا منطويا على نفسه بعيدا عن الناس قدر استطاعته , لا يتعامل معهم ولا يتصل بهم إلا إذا طلب منه ذلك لأغراض السحر أو إلحاق الضرر بالناس"

وقطعا كل ما ذكر هنا هو تخريف ونصب على الناس بدعوى وجود عقود مكتوبة سواء على جلود حيوانات أو ورق أو غير هذا والغريب هنا أن كل هذا موجود عند الكفار فى أوربا ولا يوجد شىء منه عندنا وقد أظهر الكتاب بقية العقد المزعوم وهو واجبات الشيطان نحو الساحر فقال:
"سلوك الشيطان تجاه الساحر

وبعد أن عرضنا لكل ما يقوم به الساحر من أعمال شاقة و مجهودات ضخمة من أجل أن يرضي عنه الشيطان ويقبل أن يساعده واتضح لنا مقدار الذل والهوان الذي يعيش فيه الساحر وكمية المعاصي والمخازي التي يرتكبها عن طيب خاطر , وأن الساحر لا يبخل عن الشيطان بمال أو بأي شيء يخصه حتى روحه ذاتها يكون مستعدا لبذلها من أجل إرضاء الشيطان , وأما جزاء الساحر من الشيطان فأنه لا يتناسب مطلقا مع كل التضحيات الجسيمة التي يبذلها , فالشيطان هو أخبث و أقذر المخلوقات على الإطلاق وهو لا يعرف أي معنى للوفاء أو الكرم أو أي صفة من الصفات الحميدة , وذلك لأن عمل الساحر لا يدوم بصفة مستمرة حيث أنه يفسد بعد مدة محددة , فمن الأعمال السحرية ما يدوم ثلاثة أيام وهي أقل مدة ومنها ما يمكث أسبوعين أو شهرا ومنها ما يمكث سنوات وذلك حسب مقدرة الساحر والقرين الذي يتولى مساعدته ومركزه ونوع عمل السحر ذاته والمواد المستعملة فيه والغرض منه , فإذا ما أراد الساحر أن يستمر تأثير سحره وهو بالتأكيد يريد ذلك فأن عليه أن يعيد العمل ويكرره
هذه من الحيل الشيطانية البارعة التي تدل على عظم دهاء الشيطان وعن طريقها يتمكن الشيطان من ربط الساحر به طوال حياته ويرغمه على طلب مساعدته على الدوام ويشعره بحاجته الدائمة إليه حتى يستمر نجاحه في عمله وإذا حدث أن تعرض الساحر للمرض أو الفقر الشديد (وغالبا ما ينتهي الساحر إلى الفقر والمرض) أو نزلت به أو بأهله مصيبة فأن سيده الشيطان يتنكر له ويدعي عدم معرفته به ويتخلى عنه ويتركهه وحده يواجه قدره وعندما يأخذ الساحر في التوسل والإلحاح على الشيطان من أجل مساعدته على التخلص من بلواه فيظهر له الشيطان ويسخر منه ومما أصابه ويلوح له بصورة العقد الذي وقعه بيده ويخبره أن هذا العقد المبرم لا ينص على مساعدته أو تخليصه من النوائب التي تنزل به وأن الشيطان غير ملزم إلا بعمل شيء واحد وهو مساعدة الساحر في تحقيق أغراضه لإيذاء الغير أو لنشر الفساد بين الناس وإصابتهم بالضرر والمكروه , أما أن الشيطان يشفي الساحر إذا مرض أو يعيد إليه ماله إذا خسر أو يخلصه من السجن أو من الإعدام فأن هذه كلها أمور مفيدة لا يفهمها الشيطان ولا يعترف بها لأن كل عمله وجهده هو الضرر وإيذاء الناس وإيقاعهم في المعاصي وتزيين سبل الغواية لهم"
قطعا كل ما ذكره هنا هو ترويج للدجل والسحر المزعوم الذى لا وجود له حيث لا يقدر أحد من عالم الإنس على الإتصال بعالم الجن ولا على العكس فالنبى(ص) نفسه لم يعلم بسماع بعض الجن لقراءته القرآن إلا بعد انصرافهم حيث أخبره الله فقال :
" قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"
وقد اعتبر الله أن الإتصال بين العالمين آية أى معجزة أعطاها فقط لواحد هو سليمان (ص)وسماها التسخير فقال " فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد"
ومن ثم لا يمكن أن توجد عقود بين بشرى ولا جنى للاستحالة الاتصال إلا عبر معجزة أى آية من الله وقد ألغى الله أى منع الآيات وهى المعجزات فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"