أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من الأدب الضاحك( 8 ) مع الدكتور حسين علي محمد بقلم / مجدي جعفر

  1. #1
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي من الأدب الضاحك( 8 ) مع الدكتور حسين علي محمد بقلم / مجدي جعفر

    من الأدب الضاحك( 8 )
    مع الدكتور حسين علي محمد
    بقلم / مجدي جعفر

    كتب الدكتور حسين علي محمد في يومياته :
    حينما حصل فواز اللعبون على درجة الماجستير، كتب الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد قصيدة بعنوان ( لا إدلال قبل الدال )، وهذا نصها :
    " نجا فوازُ من شرك الإعادة / فذاق البشر واحتضن السعادة
    تمجسر حين شمر عن ذراع / ونال – بمنة الهادي – مُراده
    وقال البعض : إن المرء أضحى / يتيه، وفيه كبر واعتداده
    وبعض قال : لا، لا تظلموهُ / فرز الأنف عند الشيخ عادة
    وحمرة خدّه خجل نبيل / وشد الظهر من طول العبادة
    وعيناه تخارزتا حياء / ورجلاه تخالفتا حلادة
    ومهما كان دع عنك التعالي / فلست الفرد في نيل الشهادة
    ومن غرته ألقاب فذاكم / مريض ليس يخلو من فرادة
    فيا فواز وربك بعد صعب / ودون الدال ضرب واحتشادة
    فلا تقنع بلا ( ألف ودال ) / فذان هما على النحر القلادة
    فجاهد واحتمل غصص الليالي / ولا تركن إلى لين الوسادة
    فليس الشاىُ سكره قليل / كمثل الشاى سكره زيادة ( 2 )
    وليس الليث يرضيه دجاج / وليس الصقر تكفية الجرادة
    ومن لم يُتبع العلم اهتداء / فخير منه أرباب الحدادة
    ومن لم يكسه العلم اقتدارا / فغن له إذا ( حمد حمادة ) ( 3 )
    فأوقظ جمر دالك عن قريب / وإلا تضح مستقا رماده
    ولا تتوان في طلب المعالي / وإلا تُمس كبشا للعمادة
    وخذ حكمي العظيمة وامتثلها / فليست تلك بالحكم المعادة
    والهوامش الساخرة تضيف إلى النص الكثير:
    1 – جاء في عصير الماء : " تمجسر الرجل " إذ نال الماجستير، وأنشدوا لصلمعة بن قلمعة يجو هي بن بي وكان قد نال الماجستير فناله شيء من الكبر :
    " ما بال هيّ حينما تمجسرا / قد صعّر الخدود ثم كشرا "
    ماذا ترى يفعل إن تدكترا "
    2 – زاد في ( ب ) بعد هذا البيت :
    " وإن كنت امرأ ذا سكري / فخل الشاى طول الدهر سادة "
    ولم أثبته في المتن لأنه خارج عن سياق النص، وهو بكلام المتطببين أشبه، ويبدو أنه من زيادة بعض النساخ .
    3 – حمد حمادة : مما يرقص به الصبيان .
    .......
    ........
    = ورد فوّاز اللعبون على الدكتور عبدالله الرشيد بقصيدة عنوانها " بين الميم والدال "، وصدرها بإهداء يقول فيه " مع التحية لأبي بسام " :
    نجوتُ نعم وأحرزتُ الشهادة / فقرب لي الأريكة والوسادة
    وصُبّ الشاي مختدرا ثقيلا / كمثل الدبس ( سكرُه زيادة )
    وأنشدني : " بكى كعب سُقارا " / ورجع : " تيمت هند فؤاده " ( 1 )
    وبادلني أفاويق التراخي / وجنبنا الملامة يا حمادة ( 2 )
    وعذري أنني ودعت ذلا / غداة نجوتُ من شرك الإعادة
    وطلقت " الأمانة " غير راث / لها، وارتحت من صلف القيادة
    فهأنذا يحشمني رجال / وقد ما كنت في الأنظار " دادة " ( 3 )
    وصرت معظما وعزيز قدر / كأصحاب المعالي والسعادة
    وحُقّ لي التراخي مثل أم / تراخت بعد آلام الولادة
    ثلاث سنين لم اهنأ بنوم / ولم أستهو بالأشعار غادة
    وما نادمتُ – فطُّ – سوى يراعي / إذا أجهشتُ أرخص لي مداده
    أناجي الكتب معتكفا وحيدا / بصومعتي كمثل ذوي الزهادة
    ثلاث سنين ألتحفُ التحافي / أُري الأيام من عزمي اتقاده
    ألا أرتاح من جلدي قليلا ؟ / وأمضي بعدُ في درب الجلادة
    فغيري قد ( تمجسر ) في شهور / ونال من الأماني ما أراده
    فلما أن ( تدكتر ) تاه كبرا / وظن الناس كلّهم عباده
    ولو جرّبته عقلا وعلما / لأعيتك الفهاهة والبلادة
    لك الويلات إن ناديته اسما / بلا دال، وقلت : فلان ( سادة )
    أبا بسام اختلطت أمور / وصار الزهوُ بالألقاب عادة
    فأه كم تضللنا قشور / وكم بشع تُزيّنُهُ قلادة
    الهوامش :
    1 – ما بين التنصيص مقطعان من قصائد كانت تُغنى، أنشد الأول أبو سراقة النخال غير منسوب :
    أجدُّك لا تدري لماذا بكى كعب / سعادا وقد ولى عن الدمن الركب ؟
    والثاني ينسب لأبي الشماريخ الدنف :
    لكل عراق وراق يختلف / مذ " تيمت هند فؤاده " الدنف
    انظر منتهى الأرب في شعر الطرب، للسافل أبي عرب ( مخطوط لم يحقق
    2 – حمادة هذا هو محمد بن إبراهيم الدوخي ( 1397 – ؟؟14 ه )، من أعيان قسم الأدب، وهو مصنف كتاب " طوق النعامة في طرق الملامة ", وكان يأطر على اللهو أطرا، ويكثر على العابثين اللوم .
    3 – الدادة هو الطفل الذي لم يتجاوز العام، وقيل : بل هو الطفل إلى أن يبلغ الحلم، وزعم آخرون غير ذلك، وأنشدوا لعنبه الراجز : يارب هون ألم الولادة / وقرّ عين بعلتي بدادة " والبيت الثاني من شواهد الصرفيين، أنظر " عصير الماء " تحقيق : أبي بسام، مادة " ديد " ، 3 / 265

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    من أظرف ما قرأت ..أدام الله عليكم خفة الظل
    شكرا على جمال النص، وعذوبة حرفه وجرسه ومحموله الطريف
    أبدع شاعرنا / د. عبد الله بم سليم في نص بديع وظريف
    وكذلك أتى الرد من فواز اللعبون بحرف ضاحك وظريف أبدع نسجه
    أدام الله هذه الروح الفكهة، ولا حرمكم من خفة الدم
    أبدعتم وأطربتم وأمتعتم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,455
    المواضيع : 237
    الردود : 3455
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي

    استمتعت بأشعار ظريفة من الأدب الفكاهي الضاحك الذي يهدف في الأساس
    إلى الترويح عن النفس أو الهروب من ثقل الحياة وهمومها.
    بارك الله فيك وشكرا لك ـ ولك تحياتي.