هل يمكن للجمل أن يلج سَمَ الخياط؟
ردا على علي منصور كيالي

أورد علي منصور كيالي في فيديو له شرحا للجمل في آية الأعراف أنه الحبل، حبل السفينة ولكنه لم يوفق لأن الآية أكبر من ذلك بكثير وفيها أسرار وقدرات لله عز وجل لا حد لها، فقوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الأعراف)) هذ الآيات لا تعني ما ذهب إليه علي منصور كيالي فهي أكبر مما ذكرت كما مر معنا، فالجمل بلحمه ودمه وعظمه يمكن أن يلج في سم الخياط.
لقد كنت أحسبك يا علي منصور فيزيائيا ولو بالعصامية ولكنني افتقدت البوصلة، ماذا لو ماتت الذرات المكونة لجسم الجمل؟ أو ماذا لو انتزعت الإلكترونات من الذرة؟ إذا حصل شيء من ذلك فسيبدأ الجمل في الضمور إلى أن يصل إلى حجم شعرة ولن توفق إذا عمدت إلى الشعرة لتدخلها في سم الخياط لأنها بنفس ثقل الجمل الذي كان حيا تحتاج إلى رجال كثيرين لحملها فما عليك إلا أن تنحني بسمّ الخياط، أي بالإبرة إلى الجمل الذي تضاءل بعد موت الذرات أو انتزاع الإلكترونات منها ثم تُدخل سم الخياط في الجمل، ومعنى الآية أن الله عز وجل هو الوحيد القادر على إماتة الذرات، وهو القادر على انتزاع الإلكترونات من الذرات لتنكمش وتضمر، وهي في جسم الجمل مكونات له لأن أجسامنا وأجسام المخلوقات مكونة من ذرات غاية في الصغر، فإذا تمت إماتة الذرات أو انتزاع الإلكترونات من مدارتها في جسم الجمل فإن الجمل سيصل إلى حجم شعرة، والشعرة تدخل في سم الخياط، أي أن الله تعالى إذا أراد أن يفتح لهم أبواب السماء فعل، وإذا أراد أن يدخلهم لجنة فعل، وإذا أراد لهم الرحمة فعل، فذلك شأنه جل وعلا ولا دخل لأحد فيه.، ثم إن الآية الكريمة بها تحد كبير فهل من مبارز؟ هل يستطيع أحد أن يحقق الغاية التي بواسطتها تفتح للمكذبين والمستكبرين أبواب السماء؟ وهل يستطيع أحد أن يحقق الغاية الواردة في التحدي حتى يدخلهم الجنة؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 08 يونيو 2021م