غداة أتت
غَـــدَاةَ أَتَــتْ وَأَضْــمَرَتِ الــفِرَاقَا أَرِقُّ لَــــهَــا وَتَــتَّــهِــمُ اخْــتِــلَاقَــا
أَمُـــدُّ يَــدَ الــوِصَالِ بِــكُلِّ رِفْــقٍ أُعَــتِّقُ بِــالوِدَادِ سُــلَافَ شَــوْقٍ وَأَرْوِيــهَا الــحَنِيـنَ فُــرَاتَ هَــمْسٍ إِذَا وَقَـــرَ الــغَــرَامُ بِــقَــلْبِ حُــرٍّ أُدَارِي الــكِــبْرِيَاءَ بِــأَلْفِ عُــذْرٍ أَقُــولُ وَقَــدْ عَــطَفْتُ عَــلَى أَنَيْنِي لَــكَمْ قَــيَّدْتُ بِاسْمِ الرُّشْدِ نَفْسِي وَإِنِّــــي كُــلَّــمَا نَــازَعْــتُ قَــلْــبِي وَلَـــوْ أَنِّـــي أَثُــوبُ إِلَــى صَــوَابِي إِذَا كَــانَتْ تَــعِيبُ الــعِشْقَ بَوْحًا وَلَــنْ تَــنْفَكَّ أُنْــثَى الــغَيْمِ غَضْبَى فَدَعْ عَنْكَ الأَسَى يَا قَلْبُ صَفْحًا وَطَــرِّزْ مِــنْ حَــرِيرِ الــصَّفْوِ كَوْنًا وَغَــنِّي يَــا حُــرُوفُ لِــكُلِّ مَــعْنَى إِذَا مَــا اعْــتَدَّ بِــابْنِ الفَخْرِ عُجْبٌ وَمَــنْ دَخَــنْتَ رُؤَاهُ بِــجَمْرِ وَهْــمٍ وَلَــيْسَ يَــضِيرُ قَــدْرَ النُّورِ أَعْشَى تَــهَــلْهَلَ كُــلَّــمَا بَــهَــرَتْهُ شَــمْــسٌ وَفِــي قُــرَبِ الــسَّحَابِ يَرَى يَبَابًا وَكَــيْفَ يُــلَامُ؟ غَــايَةُ مَــا تَــسَنَّى وَلِــلْأَعْــرَافِ وَالــفِرْدَوْسِ أَهْــلٌ وَمَــا اسْــتَعْصَى عَــلَى شَفَتِي بَيَانٌ وَنَــحْلِي اشْــتَارَ مِنْ سَهْلٍ وَصَعْبٍ فَمَنْ شَاءَ الضِّفَافَ أَصَابَ شَهْدًا إِذَا خَــرَقَ الــسَّفِينَ هَــوَى مُطَاعٌ وَمَــا تُــجْدِي الفَصَاحَةُ فِي نُفُوسٍ سَــأَمْــضِي بِــالرِّسَالَةِ كُــلَّ دَرْبٍ وَفَــوْقَ الــغَيْـمِ أَصْنَـعُ فُلْكَ فِكْـرِي سَيَسْخَرُ مِنْكَ غَرَقَى الذَّاتِ كِبْرًا فَـــلَا تَــهْــتَمَّ يَــا طُــوفَانَ نُــوحِي وَلَا تَــغْــتَمَّ يَـــا أَيُّـــوبَ حِــلْــمِي وَمَـــاذَا الــشِّعْرُ إِلَّا مِــنْ مَــعِينِي وَهَــذَا كَــوْثَرِي بِــالزَّجْرِ يَــجْري
