مَا دَامَ لِي خَالِقٌ باللُّطفِ يَغمُرُنِي
فَما الذي بَعدَ لطف الله أخشَاهُ؟!"
ولي من الله ودٌ لا حدود لهُ
الحمد الله لا تحصى عطاياهُ
أعطا ويحرسني والنصر منسكبٌ
ومن جفا موطناً فالله مولاهُ
ننسى الجميعُ ولا ننسى مودتهُ
والخير أجزلُ من للفضلِ ينساهُ
قد يعتري دهرنا غفو ومفرطةٌ
لكن ذو الآل لا ننسَ حفاياهُ
أأوي ورزقي ونفسي اللهُ ثالثها
فكيف ينتابُني ريبٌ بمأواهُ
يفيضُ يزادادُ شكري كلما غمرتْ
آلاؤهُ وكفاني كل مَبْلَاهُ
دَعوا الحمولاتِ أرخوا حربكم وذروا
نقضاً لعهدٍ فإنا ما نَقضناهُ
فماالذي أرتجي ممَّن جفا مدني
ورام قضمي ولا يخش خطاياه
وما الذي أشتهي ممَّن يَفلُّ يدي
عن الوصول إليهِ.. كيفَ أهواهُ ؟
كنَّا وأنتم كذراتِ فأخرجَنا
من ظهر أدم ذنب ما عقلناهُ
ولم نكن قد عرفنا سوءةً ظهرتْ
نستغفرُ اللهَ مما قد جنيناه
وكيف ندركُ عيباً دون معرفةٍ
ولم نكن قبل هذا قد سبرناهُ
قولٌ بليغٌ إذا رمتم بنا ألقاً
فإن نأيتم حملنا ما عشقناهُ
أما التواري عن الإفصاح غايته
ركضُ البريئ وتجفيفٌ لرياهُ
الله أكرم أن يخلي لمن ركضوا
درب الإباء وأنْ يُؤذى ولو تاهُ
ملتمْ وملنا وما مالتْ مراكبُنا
يوما عن الركبُ فانظر في مراياهُ
مثلَ العصافيرِ كنَّا لا تُسَنْبِلُناَ
إلا بقايا العُلا أو بعضُ معناهُ
أشقى الشقاء محبٌّ لا حبيبَ لهُ
ولا يدومُ بحالِ الناسِ أوَّاهُ
يومٌ سعيدٌ ويوم لا همومَ به
وهل تزيغ بنفسِ الحر آلاهُ
اللهُ يحرسُ مرعانا وينبته
نَبات جودٍ ويعلي من سجاياهُ
فمن تدثر بالأخلاق يرتعها
دهرا ويحصد ما خطته يمناهُ
أما الجنون فلا تُرْعى مخاتلهُ
ويعتلي كبرياء السيل مجراهُ
راموهُ مثلَ خريف لا ورودَ به
تساقطتْ ورقاً !! والله نجاهُ
اللهُ يجمعُنا في غيرِ ما وجعٍ
ولا احتقان ولا بأسٍ سنلقاهُ
اللهُ يحفظنا من كل شانئةٍ
ولا احترابٍ ولا حمقٍ أذعناهُ
وان يحققنا بالوسع في شممٍ
ما مرَّ قد مرَّ يبقى ما رجوناهُ
ستشرقُ الشمسُ حتماً فانثروا مدناً
واستوعبوا الضوءَ يكفي ما لقيناهُ
هائل سعيد الصرمي