ويعود المطر حاملاً معه ذكريات الماضي ، ذكريات الحب والألم والحنين .
يعود ليوقظ قلوبنا بعد سبات الصيف الطويل .
رائحة المطر لها لغة تخاطب بها القلوب ،
فتارةً تعيدنا أطفالاً أكبر همنا أن نكبر .
وكلما رافقتنا الأيام على درب الزمن حاملةً معها سنين عمرنا ، تلاشت أحلام الطفولة البسيطة وتبددت، واستبدلت بأخرى أكثر واقعيةٍ أكثر تعقيداً أكثر صراعاً مع الحياة .
.................................................. ........................
وتارةً أخرى يشعل فينا المطر ألم الحنين والاشتياق الى الشعور بدفء الحب .
إلى قصص وروايات خُطَّتْ مع أشخاص ما عادوا معنا ،
فارقونا أو فارقناهم أو لنكون أصدق الظروف هي من فرَّقتْنا .
يعيد الينا فناجينَ من القهوة رسمنا على وجوهها أحلامنا مع من نحب،.....
يسمعنا بصوته قصائد الحب التي قرأناها سوية ، يذكرنا بزفاف لم نحضره يوما، وأسماء أطفال لم ننجبهم ،وخلافات بيننا يا ليتها تعود فغالبا ما كانت تقوي علاقتنا .
ينساب كدموع ذرفناها مبللاً ذاك الشعر المموج الذي لم أراه يوماً .
.................................................. .........................
لماذا عدت أيها المطر ؟! لماذا لم تبق حبيس الغيوم بجوار أحلامنا ؟! لماذا سقطت الى أرض الواقع ؟!
لماذا لم تنتظر قليلاً فقد نسينا، أو نظن أنفسنا كذلك .
ستبقى تهطل وتهطل ،وسنبقى نراك ونتألم ،ولكن تذكر بأنك رغم ذلك كله ستبقى تحمل تلك الصورة الجميلة التي عشناها وسنبقى بانتظارك.
.................................................. ........................................