قاوم كسله المزمن كثيرا وهو يستمع الى آذان الفجر.. الدنيا صقيع والخروج من تحت البطانية عملية انتحارية تحتاج الى قوة دفع ايمانية يفتقد معظمها الان او هكذا اوحت له نفسه الامارة بالسوء .. شد اللحاف على رأسه الثقيل بجهود يومه المضنى بالعمل والهم العام .. قائلا الصباح رباح متجاهلا نداء سيدنا بلال الصلاة خير من النوم فقد مر عليها اكثر من الف واربعمائة عام او يزيد وفجأة وبلا مقدمات عربد فى صدره ألم يمزق اضلاعه من كل الجوانب وكأن سكاكين المذبح كلها قد خرجت من اغمادها كى تقطعه اربا اربا .. الالم يتزايد فى صدره بعنف مع مرور الثوانى ويتجه الى ذراعه اليسرى وكأنه يبحث عن منفذ يمر منه الى خارج الصدر الذى لم يعد يحتمل اى مزيد من هذا الالم المروع العرق يتصبب من جبينه والدنيا تنسحب من امام عينيه وغمامة سوداء تستبدل زوجته بشبح يغيب ويبتعد ويسحب معه علامات الذعر التى ارتسمت على وجهها المهزوم اما احتمالات الرحيل ..
غاب عن الوعى وعن الدنيا التى نعرفها لمدة لا يعرفها وفتح عينيه ليجد نفسه عاريا الا من رقريقة قماش مفتوحة من كل حدب وصوب وجسده ملقى على سرير غريب وجسمه مخترقا بعشرات الخراطيم والانابيب .. ايشى كاتم على فتحات انفه وايشى محشور فى حنجرته وايشى غارز فى اوردة ذراعه اليمنى وايشى فى شرايين ذراعه اليسرى وايشى معلق فى زجاجة على حامل وده ملتصق على جلده وده جهاز رسم قلب راكب على صدره وده رسم مخ متوصل بدماغه ووووو ... بعد ان كان حيا يرزق وكل اجهزته تعمل بمشيئة بسيطة من السماء لا تحتاج لكل هذه الاجهزة المعقدة وكل هذه الغزوات الجسدية العنيفة والمؤلمة.. بل من دقائق كان يتثاءب ويساءل فى كسل اقوم اصلى الفجر والا الصباح رباح ؟
مشكلة انت ياهذا المخلوق المسمى بالانسان ... تحقد ... تتآمر ... وتخون وتغدر .. وتتكبر وتتجبر وتطمع وتطمح .. وتعانى وتكابد.. وتكره وتصارع وتتصارع .. وتريد ان تمتلك الدنيا وماعليها .. تكنز الذهب والفضة ولا تشبع ولا تكتفى ولا ترضى .. رغم انك ومهما تطل بك الايام فأنت مجرد ترانزيت ومسافر ... مسافر
ابحث عن قلبك ياانسان لبحث عنه فى ثلاثة مواطن:
عند سماع القرآن الكريم... وفى مجالس الذكر .. وفى اوقات الخلوة..
فإن لم تجده فى هذه المواطن ... فسل الله تعالى ان يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك ..........