سراب ما رآه الناس ماء .... !

تنويه لابد منه
أعتقد أن هناك من لم يفهم قصدي في قولي :-
سراب ما رآه الناس ماء
باعتقادهم أن الماء في هذا الشطر بدل من سراب فيرفعونه
والصحيح أن الجملة من
(ما) الموصولة
وجملتها مبتدأ مؤخر في محل رفع
و(سراب ) خبر مقدم مرفوع
ويكون قراءة الشطر :
سَرابٌ مَارآهُ الناسُ مَاءً
والمعنى : -
أن ماتوهمه الناس ماء فتقاتلوا من أجله وحصل ما حصل بينهم من هلاك وخراب لنيله ما هو إلا سراب لا حقيقة له هاموا فيه غرقى ...
وبما أني قد شرحت مفتاح القصيدة فيكون من السهل فهم القصيدة بأكملها
وخاصة للعباقرة !!!!!!

أعجبني كلامك هذا أستاذ محمد هو يشبه ماقاله شيخ البلاغة الشيخ عبدالقاهر الجرجاني في بيت أبي تمام في وصف قلم الممدوح الذي صدره :
لسان الأفاعي القاتلات لسانه
قال : من أعرب لسان مبتدأ فقد أفسد هلى الشاعر صنعته أوصناعته.
يقصد أن التشبيه بإعراب لسان مبتدأ يصير تشبيها مقلوبا والشاعر انما قصد التشبيه العادي فيكون لسانه هو المبتدأ.
لافض فوك أيها الشاعر الحر

بوركت وما حملت حروفك من رسم ومعان راقية
لقلبك السعادة

أعجبني كلامك هذا أستاذ محمد هو يشبه ماقاله شيخ البلاغة الشيخ عبدالقاهر الجرجاني في بيت أبي تمام في وصف قلم الممدوح الذي صدره :
لسان الأفاعي القاتلات لسانه
قال : من أعرب لسان مبتدأ فقد أفسد هلى الشاعر صنعته أوصناعته.
يقصد أن التشبيه بإعراب لسان مبتدأ يصير تشبيها مقلوبا والشاعر انما قصد التشبيه العادي فيكون لسانه هو المبتدأ.
لافض فوك أيها الشاعر الحر

شكرا لك أيها الأديب
خالد أبو إسماعيل
أسعدني مرورك من هنا
وقد سررت بردك العميق الذي يكشف تعمقك في فنون الأداب العربية وتذوقك وخبرتك في النقد بما تعنيه الكلمة مما يمكنك من معرفة قيمة الكلمة وصاحبها
تحياتي لك
ودمت بخير

أقول :-
أما إذا كان المطلع :-
سراب مارآه الناس يوما
فهاموا فيه في الظلمات غرقى
فسيكون
يوما
أبلغ من
ماء
لماذا ؟
لأن البيت الشعري يزداد جماله وعمقه كلما ازداد غموضا فالمتمعن والمتذوق للشعر سوف يصل إلى أن السراب الذي رآه الناس ماهو إلا ماء هاموا فيه في الظلمات غرقى
هذا على إعتبار أن ما في البيت موصولة بخلاف المعنى الذي سبق وأن أوضحته بعاليه !!!!!
فالبيت الشعري له معاني متعددة لمن يقف عليه بتمعن وإدراك
***
وشكرا لك أيها الشاعر محمد ذيب سليمان على ردك المفعم بالود

لو نتعمق قليلا
في خفايا المشاركة
سراب ما رآه الناس ماء
فهاموا فيه في الظلمات غرقى

وعلى اعتبار أن الناس لم يروا الماء ماء
بل رأوه سرابا
فولجوه فغرقوا
لوجدناهم
رغم هيامهم في الماء غرقى
لا يزالون يرونه سرابا
ولم يتخذوا ما يقيهم من الغرق
أو لم يتجنبوا الوقوع في الماء
كونهم لا يجيدون السباحة !!
ولله في خلقه شئوون
وهذا المثل ينطبق على الحمقى في ظل حماقاتهم التي
لا دواء لها منذ قديم الزمان
وقد وصفهم الإمام إبن الجوزي في كتابه
أخبار الحمقى والمغفلين !!
وهذا النوع من الشعر عام يمكن لأي قارئ أن يسقطه على مايرى أنه ينطبق عليه بحق
والناس ثقافات
أما بالنسبة لي فكما ذكرت سابقا فقد ألقيته مجردا

أحسنت أستاذ محمد.
إن للمعاني مداخل يُدخل اليها منها والشاعر هو الذي يختارها ومن أهمها الإعراب.
فأي قارئ دخل الى المعنى من مدخل لم يختاره الشاعر فقد أفسد على الشاعر صناعته.
كقول الشاعر :
ثلاثة يذهبن مابي من حزن
الماء والخضرة والوجه الحسن

من أعرب ثلاثة مبتدأ فقد أفسد على الشاعر صناعته لأنه قدم الخبر لغرض التشويق فاذا سمع السامع المسند ثلاثة يذهبن مابي من حزن تشوق لمعرفة المسند إليه وبإعراب ثلاثة مبتدأ وهو جائز نحوياً يذهب هذا المعنى.
أيضاً المعاني كما قرر الشيخ عبدالقاهر الجرجاني تتلبس بألفاظها في النفس وتترتب في النطق لتتعلق ببعضها عن طريق العلاقات النحوية كترتيبها في النفس.
والشعراء ينقحون أشعارهم فيغيرون أما ماقبل التنقيح فهو غالباً خاضع للسليقة والعقل الباطن والتنقيح هو خاضع للعقل الواعي والفكر.
والسليقة مهيمنة على العلم فالعلم هو تحويل السليقة العربية الى علم ولذلك السليقة السليمة لاتخطئ والعلم يحتمل الخطأ وكذلك الفكر.
والمطالع حسب دراسة اطلعت عليها هي أكثر أبيات القصيدة التي تعبر عن نفس الشاعر ولذلك التغيير فيها بعد التنقيح هو عمل عقلي وهي قبل التنقيح حديث مباشر من النفس.
والله أعلم

بعد أن كتبت هذه المشاركة اطلعت على كلامك الأخير وهو يؤيد ماقلته فالصناعة ظاهرة بعد أن صار المطلع سياقاً لما بعده وهذا شيء يصنعه جميع الشعراء

[QUOTE=خالد أبو اسماعيل;1160732]بعد أن كتبت هذه المشاركة اطلعت على كلامك الأخير وهو يؤيد ماقلته فالصناعة ظاهرة بعد أن صار المطلع سياقاً لما بعده وهذا شيء يصنعه جميع الشعراء[/QUOTE

شكرا لك علي مداخلتك
في الحقيقة أن المشاركة قد عبرت عن أحداث لم أذكرها صراحة فهي في نفسي
ولكني وجدت بعد نشرها أنها تحتمل أكثر من معنى لمن يقرأها فذكرت منها عدة معاني وليس بالضرورة ان تكون هي التي شكلت القصيدة فالمعنى في بطن الشاعر
والكثير من الشعراء لا يصرحون بتجربتهم الشعرية الحقيقية لظروف معينة فالصناعة الشعرية هي مجرد نظم فقط
مثل قول ابن مالك: -
كلامنا لفظ مفيد كاستقم
واسم وفعل ثم حرف الكلم
وأنا لم أصرح بالمعنى والسبب الذي ولد القصيدة لدي
والناس ثقافات
فمن هم الناس الذين رأوا السراب ماء
أو الماء سرابا فوقعوا فيه هلكي
فكروا ..... !!
تحياتي لك

كل كلامٍ لو بحثتَ به
وغصت قد تخفى معانيهِ

والشاعر المسكين تكشفهُ
في غفلةٍ منهُ قوافيهِ

يروى أن الشاعر أبانواس كان يسترق السمع لمعلم مع طلابه فسمع طالبا يسأل المعلم :
ماذا يقصد أبونواس بقوله :
ألا فاسقني خمرا وقل هي الخمر.............
قال المعلم : يريد أن يتلذذ بها بحاسة السمع.
فقال أبونواس : سبحان الله.
ماكنت أعرف هذا.
قد تكون أستاذ محمد معرفته صعبة لكن ليست مستحيلة لأن للنفس في الشعر فلتات شعورية قد يغفل عنها الشاعر.

كل كلامٍ لو بحثتَ به
وغصت قد تخفى معانيهِ

والشاعر المسكين تكشفهُ
في غفلةٍ منهُ قوافيهِ

يروى أن الشاعر أبانواس كان يسترق السمع لمعلم مع طلابه فسمع طالبا يسأل المعلم :
ماذا يقصد أبونواس بقوله :
ألا فاسقني خمرا وقل هي الخمر.............
قال المعلم : يريد أن يتلذذ بها بحاسة السمع.
فقال أبونواس : سبحان الله.
ماكنت أعرف هذا.
قد تكون أستاذ محمد معرفته صعبة لكن ليست مستحيلة لأن للنفس في الشعر فلتات شعورية قد يغفل عنها الشاعر.

صحيح ماذكرته في مداخلتك
أما بالنسبة لي فقد تعمدت أن أوضح ببعض العبارات مايجعلك تفهم المعنى عن قصد وليست مني من فلتات التعبير وما أنا عنها بغافل
تحياتي لك